العبادة في الجائحة: خفف الوطء يا مفرح
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
(أعود إلى كتاباتي طوال عمر الحكومة الانتقالية فينا لأرد قوى الحرية والتغيير عن غي كثير. فلا تجدهم في براثن محنتهم، ومحنة البلد، يأخذون أنفسهم بورع النفس اللوامة في تعريض تجربتهم في الحكم لنقد ذاتي قاس لا يترك حجراً في موضعه. وعوضاً عن ذلك يملصون هزيمتهم النكراء على الكيزان كأن الثورة، متى حدثت، مطهر يستأصل شأفة خصومها لا عراك الرجال المتنى.
وهذه كلمة أخذت فيها على نصر الدين مفرح، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، استبداده بالرأي في إدارة الوزارة خلال جائحة الكورونا. وأساء).
السيد نصر الدين مفرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف إنسان نبيل الخاطرة لا شك. ولكني أخذت عليه أسلوبه القيادي بالانفراد بالقرار، أو بإعلانه، في تدبير أمر هذه الوزارة الحساسة في منعطف الجائحة. وهو المنعطف الذي القى بظل ثقيل على العبادة كما لم يفعل من قبل. أخذت على السيد الوزير أنه أعلن عن بدء فريضة رمضان وحده. ثم أعلن عن إجراءات الحجر الصحي في دور العبادة وحده. ثم ها هو يعلن أمس الأول عن العودة المشروطة للحياة إلى هذه الدور وحده. وتساءلت عن أمرين: هل تداول الوزير مع أئمة المساجد ودور العبادة الأخرى حول الإجراءات التي انتهى إليها؟ هل خصبها بتغذية راجعة منهم بعد استماع جليل لهم؟ وهل خلت الوزارة من آلية لإعلان قراراتها من سوى الوزير؟
تشرق القيادة من أسفل لأعلى لا العكس. ويحب كل إمري أن يدلي بدلوه في اختصاصه. وأن يضع بصمته على مستخرج الاجتماع، أي أن يرى صورته فيه. ومتى احتكر القائد الكلمة وعطل مساهمة من هو قائم بأمرهم نفّرهم وأدوا ما عليهم من قرار الوزير بنفس طامة.
زادت أهمية إحسان القيادة بالاستصحاب في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف خاصة. فلا أعرف إن كانت الدولة الحديثة قد أحسنت أبداً إلى طاقمها من الموظفين والدعاة والائمة والمؤذنين. ولا أعرف إن كانوا لقوا الجزاء المادي والمعنوي المستحق. فهم أهل وزارة معاد لا معاش كانت بذرتها عند مستعمر كافر لم يكن ليكترث لدين من ركبهم استعماراً لأن معاده ليس معادهم. وأنشأ الاستعمار ثنائية في التعليم جعلت يد كلية غردون هي العليا والمعهد العلمي، مدرسة أكثر طاقم وزارة الشؤون الدينية، هي السفلي. ولم يجدوا من الاستقلال النصفة إلا حين تحالفوا مع رؤساء أو نظم جنحت للطغيان. وعرضت لهذا في كتابي “الشريعة والحداثة” وبصورة أوفي في أصله بالإنجليزية.
وتزداد أهمية الشورى مع هيئة الوزارة لأن الأمر من أعلى قد يجري على الوظيفة المدنية في وزارة المالية مثلاً ولكنه يكاد يستحيل في الوظيفة الدينية. فقد تُرْهب موظف المالية بخطر العدوى من الجائحة فيتفهم الأمر. ولا ينطبق ذلك حرفياً على القائم على الوظيفة الدينية الذي يتعزى بالتوكل وإن لم يعقلها. والموت يقع عنده من أجل في كتاب محفوظ. ولهذا لقيت إجراءات إغلاق دور العبادة في أمريكا معارضة أخذت فيها الكنائس رجال الدولة للمحاكم.
وما أعرف منظراً شهقت له مثل مرابطة مؤمنين كباريين في يوم كنسي مشهود خارج الكنيسة المغلقة التي اقتصر القداس فيها عل القساوسة لا غير. وبدا لي أولئك العُباد كمن أخذوا على حين غرة لا يعرفون موضعاً غير الكنيسة في يومهم ذاك، وفي ساعتهم تلك، ولشعيرتهم تلك. وبدوا لي مثل يتامى. وتذكرون أن الرئيس ترمب طلب الزلفى لهذا الأرق الديني الذي أحدثته الكورونا فجعل العبادة في دورها عملاً لا مندوحة منه مثل عمل الجيش الأبيض تماماً.
كتبت هنا احتج على إمام حارة ما في الثورة أمّ صلاة العيد ضارباً عرض الحائط بالحجر الصحي. ولكني تساءلت أيضاً إن كان الوزير قد اجتمع بمثله للتداول حول تعطيل الصلاة في يومها ذاك بالنسبة للجائحة، أو أدائها كل باجتهاده في حفظ التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات. ولم يعتبر ذلك الإمام بأي من ذلك كله. ولو كان الوزير تعاقد معه على المحاذير وترك له ولغيره من الأئمة الإبداع في إطارها لما شفقنا على مصليّ ذلك الجمع.
للمعاد اشواق. وله توكل وفدائية. ولم أسعد بإرجاع النور حمد خرق بعض أهل المعاد لمحاذير وزارة الصحة إلى عقلنا الرعوي. فهذا تبسيط لديناميكية التقوى وجبر الطقوس. وربما لا احتاج للقول إن أهل المعاد في أمريكا فعلوها لبيان جبر المعاد إلا مضطراً.
