أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن هناك مخاطر على الاستقرار الموجودة في مصر منها ظواهر الهجرة غير الشرعية، قائلًا: "هناك فرق بين الهجرة غير الشرعية واللجوء السياسي والإنساني ولا يجوز الخلط بينهما".

وأضاف "عيسى"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن الهجرة غير الشرعية لمصر خطر جبار، منوهًا إلى أن هذه الهجرة تصنع عشوائيات وهو خطر يداهم المجتمعات، موضحًا أن هناك حديث دائم عن خطورة الهجرة من الريف إلى المدينة ولا بد أن نقف أمام الهجرة غير الشرعية.

إبراهيم عيسى يكشف سبب عدم تحرك الجيوش العربية للدفاع عن لبنان إبراهيم عيسى: الأحزاب في مصر لا تمارس الديمقراطية بشكل حقيقي

 وتابع: "مصر تستضيف وتقبل هجرة غير شرعية تأتي بمشاكلها وأزماتها.. هناك من يؤيد الجيش السوداني وآخر يؤيد الدعم ومن سوريا جاء من يؤيد النظام ومن يعارضه".

وأشار إلى أن مصر استقبلت الملايين من الهجرة غير الشرعية دون أن تكون مستعدة على أي نحو، وهم يمثلون ضغط على الاقتصاد المصري، مردفا: "اللاجئون في مصر لا يتعدون بضعة آلاف طبقا لمفوضية اللاجئين"، منوهًا بأن الخطر الحقيقي في أن المهاجرين يعيشون في مصر مع اختلاف توجهاتهم السياسية.

إبراهيم عيسى: عدد هائل من المهاجرين إسلاميين والتيارات السياسية في مصر مراهقة

ونوه إلى أن عدد هائل من كتل المهاجرين القادمة من ليبيا والسودان وسوريا وغزة هم تيار إسلامي، وتساءل قائلًا: "معظم اللي هربان من بشار الأسد هيكون هربان ليه؟".

وشدد، على أننا أمام مشهد خطر على الاستقرار، مؤكدًا أن التيارات السياسية في مصر مراهقة للغاية وتحتاج إلى خبراء في المراهقة لمعالجة مراهقتهم السياسية، موضحاً أن المراهقة السياسية أخطر مرحلة على الشعوب أخطر من مراهقة البشر، ومصر منحصرة بين المراهقة السياسية والتصابي السياسي.

وأوضح أن الفوضى العبثية تخدم المتطرفين والإرهابيين، مؤكدًا أن مصر أمام تيار "مهيج" وهم الإخوان والسلفيين والتيار الإسلامي السياسي واستحضار المشاعر لتجنيد للمشاعر والأفكار ومن ثم تجنيد الأفراد، وهدف تيار الإسلام السياسي من اللحظة الأولى هو التهييج السياسي، والتيار الآخر هو التيار "المهرج"، وهو الذي يتحدث عن الانتصار للبنان وغزة وهو ما يمكن وصفه أننا أمام تيار مراهق ومهرج ولا يعي أولويات الدولة ولا لاستقرار الوطن، وتابع: "هما وجهان لعملة واحدة ويهددون استقرار الدولة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقتصاد المصري إبراهيم عيسى الإعلامي إبراهيم عيسى سوريا الجيوش العربية القاهرة حديث القاهرة هجرة غير الشرعية الهجرة غیر الشرعیة إبراهیم عیسى فی مصر

إقرأ أيضاً:

حين تمنح المفردات الشرعية: تنبيه للإعلاميين السودانيين

ها قد أعلنت قوات الدعم السريع وأتباعها من المدنيين والحركات المتمرّدة تشكيل حكومةٍ سرعان ما بدأ الإعلام في الإشارة إليها بمصطلح (حكومة تأسيس). يعكس هذا الإعلان، في جوهره، تحوُّلاً في الإستراتيجية بعد فشل الدعم السريع في إحكام السيطرة على العاصمة، والتمدُّد شرقًا وشمالًا. أمام هذا العجز، جاء هذا الإعلان على سبيل التعويض الرمزي بإنشاء كيانٍ مدني ورقي يحاول التغطية على القصور العسكري، وترسيخ وجودٍ إعلامي افتراضي يخلق شرعيةً بديلة، ربما تمهيدًا لدورٍ تفاوضي دولي أو قبول سياسي إقليمي. غير أن الأخطر من هذا الإعلان في ذاته هو كيفية التعامل معه إعلاميًا.

وسط هذه المعمعة، يجب أن نُذكّر بأن اللغة ليست محايدة، وفي ظلّ بيئات النزاع، كالتي نعايشها الآن، لا تكون اللغة مجرَّد وسيلة للتوصيل، بل تتحوَّل إلى أداة صراعٍ رمزي. ومن نافلة القول إن مسؤولية الإعلام لا تتوقَّف عند نقل الأحداث، بل تشمل كيفية توصيفها. وحين تصبح اللغة أداة شرعنة أو تجريم، فإن التدقيق في كلّ مصطلح واجبٌ مهني وأخلاقي.

في سياق الإعلان المشار إليه آنفًا، فإن استعمال الإعلاميين والكتّاب والمراسلين مصطلح (حكومة تأسيس) وما في حُكْمِه بلا تحفُّظ من شأنه إضفاء شرعيةٍ ذهنية وسياسية غير مستحقَّة؛ إذْ ترسّخ هذه الاستعمالات في اللاوعي الجمعي صورةً لكيانٍ حقيقي وفاعل ومستقر. ومع التكرار، يحدث ما يسمّيه علماء النفس واللسانيات بـ(تثبيت المفهوم بالاعتياد)؛ أي أن شيوع الكلمة يُنتج واقعًا جديدًا في ذهن المتلقّي في الداخل والخارج، ويدفعه تكرارها بلا تفكيكٍ أو تشكيك إلى التعامل مع هذا الكيان الورقي كما لو كان سلطةً ماثلة، تمتلك صفات الدولة ومؤسَّساتها. وهنا يتسرَّب الوهم إلى الإدراك العام، ويصبح الإعلام شريكًا، عن غير قصد، في تعويم كيانٍ بلا مشروعية، وربما في إرباك الرأي العام، وإضعاف وضوح الصراع الحقيقي الذي يدور في البلاد بين دولةٍ تُختطَف، وميليشيا تحاول تلبُّس ثوب المدنية.

هناك أمثلة كثيرة في التاريخ الحديث يتجلَّى فيها دور اللغة في ترسيخ مفاهيم قد تكون غير دقيقة أحيانًا، أو لترويج تصوُّراتٍ محدَّدة في أحيان أخرى. فعلى سبيل المثال، كرَّرت وسائل الإعلام اسم تنظيم الدولة الإسلامية في سنواته الأولى كما هو، وهو ما ساهم في ترسيخ صورة (الدولة) في ذهن الرأي العام العالمي. لاحقًا، صحَّحت المؤسسات الإعلامية الكبيرة مسارها، وبدأت تقول (ما يُسمَّى بالدولة الإسلامية)، أو تستعمل المختصر (داعش) أو كلمة (تنظيم) لتُضعِف فكرة الدولة. كما أدَّى ترديد كلمة (الشرعية) في عبارة (الحكومة الشرعية في اليمن) إلى تكريس هذه الصورة ذهنيًا، حتى بدت وكأنها تملك زمام السلطة فعليًا، رغم وجودها في الخارج.

ودأبت بعض وسائل الإعلام على تجنُّب مصطلح (إسرائيل) إلا في حالات الاقتباس، والاستعاضة عنه بعبارة (الكيان الصهيوني)، واستعمال مصطلح (قوات الاحتلال) أحيانًا بدلاً من (القوات الإسرائيلية)، مقاومةً للاعتراف الرمزي، وهو قرارٌ لغوي نابع من موقفٍ سياسي واضح.
هذه الحساسيَّة في اختيار الألفاظ مهمّة جدًا، لأنها تعكس المواقف؛ فعلى سبيل المثال، وصفت قناة الجزيرة أزمة قطر مع دول الخليج عام 2017 بـ(الحصار)، بينما سَمّتها القنوات السعودية والإماراتية (مقاطعة)، وهو ما يعكس اختلافًا في الزاوية السياسية والإعلامية لتأطير الأزمة. وعلى نحوٍ مماثل، كانت الجزيرة تصف الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي عام 2013 بأنها (انقلاب)، بينما صوَّرتها وسائل إعلام أخرى على أنها (ثورة)، وهو اختلافٌ تحريري يعكس التوجُّه السياسي لكلّ وسيلة. كما لوحظ اعتماد الإعلام السعودي كلمة (وفاة) عند الحديث عن قتلى سعوديين أو مقيمين، مقابل استعمال كلمة (قتل) ومشتقَّاتها عند الإشارة إلى قتلى الحوثيين. هذا التباين ليس لغويًا فحسب، بل يعكس موقفًا تحريريًا من كلّ حالة، ويُظهِر كيف يُستعمَل اللفظ للتقليل من وقع الخسائر (الوطنية)، أو لتأجيج العداء تجاه الآخر. وبالنظر إلى مصطلح (suicide bomber)، فقد تباينت ترجماته حسب القناة والسياق، فتراوحت بين (انتحاري)، و(فدائي)، و(استشهادي).

من هذا المنطلق، نوصّي الإعلاميين السودانيين والمدوّنين، وحتى الكُتَّاب في منشوراتهم الشخصية على وسائط التواصل الاجتماعي، بعدم استعمال مصطلح (حكومة تأسيس)، بل الاستعاضة عنه بعبارات مثل، (كيان تأسيس)، أو (ما يُعرَف بحكومة تأسيس)، أو (الكيان المدني التابع لقوات الدعم السريع) بحسب السياق. ولمَّا كانت الكلمة موقفًا، والتوصيف مسؤولية، فلا تمنحوا الشرعية مجانًا لهذا الكيان الذي وُلِد ميتًا، وهو أقرب إلى ورقة ضغطٍ سياسية وإعلامية من مشروع دولةٍ بديلة. هذا الكيان قد يعيش بعض الوقت بوصفه مظلةً تجميلية لقوةٍ عسكرية غير شرعية، لكنه لا يملك في صيغته الحالية مقوّمات السيادة، أو الديمومة، أو القبول الشعبي والدولي.

والأخطر من الاعتراف الضمني بهذه الكيانات هو تطبيع وجودها عبر التكرار اللغوي. وهذا ما يجب أن يتفاداه الإعلامي المسؤول؛ لأن الكلمات، في نهاية المطاف، ليست أدوات نقلٍ فحسب، بل أدوات خلقٍ للواقع أو تشويهه.
فمن يُعيد للمفردات حيادها؟ ومن يحمي الوعي من سطوة التكرار؟
خالد محمد أحمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجبهة الوطنية يعلن تشكيل أمانة مطروح برئاسة عبدالله عيسى
  • خالد أبو بكر: إبراهيم عيسى شاهد على محطات فارقة وما زال فاعلاً في المشهد
  • برشلونة يفتح الباب أمام رحيل نجمه إلى دوري روشن
  • ليبيا والنيجر تبحثان سبل التعاون في ملف «الهجرة غير الشرعية»
  • الرُّقْيَةُ الشَّرْعِيَّة.. شِفَاءٌ يُرْتَجَى أَمْ مَكَاسِبُ تُجْتَنَى
  • وفاة الشيخ عيسى بن صالح البوسعيدي
  • آيات الرقية الشرعية مكتوبة.. حصن نفسك بالقرآن من العين والحسد
  • حمزة: تشرفنا هذا العام باستضافة الجناح السعودي ليكون ضيف شرف والذي سيتم افتتاحه رسمياً بحضور وفد رسمي رفيع في خطوة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وتعكس الدعم الأخوي الكبير المقدم من المملكة وتفتح الباب أمام مزيد من التعاون العربي المشترك
  • حين تمنح المفردات الشرعية: تنبيه للإعلاميين السودانيين
  • الأهلي يفتح ملف تجديد عقد هذا اللاعب.. ويغلق الباب أمام العروض الخارجية