هل يُنتخب رئيس للجمهورية قبل نهاية حرب إسرائيل على لبنان وغزة؟
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
قد تكون مشكلة بعض اللبنانيين أنهم لا يرون الأمور على حقيقتها، بل يسعون دائمًا إلى إظهار أنفسهم على أنهم دائمًا ضحية "الحروب الكونية" عليهم. وما ينطبق اليوم على هذا الجزء من النسيج اللبناني سيكون متطابقًا غدًا أو بعده من الجزء الآخر. وهكذا يتساوى الجميع في تسجيل النقاط السلبية وفي إضاعة الفرص الضائعة، وقد يدخلون في هذا المجال قبل غيرهم في كتاب "غينيس".
ولأن اللبنانيين بارعون في تقطيع الوقت وهدر الفرص السانحة لا يزال الفراغ "محتلًا" الكرسي الرئاسي في بعبدا. ولأنهم لا يرون في كثير من الأحيان أبعد من أنوفهم نراهم يقعون في مطبّات هوائية مفتعلة، أو يغرقون في "شبر مي". ففي الوقت الذي يستمر العدو الإسرائيلي في دك لبنان، بطوله وعرضه، بوابل من صواريخ حقده، يحلو للبعض أن يضعوا أمام أعينهم براقع تحجب عنهم الرؤية الصحيحة. وهذا ما يجعلهم مصابين بـ "عمى الألوان"، فلا يرون حقيقة ما يشاهدون، بل يجهدون في التفتيش عمّا يبرر ما يحجب عنهم الرؤية السليمة، ويحاولون أن يكابروا أو أن يلتفوا حول الحقيقة فلا يرون فيها سوى القشور الظاهرية من دون تكليف أنفسهم عناء التفتيش عن خلفية الأمور، والذهاب إلى الجوهر، وترك الشكليات والمظاهر، لأن المضمون هو أهم بكثير من القشور. ولو كانت النيات صافية لكان الذين لم يبهرهم سوى الشكليات غاصوا في المضمون لأنه هو الأساس، وتركوا الباقي للصبية والمراهقين. ولئلا نبقى ندور حول الموضوع الأساسي تحايلًا نسأل الذين رأوا في "اللقاء الثلاثي" في عين التينة، والذي ضم الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري ووليد جنبلاط، أنه استغيب المكّون المسيحي، وهو شريك أساسي في تحمّل مسؤولية الإنقاذ: هل كان أي قيادي مسيحي سيلبي الدعوة إلى هكذا لقاء في حال وُجهت إليه. فلماذا يُلام من سعى إلى هذا اللقاء، وهو الداعي دائمًا إلى عقد لقاء إنقاذي يجمع بين جميع اللبنانيين للتوافق أقّله على كيفية الخروج من هذه الكارثة التي يمرّ بها كل لبنان، وليس فئة واحدة دون غيرها، وترك المواضيع الخلافية والمحاسبات إلى ما بعد انتخاب رئيس لقيادة البلاد نحو ميناء الخلاص؟ فلو كان المقصود من "لقاء عين التينة" تظهير المشهد الطائفي لما رأينا الرئيس ميقاتي في بكركي، ولما سمعناه يتكلم بلغة رجل الدولة، ويدعو إلى التلاقي قبل أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع. ولما كنا شاهدنا وفد "اللقاء الديمقراطي" في بكفيا وفي معراب وفي البترون. ولكن ما يطمئن إلى أن الشكليات لم تعد بذي أهمية بعدما وضعت النقاط على الحروف هو ما سمعه رئيس الحكومة من البطريرك الماروني، وما نقله النائب وائل بو فاعور عن كل من رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ومن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، ومن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، من كلام إيجابي، وخلاصته ضرورة الإسراع في تفعيل الخطوات الخارجية لوقف العدوان الإسرائيلي، والاستثمار الجيد في الخطوات الانقاذية للخروج من دوامة الانهيار، وذلك عن طريق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خصوصًا أن "الثنائي الشيعي"، من خلال الرئيس بري، تبنى خيار الذهاب إلى رئيس توافقي، بعدما وافق أيضاً على وقف النار في لبنان، بمعزل عما يجري في غزة. وإذا كانت مسألة وقف النار ولجم العدوان الإجرامي تبقى من مسؤولية الدول العشر الكبرى، فإن خطوات انتخاب رئيس للجمهورية تبقى من صميم المسؤولية الوطنية للأطراف السياسية، المعنية بإنقاذ البلاد من دوامة الانهيارات والإحباطات المتتالية، ومواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي الإجرامي على لبنان.
