إنقاذ قوارب المهاجرين بالمتوسط.. مخاطر جمة وتضييقات حكومية متزايدة
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
وحملت حلقة برنامج "المسافة صفر"-الذي يبث حصريا على منصة "الجزيرة 360"- اسم "أحلام عائمة" لمهاجرين هربوا من ضيق أوطانهم إلى سعة بحر لا يرحم (لمشاهدة الحلقة كاملة يرجى الضغط هنا).
وانضمت مقدمة البرنامج الإعلامية سلام هنداوي إلى سفينة "أوشن فايكينغ" التي كانت ترسو في ميناء مدينة سيراكوزا الإيطالية، والتي تقع على الساحل الجنوبي الشرقي لجزيرة صقلية الواقعة في وسط الأبيض المتوسط بين تونس وشبه الجزيرة الإيطالية.
وتضم السفينة مأويين، إحدهما للرجال والآخر للنساء، وقبل إبحارها يتوجب عليها تأمين الاحتياجات الضرورية من طعام ووقود ومعدات بحث وإنقاذ وفريق طبي يضم أطباء وقابلة وممرضة.
وتتبع السفينة للمنظمة البحرية الأوروبية التي تقوم بأنشطة البحث والإنقاذ في المياه الدولية بالأبيض المتوسط، ولديها تنسيق مع مراكز الإنقاذ البحري الإيطالية والمالطية والليبية لإنقاذ المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.
وأنقذت هذه المنظمة منذ بدء عملياتها 2017 وحتى صيف 2024 ما لا يقل عن 41 ألف مهاجر بالأبيض المتوسط، بينهم مئات النساء والأطفال، كما اعتمدت على 650 متطوعا لتنفيذ مهام الإنقاذ بعد تدريبهم على الاستجابة لنداءات الاستغاثة وتقديم المساعدة الفورية والرعاية الطبية.
ووفق البرنامج، يجتمع طاقم السفينة يوميا للاطلاع على الأحوال الجوية وسير عمليات الإنقاذ الأخرى، وتنفيذ تدريب محاكاة لعملية إنقاذ بالبحر، وكيفية التعامل مع حادث يتسبب بوقوع إصابات.
وشرح تشارلي -وهو رئيس فرق قوارب الإنقاذ السريعة في السفينة- سيناريوهات محتملة في عمليات الإنقاذ وكيفية التعامل مع قوارب المهاجرين وفق تكتيكيات تضمن سلامتهم مع فرق الإنقاذ.
ولا تقتصر مراقبة قوارب المهاجرين على فرق البحث عينيا، بل يشمل أيضا غرف القيادة في السفينة وطائرات الاستطلاع لمنظمات غير حكومية تحلق فوق منطقة العمليات.
إنقاذ قارب مهاجرين
وفي تطبيق لمهامها أطلقت السفينة قوارب سريعة نحو قارب مهاجرين -أغلبهم سوريون- وكان مكتظا ولا يرتدي أحد سترة نجاة، في حين قالت مسؤولة الفريق الطبي للدورية إن الأولوية للأشخاص الذين يحتاجون العناية الطبية الفورية، ثم التأكد من إمكانية استحمام المهاجرين "لمنع تمدد آثار حروق الوقود إذا تعرض الأشخاص لماء البحر والوقود".
وبعد نقل اللاجئين من الزورق السريع للسفينة يتوجب -وفق طاقم السفينة- وضع علامة مع تاريخ ورمز يدل على إنقاذ من كانوا عليه، ثم تدمير المحركات لأنه يمكن إعادة استخدامها واحتمال تعطلها بالبحر يزداد مع رداءتها.
لكن عمليات الإنقاذ للمنظمات غير الحكومية لا تلقى ترحيبا من خفر السواحل الليبي، إذ كشف البرنامج عن إطلاق السلطات البحرية الليبية النار في الهواء والمياه لإبعاد سفينة "أوشن فايكينغ" وطلب مغادرتها، في حين قالت الأخيرة إنها تقف بالمياه الدولية.
وينقل "أحلام عائمة" عن أحد العاملين بالسفينة قوله إن المهاجرين يحاولون الهروب من فرق الإنقاذ ظنا أنهم يتبعون السلطات الليبية، مضيفا "يفضلون الموت على العودة لليبيا".
معاناة المهاجرين
ووثق البرنامج شهادات بعض الناجين شريطة إخفاء وجوههم واستخدام أسماء مستعارة، وقال أحدهم -وهو فلسطيني كان مقيما بسوريا قبل أن ينتقل إلى بنغازي- إنه اعتقل هناك على فترات متقطعة خلال محاولاته الهروب عبر البحر، واصفا المعاملة بالسيئة.
وواجه محمود -وهو لاجئ سوري هرب من لبنان إلى ليبيا- السجن هناك واضطر إلى دفع مبلغ مالي للخروج، في حين قال أمجد -وهو لاجئ من بنغلاديش- إنه سجن في بنغازي لعامين، وأجبر على العمل القسري بالسجن ثم أفرج عنه ووقع في مافيا الاتجار بالبشر.
