عندما يُقدّر ميزان القوى العام، عالميا وإقليميا وفلسطينيا، بما يشمل محور المقاومة، ولا سيما على جبهتيّ لبنان وإيران، يكون محصلة لمجموعة من العوامل العسكرية والسياسية والدولية، وقد تراكمت لعدد من السنين، وأحيانا لعشرين سنة وأكثر. وهو ما عبّرت عن ذلك عملية طوفان الأقصى، وما بعدها، وكذلك مساندة محور المقاومة.
ولكن قبل اكتمال سنة على طوفان الأقصى 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، بحوالي الشهر، حدثت تطوّرات "عسكرية تكتيكية"، كادت تعلن بدء مرحلة جديدة في الحرب، اتسّمت بانتقال زمام المبادرة فيها، إلى يد نتنياهو عسكريا. وذلك من خلال عمليات غادرة، لا تدخل في الاشتباك العسكري، بسبب طبيعتها المعتمدة على الاغتيال الفردي والاختراقات. وهو ما مثلته الجرائم التي ابتدأت بتفجيرات البيجر، والأجهزة اللاسلكية، والتفجيرات لمواقع لحزب الله، كما تمثلت في تفجير تعرض له قادة الرضوان، وأخيرا التفجير الذي استشهد فيه أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله. إنها الخسارة الهائلة والفقدان الفادح، علما أنه قد أعدّ لما يستمر من بعده.
بدا كأن العدو الصهيوني انتقل إلى "الهجوم العام"، وعبّر عنه نتنياهو، واهما، بأنه سيقضي على حزب الله، ويعيد رسم خريطة الشرق الأوسط. وقد ركبه الغرور الذي سيقوده إلى الهزيمة، لأن موازين القوى المشكّلة من عوامل متراكمة عبر سنين، وقد أثبتت فاعليتها طوال العام الفائت من 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لا تتغيّر بسبب عمليات جزئية واغتيالات فردية، بعيدا من اشتباكات القوى الأساسية العسكرية التي يتشكل منها ميزان القوى
وقد بدا كأن العدو الصهيوني انتقل إلى "الهجوم العام"، وعبّر عنه نتنياهو، واهما، بأنه سيقضي على حزب الله، ويعيد رسم خريطة الشرق الأوسط. وقد ركبه الغرور الذي سيقوده إلى الهزيمة، لأن موازين القوى المشكّلة من عوامل متراكمة عبر سنين، وقد أثبتت فاعليتها طوال العام الفائت من 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لا تتغيّر بسبب عمليات جزئية واغتيالات فردية، بعيدا من اشتباكات القوى الأساسية العسكرية التي يتشكل منها ميزان القوى.
فهذه العمليات تحقق إنجازات في اغتيال الأفراد، ولو على أعلى مستوى من الأهمية، وتؤثر نفسيا ومعنويا (مؤقتا)، ولكنها لا تغيّر في ميزان القوى، وما يُبنى عليها من غرور وأوهام سوف يتبدد حين يكون المعني حزبا شعبيا عسكريا متمرسا كبيرا، لأنه سرعان ما يلملم جراحه ويعيد تنظيم صفوفه، ليعود إلى الإمساك بزمام المبادرة.
وهذا ما أخذ يتبدى قبل أن يبدأ شهر أكتوبر، أو منذ اليوم الأول منه، حيث عادت صواريخ حزب الله تضرب في حيفا وتل أبيب، وقد اندفعت قوى المقاومة للتصدي للهجوم البري وهو يهمّ بالتقدم.
مع بداية أكتوبر 2024، والذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى الكبرى، استعاد محور المقاومة، وأساسا حزب الله وإيران، زمام المبادرة، فيما راحت المقاومة وقيادتها في غزة تحققان الانتصار العسكري تلو الانتصار
ثم في الأول من أكتوبر، جاء الرد الإيراني بصواريخ فارطة للصوت، ولتؤكد لأمريكا وللكيان الصهيوني أن ما حدث من هجمات غادرة جبانة (الاغتيال يوصف بالجبن عالميا) وعمليا؛ أن الاختراق لا يعني انتصارا كما في معركة مواجهة.
