حكاية عرين الذئب ونجاة هتلر من محاولة اغتيال يرويها نجل حارس نازي
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
أطلق الزعيم النازي أدولف هتلر على مقر قيادة الحرب الذي اتخذه في بولندا اسم "عرين الذئب". وفي هذا المكان، عاش الفوهرر خلال الفترة من 1940 إلى 1944، ليقود القوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية، ويدير المحرقة.
وكانت الحرب العالمية الثانية إحدى أكبر الصراعات العسكرية دموية في التاريخ، إذ أدت إلى مقتل ما يتراوح بين 70 و85 مليون شخص.
يقول نجل حارس نازي، إن أباه وقف عند مدخل مقر قيادة هتلر حارسا منذ نحو 80 عاما، مشيرا إلى أنه حمل رتبة رقيب في وحدة حرس ألمانيا الكبرى، وشملت وظيفته تقديم التحية بنشاط للمشاهير من قادة النازية لدى دخولهم وخروجهم من المقر، مع التحكم الصارم في الزوار الأقل شهرة.
"لم أكن أعلم الكثير عن السنوات التي أمضاها أبي أثناء فترة الحرب، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي وقعت أحداثه في عرين الذئب. ثم زاد فضولي لمعرفة ما دار في ذهن أبي وقتذاك، وكيف نجا مما حدث. ومثله في ذلك مثل الكثيرين من أبناء جيله، كان نادرا ما يتحدث عن دكتاتورية النظام النازي" -يقول ابن الحارس النازي لوكالة الأنباء الألمانية-.
غير أن ذلك تغير بعد مرور سنوات عندما كان يشاهد فيلما وثائقيا في التلفاز عن المحاولة الفاشلة لاغتيال هتلر التي قام بها أحد قادة الجيش الألماني يدعى ستاوفنبرغ، "وهي المحاولة التي كان يتحدث عنها أبي بشكل عارض، وقال لي: عشت هذا الحدث في ذلك الحين، ولا تستطيع أن تتخيل ما الذي نتعرض له نحن الحراس".
كلاوس شينك فون ستاوفنبرغ كان شخصية بارزة في محاولة اغتيال هتلر في تموز/يوليو 1944، إذ وضع شحنة متفجرات كان من المفترض أن تقتل الفوهرر، لكنها باءت بالفشل، وكان مصير كل من شاركوا فيها السجن والتعذيب ثم الإعدام.
يقول ابن حارس "عرين الذئب" إن أباه "لم ينطق على الإطلاق إلا ببعض عبارات محدودة، عن واحدة من أكثر الوقائع أهمية في تاريخ ألمانيا الحديث".
وكان مقر قيادة هتلر في بولندا يعرف باسم "عرين الذئب"، وهو اسم يحمل مضامين كثيرة عن هذا المركز المعني، بتقييم الأوضاع العسكرية للقوات المسلحة الألمانية.
ولعدة عقود ظل مجمع المخبأ الضخم والواسع، المخفي وسط الغابة الكثيفة الأشجار ببلدة كيترسين، الكائنة في المنطقة الشمالية الشرقية من بولندا مهجورا ومنسيا، ومع ذلك أصبح منذ ذلك الحين موقعا للذكرى.
ويرمز موقع مثل "عرين الذئب" لكل من الضحايا والجناة، إذ تقول المعلمة أجنيسكا زدونياك، "تم التركيز هنا على إعادة تقييم مناسبة لهذه الفترة من الزمن".
وقامت الإدارة البولندية لمقر قيادة هتلر، بدقة بإعادة بناء الغرفة التي تحتوي على خرائط الثكنات، حيث حاول ستاوفنبرغ تنفيذ محاولة اغتيال هتلر.
وكان مقر "عرين الذئب" لفترة طويلة بمثابة العاصمة الثانية، للرايخ الثالث إلى جانب برلين.
وبعد أن غزت القوات الألمانية الاتحاد السوفياتي السابق في حزيران/يونيو 1941، أنشأ هتلر مركز قيادته بشكل سريع في إقليم ماسوريا، الكائن فيما كان يعرف وقتذاك باسم بروسيا الشرقية.
ويحتوي مركز القيادة هذا على 50 مخبأ و70 ثكنة لإقامة الحراس وحاشية هتلر، إلى جانب مهبطين للطائرات ومحطة للسكك الحديدية، ومواقع مختلفة للمدفعية المضادة للطائرات.
وأمضى هتلر أكثر من 900 يوم في هذا الموقع، أدار خلالها حملة الإبادة ضد الاتحاد السوفياتي، والقمع الوحشي لانتفاضة وارسو.
وعندما تقدمت القوات السوفياتية تجاه بروسيا الشرقية عام 1945، أعطى أمرا بتسوية المجمع بالأرض.
كان سمك الجدران والأسقف الخرسانية لمخبأ هتلر، يصل إلى 9 أمتار لحماية الشخصيات البارزة في الحركة النازية، مثل هيرمان غورينغ، وكذلك ضيوف الدولة الأجانب مثل الزعيم الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني، والزعيم الروماني أيون أنتونيسكو.
ويجذب موقع "عرين الذئب" 340 ألف زائر كل عام، ويأتي كثيرون منهم من ألمانيا، والذي يدفع معظم الزوار إلى القدوم إلى المكان، الاهتمام الحقيقي والفضول المتأصل لمعرفة وقائع التاريخ.
