كشف مصدران مطلعان لشبكة سي إن إن، أن القوات الخاصة الإسرائيلية نفذت عمليات برية صغيرة داخل الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة في إطار الاستعدادات لهجوم بري إسرائيلي محتمل.

وذكر المصدران، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف هويتهما لحساسية مناقشة المسائل العسكرية، أن قوات الكوماندوز الإسرائيلية تسللت إلى الأراضي اللبنانية، واستهدفت مواقع حزب الله بالقرب من الحدود، من أجل جمع معلومات استخباراتية وتدمير مواقع حزب الله في المنطقة.

من جانبه، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات.

وتعتبر العمليات المحدودة هذه، أحدث مؤشر على أن إسرائيل تضع الأساس لتوغل بري كبير في لبنان.

ويأتي ذلك على الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية لا يبدو أنها اتخذت قرارًا نهائيًا بشأن شن مثل هذا الهجوم البري.

حصيلة ضحايا غارات إسرائيل

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الاثنين، استشهاد 63 شخصا وإصابة 92 بسلسلة غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة جنوب وشرق البلاد.

ومنذ 23 سبتمبر الجاري تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، ما أسفر حتى ظهر الاثنين عن ما لا يقل عن 962 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و2778 جريحا، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية، ووسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.

فيما يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل، إثر إطلاق كثيف من "حزب الله" لصواريخ وطائرات دون طيار "درونز" وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيان الاثنين، بارتفاع حصيلة ضحايا غارة إسرائيلية مساء الأحد على بلدة عين الدلب شرق صيدا (جنوب) إلى "45 شهيدا و70 جريحا".

وسبق أن أعلنت الوزارة مساء الأحد، استشهاد 24 شخصا وإصابة 29 آخرين في الغارة ذاتها، ما يعني ارتفاع عدد الضحايا بمقدار 21 شهيدا و39 جريحا.

كما أعلنت الوزارة في بيان ثان عن "12 شهيدا و20 جريحا" في "غارات العدو الإسرائيلي" فجر الاثنين على منطقة الهرمل شرقي لبنان.

وقتلت طائرات حربية إسرائيلية، الاثنين، 6 مسعفين وأصابت 4 في غارة على مركز للدفاع المدني في بلدة سحمر بالبقاع الغربي (شرق)، وفق بيان ثالث لوزارة الصحة.

وللقبول بوقف إطلاق نار، اشترط وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في رسائل أرسلها إلى نظرائه في 25 دولة، تحريك "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه، حسب هيئة البث الإسرائيلية (رسمية).

ولاحقا، أكد نائب الأمين العام لـ "حزب الله" نعيم قاسم، في كلمة متلفزة الاثنين، أن الحزب مستمر في عمليات "المقاومة" ضد إسرائيل؛ لإسناد قطاع غزة والدفاع عن لبنان، وذلك رغم اغتيال تل أبيب الأمين العام للحزب حسن نصر الله الجمعة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حزب الله أخبار حزب الله إسرائيل تحذر حزب الله إسرائيل تترقب انتقام حزب الله أنشطة حزب الله أول رد من حزب الله على إسرائيل القوات الخاصة الإسرائيلية الاراضي اللبنانية لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق

بيروت- يعيش لبنان لحظة حساسة، تتقاطع فيها التطورات السياسية والأمنية مع تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة، وبدا ذلك واضحا في كلمة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بمناسبة عيد الجيش اللبناني، والتي قدّم فيها قراءة دقيقة للوضع الحالي.

وكشف عون في كلمته عن تفاصيل الورقة الأميركية التي تهدف إلى تحقيق تهدئة مع إسرائيل، وتتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية فقط.

واعتبر عون أن هذه الورقة تشكل فرصة استثنائية للبنان، مع دعم عربي ودولي يضمن تعزيز قدرات الجيش اللبناني، لكن بشروط واضحة ترتكز على تسليم السلاح خارج سلطة الدولة.

في المقابل، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، خلال كلمة له في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر، رفضه التام لفكرة تسليم السلاح، مشددًا على أن سلاح الحزب موجه لإسرائيل وليس لأي نزاع داخلي، ومتهمًا المبعوث الأميركي توم براك بمحاولة تهديد لبنان لمصلحة إسرائيل.

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الضغوط الدولية على لبنان لمواجهة ملف سلاح "حزب الله"، وسط تهديدات إسرائيلية مستمرة بشن ضربات إن لم يتم نزع السلاح، مما يضع البلاد على مفترق طرق حرج بين تعزيز الاستقرار والمخاطر الأمنية.

