"المهرجانات التهويدية" تسلب أهالي سلوان حريتهم وتُفاقم معاناتهم
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
القدس المحتلة - رنا شمعة - خاص صفا
لم تقتصر معاناة أهالي سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك على الاقتحامات والاعتداءات الإسرائيلية اليومية، وعمليات الهدم، بل أصبحت تعطل حياتهم، وتقيّد حركتهم، نتيجة افتتاح بلدية الاحتلال في القدس المحتلة المهرجان التهويدي داخل بركة السلطان الأثرية، و"الجسر المعلق" في حي وادي الربابة.
وعلى بعد نحو 100 متر من الناحية الجنوبية الغربية لسور القدس التاريخي، تقيم بلدية الاحتلال منذ الأسبوع الماضي، مهرجانًا تهويديًا ضخمًا في بركة السلطان تحت عنوان مهرجان الفن الدولي "هوتزوت يوزار".
ويستمر المهرجان التهويدي على مدار 11 ليلة، متضمنًا 20 عرضًا موسيقيًا، بمشاركة مئات الفنانين الإسرائيليين، وعشرات آلاف المستوطنين من كل أنحاء فلسطين المحتلة.
وخلال المهرجان، تتحول المنطقة المقدسية قرب وادي الربابة إلى مسرح لآلاف المستوطنين الذين يرتادونها كل ليلة، ما يُؤدي لحدوث أزمات مرورية خانقة، وضوضاء يومية تتسبب بإزعاج أهالي سلوان، وتُقيد حركة تنقلهم.
ولم تتوقف معاناة الأهالي عند المهرجانات الليلية الصاخبة، بل يجدون صعوبة بشكل شبه يومي في التنقل عبر مدخل وادي الربابة، بعد افتتاح "الجسر المعلق" التهويدي، الذي يمر فوق أراضي سلوان على ارتفاع 202 متر.
معاناة بلا حدود
المقدسي سمير شقير- أحد سكان وادي الربابة- ينتظر بسيارته نصف ساعة وأكثر عند مدخل الحي، كي يتجاوز بضع أمتار وصولًا إلى منزله، بسبب افتتاح الجسر.
ويقول شقير لوكالة "صفا": إن "معاناتنا تتفاقم يومًا بعد يوم، فالوضع خطير جدًا، بسبب افتتاح سلطات الاحتلال الجسر الهوائي، بالإضافة إلى الحفلات الصاخبة، التي تستمر حتى منتصف الليل، وتتسبب بإزعاجنا وعدم قدرتنا على النوم".
ويضيف أن "الاحتلال لم يكتف بمصادرة أراضينا وتجريفها لأجل مشاريعه التهويدية، بل يريد التضييق على حياتنا أكثر، وجعلها لا تُطاق، حيث يتعمد استهدافنا واستفزازانا دائمًا، ضمن سياسة العقاب الجماعي التي يفرضها على أهالي سلوان".
ويوضح أن هذا الجسر والمهرجانات تسببت بأزمات مرورية كبيرة لأهالي سلوان، وخاصة في ساعات المساء، والذي يشهد توافدًا لآلاف المستوطنين إلى المنطقة، للمشاركة في الحفلات الصاخبة.
"ورغم إغلاقنا للنوافذ، إلا أننا لا نستطيع النوم، بسبب الأغاني والموسيقى الصاخبة، فضلًا عن المخالفات الباهظة التي نتلقاها من شرطة الاحتلال في حال تم ركن مركباتنا عند الشارع العام"، يقول شقير.
ويؤكد أن الاحتلال يريد تغيير معالم المنطقة وتهويدها، وطمس طابعها العربي والإسلامي وصبغها بطابع تلمودي يهودي، خاصة أنه يُخطط لإقامة مسارات توراتية في بلدة سلوان.
تضييق متعمد
أما عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب فيقول إن الاحتلال يتعمد تضييق الخناق على أهالي سلوان عبر المشاريع التهويدية كالجسر المعلق أو المهرجانات الليلة الصاخبة، بهدف تهجيرهم والاستيلاء على المنطقة.
ويوضح أبو دياب، في حديث لوكالة "صفا"، أن أهالي سلوان يتعرضون بسبب هذا الجسر والمهرجانات، إلى استفزازات يومية من المستوطنين، ناهيك عن إغلاق الطرق ومداخل الأحياء بالبلدة، والتسبب بأزمات مرورية، تؤثر سلبًا على حركتهم.
ويضيف أن البلدة، وتحديدًا وادي الربابة، تشهد وجودًا مكثفًا لشرطة الاحتلال، خاصة في ساعات المساء؛ لتأمين الحماية للمستوطنين الذين يرتادونها لعبور "الجسر المعلق" أو المشاركة في المهرجان القائم ببركة السلطان، مما يُعرض الأهالي للتفتيش المستمر، ويعطل حياتهم ويُضيق الخناق أكثر عليهم.
ويضطر أهالي البلدة لاجتياز طرق التفافية بديلة عن مدخل وادي الربابة، مما يُكلفهم وقتًا وجهدًا أكبر للوصول إلى منازلهم أو الأماكن التي يقصدونها.
ودائمًا ما يختار الاحتلال الأماكن المهمة والحساسة بالقدس، ولا سيما القريبة من المسجد الأقصى المبارك، لإقامة مشاريعه التهويدية، كما يشير أبو دياب، بهدف تسهيل وصول المستوطنين للبلدة القديمة.
