تحولات استراتيجية في أوروبا تجاه اسرائيل
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
التحولات التي تشهدها أوروبا في الموقف تجاه الاحتلال الاسرائيلي تاريخية واستراتيجية وغير مسبوقة، وسوف تنعكس على العلاقات بين دول أوروبا وبين اسرائيل الى الأبد.
المواقف الأوروبية متسارعة ومتلاحقة وجميعها ليست في مصلحة الاحتلال الاسرائيلي، كما إن ما نشرته الصحافة العبرية مؤخراً يؤكد أن ثمة حالة من الرعب في تل أبيب بسبب التحول الأوروبي، إذ لم تعد أوروبا قادرة على الاستمرار في تقديم الدعم والغطاء لعدوان يستهدف المستشفيات والأطفال والمرضى، ويقوم بحرق خيام اللاجئين ومراكز الإيواء، كما يمنع الطعام والشراب عن المدنيين، وهي سلسلة من جرائم الحرب التي لم تعرف البشرية مثيلاً لها طيلة المئة عامٍ الأخيرة.
خلال الأيام الماضية شهدت أوروبا سلسلة من التحركات الرسمية على أعلى المستويات والتي تعارض الجرائم الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وهي تحركات غير مسبوقة تجلت في مواقف واضحة لعدد من الدول الأوروبية على رأسها اسبانيا وفرنسا، كما إن بريطانيا وكندا تحركتا أيضاً لإعلان موقف مناهض للعدوان الاسرائيلي.
في بريطانيا كانت الحكومة قبل شهور قليلة فقط من الآن ترفض إصدار بيان يُطالب بوقف إطلاق النار، بينما تحول الموقف السياسي حالياً نحو التوجه الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والدعوة لفرض عقوبات على اسرائيل، والتوقف عن تزويد تل أبيب بقطع الغيار اللازمة للطائرات وكذلك وقف تصدير الأسلحة ووقف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة، فضلاً عن إجراءات أخرى محتملة قد يتم اتخاذها في الأيام المقبلة.
وفي إيرلندا ليس بعيداً عن بريطانيا بدأت الدولة إجراءاتها من أجل منع دخول أية منتجات قادمة من المستوطنات، وذلك على الرغم من أن هذا القرار يُمكن التحايل عليه بسهولة من قبل التجار الاسرائيليين، لكنه يظل ذو بعد تجاري واقتصادي ويتضمن ما يُشبه العقوبات للمستوطنين الذين يُشكل وجودهم في الضفة الغربية انتهاكاً للقانون الدولي.
الصحافة العبرية ازدحمت خلال اليومين الماضيين بالتقارير التي تعبر عن حالة القلق من التحركات البريطانية، خاصة وأن الحكومة في لندن تلقت رسالة وقعها أكثر من 800 محامٍ وأكاديمي وقاضٍ بارز، من بينهم قضاة سابقون في المحكمة العليا البريطانية، وتدعو الرسالة إلى فرض عقوبات على حكومة الاحتلال الإسرائيلي ووزرائها، وتدعو حكومة كير ستارمر للمطالبة بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، وذلك بسبب "انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني تُرتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، كما جاء في الرسالة.
موجة الغضب الأوروبية ضد اسرائيل غير مسبوقة مطلقاً، والمواقف الأوروبية تجاه عدوان الاحتلال تُشكل تحولاً استراتيجياً، فالقارة الأوروبية لطالما كانت توفر الغطاء لاسرائيل منذ تأسيسها بقرار بريطاني في العام 1948، بل إن الموقف الأوروبي خلال الشهور الأولى لهذه الحرب كان داعماً بشكل كامل ومطلق لاسرائيل وكان يُبرر الحرب بأنها "دفاع عن النفس" وهو ما تحول تماماً في الأيام الأخيرة.
وأغلب الظنَّ أن الأوروبيين بدؤوا يؤمنون بأن هذه الحرب العمياء لا جدوى منها بعد عامين من البدء بها، وبعد أن فشلت طوال هذين العامين في استعادة ولو أسير اسرائيلي واحد بالقوة، فمن تم استعادته حدث له ذلك بالاتفاق وليس بالقوة.. أصبح العالم بأكمله مقتنعاً اليوم بأن هذه الحرب فاشلة وأنها مجرد ثأر اسرائيلي أعمى من الأطفال والمدنيين ليس أكثر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه أوروبا الإسرائيلي إسرائيل غزة أوروبا حرب الابادة مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
العقليات المادية لا تؤمن بالحقائق الغيبية وإذا تعارضت الحقائق المشاهدة مع توجهاتهم فهي كاذبة وغير صحيحة؛ التحالف الصهيوامريكي يعتنق هذه المبادئ والصهاينة اليوم هم الحصان الذي يتم الرهان عليه لاستمرار الاحتلال؛ اليهود رأس الحربة وصهاينة العرب والغرب جناحاه.