محللون يرون في تصريحات الموفد الأميركي براك (يمين) ضغوطا على الرئيس اللبناني عون (أسوشيتد برس)مواجهة مؤجلة

يرى المحلل السياسي إبراهيم حيدر، في حديث للجزيرة نت، أن تصريح رئيس الجمهورية اليوم يشكّل أول موقف رسمي واضح من الدولة بشأن ملف السلاح، عقب تصاعد الضغوط الأميركية وتصريحات المبعوث الأميركي، ويُفسّر حيدر استخدام الرئيس لعبارة "القوى المسلحة" بأنها تشمل أيضا السلاح الفلسطيني، في إطار خطة حكومية لضبط السلاح في المخيمات وخارجها.

إعلان

ويشير حيدر إلى أن الخطاب يعكس التزاما سياسيا، لكنه لا يشكل خطة تنفيذية ملموسة، إذ لم تُطرح بعد آليات أو جدول زمني للتنفيذ، وسط انقسام داخلي حاد حول مستقبل السلاح.

أما على مستوى الداخل، فيشير حيدر إلى أن مسار الحوار بين الرئيس وحزب الله حول ملف السلاح يبدو متعثرًا، وبلغ طريقًا مسدودًا، خاصة بعد اللقاء الأخير مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، الذي رفض مقترحًا رئاسيًا بتسليم السلاح الثقيل تدريجيًا.

ويعزز ذلك -بحسب حيدر- تصريح الأمين العام للحزب قاسم، الذي رأى أن أي طرح لنزع السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي، كما يرى حيدر أن تصريح الرئيس عون -رغم وقعه السياسي- يصطدم بعقبات داخلية معقّدة، وأن أي تحرك عملي في هذا السياق قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع الحزب، وهو سيناريو لا ترغب به الدولة ولا رئيسها، خشية انزلاق البلاد إلى الفوضى والانقسام.

ويختم حيدر حديثه بالقول إن لبنان اليوم أمام مرحلة مصيرية، وسط تحديات داخلية وخارجية متشابكة، وإن شهر أغسطس/آب قد يشهد محطات مفصلية يصعب التنبؤ بمآلاتها، في ظل استمرار الانقسام حول مصير سلاح الحزب، ومصير الدولة برمتها.

الحسم

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب، في حديث للجزيرة نت، أن خطاب رئيس الجمهورية اللبناني اليوم جاء بمثابة تجديد لخطاب القسم الذي ألقاه في 9 يناير/كانون الثاني الماضي، ولا سيما لجهة تأكيده على مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.

لكنه شدد على أن "العبرة ليست في الأقوال، بل في القدرة على ترجمة هذه المواقف إلى خطوات عملية، خصوصا في ظل تمسك حزب الله بسلاحه ورفضه تسليمه للجيش اللبناني".

ويشير دياب إلى أن الحزب "لا يكتفي بالرفض، بل يصوّر أي دعوة لنزع سلاحه على أنها تصب في مصلحة إسرائيل، ويواصل استخدام لغة التخوين بحق كل من يطرح هذا الملف للنقاش"، مضيفًا أن "هذا الموقف يضع الدولة اللبنانية -رئيسًا وحكومة- أمام إحراج كبير، لا سيما في ظل تعهداتها أمام الموفد الأميركي براك، وأمام المجتمعين العربي والدولي".

ويرى دياب أن "الرئيس وضع نفسه والدولة أمام اختبار جدّية ومصداقية، إن كان سيتمكن فعلا من تنفيذ ما تم التعهد به"، ويتابع "الاختبار الأول سيكون يوم الثلاثاء المقبل في الجلسة المخصصة لبحث ملف السلاح على طاولة مجلس الوزراء، وهي جلسة لا تمثل فقط امتحانًا لموقف حزب الله، بل للدولة بمجملها، وإن كانت ستقترن الأقوال بالأفعال".

ويشير إلى أن الموفد الأميركي كان واضحًا بأن "الوقت لم يعد يسمح بالمواقف الإنشائية، والمطلوب اليوم هو خطوات ملموسة"، معتبرًا أن "الحكومة دخلت عمليًا في مرحلة المواجهة مع هذا الملف، والسؤال المطروح: هل ستخرج الجلسة بتوافق يمهد لوضع آلية وبرنامج زمني لسحب السلاح، أم ستنتهي بانقسام أو انسحاب مكونات سياسية أساسية من الحكومة؟".

