بينما يتصفح «وليد» حسابه على السوشيال ميديا بشكل عشوائي، مر أمامه ذلك الـ«بوست» الذي لم يتجاهله، استغاثة لإنقاذ كلب عالق في بئر عمقها 20 مترا، وبدون تفكير هرول إلى مكان الحادث القريب منه ليخوض مغامرةً استمرت 6 ساعات كاملة، كاد أن يفقد حياته فيها من أجل إنقاذ ذلك الحيوان المسكين، مجسدً أسمى معاني ودرجات الإنسانية.

الحكاية بدأت أحد كلاب الشوارع، الذي سقط في بئر عميقة، ظل فيها طوال 48 ساعة كاملة دون طعام أو شراب، متعلقًا بسيخ حديدي تشبث به بغريزة البقاء كأمل أخير ينقذه من الموت، مطلقًا نباحًا متكررًا مصحوبًا بأنين لا يكف، مستغيثًا من أجل إنقاذه من ذلك المصير المرعب.

بات صوت نباحه مسموعًا لأهالي حلوان، ليلتف حول البئر نحو 500 شخص، باءت جميع محاولاتهم لإنقاذه بالفشل، ليكون أملهم كتابة «بوست» على السوشيال ميديا يطلبون فيه تطوع أحد لإنقاذه، والذي رآه وليد محروس ابن حلوان صاحب الـ44 عامًا.

محاولة استمرت 6 ساعات متواصلة

لحسن الحظ كان وليد لا يبعده عن البئر سوى ربع ساعة، فلم يتردد في الذهاب في محاولة لإنقاذه، وفي تمام الـ8 مساءً وصل إلى هناك، ليجد الوضع في غاية الصعوبة، خاصة بعد فشل كل المحاولات لإنقاذ الكلب: «رحت لقيت الوضع صعب جدًا، خاصة بعد فشل محاولات الأهالي، هو وقع في بئر على عمق أكتر من 20 متر والمياه كلها مغطياه كانت رأسه بس ظاهرة وبيتنفس بالعافية» بحسب ما رواه وليد خلال حديثه لـ«الوطن».

تحذيرات عدة أطلقها أهالي حلوان في وجه «وليد» لمجرد تفكيره في النزول إلى البئر لإنقاذ الكلب، لكون الأمر محفوفًا بالصعاب ويعرض حياته إلى الخطر، إلا أن ذلك لم يزده سوى إصرارًا على تنفيذ رغبته: «العمق مكانش هين وكمان ده كان بئر صرف صحي، وفيه غازات تحت ممكن تموتني، بس أنا اتشجعت وقولت هلبس كمامة وانزل، لكن أي حركة مني غلط تحت  فيها مشكلة كبيرة على حياتي وحياة الكلب».

بات تفكير صاحب الـ44 عامًا، منصبًا على أمر واحد هو كيفية النزول إلى قاع البئر، ليتطرق إلى ذهنه فكرة صعبة التنفيذ كانت هي الأمل الوحيد لإنقاذ الكلب قبل فوات الأوان، ليقرر«وليد» تأجير ونش ليثبت به برميلا يمكنه الجلوس بداخله، لينزل إلى قاع البئر مرتديًا كمامته، خائفًا من فشل المحاولة، إلا أن إيمانه الكبير كان كفيلًا لإتمام محاولته: «فعلا  قعدت في البرميل وبدأ الونش ينزلني لتحت، وطبعا تحت مفيش أنوار، هنا فضل الأهالي ماسكين الكشافات بتاعتهم وبينوروا ليًا، لحد ما شوفت رأس الكلب وحاولت أني اطلعه وارفع جسمه، لكن الصعب كان إنه يختل وزننا إحنا الإتنين».

بصوت مليء بلذة الانتصار، أكمل «وليد» سرد قصة مغامرته التي استمرت ما يزيد عن 6 ساعات، من الـ8 مساءً وحتى الـ1 صباحًا، ليتمكن أخيرًا من إنقاذ الكلب الذي بات هزيلاً غير قادر على الحركة، وحرارته تكاد تكون منعدمة: «طلعت الكلب من البئر وده ماخدش 10 دقائق، والكلب كانت حالته صعبة جدًا، وبعد ما طلع تم إيداعه في إحدى مؤسسات الرفق بالحيوان لتقديم الرعاية الصحية له و أكل وشرب والحمد لله دلوقتي هو حالته أحسن».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إنقاذ كلب سقوط في بئر

إقرأ أيضاً:

بين النيران والرياح .. يوم طويل من الرعب في ميناء ’’الشارقة’’ وهذا ما يحدث الآن

يمانيون / خاص

اندلع صباح اليوم حريق ضخم في ميناء الشارقة، متسبباً في تصاعد كثيف لأعمدة الدخان وشلل شبه كامل في الحركة داخل الميناء، وسط استمرار فشل محاولات فرق الدفاع المدني في السيطرة على النيران .

ونقلت وسائل إعلام إماراتية عن مصدر في الدفاع المدني بالشارقة أن الحريق بدأ في مستودع لتخزين الحاويات، قبل أن يمتد سريعاً إلى مساحات واسعة بسبب الرياح ووجود مواد قابلة للاشتعال. وأضاف المصدر أن “فرق الإطفاء تواجه صعوبات كبيرة بسبب حجم النيران وضيق الممرات في بعض المناطق.

وفي تصريح لإحدى القنوات العربية ، أشار شهود عيان من موقع الحادث إلى أن الحريق “مروع وغير مسبوق”، مع سماع دوي انفجارات متكررة يُعتقد أنها ناتجة عن احتراق مواد كيميائية. وقال أحد العمال في الميناء: “الدخان غطى السماء، والناس كانوا يركضون مذعورين. لم نشهد شيئاً كهذا من قبل”.

من جانبها، أصدرت هيئة موانئ الشارقة بياناً مقتضباً عبر حسابها الرسمي على منصة إكس أكدت فيه أن “فرق الطوارئ تعمل بالتنسيق الكامل مع الجهات المختصة، وتم إجلاء جميع العاملين في محيط الحريق حفاظاً على سلامتهم”، ودعت السكان إلى تجنب التواجد قرب الميناء.

حتى الآن، لم يتم الإعلان رسمياً عن وقوع إصابات أو وفيات، كما لم تُعرف الأسباب الحقيقية وراء اندلاع الحريق، فيما أشارت مصادر أولية إلى احتمال وجود “ماس كهربائي” كمسبب أولي.

مقالات مشابهة

  • البليدة: توقيف عصابة من 5 أشخاص يزرعون الرعب وسط المواطنين بمفتاح
  • بعد عقود من الرعب.. وزير الصحة يتحدث عن إنجاز السيطرة على الفيروسات الكبدية
  • مستشار رئيس فلسطين: شعار حماس هو الموت لكل سكان غزة لأجل استمرار حكمنا
  • لماذا الرعب من ثورة النسوان؟
  • تقرير بفايننشال تايمز: داخل المعركة لإنقاذ المرضى بآخر مستشفيات غزة
  • خطة وطنية لمكافحة داء الكلب… والزراعة تبدأ بالمرحلة الأولى
  • بين النيران والرياح .. يوم طويل من الرعب في ميناء ’’الشارقة’’ وهذا ما يحدث الآن
  • انفجارات ومآسٍ ونجاة بأعجوبة… العالم يشتعل في ساعات لا تُنسى!
  • بريق الذهب والمال أغراها.. حارسة عقار تنهب حياة أجنبي في الهرم
  • قبل ساعات من انطلاق امتحانات الإعدادية| منع الموبايل داخل اللجان للطلاب والمعلمين