أنقذ الله اليهود من الشتات فطلبوا من موسى (أرنا الله جهرة) وأنقذهم وأغرق فرعون فخرجوا من البحر وقالوا يا موسى (اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة) عودة إلى الشرك بعد الإيمان رغم المعجزات المتتالية.
كان بعض المسلمين ممن تربطهم علاقات صداقة مع اليهود يريدون أن يدخلوهم في الإسلام وكان اليهود يستمعون القرآن ويتظاهرون بتصديقه، لكن إذا خلا بعضم إلى بعض لاموهم قال تعالى ((أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون)) البقرة 75.
الآية جاءت في سياق جدالهم في دليل الإثبات وتركهم أساس القضية، القتيل الذي لم يعرف قاتله لكن اليوم عرف العالم القتلة والمجرمين واتضحت حقيقتهم الإجرامية .
من الآثار التي ترتبت على طوفان الأقصى مغادرة المستوطنين فلسطين بأعداد كبيرة وهو ما يشكل خطورة على استمرار الاحتلال.
في بداية التوطين تم استقدام مهاجرين من الاتحاد السوفيتي سابقا ومن أوروبا وأمريكا واليوم تبرع الملياردير اليهودي سيلفان آدمز بملايين الدولارات لاستيعاب مليون مهاجر للحفاظ على التوازن الديمغرافي كما حدث سابقا حين تم استقدامهم من السوفيت لإنقاذ الاحتلال الإسرائيلي .
التبرع بُني على أن يتم توطينهم في المنطقة التي رغب فيها الهالك بن جوريون (تحقيقا للهدف وللقرب من منطقة غزة وغلافها ولنقول للناس نحن هنا وللعالم نحن باقون).
صهاينة العرب قدّموا دعما سخيا أكثر من اليهود لأنهم يدركون خطورة تحرير فلسطين والقضاء على الاحتلال والمشروع الاستيطاني وضمّنوا دعمهم شروطا بالقضاء على المقاومة ومنعها من المشاركة في أي ترتيب دولي؛ ونزع سلاحها وتسليم السلطة لمن ينفذون توجيهات اليهود.
القتلة والمجرمون الذين أبادوا أكثر من سبعين ألف شهيد وأكثر من ثلاثمائة ألف جريح ومصاب يجب الحفاظ عليهم؛ أما المُعتدى عليهم يقول رون لاودر رئيس المؤتمر اليهودي العالمي (لا يقتصر الأمر على الكليات والجامعات بل إنه من الروضة إلى 12 عاما يتم غسل أدمغتهم ليكرهوا إسرائيل) يجب القضاء عليهم لأنهم يتعلمون الكراهية . التحالف الاستعماري صمم مناهج خاصة لتعليم الضحايا من الأطفال والشعوب حب الإجرام والمجرمين والخضوع لهم .
الأنظمة العربية المتصهينة نفذت وتم سجن كل من يعارض الإجرام وتطبيق وصايا الشيطان الأكبر بتكميم الأفواه .
الاقتراحات التي قدمها المشاركون في مؤتمر الفدرالية اليهودية ومؤتمر الغضب ضد الكراهية تؤكد على طمس كل جرائم لكيان الاحتلال من خلال التحرك الإعلامي لمواجهة المظاهرات والاحتجاجات داخل أمريكا وخارجها.
المليارديرة اليهودية “اديلسون” قدمت الحلول من خلال اعتبار التحرك العالمي معاداة للسامية أما هيلاري كلنتون فقد اعتبرت الاحتجاجات بسبب أن 50%من الشباب يعتمدون في تلقي الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي أما المعارضون في كلا الحزبين(الديمقراطي والجمهوري) فلا بد من اعتماد نقاشات معهم لإقناعهم بأهمية استمرار دعم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون كذب روايتها زوجته وقال: إن استمرار الإجرام راجع إلى أن مجرم الحرب نتنياهو يحاول التهرب من ملفات الفساد المتهم بها والبقاء في السلطة وهي ذاتها الملفات التي طلب ترامب من رئيس الكيان الإجرامي العفو عنه.
لم تدرك هيلاري حتى الآن أن جرائم الإبادة والتهجير القسري والجرائم ضد الإنسانية اعترف بها صهاينة العرب والغرب وطالبوا باستكمالها وقدموا الدعم السخي والوفير من أجلها .