ويبقى السؤال: هل يُنتخب رئيس للجمهورية بمعزل عن حربي لبنان وغزة، وقبل أن يوضع حد لآلة القتل الاسرائيلية؟ المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
"يونيسيف": "إسرائيل" قضت عل 7 عقود من التنمية في غزة
غزة - ترجمة صفا
قالت منظمة اليونيسيف إن العدوان الإسرائيلي على غزة دمّر اقتصاد غزة تدميرًا كاملًا، ماحيًا بذلك سبعة عقود من التنمية.
وجاء في تقرير المنظمة الدولية أن العدوان ساهم في ارتفاع معدلات البطالة إلى أكثر من 80%، وأصبح الفقر متعدد الأبعاد - حيث يواجه الناس تحديات متداخلة كنقص الدخل والرعاية الصحية والتعليم وظروف المعيشة الآمنة - يُمسّ كل أسرة تقريبًا، ويؤثر على الأطفال لأجيال.
كما ساهم العدوان بإحداث أضرار أو تدمير في 94% من المستشفيات و85% من مرافق المياه والصرف الصحي أصبحت أنقاضًا، و97% من المدارس والجامعات تضررت أو دُمرت.
وقد انقطع كل طفل تقريبًا عن الدراسة لأكثر من عامين، مما حرمه من التعليم والمهارات والفرص.
كما يُقدر أن 10,000 طفل قد أصيبوا بتلف في السمع نتيجة الانفجارات المستمرة، أو مستويات الضوضاء الصاخبة، أو التهابات الأذن غير المعالجة - وقد يصل العدد الحقيقي للمتضررين، بمن فيهم البالغون، إلى 35,000.
وبفقدان القدرة على السمع، يُصبح العديد من الأطفال منعزلين، أو قلقين، أو يعانون من اكتئاب حاد. وقد يحدّ ذلك من تطورهم اللغوي والإدراكي، ويزيد من مخاطر السلامة اليومية، إذ لا يستطيع الأطفال سماع صفارات الإنذار أو أبواق السيارات أو التحذيرات.
في مختلف أنحاء غزة، يستمر إيقاع الحياة اليومية على نفس المنوال - عائلات تبحث عن الطعام والماء، وأمهات يحاولن تدفئة أطفالهن، وعمال الإغاثة يتنقلون وسط ظروف خطيرة وغير متوقعة للوصول إلى المجتمعات المحلية.
ومنذ بدء وقف إطلاق النار في غزة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، استمر العدوان، حيث يُستشهد طفلان تقريبًا يوميًا، وتواجه العائلات معاناةً مستمرة من الجوع والتشرد. المنازل والمدارس والمستشفيات في حالة خراب، والشتاء يحمل معه مخاطر جديدة، وآلاف الأطفال يعانون من فقدان السمع وسط الدمار. بالنسبة لأطفال غزة، لم تنتهِ الحرب بعد، فالمساعدات الإنسانية لا تزال شريان حياتهم الوحيد.
وعمّت الاحتفالات أنحاء العالم مع إعلان وقف إطلاق النار، لكنّ شعور سكان غزة بالراحة لم يدم طويلًا. فبينما خفت وطأة الغارات الجوية، ازدادت معاناة البقاء اليومية. ولا تزال العائلات تواجه العنف والجوع والنزوح، معتمدةً على المساعدات الإنسانية كشريان حياة.
فمنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في ١٠ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٥، استشهد ٦٧ طفلاً، أي ما يقارب طفلين يوميًا. هذه ليست مجرد إحصائيات، بل هي أرواح أطفال فقدوا أرواحهم في خضم الأعمال العدائية المستمرة، التي تُسبب موجات جديدة من الدمار والنزوح.
ولا يزال الواقع المفروض على أطفال غزة بسيطًا ووحشيًا. لا مكان آمن لهم، ولا يمكن للعالم أن يستمر في تطبيع معاناتهم.
لقد فقدت معظم العائلات كل شيء بالفعل - منازلها وممتلكاتها وسبل عيشها، وبالنسبة للكثيرين، فقدوا أحباءهم. وهم يعيشون الآن في خيام أو بين أنقاض المباني المتضررة. ولا تزال المجاعة وسوء التغذية الحاد يُشكلان تهديدًا مميتًا، ومع حلول فصل الشتاء، فإن التعرض للبرد والفيضانات المحتملة وتفشي الأمراض يُعرّض حياة الأطفال لخطر أكبر.