المؤثّرة السعوديّة عبير سندرلـCNN بالعربية: كسرتُ حواجز وجود الفتاة السمراء في الإعلانات
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بدأت المؤثّرة السعوديّة عبير سندر رحلتها كصانعة محتوى حيث عكست جذورها الإفريقية والعربية، وهويتها السعودية في عالم الجمال.
قالت سندر في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنّها تحب التعبير بأزيائها عن شخصيتها، خاصة أنها تنتمي إلى مجتمع غني بالتنوع، وإطلالتها تجسد هذا التنوع، سواء من حيث الألوان، أو القصّات، أو الإكسسوارات على حد تعبيرها.
فيما يلي حوار أجراه موقع CNN بالعربية مع عبير سندر حول رحلتها في عالم الموضة، والتحديات التي واجهتها:
لقد كسرتِ الحواجز بصفتك أول مؤثرة سعودية من ذوي البشرة السمراء. ما التحديات التي واجهتكِ؟ وكيف ساهمت في تشكيل هويتك على المنصات الرقمية؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: بالفعل، كانت البداية صعبة إلى حدٍّ ما. كثيرًا ما كنت أسمع عبارات مثل: "لأول مرة أرى فتاة سمراء وسعودية"، أو "لم أتوقع أن تمثل فتاة ببشرتك الجمال".
كانت هذه التعليقات مؤذية، لكنها في الوقت ذاته منحتني القوة. جعلتني أدرك أن لوجودي أهمية، وأن تمثيلي لذاتي لا يعنيني وحدي، بل يعكس صورة كل فتاة سعودية سمراء تحلم بأن يكون لها صوت ومكان.
اليوم، أعلم أن هدفي ليس فقط أن أكون مؤثرة، بل أن أكون مرآة لفتيات كثيرات لم يجدن أنفسهن في الإعلام.
كيف تدمجين بين الأزياء التقليدية والصيحات المعاصرة؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: أعشق الدمج بين الأصالة والحداثة. على سبيل المثال، أرتدي العباءة أو القفطان بطريقة عصرية، أو أختار قطعة تراثية وأدمجها مع صيحات عالمية.
بالنسبة لي، الموضة ليست مجرد مظهر، بل رسالة، وأحرص على أن أقول من خلالها إن هويتنا قوية، وتستحق أن تكون حاضرة على المنصات العالمية.
View this post on InstagramA post shared by Kali O'Neill | عبير سندر (@abeer.sinder)
من هم المصممون أو العلامات التجارية التي ترين أنها تتماشى مع رؤيتك، سواء محلية أو عالمية؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: أحب المصممات المحليات اللواتي يدمجن بين الجرأة والأصالة، مثل أروى البنوي وهنيدة. ويُعجبني من المصممين العالميين، Jacquemus وThebe Magugu، حيث يقدمون دائمًا رؤى جديدة تعكس الهوية والثقافة. أحب المصممين الذين لا يصنعون ملابس فقط، بل يسردون قصصا.
كيف توظفين الموضة والجمال كوسيلة للاحتفاء بالتنوع والشمول؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: أحرص دائمًا على أن يعكس المحتوى الذي أقدمه جمال التنوع بكل أشكاله وألوانه. أتحدث عن شعرنا، لون بشرتنا، تجاعيدنا، وعيوبنا أيضًا، لأنها جزء من الجمال.
الجمال ليس قالبًا واحدًا، وأنا أستخدم منصتي لتوسيع هذا القالب، وتشجيع الفتيات على التمسك بطبيعتهن.
View this post on InstagramA post shared by Kali O'Neill | عبير سندر (@abeer.sinder)
ما هو مفهوم الجمال بالنسبة لك كامرأة تتنقل بين الهوية والثقافة والتمثيل الإعلامي؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: الجمال بالنسبة لي يتمثل بالصدق مع النفس، كأن تقولين: "أنا فخورة بمن أكون، ولست مضطرة للتغير كي يتم القبول بي".
مررت بتجارب كثيرة جعلتني أشعر أنني لست كافية، لكنني اليوم أدرك أن الجمال الحقيقي ينبع من المصالحة مع الماضي، وحب الملامح، والاعتزاز بالهوية.
هل لديك روتين جمالي يومي يمنحك الهدوء والاتزان؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: بكل تأكيد. روتيني الليلي مقدّس بالنسبة لي. أنظّف وجهي، أستخدم الزيوت الطبيعية، وأتحدث مع نفسي بإيجابية أمام المرآة. هذه اللحظات البسيطة تمنحني طاقة، وتعيدني إلى ذاتي وسط زحمة الحياة.
ما هي نصيحتك للفتيات الشابات، خصوصا ذوات البشرة السمراء أو العربيات؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: أنصحهن بعدم انتظار أحد يمنحهن مكانًا، بل أن يصنعنه بأنفسهن. وجودهن مهم، حتى وإن لم يكن هناك من يشبههن في البداية. كل خطوة يخطونها تفتح الباب لغيرهن.
أنصحهن بأن يشعرن بالفخر بأصولهنّ، ولونهنّ، ولهجتهنّ، فكل ذلك مصدر للقوة، وليس للضعف.