ويؤكد دياب أن "ما ستؤول إليه هذه الجلسة سيشكّل مؤشرا حاسما، فإما أن يبدأ مسار التنفيذ الفعلي، أو تدخل البلاد في مرحلة أكثر تعقيدًا وخطورة".

ويضيف: "شخصيا، أرى أن الأمور تتجه نحو التصعيد لا التهدئة، والخوف كل الخوف أن يتخذ مجلس الوزراء قرارا بأكثرية، ويقابل ذلك برفض ميداني من حزب الله"، متسائلا "هل سنكون نحن حينها أمام تحدٍّ مباشر للدولة؟ أو على أعتاب انقلاب داخلي؟".

إعلان اختلاف مسميات

في المقابل، يرى المحلل السياسي توفيق شومان، في حديثه للجزيرة نت أن لا تناقض بين موقف الرئيس عون وما جاء في تصريحات الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، "لأن كليهما يعطي الأولوية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية بكافة أشكالها، واستعادة الأراضي المحتلة".

على أن يلي ذلك -حسب رأيه- بحث الإستراتيجية الدفاعية التي يسميها الرئيس عون "إستراتيجية الأمن الوطني"، في حين يسميها حزب الله "الإستراتيجية الدفاعية".

ويلفت شومان إلى أن حديث الرئيس عون عن المذكرة التي سيقدمها إلى الموفد الأميركي توم براك، وطرحه لها في الجلسة الحكومية المقبلة، يعكس "توافقًا وطنيًا"، لا سيما أن الرئيس أكد التفاهم بشأنها مع رئيسي مجلس النواب والحكومة.

ويختم بالقول "لا أرى في مواقف الرئيس عون أي تغيير أو ضغط أو خروج عن التفاهمات الوطنية، خصوصًا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، والثنائي الشيعي عموما" بمعنى حزب الله وحركة أمل.

قاسم أكد أن أي طرح لنزع سلاح حزب الله يخدم المشروع الإسرائيلي (مواقع التواصل)إشكالية التفاصيل

يعتبر الباحث والكاتب السياسي حسن شقير، في حديثه للجزيرة نت، أن خطابَي رئيس الجمهورية وأمين عام حزب الله، كانا "خطابين مفصليين في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان، لأنهما يتناولان كيفية حماية البلد والنهوض به"، ويضيف شقير أن "الخطابين يتقاطعان في كثير من النقاط، وهذا أمر طبيعي في ظل تداول الأفكار حول الرد على مذكرة براك".

وبخصوص موضوع السلاح، يقول شقير إن "الإشكالية تكمن في أن السلاح كان قد ورد في البيان الوزاري، كما كانت هناك فقرة في خطاب القسم تُعنى بضرورة إقرار إستراتيجية أمن وطني شاملة على كافة المستويات، من بينها العسكري"، ويضيف "أن حزب الله كان قد انتخب الرئيس وشارك في الحكومة بناء على هذه الرؤية ومنحها ثقته".

ويؤكد شقير أن "رئيس الجمهورية قارب مسألة السلاح بالقول إنه يجب تسليمه للجيش اللبناني، لكن المسألة تكمن في تحديد المناطق التي يُسلم فيها السلاح".

ويتابع "إذا كان المقصود منطقة جنوب الليطاني، فإن حزب الله سلم معظم سلاحه هناك دون قيد أو شرط، لكن في شمال الليطاني هناك إشكالية، حيث يرفض حزب الله تسليم السلاح في هذه المناطق، مع قبوله مناقشة إستراتيجية الأمن الوطني كما ورد في البيان الوزاري وخطاب القسم، بعد تنفيذ إسرائيل ما عليها من اتفاق وقف العمليات العدائية".

مقالات مشابهة

  • ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق
  • ارتفاع ضحايا الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى 60 ألفا و249 شهيدا
  • لافروف: الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تنتهك القانون الدولي ومن الضروري وقفها
  • عمليات نوعية للمقاومة ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة
  • ارتفاع ضحايا الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة إلى 60 ألفا و34 شهيدا
  • صحة غزة: ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 60 ألفا و34 شهيدا
  • ارتفاع ضحايا الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ فجر الثلاثاء إلى 62 شهيدا
  • مجموعة “أ3+” تطالب المجتمع الدولي بوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية
  • دول عربية وإسلامية كبرى تدعم إسرائيل اقتصادياً وتزوِّد الكيان المجرم بالبضائع :شركة الشحن الإسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية
  • غزة – 96 شهيدا بينهم 41 من طالبي المساعدات الاثنين