مأرب برس:
2025-06-16@08:32:28 GMT

ماذا ينتظر قيادات الحوثي بعد اغتيال نصر الله؟

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

ماذا ينتظر قيادات الحوثي بعد اغتيال نصر الله؟

 

لم تمضِ سوى ساعات معدودة على احتفالات الجماعة الحوثية بإطلاق صاروخ باليستي على تل أبيب، حتى اضطر قادتها إلى الصمت، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن تمكّنه من اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله في غارات جوية على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.

وجاءت الهجمة الصاروخية الحوثية بعد ساعات من إبداء زعيم الجماعة، الارهابي عبد الملك الحوثي، في كلمته الأسبوعية عزمه وجماعته المضي قدماً في إسناد «حزب الله» وحركة «حماس» في مواجهتهما مع الجيش الإسرائيلي، وهي الكلمة التي أكد فيها أن «(حزب الله) في تماسك تام، وأقوى من أي زمن مضى»، متوعداً إسرائيل بالهزيمة.


وبينما كانت الجماعة تُعدّ هجمتها الصاروخية تلك تعزيزاً لحضورها في مشهد الصراع الإقليمي، وتأكيداً على مزاعمها في التفوق التكنولوجي والعسكري، جاءت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع مهمة لـ«حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان، لتضع حدّاً لتلك الاحتفالات، خصوصاً بعد إعلان إسرائيل تمكّنها من اغتيال قائد الحزب، الأمر الذي يُمثل ضربة في مقتل لمحور الممانعة.

وتتزامن هذه التطورات مع تقرير سري قدّمه خبراء في الأمم المتحدة حول تحول الجماعة الحوثية من حركة مسلحة محلية بقدرات محدودة، إلى منظمة عسكرية قوية، بعد تلقي مساعدات وخبرات من «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» اللبناني ومتخصصين وفنيين عراقيين.

ولا يمتلك الحوثيون القدرة على التطور والإنتاج من دون دعم أجنبي وأنظمة أسلحة معقدة، وفق ما نقل الخبراء عن متخصصين عسكريين يمنيين ومقربين من الحوثيين، إذ إن نطاق عمليات نقل العتاد والتكنولوجيا العسكرية من مصادر خارجية إلى الجماعة غير مسبوق، وتشمل عمليات الدعم التمويل المالي والتدريب الفني والتكتيكي.

ولاحظ الخبراء تشابه الأسلحة والتكتيكات التي تستخدمها الجماعة مع تلك التي تمتلكها وتنتجها إيران، إلى جانب توصلهم إلى زيادة التعاون بينها و«تنظيم القاعدة» من جهة، وزيادة أنشطة التهريب المتبادل بينها وحركة «الشباب» الصومالية.

استبعاد الخلافة
تضع الضربات المتتالية التي تعرض لها «حزب الله» خلال الأيام الأخيرة الجماعة الحوثية أمام خيارات معقدة، خصوصاً أنها استفادت من المواجهات بين الحزب وإسرائيل في تسويق نفسها، من خلال التصعيد الذي تخوضه في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وصولاً إلى إطلاق صواريخ باليستية، تزعم أنها فرط صوتية، باتجاه إسرائيل.

ومن شأن التعامل الإسرائيلي العنيف تجاه «حزب الله» أن يدفع الأذرع الإيرانية في المنطقة، مثل الجماعة الحوثية، لتحسس رقابهم وفق إسلام المنسي، الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط، الذي يتوقع أن هذه الأذرع ستحسب حسابها لأي خطوة تصعيدية.

 

ويوضح المنسي بأن الجماعة الحوثية أصبحت الآن أبعد ما تكون عن الاستهانة بما يجري من تصعيد، بل إنها ستختار مساراً جديداً للتعامل مع ما فرضه هذا التصعيد، وذلك وفق لتوجيهات طهران التي تُحدد لكل طرف مهامه وأدواره، والأوامر تأتي عادة من قيادة «الحرس الثوري» و«فيلق القدس».