ويلفت إلى أن مدخل وادي الربابة يُعد المنفذ الوحيد لأهالي سلوان، بعدما أغلق الاحتلال المدخل الرئيس من سلوان إلى باب الأسباط نهائيًا، ومدخل وادي حلوة الذي أصبح باتجاه واحد، بعدما جرى تضييق الطريق.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: تهويد القدس الجسر المعلق المسجد الأقصى الجسر المعلق
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر: الصراع الإيراني الإسرائيلي يُهدد استقرار أفغانستان ويُفاقم أزماتها الإنسانية
حذرت روزا أوتونباييفا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان ورئيسة بعثة يوناما، من التأثيرات السلبية للصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل على استقرار أفغانستان، مؤكدة أن الصراع يُعطل حركة التجارة، ويرفع أسعار السلع الأساسية والوقود، ويدفع المزيد من الأفغان إلى العودة من إيران إلى بلادهم.
وخلال إحاطة قدمتها لمجلس الأمن الدولي، أوضحت أوتونباييفا أن هذه التحديات تتفاقم في ظل حالة من عدم الاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى أن الوضع في أفغانستان معقد أصلًا ولا يحتمل مزيدًا من الضغوط الخارجية.
السيسي يؤكد أهمية اضطلاع "الأمم المتحدة" بدور ملموس في تحقيق السلام بالمنطقة (فيديو) الأمم المتحدة: المنطقة تحتاج إلى احترام القانون الدولي وليس مجرد خطوط حمراء مبادرات دولية لدعم اندماج أفغانستان.. وتحذير من تطبيع "الوضع الراهن"أكدت أوتونباييفا أن هناك "نهجًا شاملًا" يجري العمل عليه لإعادة دمج أفغانستان في المجتمع الدولي، مشددة على أن الهدف من هذه الجهود ليس تطبيع الأوضاع الحالية بل الإبقاء على القضايا الحساسة، وخاصة التزامات البلاد الدولية، في صميم العمل الدبلوماسي الدولي.
وأضافت أن المجتمع الدولي لا يزال يشعر بقلق بالغ حيال استمرار تدهور أوضاع النساء والفتيات في أفغانستان، وتراجع الحوكمة الشاملة، وانتهاكات حقوق الإنسان.
تدهور في عمليات إزالة الألغام وتهديد لأمن المدنيينكشفت أوتونباييفا عن انهيار خطير في عمليات إزالة الألغام، حيث انخفض عدد الفرق العاملة ميدانيًا إلى النصف مقارنة بالعام الماضي، محذرة من أن هذا الانخفاض في التمويل قد يهدد أرواح المدنيين، ويزيد من الخطر في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
تحذيرات من أزمة إنسانية خانقة في ظل ضعف التمويلمن جانبها، حذرت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، من أن الشعب الأفغاني يواجه احتياجات إنسانية طارئة بسبب عقود من الصراع، والفقر المدقع، والتغير المناخي، إلى جانب القيود القاسية على النساء والفتيات، في ظل بيئة تمويلية خانقة.
وأكدت مسويا أن واحدًا من كل خمسة أفغان يعاني من الجوع، و3.5 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بينما يُقدّر عدد الأطفال خارج المدارس بـ3.7 مليون، منهم 2.2 مليون فتاة مُنعن من التعليم بعد تجاوزهن سن الحادية عشرة.
وشددت على أن معدل وفيات الأمهات في أفغانستان يتجاوز 2.5 ضعف المتوسط العالمي، لافتة إلى أن العاملين الإنسانيين، خصوصًا النساء، يواصلون تقديم المساعدات في ظروف صعبة، ويصلون إلى أماكن لا تصل إليها أي جهات أخرى.
فجوة تمويلية ضخمة ونداء لدعم عاجلأشارت مسويا إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية للعام الجاري لم تتجاوز 21% من التمويل المطلوب، ما ترك فجوة قدرها 1.9 مليار دولار.
وأوضحت أن هذا النقص أجبر الوكالات على تقليص المستفيدين من 16.8 مليون إلى 12.5 مليون شخص فقط، ما يهدد بإغفال الاحتياجات الأساسية لملايين من المحتاجين.
ودعت المجتمع الدولي إلى تعزيز تنفيذ الاستثناء الإنساني في قرار مجلس الأمن رقم 2615، وزيادة الاستثمارات في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والرعاية الصحية لضمان صمود المجتمعات الأفغانية.
سيما بحوث: لا يمكن تطبيع قمع 20 مليون امرأةبدورها، نددت سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالقمع الممنهج الذي تتعرض له النساء في أفغانستان، مشيرة إلى أن "قمع 20 مليون امرأة لمجرد كونهن نساء أمر غير مقبول إطلاقًا".
وأكدت أن واقع النساء والفتيات ازداد سوءًا منذ آخر إحاطة قدمتها قبل تسعة أشهر، ولم يُرفع قيد واحد، في وقت تتجاهل فيه الجهات الدولية هذا الملف إلا عند فرض قيود جديدة.
وقالت بحوث: "المرأة الأفغانية لم تستسلم. ولا يمكننا نحن أيضًا أن نستسلم. إنهن ينظمن أنفسهن، ويفتتحن مدارس سرية، ويبنين حياة رغم القيود المفروضة عليهن".
توصيات أممية لدعم النساء ومحاسبة طالبانقدمت سيما بحوث أربع توصيات رئيسية:
عدم تطبيع سياسات طالبان أو دعمها دون قصد في التعاملات الدولية.دعم جهود المساءلة الفعالة في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان.تخصيص 30% من المساعدات المالية لدعم النساء والفتيات مباشرة.الاستثمار في محو الأمية الرقمية للنساء والفتيات لتعزيز قدراتهن الذاتية.