حتى مع انباء موته .. نصر الله يضع المنطقة على حافة سيناريوهات خطيرة
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
سرايا - تقف منطقة الشرق الأوسط أمام سيناريوهات حادة بعد إعلان إسرائيل مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وبدأت ردود الأفعال المتوقع اتخاذها من قبل الأطراف المعنية عقب التصعيد الأخير في لبنان.
عواقب عميقة لسنوات
وفي إشارة إلى خطورة المرحلة قال وزير الخارجية الأمريكي، ، إن الخيارات التي تتخذها الأطراف جميعها في الشرق الأوسط في الأيام المقبلة ستحدد المسار الذي ستتخذه المنطقة، وستكون لها عواقب عميقة لسنوات قادمة.
وأثار تعليق بلينكن تساؤلات بشأن الخيارات التي ستلجأ إليها إيران ردا على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقر حزب الله في بيروت، وكيف ستتعامل واشنطن مع التهديدات المستقبلية.
وفي مؤتمر صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح بلينكن أن واشنطن تعتقد أن السبيل للمضي قدما سيكون من خلال الدبلوماسية وليس الصراع، محذرا من استغلال الوضع لاستهداف أفراد أو مصالح أمريكية.
وأكد أن الولايات المتحدة "ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبها"، مضيفا أن هذه لحظة حرجة بالنسبة للشرق الأوسط والعالم، بحسب "رويترز".
إيران ستجبر على قبول شروط التهدئة إذا تأكد مقتل نصر الله
حنين غدار، معهد واشنطن
من جهتها، قالت الزميلة الأقدم في معهد واشنطن الأمريكي، حنين غدار، لـ موقع "الحرة"، أن مقتل نصر الله، إذا تم تأكيده، يعني أن الحزب خسر القيادة، وأن إيران ليس أمامها سوى خيار الموافقة على شروط التهدئة الأمريكية الفرنسية لوقف إطلاق النار.
وأشارت غدار إلى أن إيران ليس أمامها خيار آخر سوى هذا الحل، "فنصر الله كان الشخص الوحيد الذي رفض مبادرة وقف إطلاق النار، وبغيابه تكون إيران مجبرة على التسوية"، بحسب تعبيرها.
وذكرت أن أمام الولايات المتحدة "سيناريوهين"، الأول "خطير" والثاني "أهون"، بحسب تعبيرها.
وأوضحت أن واشنطن تأمل أن تختار طهران خيار عدم التصعيد؛ "لأن التصعيد سيجر الولايات المتحدة وإسرائيل إلى حرب شاملة".
أما بشأن تبعات التصعيد في حال أصرت إيران على موقفها، فتقول غدار إن ذلك سيؤدي إلى "فتح أطراف عدة جبهات جديدة ضد إسرائيل من خلال تكثيف الحوثيين والميليشيات العراقية عملياتهما، وتصعيد مسلح لحزب الله في الجولان".
عواقب مدمرة
وفي هذا الإطار، حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن من "عواقب مدمرة" إذا دخلت إسرائيل في حرب شاملة مع "حزب الله".
وأضاف أوستن في حوار مع شبكة "سي إن إن" أن الخسائر البشرية "ستكون مساوية أو أكبر" من عدد الضحايا في غزة.
وقال إن "الحرب الشاملة بين لبنان وحزب الله وإسرائيل ستكون كارثية بالنسبة لكل من لبنان وإسرائيل. ومرة أخرى، نتوقع أن نرى عددا من النازحين، وعددا من الضحايا مساويا أو أكبر مما رأيناه في غزة".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: نصر الله
إقرأ أيضاً:
صفقات الغضب بين ترامب و نتنياهو
لترامب فلسفة في التعامل مع الصفقات خاصة السياسية منها، فأينما تواجدت تواجد هو معها ، ليس بهدف التنسيق المشترك بين واشنطن وحلفائها، وإنما بهدف تحقيق المصالح الأمريكية فقط التي هي بطبيعة الحال مصالح إدارته، حتى لو كان ذلك على حساب أقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، -"إسرائيل"-، فما هي فلسفة تعامل ترامب مع نتنياهو ؟.
مصلحة ترامب.. وتجاهل الالتزامات التاريخية لإسرائيلحلفاء نعم.. لكن المصلحة الأمريكية هي الأولوية، هذه هي فلسفة تعامل ترامب مع نتنياهو ، فعلى مدار الأسابيع الماضية، غرد مسؤول البيت الأبيض خارج سرب التفاهمات التاريخية بين واشنطن وتل أبيب شأن الشرق الأوسط وقضاياه، وأصبحت تحركات ترامب قائمة وفق مصالح واشنطن وليس وفق للالتزامات التاريخية الأمريكية المعهودة تجاه إسرائيل.. وهو ما أغضب -"رجل الحرب في إسرائيل"-.
اتفاق محتمل بين واشنطن وطهرانالبداية كانت من إيران، حيث جاءت جولات المفاوضات بين واشنطن وطهران في مسقط وروما بشأن الملف النووي لإيران على عكس الرغبة الإسرائيلية التي كانت تريد التصعيد ضد طهران عبر العمل العسكري، لكن ترامب يرى في التفاوض مع إيران فرصة ومكسبا سياسيا واقتصاديا يمكن الاستفادة منها حال الوصول إلى اتفاق مشترك بين الولايات المتحدة وإيران.. وهو أمر على ما يبدو أقرب للحدوث.
التفاهم مع الحوثيين دون ضمانات لإسرائيلوجاء التفاهم الأمريكي مع الحوثيين في اليمن ليزيد من فجوة اختلاف الأولويات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث نجحت إدارة ترامب في إبرام صفقة مع الحوثيين عن طريق الوسيط العماني، توقف من خلالها الجماعة اليمنية استهداف السفن الأمريكية وسفن الحاويات في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، في الوقت الذي لم يتم الحديث فيه عن عدم استهداف إسرائيل مرة أخرى.
الإفراج عن عيدان ألكسندر.. طعنة إسرائيلوكانت غزة حاضرة أيضا في مشهد اختلاف الأولويات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث مثلت مفاوضات واشنطن الغير مباشرة مع حماس بشأن الإفراج عن المحتجز الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر - "طعنة"- كما وصفها المسؤولين في إسرائيل، حيث نجحت من خلال واشنطن الإفراج عن أحد أهم المحتجزين بالنسبة للولايات المتحدة، وكانت الصفقة في المقابل عنصر ضغط على إسرائيل من أجل إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع .. وهو ما حدث بالفعل.
تفادي تورط واشنطن في صدامات طويلةويعتمد ترامب في إدارة علاقات الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط على عقلية رجل الأعمال وصانع الصفقات، واضعاً الاستثمارات والفرص الاقتصادية في قلب تحركاته الدبلوماسية، حتى لو كان ذلك يتعارض مع سياسات حلفاء واشنطن التقلدين والتاريخين، فترامب يسعى لتفادي التورط في صدامات طويلة.
بين الدبلوماسية المرنة والتلويح بالردع العسكري.. يتبنى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب نهج الغموض الاستراتيجي في سياسته الخارجية، لا سيما تجاه قضايا الشرق الأوسط، في محاولة لإعادة تشكيل معادلات القوة الإقليمية وتعزيز النفوذ الأميركي ضمن بيئة دولية معقدة ومتشابكة.