عربي21:
2025-07-05@11:39:06 GMT

المقاومة واستعادة زمام المبادرة

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

عندما يُقدّر ميزان القوى العام، عالميا وإقليميا وفلسطينيا، بما يشمل محور المقاومة، ولا سيما على جبهتيّ لبنان وإيران، يكون محصلة لمجموعة من العوامل العسكرية والسياسية والدولية، وقد تراكمت لعدد من السنين، وأحيانا لعشرين سنة وأكثر. وهو ما عبّرت عن ذلك عملية طوفان الأقصى، وما بعدها، وكذلك مساندة محور المقاومة.



ولكن قبل اكتمال سنة على طوفان الأقصى 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، بحوالي الشهر، حدثت تطوّرات "عسكرية تكتيكية"، كادت تعلن بدء مرحلة جديدة في الحرب، اتسّمت بانتقال زمام المبادرة فيها، إلى يد نتنياهو عسكريا. وذلك من خلال عمليات غادرة، لا تدخل في الاشتباك العسكري، بسبب طبيعتها المعتمدة على الاغتيال الفردي والاختراقات. وهو ما مثلته الجرائم التي ابتدأت بتفجيرات البيجر، والأجهزة اللاسلكية، والتفجيرات لمواقع لحزب الله، كما تمثلت في تفجير تعرض له قادة الرضوان، وأخيرا التفجير الذي استشهد فيه أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله. إنها الخسارة الهائلة والفقدان الفادح، علما أنه قد أعدّ لما يستمر من بعده.

بدا كأن العدو الصهيوني انتقل إلى "الهجوم العام"، وعبّر عنه نتنياهو، واهما، بأنه سيقضي على حزب الله، ويعيد رسم خريطة الشرق الأوسط. وقد ركبه الغرور الذي سيقوده إلى الهزيمة، لأن موازين القوى المشكّلة من عوامل متراكمة عبر سنين، وقد أثبتت فاعليتها طوال العام الفائت من 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لا تتغيّر بسبب عمليات جزئية واغتيالات فردية، بعيدا من اشتباكات القوى الأساسية العسكرية التي يتشكل منها ميزان القوى
وقد بدا كأن العدو الصهيوني انتقل إلى "الهجوم العام"، وعبّر عنه نتنياهو، واهما، بأنه سيقضي على حزب الله، ويعيد رسم خريطة الشرق الأوسط. وقد ركبه الغرور الذي سيقوده إلى الهزيمة، لأن موازين القوى المشكّلة من عوامل متراكمة عبر سنين، وقد أثبتت فاعليتها طوال العام الفائت من 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لا تتغيّر بسبب عمليات جزئية واغتيالات فردية، بعيدا من اشتباكات القوى الأساسية العسكرية التي يتشكل منها ميزان القوى.

فهذه العمليات تحقق إنجازات في اغتيال الأفراد، ولو على أعلى مستوى من الأهمية، وتؤثر نفسيا ومعنويا (مؤقتا)، ولكنها لا تغيّر في ميزان القوى، وما يُبنى عليها من غرور وأوهام سوف يتبدد حين يكون المعني حزبا شعبيا عسكريا متمرسا كبيرا، لأنه سرعان ما يلملم جراحه ويعيد تنظيم صفوفه، ليعود إلى الإمساك بزمام المبادرة.

وهذا ما أخذ يتبدى قبل أن يبدأ شهر أكتوبر، أو منذ اليوم الأول منه، حيث عادت صواريخ حزب الله تضرب في حيفا وتل أبيب، وقد اندفعت قوى المقاومة للتصدي للهجوم البري وهو يهمّ بالتقدم.

مع بداية أكتوبر 2024، والذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى الكبرى، استعاد محور المقاومة، وأساسا حزب الله وإيران، زمام المبادرة، فيما راحت المقاومة وقيادتها في غزة تحققان الانتصار العسكري تلو الانتصار
ثم في الأول من أكتوبر، جاء الرد الإيراني بصواريخ فارطة للصوت، ولتؤكد لأمريكا وللكيان الصهيوني أن ما حدث من هجمات غادرة جبانة (الاغتيال يوصف بالجبن عالميا) وعمليا؛ أن الاختراق لا يعني انتصارا كما في معركة مواجهة.

إن الحملة الصاروخية التي شنتها إيران بدّدت كل أوهام الذين راحوا يفسّرون عدم الرد الفوري الإيراني بأنه "تخاذل"، سواء على اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية في طهران، أو الهجمات التي تعرّض لها حزب الله. بل اعتبرت إيران عمليتها الأخيرة جزءا من الرد على حرب الإبادة ضد المدنيين في قطاع غزة، أي جعلته أكثر جذرية وبُعدا.

وبهذا يمكن القول إنه مع بداية أكتوبر 2024، والذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى الكبرى، استعاد محور المقاومة، وأساسا حزب الله وإيران، زمام المبادرة، فيما راحت المقاومة وقيادتها في غزة تحققان الانتصار العسكري تلو الانتصار، وتؤكدان بأن المقاومة والشعب العظيم لمنتصران حتما.

صحيح أن ما حدث من اغتيالات وعمليات غادرة، أشعرتا البعض بالإحباط، ولا سيما استشهاد السيد حسن نصر الله، ولكن استعادة المبادرة من قِبَل حزب الله، وما اتخذته إيران من قرار جريء في قصف الكيان الصهيوني، وما واظبت عليه المقاومة في غزة، من تصميم على الانتصار، يجب أن يذهب بأيّ إحباط وتعود القلوب إلى الطمأنينة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله الإيراني غزة إيران غزة حزب الله الاحتلال طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور المقاومة زمام المبادرة طوفان الأقصى تشرین الأول میزان القوى حزب الله

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: لماذا فشلت إسرائيل بغزة وانتصرت على إيران وحزب الله؟

اهتمت صحف عالمية بالتطورات المتلاحقة بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في ظل تقارير متزايدة تتحدث عن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وحاولت مجلة إيكونوميست البريطانية تفسير "أسباب فشل إسرائيل في تحقيق نصر في غزة، في وقت انتصرت فيه على إيران وحزب الله بسرعة ووضوح رغم أن قوتهما أكبر".