تظاهرات الجماهير ليست نتاج ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي إنما لأن الحقائق لا يمكن التحكم بها حتى لو تم السيطرة على معظم الشركات المالمة على وسائل التواصل الاجتماعي التي صرح النتن مجرم الحرب أنه يريد إدارة الحرب من خلال السيطرة عليها.
استهداف الحقائق
توجهات التحالف الصهيوامريكي ليس لإيقاف الإجرام وإنما لمواصلته بداية بتشويه الإسلام والمسلمين من خلال وسائل الإعلام وشيطنتهم ثم ارتكاب الجرائم ضدهم وفقا لمقولة (أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض).
زعيم الصهيونية الإنجيلية ومستشار ترامب ومؤسس متحف أصدقاء صهيون مايك ايفانز: أعلن عن خطواته القادمة في الحرب الإعلامية الآتي:
1-تدريب 100 ألف سفير مسيحي ليكونوا مدافعين عن الإجرام وتحسين صورة الاحتلال من خلال الشراكة مع أكبر منصة في العالم (بلاك بورد) التي تخدم أكبر جامعات العالم ومنها هارفارد وييل وغيرها من الجامعات.
2-إنشاء أكاديمية الكترونية لتدريب عشرات الملايين وإنشاء أول معهد بحوث وأول مركز فكر ومنصة جامعية على شبكة الأنترنت.
3-اقامة معرض ترامب لأنه أكبر رئيس أمريكي داعم لإسرائيل كهدية له .
حروب القرن الـ21 كما يؤكد أنها حروب إعلامية بالدرجة الأولى لكن التحالف لا يملك الحقيقة بل هو عبارة عن أداة تستخدم الإعلام لطمس الحقيقة، أعلنها مجرم الحرب نتنياهو وأمر اللوبي الإجرامي بالسيطرة على كبريات الشركات الإعلامية ومنصات التواصل (تيك توك واكس) ولأجل ذلك استضاف قمة للإعلاميين المسيحيين من أمريكا وأوروبا من أجل الترويج لحملاته المضللة ودعاياته الإجرامية.
التسريبات الإعلامية تقول إن كيان الاحتلال رصد ميزانية بمقدار 634 مليون دولار لتحسين صورة الإجرام واستقدم 1000 قسيس ومؤثر وناشط من الداعمين لروايات الكيان الصهيوني في زيارة إلى كل المواقع التاريخية في ومنها ساحة الاحتفال التي قصفها جيش الاحتلال واتهم المقاومة .
الميزانيات الهائلة والتحركات الكبيرة التي يقومون بها والخطط التي يرسمونها تهدف في المقام الأول إلى تحقيق الشراكة التي دعاإ الهالك بن جوريون استغلال الثروات العربية وفتح الأسواق وبقاء الصدارة لكيان الاحتلال.
الحرب الإعلامية تستهدف طمس الحقائق وتسويق الأكاذيب من خلال تحالف صهاينة العرب والغرب وبتمويلات ثروات العرب لأن اليهود حريصون على المال وبارعون في الكذب وكما قال الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه (يستغلون خبراتهم الدينية في إضلال الناس واللعب عليهم والتلاعب بهم).
المؤتمر الذي نُظم تحت عنوان “الغضب ضد الكراهية” هدفه مواجهة آثار وتدعيات طوفان الأقصى وشن حرب إعلامية ضد كل من يقف مع مظلومية الشعب الفلسطيني وجعل الأمر معاداة للسامية بالإضافة إلى تشويه المقاومة وشيطنتها والتعاون من أجل القضاء عليها.
لم يكتف المجرمون باستخدام الشركات وإشراكها في إجرامهم بل يسعون إلى مزيد من السيطرة، فمثلا مسؤولة سياسة “ميتا” حددتها بالآتي: حذف كل ما يتعلق بفلسطين؛ وما يستهدف اليهود؛ وكل محتوى يمكن أن يشكل تهديدا سواء بالترغيب أو الترهيب .
– السيطرة الإعلامية الكبيرة خلقت ردود فعل مضادة، فالإعلامية الأمريكية “كيم ايفرسون” كتبت: عندما أتصفح صفحتي في “إكس” لا أرى سوى مؤيدين إسرائيليين حاقدين ينشرون الأكاذيب ويحرفون القصص ،موجهة سؤالها لمالك موقع “إكس”، هل تدرك يا ماسك أن هذا التغيير في فرض الدعاية للإجرام يزيد كرهنا لإسرائيل وأنصارهم ولا يساعدهم بل يعمق الاستياء ؟ العالم يكره إسرائيل بشدة والإسرائيليون وأنصارهم يثبتون مدى دناءتهم .
الإجرام التحالفي بات مفضوحا اليوم أمام العالم لكنه يريد أن يتجاوز الحقائق التي عُمّدت بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء .