الثورة نت:
2025-12-14@10:57:30 GMT

العدوان السيبراني على لبنان

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

 

الذهاب نحو الحرب السيبرانية من خلال استخدام أجهزة البيجر وأجهزة الاتصالات السلكية، من قبل كيان العدو الإسرائيلي، والتي استهدفت عناصر تابعة لحزب الله ومواطنين لبنانيين، من خلال تفخيخها، واختراق منظومة الأمن السيبراني، الكفيل بتحويل هذه الأجهزة إلى متفجرات يتم التحكم بها وتفجيرها في وقت واحد، من أجل ضمان حصد أكبر عدد ممكن من المواطنين المستهدفين في وقت واحد، لا يعد انتصارا ولا إنجازا عسكريا يمنح هذا الكيان حق المفاخرة به، فما قام به هذا الكيان الإجرامي من عدوان سافر يعد انتهاكا للسيادة اللبنانية، وانتهاكا للأعراف واللوائح والأعراف والمواثيق الدولية المنصوص عليها فيما يتعلق بخدمات الاتصالات، وما يتعلق أيضا بأعراف وأخلاق الحروب، التي تحث على توفبر الحماية الكاملة للمدنيين.

حيث كانت الاعتداءات الصهيونية على لبنان لليوم الأول والثاني مشبعة بالغدر والمكر والخيانة ولحقد والإجرام والتوحش، تفجير قرابة 4000 جهاز بيجر في وقت واحد دونما معرفة بمكان تواجد أصحابها، وحجم الضرر الذي قد تسببه للمجاورين للشخص المستهدف، تفجيرات في المولات، والمنازل، وداخل المركبات، وفي الشوارع والأحياء المكتظة بالسكان، ومواقف السيارات، وباحات وساحات المشافي والعيادات، كلها تكشف للعالم قبح وتوحش هذا الكيان الإجرامي، الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، وبلغ من الصلف والتوحش ما يستوجب الرد المزلزل على جرائمه، الرد بالمثل، دونما سقف أو محاذير، فهذا العدو لن يردعه سوى الرد بالمثل، لأنه يتمادى في غيه وإجرامه من يوم لآخر، وما يزال رغم ذلك يرعد ويزبد، ويهدد ويتوعد، مما يستدعي الرد المؤلم.

مئات الشهداء والجرحى خلفتها هذه الهجمات السيبرانية الإسرائيلية بحق الإخوة في لبنان الحبيبة، في سياق محاولات هذا الكيان الغاصب الضغط على حزب الله من أجل التوقف عن عمليات الإسناد التي يقوم بها دعما وإسنادا لإخواننا في قطاع غزة، حيث وجد الجيش الإسرائيلي نفسه عاجزا عن إيقاف عمليات حزب الله في الجبهة الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، مما دفع به إلى اللجوء لهذا النوع الجديد من العدوان، الذي يشير إلى ضلوع أمريكي ومشاركة أمريكية لوجستية فيه، وتورط شركات أجنبية تعمل في مجال تكنولوجيا الاتصالات، ورغم التخطيط الدقيق، والعمل الاستخباراتي التي سبقها ورافقها إلا أن النتائج التي أسفرت عنها لم تحقق الأهداف الرئيسية التي سعى كيان العدو الصهيوني من أجل تحقيقها من وراء هذه العمليات الإجرامية، وفي مقدمتها استهداف البنية العسكرية والسياسية لحزب الله، واستهداف نظام الحماية والسيطرة، وخلخلة الصف اللبناني المقاوم، ولكنه فشل في ذلك فشلا ذريعا، فكانت الخسائر في الأرواح هي حصيلة هذا العدوان الإجرامي .

شهداء ارتقوا، وهناك من فقدوا أعينهم، وبترت أطرافهم، وهناك من أصيبوا بجراح مختلفة، وهناك من رعتهم العناية الإلهية عند وقت التفجير الموحد، فكانت أجهزتهم مغلقة، أو مفرغة من الشحن، وهو ما حد من عدد الضحايا، ولكن هذا العدوان المتوحش أسهم في توحيد الصف اللبناني، وعزز من تلاحم وتماسك النسيج الاجتماعي اللبناني، وفتح الباب على مصراعيه أمام المقاومة الإسلامية اللبنانية للرد الذي لا يعترف بالخطوط الحمراء، كما فتحت أعين دول محور المقاومة خاصة والدول العربية والإسلامية المناهضة للكيان الصهيوني للعمل على تطوير قدراتهم، في مجال صناعة الهواتف وتقنيات الاتصال لتفادي مثل هذه الهجمات والاعتداءات مستقبلا .

بالمختصر المفيد، ما حصل في لبنان، مؤشر خطير، إن دل على شيء؛ فإنه يدل على حالة الهستيريا التي عليها النتن ياهو وحكومته المتطرفة وقادة الجيش الصهيوني الذين أغرقوا في غيهم وإجرامهم وصلفهم وتوحشهم، وأنا على ثقة مطلقة بأن الرد على هذا العدوان السافر، سيكون عاصفا لهذا الكيان المتغطرس الذي باتت مسألة ردعه وتأديبه ضرورة ملحة ومستعجلة وبلا هوادة، ولتذهب الحسابات السياسية والدبلوماسية إلى الجحيم.