وذكرت المجلة في تحليلها أن إسرائيل تعاني من غموض أهدافها في غزة، وباتت عاجزة حتى عن تحديد شكل نهاية الحرب.

ووفق المجلة، فإن الحرب "قد تكون مجرد حلقة أخرى في صراع بين اليهود والفلسطينيين عمره أكثر من قرن، ولن ينتهي بوقف إطلاق نار".

ومنذ بداية الحرب على غزة، رفعت إسرائيل شعار "النصر المطلق" وضرورة تحقيق أهداف الحرب، وهي: القضاء على قدرات المقاومة الفلسطينية وبنيتها التحتية، وإنهاء حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستعادة الأسرى المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا مستقبليا.

وكثفت فصائل المقاومة خلال الأسابيع الأخيرة نشر مشاهد مصورة لعملياتها ضد القوات والآليات الإسرائيلية شمالي القطاع وجنوبيه، في حين ذكرت إذاعة جيش الاحتلال، قبل أيام، أن 30 ضابطا وجنديا قتلوا بالقطاع، بينهم 21 قتلوا بعبوات ناسفة، منذ استئناف إسرائيل الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي.

بدورها، خصصت لوتون السويسرية افتتاحيتها لمراكز توزيع المساعدات في غزة وما تشهده من قتل دائم للفلسطينيين، مستندة إلى تحقيق أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة إن أهم ما يميّز هذا التحقيق أنه منح الكلمة لجنود مارسوا القتل في نقاط التوزيع بشكل ممنهج ومتعمد في غياب أي خطر عليهم، واصفة غزة بأنها أصبحت منطقة "لا قيمة فيها لحياة الناس، وفضاء موازيا لا قانون فيه ولا يهم أحدا".

بدوره، وصف أحمد النجار، وهو كاتب ومؤلف من غزة، تفاصيل قصف إسرائيلي أودى بحياة ابنة أخيه (6 أعوام) وابن أخته (16 عاما) وآخرين في مقال بصحيفة غارديان البريطانية.

إعلان

وحسب النجار، فإن جوري وعلي كانا فقط يجلسان في الخارج هربا من حرارة خيمة النزوح، عندما مزقت قذيفة جسديهما إلى نصفين، حقيقة لا مجازا.

ومع ذلك -يضيف الكاتب بحسرة- لم تذكرهما الأخبار، ولم يُغضب موتهما أحدا، ولم تُضأ لهما الشموع.

حرب إسرائيل وإيران

وفي وقت وضعت فيه حرب الصواريخ والمسيّرات بين إسرائيل وإيران أوزارها، قالت لوفيغارو الفرنسية إن حربا أخرى تستمر بينهما في الخفاء، وسمتها "حرب الجواسيس".

ويكشف ما يتسرب من جهازي الشرطة والأمن الداخلي في إسرائيل عن جهود إيرانية حثيثة لتجنيد عملاء واختراق المجتمع الإسرائيلي، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى حملة اعتقالات لشبان إسرائيليين بشبهة التعاون مع إيران.

وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت وجود اعتقالات داخل إسرائيل تستهدف مشتبها بتعاونهم مع إيران.

وكشفت الصحيفة عن اعتقال إسرائيلي لدى نزوله بمطار بن غوريون في تل أبيب للاشتباه في تجسسه لمصلحة إيران طوال العام ونصف العام الماضيين، لافتة إلى أن هذا الاعتقال يرفع عدد الموقوفين خلال اليومين الماضيين إلى 6 أشخاص.

وفي ملف آخر، كشفت حربا أوكرانيا وإسرائيل أن التكنولوجيا الدقيقة ضرورية لتحقيق التفوق، لكنه يحتاج أيضا إلى الأدوات القديمة وأبرزها الإنسان، حسب مقال في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

ورأى المقال أن تجارب أوكرانيا وإسرائيل يجب أن تكون جرس إنذار للدول الغربية، إذ إن الحروب المقبلة لا تُحسَم فقط بالتقنيات العلمية، بل بالجيوش التي تعرف استعمال هذه التقنيات والمزج بينها.

مقالات مشابهة

  • نائب حزب الله: لا يمكن لأحد أن ينتزع منا سلاح المقاومة!
  • «التزامكم سعادة» تُنفذ 80 زيارة ميدانية وتنشر الوعي لـ 282 ألفاً من الجمهور
  • قاسم: الدفاع لا يحتاج إلى إذن ويجب مقاومة إسرائيل لإخراجها من لبنان
  • الجيش السوداني يسعى لاستعادة زمام الأمور في محور كردفان
  • في ختام أسبوعه الأول.. المخيم الطبي الثاني لجراحة حَوَل العين ينجز 150 عملية جراحية مجانية في المخاء
  • إيكونوميست: لماذا فشلت إسرائيل بغزة وانتصرت على إيران وحزب الله؟
  • عبد المجيد عبدالله يعود لجمهوره في أبو ظبي 11 أكتوبر بعد أزمة صحية مفاجئة
  • حرب الإعلام الخليجي على محور المقاومة: تضليل ممنهج أم صناعة وهمية للانتصار؟
  • قبائل صعدة تعلن النفير العام نصرة لغزة والبراءة من العملاء
  • كأس رئيس الدولة ينطلق 24 أكتوبر