مناظير الجمعة 4 اكتوبر، 2024
زهير السراج
[email protected]
* رغم كل التعهدات والتصريحات التي أدلى بها قائد مليشيا الدعم السريع بحماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها قواته، لا يزال الإنسان وحقوقه وحياته هم الهدف الأول لها وليس الجيش وكتائبه وحركاته، فكل يوم وكل ساعة بل كل لحظة هنالك مدنيون قتلى ومصابون ومعتقلون ومختطفون من اعتداءات وجرائم وانتهاكات الدعم السريع، وكأن الحرب اندلعت للانتقام من المواطن المسكين والتنكيل به، بسبب الفظائع المتواصلة التي يتعرض لها من الطرفين، تارة قطع رؤوس وتارة مذابح وتارة اغتصابات وتارة اعتقالات وتارة تعذيب وتارة نهب وسلب وتخريب وتدمير وكل فظائع الدنيا، وما خفى أعظم!
* فُجعنا مؤخرا بالمجزرة البشعة التي ارتكبتها المليشيات المتحالفة مع الجيش ضد شباب واطفال منطقة الحلفايا بتهمة التعاون مع مليشيا الدعم السريع، وهى تهمة زائفة شائنة تدل على حقد وضغينة الذين اصطنعوها واستغلوها لقتل الابرياء للانتقام من لجان المقاومة والشباب الذين اسقطت ثورتهم الظافرة النظام الفاشي البائد!
* الكل يعلم بان كل ما فعله الضحايا الابرياء هو اعداد الطعام والاشراف على (التكايا) ومساعدة الأهالي على الظروف القاسية التي يعانون منها بسبب ظروف الحرب واحتلال منطقتهم بواسطة قوات الدعم السريع، وهو ما يتطلب التعامل معها كسلطة احتلال، وليس التعاون معها، لقضاء حوائج المواطنين، فهل هذه جريمة يستحقون عليها المذبحة البشعة التي تعرضوا لها بتهمة التعاون مع الدعم السريع، وحتى لو كانت التهمة صحيحة، وكانوا خونة ومتآمرين بل تابعين لمليشيا الدعم السريع، فهل يجوز دينيا وقانونيا واخلاقيا اتهامهم ومعاقبتهم وقتلهم بتلك الطريقة؟!
* وقبل ثلاثة ايام تهجمت مجموعة تابعة لمليشيا الـدعـم السـريع، تتكون من نصف دستة من الوحوش المدججين بالسلاح، على اسرة بريئة تُقيم في حى المزاد بمدينة ود مدني، مكونة من اب وأم وطفلة صغيرة، إضطرت بسبب الفقر وضيق اليد للبقاء في المدينة بعد فرار الجيش وسيطرة مليشيا الدعم السريع عليها، فكان نصيبها الغدر والاعتداء الوحشي على الاب برؤوس البنادق وربـطـه واهانته وتهديد طفلته بالذبح والتناوب على اغتصاب زوجته واحدا تلو الآخر منذ منتصف الليل وحتى الفجر أمام عينيه وعينى طفلته، ولم يتركوها إلا وهى في حكم الاموات تعاني من تهتك شديد في الرحم وانهيار عصبي حاد، بينما انهار الاب وفقدت الطفلة النطق .
* وفي حجر العسل بولاية نهر النيل، شنت مليشيا الدعم السريع هجوما وحشيا غادرا على مواطني المنطقة بعد انسحاب الجيش منها، بتهمة التعاون مع الجيش، وارغموهم على النزوح بالملابس التي على أجسامهم وإلا كان مصيرهم القتل والذبح .. نفس التهمة يلقي بها الطرفان على المواطن البرئ لقتله وذبحه وتشريده !
* وبين هذا وذاك اعتداءات واعتقالات تنفذها مليشيا الدعم السريع ضد المواطنين في محلية ابو كارنكا بولاية شرق دارفور، وتوجه حمم مدافعها على مواطني أم درمان، بينما تقصف طائرات الجيش المدنيين في مليط بدارفور والحزام في الخرطوم جنوب .. ومحاكمات جزافية وعقوبات بالاعدام لشبهة التعاون مع العدو رغم الحديث النبوي الصريح بدرء الحدود بالشبهات .. ولكن مِن أين لقاضٍ يخشى الحاكم أن يخشَ الله ويفهم احاديث الرسول، ويقيم العدل ؟!
