فاضحة ومشوقًة.. هكذا غيّرت خدمة مواعدة بالستينيات مشهد الحب
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "حياتك متعتنا. ومتعتك عملنا"..كان هذا هو الشعار المعلَّق خارج إحدى غرف السكن في جامعة "هارفارد" في عام 1965، والتي مثّلت المقر الرئيسي لأول خدمة مواعدة عبر الحاسوب في الولايات المتحدة.
وقبل عقود من ظهور "Tinder" و"Ok Cupid"، كانت هناك خدمة تُدعى "Operation Match".
وبعد أن سئم زميلا الدراسة، جيف تار، وفوغان موريل، من الاجتماعات الرتيبة في الكليات النسائية، وعجزهما عن مقابلة العديد من النساء في الحرم الجامعي لـ"هارفارد"، خطرت في بالهما فكرة السعي لمعرفة ما إذا كان جهاز الحاسوب قادرًا على إيجاد شريك رومانسي لهما.
ومع أنّ تار أراد مقابلة النساء، إلا أنّ نجاح "Operation Match" أشغله عن المواعدة.
ولكنه وجد الحب بالفعل بعد عدة سنوات من خلال موعدٍ مُدبَّر.
وفي وقتٍ سابق من هذا العام، بمناسبة عيد الميلاد الثمانين لتار، كتبت زوجته، باتسي تار، كتابًا عن "Operation Match" كهديةٍ خلال الاحتفال، ولكنه تحوّل إلى منشور رسمي.
وقالت باتسي عند الحديث عن مشهد الحب في الستينيات: "كانت المواعدة مختلفة تمامًا".
واستخدمت باتسي "Operation Match" قبل أن تلتقي بجيف، ولكنها لم تكن محظوظة، وأضافت: "شكّل احتمال مقابلة شخص ما من خلال جهاز الحاسوب، بدلاً من اتباع الطريق التقليدي، أمرًا فاضحًا ومشوقًا".
استبيان بدلاً من النقر على شاشة الهاتف الذكيأثناء الأيام الأولى من العمل معًا، أدرك تار وموريل أنّ العملاء الرئيسيين التابعين لهما هم عبارة عن طلبة جامعيين متعطشين للمواعدة مثلهم.
وتم تطوير "Operation Match" مع وضع احتياجاتهم (ورغباتهم) في الاعتبار. وشملت الخدمة استبيانًا من 75 سؤالاً حول الهوايات، ومستوى التعليم، والمظهر الجسدي، والعِرق.
كما تضمن الاستبيان أسئلة عن آرائهم تجاه الجنس، وهو أمر كان يُعتَبَر فاضحًا في عام 1965.
وطُلب من المشاركين الإجابة مرتين، مرة لوصف أنفسهم، ومرة أخرى لوصف الشريك المثالي بالنسبة لهم.
وكانت أسئلة "Operation Match" تلبي معاييرًا تُعد قديمة الطراز في هذا العصر، وذلك من خلال توجيه سؤالًا للنساء عمّا إذا كنّ قد وجدن "أميرهن الساحر"، وتوجيه سؤالًا للرجال عمّا إذا كانوا "يفضلون مقابلة فتاة جامعية مطيعة، ومثيرة، وغير ذكية".
ومع ذلك، كانت هذه الخدمة وسيلة للتغيير الاجتماعي أيضًا.
وكان توفّر حبوب منع الحمل من ناحية، مع استمرار التوقعات الزوجية التقليدية من ناحية أخرى، يعني أنّ منتصف الستينيات شكّل وقتًا معقدًا بالنسبة للفتيات الشابات اللواتي أردن شريكًا لهن.
وأثناء سعيهنّ للاستكشاف، شقّت النساء مسارات جديدة أدّت إلى تغيير ممارسات المواعدة الغربية على المدى الطويل.
وبينما شكّلت خدمة "Operation Match" لحظة مؤثرة للغاية في تاريخ المواعدة، إلا أنّها لم تكن أول خدمة مواعدة معروفة عبر الإنترنت.
ويُنسب الفضل بذلك إلى امرأة من المملكة المتحدة تُدعى جوان بول التي أطلقت برنامج "St. James Computer Dating Service".