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الشؤون الدینیة
إقرأ أيضاً:
فرص عمل جديدة في الإمارات برواتب مغرية تصل لـ28 ألف جنيه شهريًا
أعلنت وزارة العمل، عن إتاحة فرص عمل جديدة بدولة الإمارات العربية المتحدة برواتب مجزية تصل إلى ما يعادل 28 ألف جنيه شهريًا، وذلك في إطار توجيهات وزير العمل محمد جبران المستمرة لفتح أسواق عمل خارجية جديدة أمام العمالة المصرية وتعزيز فرص التشغيل بالخارج، خصوصًا للعمالة الماهرة التي تحظى بسمعة طيبة في سوق العمل الخليجي.
أوضحت وزارة العمل أن فرص العمل الجديدة بدولة الإمارات تشمل مجموعة واسعة من التخصصات الفنية المطلوبة في قطاع المقاولات والديكور والتشطيبات، وهي:
نجار مسلححداد مسلحنجار خشب أثاث (موبيليا)صباغ خشب أثاثفني جبس بوردفني سيراميكفني محارةسباكوتتراوح الرواتب الشهرية للوظائف المعلنة بين 1800 و2200 درهم (ما يعادل تقريبًا 28 ألف جنيه مصري)، بينما تتراوح رواتب وظيفة السباك بين 1600 و2000 درهم، مع إمكانية الحصول على ساعات عمل إضافية حسب الإنتاجية والأداء الفعلي في موقع العمل.
مزايا وشروط التعاقدأكدت الوزارة أن الشركة الإماراتية التي وفرت فرص العمل تتحمل جميع مصروفات الاستقدام وتذاكر السفر للعمالة المصرية المختارة، إلى جانب توفير السكن والمواصلات مجانًا، والالتزام الكامل ببنود التعاقد طبقًا لقانون العمل بدولة الإمارات العربية المتحدة.
كما شددت على أن هذه الفرص تأتي ضمن اتفاقيات التعاون العمالي بين الجانبين المصري والإماراتي، والتي تهدف إلى تنظيم استقدام العمالة المصرية في بيئة عمل آمنة وبحقوق وضمانات قانونية واضحة.
حددت وزارة العمل عددًا من الشروط التي يجب توافرها في المتقدمين للحصول على فرص العمل الجديدة بدولة الإمارات، وتشمل:
أن يكون سن المتقدم ما بين 25 و40 عامًا.أن يمتلك خبرة عملية لا تقل عن 4 سنوات في نفس مجال التخصص المطلوب.أن يكون حسن السيرة والسلوك وملتزمًا بأخلاقيات العمل.أن يجتاز المقابلات الشخصية والاختبارات الفنية المقررة بنجاح.تفاصيل ملتقى التوظيف والمقابلات الشخصيةمن جانلها أعلنت هبة أحمد، مدير عام الإدارة العامة للتشغيل بوزارة العمل، أن المقابلات الشخصية والاختبارات الفنية الخاصة بالوظائف ستُعقد خلال ملتقى التوظيف الذي تنظمه الوزارة يومي الأحد والاثنين 19 و20 أكتوبر 2025، بمركز تدريب مهني بولاق الدكرور التابع للوزارة.
وأكدت أن اللجان المختصة ستتولى إجراء اختبارات فنية دقيقة للتأكد من كفاءة المتقدمين ومدى إتقانهم للمهنة قبل اختيارهم النهائي للسفر.
أوضحت وزارة العمل أن باب التقديم على فرص العمل الجديدة بدولة الإمارات ما زال مفتوحًا حتى يوم الخميس 16 أكتوبر 2025، عبر الرابط الإلكتروني الذي خصصته الوزارة لتلقي طلبات الراغبين في الالتحاق بالوظائف.
كما حذرت الوزارة من التعامل مع أي وسطاء أو جهات غير رسمية، مشيرة إلى أن جميع إجراءات التقديم والاختيار مجانية وتتم حصريًا من خلال وزارة العمل.
دور مكتب التمثيل العمالي بالإماراتأشارت الوزارة إلى أن مكتب التمثيل العمالي بالسفارة المصرية في الإمارات برئاسة السيدة منال عبد العزيز، يتولى الإشراف المباشر على إجراءات التعاقد مع الشركة الإماراتية، لضمان التزامها الكامل بحقوق العمالة المصرية ومطابقة شروط التعاقد للقوانين الإماراتية.
ويُعد المكتب حلقة وصل مهمة بين العامل المصري وجهات العمل الإماراتية، كما يتابع حالات العمال بعد السفر ويقدم الدعم اللازم في حالة وجود أي شكاوى أو نزاعات عمالية.
وللتقديم في فرص العمل الجديدة بدولة الإمارات، يجب على الراغبين اتباع الخطوات التالية:
الدخول إلى الرابط الإلكتروني المخصص للتقديم عبر موقع وزارة العمل.
تسجيل البيانات الشخصية بشكل دقيق واستيفاء نموذج الطلب.
رفع المستندات المطلوبة مثل بطاقة الرقم القومي، وشهادة الخبرة، والمؤهل الدراسي إن وُجد.
متابعة الطلب عبر البريد الإلكتروني أو من خلال التواصل مع إدارة التشغيل الخارجي بالوزارة لمعرفة موعد المقابلة.