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الأمن السيبراني في المنطقة العربية

في زمنٍ تتسارع فيه التحولات الرقمية وتتقاطع فيه المصالح الجيوسياسية مع مستهدفات التفوق التكنولوجي، بات الأمن السيبراني في العالم العربي أحد أعمدة السيادة الوطنية ومفاصلها الحاسمة. فالتكنولوجيا أصبحت ساحة الصراع الجديدة التي تُدار فيها الحروب الخفية وتُصاغ من خلالها موازين النفوذ العالمي. وفي قلب هذا المشهد المعقد، تواجه المنطقة العربية موجة متصاعدة من التهديدات السيبرانية التي تتجاوز مجرد الاختراقات التقنية لتلامس جوهر الاستقلال المعلوماتي والسياسي.

تتمثل طبيعة هذه التهديدات في تعدد أدواتها ومصادرها، بدءًا من برمجيات التجسس التي تستخدمها جهات استخباراتية غربية مثل برنامج "بيغاسوس"، وصولًا إلى الهجمات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية في مجالات الطاقة والاتصالات. كما تتجسد في حروب المعلومات التي تعتمد نشر الأخبار المضللة وتوجيه الرأي العام بما يخدم المصالح الخارجية. هذه الممارسات وإن كان البعض يعتبرها عشوائية، إلا أنها أقرب لأن تكون جزء من استراتيجيات طويلة المدى تهدف إلى اختراق الوعي الجمعي العربي والتحكم في مسارات القرار الوطني والسيطرة على الفضاء الرقمي في المنطقة. ولا بد لنا أن ندرك بأن المعارك اليوم تُخاض بالبيانات والمعلومات، وبالقدرة على الوصول إلى أسرار الدول ومؤسساتها الحيوية.

لكن المشهد العملي يكشف أن الأمن السيبراني العربي يواجه تحديات بنيوية عميقة. فضعف البنية التقنية في العديد من الدول يجعلها أكثر عرضة للاختراق، بينما يفاقم نقص الكفاءات المحلية المتخصصة من هشاشة الدفاعات الرقمية. كما أن غياب التنسيق الإقليمي وازدواجية السياسات الوطنية يعوق بناء جبهة موحدة قادرة على التصدي للتهديدات العابرة للحدود. يضاف إلى ذلك الاعتماد المفرط على البرمجيات والتقنيات الأجنبية التي قد تحتوي على منافذ خفية تسمح بالتجسس أو بالتحكم عن بعد، وهو ما يجعل الأمن الرقمي العربي مرهونًا بإرادة الآخرين لا بإرادته الذاتية.

غير أن هذه التحديات تفتح في الوقت ذاته نافذة نحو إعادة التفكير في مفهوم السيادة في عصر البيانات. فبدلاً من الاتكاء على الحلول المستوردة، يمكن للعالم العربي أن يطور أنظمته الرقمية اعتمادًا على طاقاته البشرية المحلية، عبر الاستثمار في البحث العلمي والابتكار التقني. كما أن بناء أطر قانونية حديثة قادرة على التعامل مع الجرائم السيبرانية ومعالجة الثغرات التشريعية أصبح ضرورة ملحة. وإلى جانب ذلك، فإن رفع الوعي المجتمعي بمخاطر الفضاء الرقمي يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة الاختراقات، إذ أن الأمن يبدأ من الوعي قبل أن يتحقق بالتقنية.

الأمن السيبراني أصبح قضية وجود ترتبط بمستقبل الدولة العربية وموقعها في النظام العالمي الجديد. الحفاظ على البيانات يعني الحفاظ على القرار، وحماية الشبكات تعني حماية السيادة. ومن دون رؤية استراتيجية بعيدة المدى تُبنى على الإرادة السياسية والتكامل الإقليمي، سيظل العالم العربي عرضة لهجمات غير مرئية تضعف قدرته على حماية نفسه رقمياً.

على صدى كل ذلك، تبدو الحاجة ماسة إلى فكر عربي جديد يدرك أن الصراعات في القرن الحادي والعشرين لم تعد تدور حول الحدود الجغرافية، بل حول الفضاءات المعلوماتية، حيث تُصنع القوة وتُختبر الإرادات. فالدول التي تملك أمنها السيبراني هي التي تملك مستقبلها، أما التي تظل تابعة في التكنولوجيا فستظل مكشوفة مهما بلغت قوتها العسكرية أو الاقتصادية. بناء منظومة عربية مستقلة للأمن السيبراني يمثل الركيزة الأساسية لإعادة تموضع الدول العربية في المشهد الدولي الرقمي.

مقالات مشابهة

  • حزب الله: الدولة معنيّة بتثبيت السيادة والمقاومة أدّت دورها في مساندتها
  • الأمن السيبراني في المنطقة العربية
  • نائب عن حزب الله: يجب التركيز على وقف عدوان إسرائيل قبل السلاح
  • حكم الدين في عدم الإنجاب.. أزهري: الشخص الذي يرفض النعمة عليه الذهاب لطبيب نفسي
  • فضل الله بعد لقائه سلام: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز
  • اليمن نموذج ناصع في مواجهة أطماع التوسع الاستعماري
  • هجوم مُركّز من التيّار على وزير الطاقة
  • تفاصيل اليوم الذي غيرت فيه القبائل اليمنية كل شيء
  • حمية عرض حجم الأضرار في لبنان بعد العدوان خلال القمة الاقتصادية العربية-الفرنسية