ومع ذلك، يثير مد اليمين المتطرف مؤخرا في مختلف أنحاء أوروبا، القلق من أن بعض الزوار قد يكونون من الذين انتسبوا حديثا للنازية أو من النازيين السابقين، برغم عدم وضوح الأرقام الدقيقة للمنتمين لهذا الاتجاه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مقر قیادة
إقرأ أيضاً:
حكاية شعب.. مجمع إعلام قنا يحتفى بذكرى ثورة 30 يونيو بحضور المحافظ ومصطفى بكرى
نظم مجمع إعلام قنا، احتفالية بعنوان"٣٠ يونيو.. إرادة شعب وميلاد وطن" ضمن احتفالات قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات للاحتفاء بالذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو، تحت شعار " حكاية شعب" بحضور الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، والكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، والدكتور حازم عمر نائب المحافظ، واللواء أيمن السعيد السكرتير العام المساعد للمحافظة، ويوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والإعلامية.
وأكد الدكتور يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، في كلمته الافتتاحية، بأن ثورة 30 يونيو كانت لحظة إنقاذ تاريخية قادها الشعب المصري بعزيمة وإرادة، لإنهاء مخططات كانت تُحاك في الخفاء، حتى أدركها المواطن البسيط، فهبّ الشعب لإنقاذ وطنه من الضياع.
وتخللت الندوة قصيدة شعرية ألقاها شاعر فن الواو المعروف بمحافظة قنا، الشاعر أحمد الشباط، عبّر فيها عن مشاعر المصريين في تلك اللحظة الفارقة، وكيف سجّل التاريخ ملحمة شعب لا يعرف الانكسار.
وفي كلمته، استعرض الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، محطات فارقة سبقت ثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى حجم التهديدات التي واجهتها الدولة المصرية آنذاك، مؤكدًا أن المصريين سرعان ما كشفوا مخططات جماعة الإخوان، ورفضوا المشروع الذي كان يُراد فرضه بالقوة.
وتناول بكري تفاصيل حواره مع المشير محمد حسين طنطاوي آنذاك، مشيدًا بإيمانه بقدرة الشعب المصري على الدفاع عن وطنه، كما أشار إلى تحذيرات الفريق أول عبد الفتاح السيسي للرئيس الأسبق محمد مرسي من تداعيات الإعلان الدستوري في نوفمبر 2012.
وأوضح أن بيان القوات المسلحة في 8 ديسمبر من ذلك العام كان بمثابة إنذار نهائي، بعد أن سادت الفوضى، وخرجت ميليشيات الجماعة للسيطرة على مؤسسات الدولة، موجهة الهتافات العدائية ضد الجيش.
وأضاف بكري: "الجيش المصري أفشل سيناريو ما سُمي بالربيع العربي، ووقف سدًا منيعًا أمام الفوضى"، مؤكدًا أن مصر تواجه اليوم تحديات إقليمية متشابكة، لكنها تمتلك جيشًا وقيادة تعرف جيدًا كيف تدير الأمور.
وأشار بكرى، إلى أن تساؤلات البعض حول تسليح الجيش باتت مفهومة الآن، فالجيش هو درع الوطن وسنده، ولولاه لانزلقت البلاد نحو حرب أهلية، داعيًا إلى الحذر من الشائعات التي تُبث من الخارج لتشويه الإنجازات.
وتطرق بكري إلى مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الوطنية، ومنها رفضه لمخططات التهجير رغم الضغوط الدولية، محذرًا من أن مصر مستهدفة بعد إيران، وأن هناك سيناريوهات لإفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها لصالح المشروع الصهيوني، الذي لا يعترف بفلسطين ويرى في سيناء العاصمة الروحية لدولته المزعومة.
وختم بكري كلمته بالتأكيد على أن الشعب المصري قادر على الانتصار بفضل وعيه وقيادته الوطنية وجيشه الباسل، مشيدًا بالدور التاريخي لصعيد مصر في الدفاع عن الوطن، منذ معركة البارود ضد الحملة الفرنسية.
وأكد الدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، بأن حماية مصر في تلك اللحظة العصيبة كانت حماية إلهية سخّر لها الجيش بقياداته الوطنية، ليقف إلى جانب الشعب، ويستعيد الدولة من براثن الانهيار.
وأضاف محافظ قنا: "بمجرد الخروج من الكابوس، جاءت القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، لتبدأ مرحلة إعادة بناء الجمهورية الجديدة، واستعادة المكانة الإقليمية والدولية للدولة المصرية"، مشددًا على أن ما تحقق منذ عام 2014 لم تشهده مصر منذ عهد محمد على.
وأشار محافظ قنا، إلى أن الرئيس السيسي تحمل مسؤولية تاريخية كبرى من أجل حماية الدولة، واستعادة هيبتها، وبناء مستقبل يليق بمكانة مصر وشعبها العظيم.
وانتهت فعاليات الاحتفالية، بتقديم الدروع من مجمع إعلام قنا، لكل من محافظ قنا والمستشار العسكري للمحافظة، والكاتب الصحفي مصطفى بكري، تقديرًا لدورهما الوطني وتعبيرًا عن الامتنان لمشاركتهما الفعالة في إحياء ذكرى ثورة 30 يونيو.