* إنها ليست حربا بين الجيش ومولوده المتمرد .. وإنما حرب الطرفين على المواطن البرئ، لتحقيق مصالحهم وأجندتهم القذرة على حساب حياته واستقراره وكرامته ومستقبل اجياله !
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع التعاون مع
إقرأ أيضاً:
الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على شبكة كولومبية تدعم الدعم السريع
قالت الوزارة إن الشبكة، التي يقودها مواطنون كولومبيون وشركات كولومبية، تقوم بتجنيد عناصر عسكرية كولومبية سابقة، بما في ذلك تدريب أطفال، للقتال مع قوات الدعم السريع
التغيير: الخرطوم
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الثلاثاء، عن فرض عقوبات على أربعة أفراد وأربع كيانات على صلة بإذكاء الحرب الأهلية في السودان، والتي أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية مستمرة في العالم.
وقالت الوزارة عبر بيان إن الشبكة، التي يقودها مواطنون كولومبيون وشركات كولومبية، تقوم بتجنيد عناصر عسكرية كولومبية سابقة، بما في ذلك تدريب أطفال، للقتال مع قوات الدعم السريع.
وأشار وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية، جون هيرلي،، إلى أنّ قوات الدعم السريع تواصل استهداف المدنيين بما في ذلك الأطفال، ما يزيد النزاع تعقيداً ويهدد استقرار المنطقة.
وأضاف البيان أنّ الشبكة دعمت قوات الدعم السريع في الاستيلاء على الفاشر في أكتوبر 2025 بعد حصار دام 18 شهراً، حيث ارتكبت انتهاكات جماعية شملت القتل والتعذيب والاعتداء الجنسي على المدنيين، مؤكداً أنّ وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في يناير 2025 أن أعضاء قوات الدعم السريع ارتكبوا إبادة جماعية.
وتضمنت العقوبات أفراداً مثل ألفارو أندريس كويخانو بيزارا، ضابط كولومبي متقاعد، وزوجته كلوديا أوليفيروس فوريرو، بالإضافة إلى كيانات كولومبية وبنمية مثل A4SI وGlobal Staffing وMaine Global Corp وSan Bendito، مع حظر جميع ممتلكاتهم وأي تعاملات مالية معهم داخل الولايات المتحدة أو عبر مواطنيها، وفق الأمر التنفيذي 14098.
وقف دعم النزاع
وأكدت الخزانة أنّ العقوبات تشمل حظر أي معاملات مالية أو تقديم خدمات أو سلع للأشخاص أو الكيانات المدرجة، مع إمكانية فرض عقوبات مدنية أو جنائية على المخالفين، مشددةً على أنّ الهدف من العقوبات ليس العقاب بل دفع التغيير في السلوك ووقف دعم النزاع.
شارك عدد من الجنود الكولومبيين السابقين كمرتزقة إلى جانب قوات الدعم السريع في السودان، وتم تجنيدهم عبر شركات أمنية خاصة ونقلهم عبر مسارات إقليمية، مع تقارير عن مشاركتهم في القتال وتدريب جنود أطفال.
وأعربت الحكومة الكولومبية عن رفضها وإدانتها لهذه المشاركة، وقدمت اعتذاراً رسمياً للسلطات السودانية، ودعت المرتزقة إلى العودة، فيما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشبكات الداعمة لهم.
واندلع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 نتيجة صراع على السلطة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد، مع انتشار المجاعة، وارتكاب عمليات قتل واستهداف المدنيين على أساس عرقي، فضلاً عن نزوح جماعي واسع للسكان داخلياً وخارج البلاد، في ظل انهيار الخدمات الأساسية وتضرر البنية التحتية الحيوية.
الوسومالخزانة الأمريكية المرتزقة الكولومبيين عقوبات