ولا يتوقع الباحث أن يكون هناك رد فعل انتقامي غريزي من أي ذراع إيرانية في المنطقة، دون النظر للحسابات الإقليمية والدولية، ومنها الملف النووي الإيراني والحسابات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، مستبعداً أن تسعى الجماعة الحوثية إلى وضع نفسها بديلاً لـ«حزب الله» في مواجهة إسرائيل.

ويرى المنسي، وهو باحث في الشؤون الإيرانية، أن الجماعة الحوثية لا تملك القوة أو الخبرة التي كان يمتلكها «حزب الله»، والذي تعرض لاختراق كبير من طرف إسرائيل، ومع احتمالية نشوء فراغ كبير بعد اغتيال نصر الله، فإن الجماعة الحوثية ليست مؤهلة لملئه، خصوصاً مع العوائق الجغرافية وبُعد المسافة عن مركز الصراع.

وعلى مدى 10 أشهر، تشّن الجماعة الحوثية هجمات متكررة بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على سفن في ممرات الشحن المهمة في البحر الأحمر، تحت ما تسميه «دعم الفلسطينيين» في قطاع غزة، متسببة في تعطيل حركة التجارة البحرية العالمية.

حسابات معقدة
لم يصدر رد فعل من الجماعة الحوثية على إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال حسن نصر الله، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي التي ينشط فيها عدد من القادة الحوثيين على مدار الساعة، توقف غالبيتهم عن النشر، خصوصاً أنهم كانوا يحتفلون بالهجمة الصاروخية الأخيرة على تل أبيب.

 

ويتوقع الباحث السياسي صلاح علي صلاح، أن تكون الجماعة في حيرة من أمرها حالياً بين استمرار التصعيد أو التراجع عن ذلك، وأن ثمة انقساماً داخلياً حول اتخاذ قرار بهذا الشأن، خصوصاً أنها عانت مثل هذا الانقسام سابقاً في مواقف عدة، حتى وإن لم يظهر ذلك للعلن.

ولا يمكن للجماعة، وفق حديث صلاح بأن تحسم أمرها بشأن التصعيد أو الانتقام لمقتل أمين عام «حزب الله»، والضربات التي تلقاها الحزب الذي قدم كثيراً من الخدمات والمعونات لها، وتمكنت بمساعدة خبراته من تحقيق مزيد من النفوذ والسيطرة محلياً، وتقديم نفسها لاعباً خطيراً على المستوى الإقليمي، يؤثر على مصالح كثير من القوى.


لكنه يستدرك بالإشارة إلى أن الجماعة ربما لا تدرك مخاطر التصعيد عليها وعلى المجتمع اليمني، وإن كان السكان تحت سيطرتها ليسوا في محور اهتماماتها، فإن الجناح العقائدي المتشدد فيها قد لا يكون في مستوى من الإدراك بما يمكن أن يعود به التصعيد عليها من آثار.

ويذهب صلاح إلى أن تأخر إسرائيل في الرد على الجماعة الحوثية ليس من قبيل عدم الاكتراث بهجماتها أو تجاهلها، بل إن ذلك يأتي من باب ترتيب الأولويات، فهي حالياً في طور التعامل مع «حزب الله»، قبل الانتقال إلى مصادر الهجمات التي تتعرض لها من سوريا والعراق، ثم التوجه إلى اليمن، حيث تؤثر الجغرافيا في ذلك الترتيبات.

تهدئة إجبارية
لم تتردد إسرائيل في الرد على التهديدات الحوثية، وفي العشرين من يوليو (تموز) الماضي، شنّت هجمة جوية على ميناء الحديدة على الساحل الغربي في اليمن الذي تُسيطر عليه الجماعة الحوثية، بعد يوم واحد من هجوم حوثي مميت بطائرة مسيرة على تل أبيب، ما أسفر عن احتراق منشآت وخزانات وقود وسقوط قتلى من عمال الميناء.

 

ومن المرجح أن تؤثر عملية اغتيال أمين عام «حزب الله» على التصعيد الحوثي طبقاً لما يراه الباحث السياسي اليمني، عبد الرحمن أنيس، الذي يعيد التذكير بما نتج عن الضربة الإسرائيلية في ميناء الحديدة من تأثير كبير على العمليات الحوثية باتجاه إسرائيل لوقت ليس بالقصير.