View this post on InstagramA post shared by Kali O'Neill | عبير سندر (@abeer.sinder)
بصفتكِ رائدة أعمال، كيف تحافظين على التوازن بين نمو الأعمال والتمسك بقيمك وهويتك؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: أؤمن بأن النجاح الحقيقي في ريادة الأعمال لا يتحقق إلا إذا كان نابِعًا من الذات. سواء من خلال علامتي التجاريتين SNDR أو Kali Beauty، فإن كل منتج وكل رسالة هما امتداد لتجربتي الشخصية.
لا أقبل بأي شراكة أو فرصة حتّى وإن بدت مغريةK إذا كانت لا تعبر عني أو تفرض عليّ التنازل عن حقيقتي. هذا التوازن هو مفتاح النمو الحقيقي والمستدام.
كيف أثّر الدعم الذي تلقيته من المملكة العربية السعودية في رحلتك كمؤثرة ورائدة أعمال سعودية من أصول إفريقية؟
المؤثرة السعودية عبير سندر: تشهد السعودية اليوم تغيرات هائلة، وأصبحت الفرص أوضح وأكثر قربًا.
دعمتني العديد من المبادرات، وشهدت تغييرًا حقيقيًا في طريقة استقبال الناس لمحتواي. أصبح المجتمع أكثر تقبلًا، وبدأت الصناعة تبحث عن التنوع بدلًا من الخوف منه.
View this post on InstagramA post shared by Kali O'Neill | عبير سندر (@abeer.sinder)
ما هي أبرز المبادرات أو التغيرات بمجال الموضة والجمال في المملكة العربية السعودية التي ساهمت بتمكينك؟
هناك دعم كبير للمواهب الشابة اليوم. ساعدتني مبادرات مثل "هيئة الأزياء" والفعاليات المحلية بتوسيع شبكتي والمشاركة في مشاريع كنت أحلم بها. أصبح هناك مساحة حقيقية للتعبير عن الذات من دون خوف أو قيود.
السعوديةأزياءمشاهيرموضةنشر الأربعاء، 28 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أزياء مشاهير موضة
إقرأ أيضاً:
من دفء الأمس إلى صمت اليوم.. التحولات الاجتماعية في المجتمع السعودي
قبل 40سنه، كانت الحياة في المجتمع السعودي تنبض بروح واحدة، يسكنها الترابط الأسري والتكافل الاجتماعي. لم تكن الحياة سهلة، ولكنها كانت بسيطة، مليئة بالقرب والأنس والسكينة. كان الجار بمقام الأخ، والحي عائلة واحدة، والمجالس لا تخلو من ضحكاتٍ صادقة، ونقاشاتٍ حية، وهمومٍ مشتركة.
الترابط الاجتماعي قديمًا:
في السابق، كانت البيوت مفتوحة، والقلوب أكثر اتساعًا. إذا غاب أحد عن مجلس أو صلاة، سُئل عنه، وإذا مرض زاره الجميع، وإذا احتاج، وُقف بجانبه دون أن يُطلب. لم تكن هناك حاجة للدعوات الرسمية أو الرسائل النصية، فالحضور كان واجبًا، والتواصل عادة لا تنقطع.
كانت الأفراح يُشارك فيها القاصي والداني، والأتراح لا تُترك لعائلة واحدة. وكانت كلمات “تفضل”، و”نورتونا”، و”عيالنا وعيالكم” جزءًا من الروح اليومية التي يعيشها الناس. كل ذلك شكّل نسيجًا اجتماعيًا قويًا، يصعب تمزيقه.
ما الذي تغيّر؟
مع مرور الزمن، تغيّرت الأحوال، وتبدلت الظروف. دخلت التقنية بكل تفاصيلها، وانشغل الناس في سباق الحياة، وقلّ التزاور، وضعُف التواصل الحقيقي. أصبحت علاقاتنا محصورة في رسائل سريعة، ومكالمات نادرة، ولقاءات متباعدة لا يحضرها إلا الضرورة.
البيوت أُغلقت خلف أبوابٍ إلكترونية، والمجالس لم تعد كما كانت. حتى الأعياد، التي كانت مظلةً للفرح واللقاء، تحوّلت إلى صور ورسائل جماعية باردة لا تحمل حرارة اللقاء.
السبب؟
قد يكون السبب تعقيدات الحياة العصرية، وضغوط العمل، وازدياد المسؤوليات، أو سرعة الإيقاع الذي نعيشه. وربما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تغذية شعور الاكتفاء بالعلاقات “الافتراضية”، على حساب العلاقات “الواقعية”….
لكن، هل فقدنا الأمل؟
الجواب لا. فما زالت جذور الأصالة باقية، وما زال المجتمع السعودي يحتفظ بقيمه النبيلة وإن تراجعت بعض مظاهرها. وما أحوجنا اليوم إلى أن نعيد اكتشاف المعنى الحقيقي للتواصل، أن نُعيد دفء الجيرة، ونُحيي عادة السؤال والزيارة، ونُعلم أبناءنا أن الحياة ليست فقط في الشاشات، بل في العيون والقلوب والمواقف.
ختامًا،…
لم يكن الماضي مثاليًا، لكنه كان إنسانيًا. وعلينا أن نبحث عن توازنٍ جديد، يجمع بين تطورات العصر، وقيمنا الاجتماعية الأصيلة، لنصنع مجتمعًا حديثًا بروح الماضي، وبعين على المستقبل.