وأجرى برنامجها أول عملية مُطابقة له في عام 1964، أي قبل عام من إطلاق " Operation Match" عبر الإنترنت.
وقال الدكتور لوك برونينغ، الذي يترأس "مركز الحب والجنس والعلاقات" في جامعة "ليدز"، مع الدكتورة ناتاشا ماكيفر إن "هناك نقاش دائم حول ما إذا كانت تطبيقات المواعدة تعكس التغيير الاجتماعي، أو ما إذا كانت تقود التغيير الاجتماعي، وأعتقد أنّ الإجابة الصحيحة تتمثل بحدوث الأمرين".
جهاز "IBM ضخم" بدلاً من هاتف ذكيلم تكن خدمة "Operation Match" التي ابتكرها تار وموريل مبنية على خوارزمية طُوِّرت لأعوام من جمع البيانات، ولم يتم تشغيلها على هاتف ذكي.
وجمع تار وموريل المال لاستئجار بعض الوقت على جهاز حاسوب كان يُعرف باسم جهاز "IBM" في منتصف الستينيات.
وكان هذا الجهاز الميكانيكي، الذي امتد حجمه ليملأ غرفة كاملة، غامضًا بالنسبة للفرد الأميركي العادي.
وشملت الأسئلة المثيرة للاهتمام في طريقة عمل "Operation Match" ما إذا كان الحاسوب قادرًا على توقع التوافق بين شخصين بالفعل.
واعتُبرت ثلاث دولارات مناسبة كرسوم لاستخدام الخدمة، وفي غضون ستة أشهر من الإطلاق، تمت تعبئة 90 ألف استبيان تقريبًا من "Operation Match".
وفي المقابل، تم إرسال أسماء وأرقام هواتف خمسة أشخاص محتملين إلى المشاركين.
وسواء أجابوا على الهاتف أم لا، فقد تُرِك الأمر لهم.
والآن، أصبحت تلك التكنولوجيا قديمة للأشخاص في مشهد المواعدة عبر الإنترنت، ولكن استغرق الأمر نحو 60 عامًا من التطوير لبناء صناعة المواعدة عبر الإنترنت، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات اليوم.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: تكنولوجيا كتب عبر الإنترنت ما إذا کان
إقرأ أيضاً:
في مشهد إنساني لافت.. مدير «صحة قنا» يعتذر لمريض غسيل كلوي في منزله بعد تقصير طبي
في خطوة إنسانية نادرة تعكس حرص الدولة على كرامة المواطن وحقه في الرعاية الصحية، قام الدكتور محمد يوسف عبد الخالق، وكيل وزارة الصحة بمحافظة قنا، بزيارة أحد مرضى الغسيل الكلوي في منزله بإحدى قرى المحافظة، لتقديم اعتذار رسمي عن تقصير طبي تعرض له خلال تلقيه الخدمة بقسم الكلى الصناعي بمستشفى قنا العام.
وجاءت الزيارة عقب تداول أحد المواقع الإخبارية لشكوى المريض، والتي أشار فيها إلى معاناته من قصور في الرعاية الصحية أثناء جلسة الغسيل الكلوي، حيث وجّه وكيل الوزارة على الفور بفتح تحقيق عاجل، وأحال الفريق الطبي المناوب وقت الحادثة للتحقيق، مؤكدًا اتخاذ إجراءات صارمة بحق المقصرين.
رافق وكيل الوزارة في زيارته كل من الدكتور عبد الله حمدي، مدير إدارة الطب العلاجي، والدكتور محمد الديب، مدير مستشفى قنا العام، حيث حرصوا على الاستماع إلى المريض وأسرته، وتأكيد التزام مديرية الصحة بحقوق المرضى كأولوية قصوى.
وشدد عبد الخالق على أن جميع المرضى لهم حقوق مشروعة في الحصول على خدمة طبية عادلة، وأن هناك تعليمات بمراجعة أداء قسم الكلى الصناعي بالمستشفى لضمان تحسين جودة الخدمة ومنع تكرار مثل هذه الوقائع مستقبلًا، مؤكداً أن منظومة الصحة بقنا ترفض التهاون أو التمييز في تقديم الخدمة الطبية.