ولم تلمس الجماعة الحوثية جدية في محاولة ردعها عن ممارساتها طوال أشهر من الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها مثلما شعرت بعد الضربة الإسرائيلية، طبقاً لإفادات أنيس، التي خصّ بها «الشرق الأوسط»، لدرجة أن الصاروخ الباليستي الذي أطلقته أخيراً لم يكن سوى محاولة للفت الانتباه بفرقعة إعلامية أكثر مما هي ضربة عسكرية.

ومن المؤكد، حسب أنيس، أن الجماعة الحوثية ستستقبل اغتيال أمين عام «حزب الله»، بجدية بالغة، وأن تلجأ إلى تخفيف حدة هجماتها، ليس فقط باتجاه إسرائيل، بل في البحر الأحمر أيضاً، وأن يتخذ قاداتها احتياطات أمنية شديدة لحماية أنفسهم، خوفاً من الاستهداف الإسرائيلي، في حين لن يطرأ أي جديد في التعامل الأميركي البريطاني معهم.

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

تصعيد خطير.. قيادات حزبية: هجوم إسرائيل على إيران يتذر بانفجار شامل

حرص عدد من قيادات الأحزاب السياسية في مصر من أن الشرق الأوسط بات على حافة انفجار شامل، بسبب غياب العدالة وتجاهل المجتمع الدولي للجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في ظل التطورات العسكرية الأخيرة بالمنطقة، وعلى رأسها الغارات الإسرائيلية ضد أهداف داخل الأراضي الإيرانية.

وأكدوا أن مصر، برؤيتها الثابتة ومواقفها الدبلوماسية المتزنة، تظل الركيزة الأساسية لاستقرار الإقليم، وتتحرك بمسؤولية قومية وأخلاقية لحماية القضية الفلسطينية ومنع انزلاق المنطقة نحو الفوضى.

اشتعال الصراع نتيجة تجاهل نداءات مصر

أكد المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها مسؤولية وطنية وقومية وأخلاقية، وليست مجرد موقف سياسي عابر، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تتحرك منذ عقود لدعم الحقوق الفلسطينية، واحتضان كل الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية عادلة وشاملة تُنهي هذا الصراع المزمن.

وضع رؤية متكاملة لأصول الدولة غير المستغلة لخدمة مشروعات التنمية بالأقصر | صورريبيرو قبل الظهور الأول: أشارك في كأس العالم ولا أحد يعرفني.. والأهلي الأهم بالشرق الأوسط

وأوضح أن الموقف المصري ظل ثابتًا رغم تغير التحالفات والمعادلات الدولية، ويزداد وضوحًا مع كل حدث يؤكد أن غياب العدالة هو السبب الرئيسي في التوترات المتكررة التي تضرب المنطقة. ولفت إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد إيران، فجر اليوم، تنذر بانفجار كبير في الإقليم يهدد الأمن الجماعي.

وشدد على أن القاهرة كانت من أوائل العواصم التي حذّرت من توسع رقعة الحرب، وأن ما جرى اليوم يبرهن على صحة الموقف المصري، داعيًا إلى الإصغاء لصوت العقل قبل أن تتفاقم الأمور أكثر. وأضاف: "ما حدث ليس مجرد اشتباك عسكري بين قوتين، بل مؤشر على انفلات الأوضاع بالكامل، وسط تجاهل مستمر للجرائم الإسرائيلية في غزة".

وأكد الحفناوي أن مصر تتحرك بديناميكية عالية في المحافل الدولية لوقف نزيف الدم الفلسطيني وتأمين المساعدات لأهالي غزة، إلى جانب مطالبتها بفتح أفق سياسي ينهي الاحتلال، ويحقق حل الدولتين، محذرًا من أن السياسات الإسرائيلية القائمة على التصعيد والعنف لن تجلب الأمن لأحد، بل تُنتج مزيدًا من الصراعات التي يصعب احتواؤها.