إن الحملة الصاروخية التي شنتها إيران بدّدت كل أوهام الذين راحوا يفسّرون عدم الرد الفوري الإيراني بأنه "تخاذل"، سواء على اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية في طهران، أو الهجمات التي تعرّض لها حزب الله. بل اعتبرت إيران عمليتها الأخيرة جزءا من الرد على حرب الإبادة ضد المدنيين في قطاع غزة، أي جعلته أكثر جذرية وبُعدا.
وبهذا يمكن القول إنه مع بداية أكتوبر 2024، والذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى الكبرى، استعاد محور المقاومة، وأساسا حزب الله وإيران، زمام المبادرة، فيما راحت المقاومة وقيادتها في غزة تحققان الانتصار العسكري تلو الانتصار، وتؤكدان بأن المقاومة والشعب العظيم لمنتصران حتما.
صحيح أن ما حدث من اغتيالات وعمليات غادرة، أشعرتا البعض بالإحباط، ولا سيما استشهاد السيد حسن نصر الله، ولكن استعادة المبادرة من قِبَل حزب الله، وما اتخذته إيران من قرار جريء في قصف الكيان الصهيوني، وما واظبت عليه المقاومة في غزة، من تصميم على الانتصار، يجب أن يذهب بأيّ إحباط وتعود القلوب إلى الطمأنينة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله الإيراني غزة إيران غزة حزب الله الاحتلال طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور المقاومة زمام المبادرة طوفان الأقصى تشرین الأول میزان القوى حزب الله
إقرأ أيضاً:
قيادي في “حزب الله”: لا نحتاج اليوم إلى إذن أو إجازة من أحد لندافع عن أرضنا
#سواليف
أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” (الكتلة البرلمانية لحزب الله اللبناني) #حسن_عز_الدين، أن ” #العدو فشل خلال #الحرب في تحقيق أهدافه بسحق #المقاومة ونزع سلاحها وإقامة منطقة عازلة جنوبي نهر الليطاني، وبتحقيق أطماعه التي تتخطى هذه المنطقة إلى مجرى نهر الأولي والسيطرة على #لبنان بأكمله”.
ولفت النائب عز الدين في تصريح له اليوم السبت، إلى أن ” #أطماع #العدو (الإسرائيلي) التوسّعية لا تقف عند الحدود التي يتحدث عنها، وأن ما يمنعه من تحقيقها هو قدرة المقاومة التي يسعى للقضاء عليها لأنه يعرف أنها تشكّل عنوان قوة لبنان”، معتبرًا أن “ما يمكن أن يعتز به أي لبناني اليوم هو هذه القدرات والإمكانيات التي تملكها المقاومة للدفاع عن اللبنانيين”.
وقال إن “الجيش الوطني اللبناني يريد أن يقاتل العدو ولكنه يحتاج إلى قرار سياسي من الحكومة، وهذه البيئة التي نعتبرها مجتمعًا مقاومًا تتعرّض اليوم لمزيد من الضغط الاقتصادي والنفسي والأمني والعسكري، من ضمنه ما شهدناه من غارات واعتداءات طالت عدة قرى كطيردبا وعيتا الجبل وكفردونين والطيبة وزوطر الشرقية، بهدف بثّ الرعب في نفوس أهلها”.
مقالات ذات صلةوأضاف أن “المقاومة لن تخضع لكل هذا التهويل، ولكن للأسف في الوقت الذي كان من المفترض أن يجتمع اللبنانيون في الداخل لمواجهة الخطر الخارجي المتمثّل بالعدوان المستمر على أهلنا، نجد أنه وبسبب تركيبة بلدنا هناك من يتماهى مع العدو، ولكن هذا التماهي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الصمود، لأن العدو عندما يرى أن في المقابل جبهة صامدة وثابتة، سيتراجع ويذهب إلى خيارات أخرى”.
وفي ما خصّ ملف إعادة البناء والإعمار، أشار النائب عز الدين إلى أن “الولايات المتحدة الأمريكية تحاول فرض حصار شامل على وصول الأموال إلى لبنان تمامًا كما تمارس الحصار عسكريًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا، ولكن هذا الأمر نجد له حلولًا، وإذا لم تقم الدولة بواجباتها ومسؤولياتها في التعويض علينا كمواطنين لبنانيين يُستهدفون في عدوان (إسرائيلي) على وطنهم، فإننا لن نترك أهلنا”.