وبلغ متوسط ما دفعه المهاجرون الذين أنقذوا -وبلغ عددهم 68 شخصا من جنسيات مختلفة- 270 ألف دولار باحتساب 4 آلاف دولار، وهو أقل مبلغ مالي دفع للمهربين مقابل الشخص الواحد.
وفي سياق متصل، تقول الباحثة بشؤون الهجرة مورجان دوموفيك إن تمويل الاتحاد الأوروبي لدول مثل ليبيا وتونس عامل ساعد شبكات التهريب والاتجار بالبشر ولم يسهم بانحسارها، مشيرة إلى أن بعض المنظمات تعرضت للمحاكمة بتهمة الارتباط بالمهربين في ليبيا.
قوانين وتضييقات
وكانت إيطاليا قد أصدرت مرسوم "كوترو" في أبريل/نيسان 2023، والذي يجبر السفن على طلب إذن الإبحار للميناء الذي تحدده السلطات بعد الإنقاذ بدلا من البقاء في البحر بحثا عن قوارب مهاجرين أخرى.
ووصف المرسوم بأنه أحدث محاولة من الأحزاب اليمينية الإيطالية لعرقلة وصول المهاجرين إلى أوروبا، بعد 3 أشهر من خطة عمل للمفوضية الأوروبية لفرض قواعد أكثر صرامة على المنظمات التي تقوم بأعمال البحث والإنقاذ.
كما يسلط تحقيق برنامج "المسافة صفر" الضوء على جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي تشهد تدفقا بأعداد المهاجرين، حيث استقبلت السلطات أكثر من 10 آلاف مهاجر في سبتمبر/أيلول 2023 رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد تعهدت بمساعدة إيطاليا عبر وكالة للاتحاد الأوروبي لتحديد المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا، وإعادة غير المؤهلين للحصول على اللجوء، وسط تأكيدات أن السلطات الإيطالية والمالطية باتت تصعب عمليات الإنقاذ للمنظمات غير الحكومية.
27/9/2024المزيد من نفس البرنامج"أحلام عائمة".. تحقيق جديد لـ"المسافة صفر" على "الجزيرة 360"تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات عملیات الإنقاذ arrowمدة الفیدیو المسافة صفر
إقرأ أيضاً:
السماء تبتسم.. هلال القمر يتلألأ بين نجمين في ظاهرة فلكية ساحرة!
تشهد سماء الكرة الأرضية، مساء اليوم الأربعاء، ظاهرة فلكية فريدة تُعرف بـ”ابتسامة السماء”، حيث يظهر هلال القمر برفقة نجمين لامعين في الأفق الغربي، في مشهد يُشبه وجهًا مبتسمًا يتلألأ في عمق الفضاء.
ومع انقضاء دقائق على غروب الشمس، تبدأ ملامح هذه اللوحة السماوية بالظهور، حيث يعلو الهلال على ارتفاع نحو 20 درجة فوق الأفق، بمظهر مائل يُشبه الفم المبتسم، بينما يظهر النجم “كاستور” (رأس التوأم المقدم) على يمينه، و“بولوكس” (رأس التوأم المتأخر) على يساره، وكلاهما ينتميان إلى برج الجوزاء.
يحمل النجمان دلالات ميثولوجية عميقة، فـ”كاستور” و”بولوكس” هما توأمان أسطوريان في الميثولوجيا اليونانية، عُرفا باسم “ديوسكور”، وكان أحدهما إلهيًا (بولوكس) والآخر بشريًا (كاستور). وتُجسد هذه الأسطورة الفارق في سطوع النجمين، حيث يتألق “بولوكس” بلون أحمر لامع، مقابل لمعان أقل لـ”كاستور”، الذي يُعد في الواقع نظامًا معقدًا يضم ستة نجوم.
ولرصد هذه الظاهرة، يُنصح بالبحث في السماء الغربية بعد الغروب بنحو نصف ساعة، ويمكن استخدام قبضة اليد لقياس المسافة، حيث تساوي المسافة بين الإبهام والطرف الآخر من الكف قرابة 10 درجات سماوية. ولتحديد المواقع بدقة، يُفضل استخدام تطبيقات رصد النجوم حسب الموقع الجغرافي.
وتُعد هذه الظاهرة مشهدًا بصريًا نادرا يربط بين العلم والأسطورة، ويشكل لحظة تأمل فريدة في جمالية الكون وتناسقه، و”ابتسامة” عابرة في سماء الليل تُذكرنا بجمال الطبيعة الكوني.
The universe will smile back at us on May 29, thanks to an uncanny cosmic alignment https://t.co/AZImGga7eW
— SPACE.com (@SPACEdotcom) May 28, 2025