مصر تدافع عن استقرار الشرق الأوسط

من جانبه، قال خالد السيد علي، رئيس حزب العربي للعدل والمساواة، إن الدولة المصرية تؤكد يومًا بعد يوم مكانتها كركيزة لاستقرار الإقليم، بفضل تحركاتها المتوازنة وجهودها المستمرة لوقف نزيف الدماء، والدفاع عن الحقوق الفلسطينية باعتبارها قضية عدالة تاريخية وإنسانية لا تسقط بالتقادم.

وأوضح أن القيادة المصرية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا تتوانى عن بذل كل الجهود الممكنة عبر التحركات الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية والتنسيق الإقليمي، لاحتواء تداعيات الحرب على غزة، والتأكيد على ضرورة وقف التصعيد، وفتح مسار سياسي جاد ومستدام.

وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران يمثل تصعيدًا بالغ الخطورة، يقود المنطقة إلى مرحلة جديدة من الفوضى والانقسام، ويقوض الجهود الرامية لحفظ استقرار الشرق الأوسط، مشددًا على أن مصر كانت سبّاقة في التحذير من هذه التطورات، ودعت مرارًا إلى ضبط النفس.

وأكد رئيس حزب العربي للعدل والمساواة، أن الرؤية المصرية تتأسس على تحقيق سلام شامل وعادل، يضمن الحقوق ويمنع الانزلاق نحو مزيد من الحروب، لافتًا إلى أن مصر لا تبحث عن أدوار استعراضية، بل تتحرك من منطلق مسؤولية قومية وإنسانية لحماية شعوب المنطقة من كوارث الحروب، وتؤمن أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.

 الغارات على إيران انتهاك صريح

وحذّر المهندس محمد فريد، القيادي بحزب مستقبل وطن، من خطورة الهجمات العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على إيران، واصفًا إياها بأنها تمثل تصعيدًا غير مسبوق وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، يهدد بانفجار شامل في المنطقة والعالم.

وأضاف أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل، لافتًا إلى أن مثل هذه العمليات العسكرية لن تؤدي إلا إلى إشعال فتيل الأزمة، وتوسيع رقعة الصراع، وتعريض شعوب المنطقة لخطر بالغ، مؤكدًا أن احترام سيادة الدول وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو المدخل الحقيقي لأي سلام.

وأكد أن مصر ستظل داعمة للقضية الفلسطينية من منطلق وطني وإنساني، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية ومنذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، قدمت مساعدات إنسانية ضخمة، وسعت بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية لوقف العدوان، وإنقاذ أهالي القطاع من الإرهاب والتجويع الذي تمارسه إسرائيل.

وأشار خميس إلى أن مصر طالما حذّرت من هذه اللحظة، التي يرى فيها العالم بأعينه انفجارًا إقليميًا يوشك أن يتحقق، مؤكدًا أن الدولة المصرية تخوض معركة دبلوماسية شرسة من أجل إنهاء الاحتلال، وتنفيذ حل الدولتين، وأنها ستواصل هذا الدور مهما كانت التحديات، لأن أمن الإقليم يبدأ من عدالة القضية الفلسطينية.

طباعة شارك ايران عزة مصر فلسطين البرلمان

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن شركة رافائيل التي أعلنت إيران تدميرها في إسرائيل؟
  • غارات مركزة واغتيالات محتملة.. إسرائيل تخترق الحوثي وتدخل خط تصفية القيادات
  • غارة استهدفت قيادات.. أنباء عن اغتيال محمد الغماري رئيس أركان الحوثيين
  • ( نص ) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة يوم الولاية
  • اغتيال الجنرال كليبر..طعنة في قلب الحملة الفرنسية على مصر.. ماذا حدث؟
  • ماذا بعد الضربة التي صعقت رأس النظام ؟!
  • بعد ضربة إيران.. ماذا ينتظر لبنان؟ (فيديو)
  • خبير استراتيجي: اغتيال قيادات إيرانية كبرى إهانة غير مسبوقة لطهران
  • تصعيد خطير.. قيادات حزبية: هجوم إسرائيل على إيران يتذر بانفجار شامل
  • الحكومة الحوثية تدعو لوحدة ساحات ضد إسرائيل: سارعوا قبل إسكات صوت المقاومة