بيان المظاهرات :
– ندعو الأمة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول المسيئة للقرآن الكريم
– نؤكد موقفنا المبدئي في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني حتى طرد الصهاينة وتحرير فلسطين
– ندعو العدوان إلى وقف عدوانه وحصاره واحتلاله والكف عن المؤامرات الاحتلالية
– نعتبر منع تسليم المرتبات عدوانا مكتمل الأركان ولن نقف مكتوفي الأيدي وقد أعذر من أنذر
– نقول للأمريكيين: لا تلعبوا بالنار وسنجعلكم تدفعون الثمن غاليًا بإذن الله المهيمن العزيز الجبار
– ندعو الشعب اليمني إلى الجهوزية والاستعداد لحرب تطهير اليمن من المحتلين ومرتزقتهم

الثورة / صنعاء / محافظات
شهدت العاصمة صنعاء و12 محافظة يمنية مظاهرات جماهيرية حاشدة صباح ومساء أمس إحياء لذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام، الذي يصادف 25 محرم من كل عام.


واحتشدت جماهير الشعب اليمني في 40 ساحة وميدانا توزعت على العاصمة صنعاء، وباقي المحافظات الحرة التي شهدت مظاهرات ضخمة إحياء لذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام، وأكدت الحشود الجماهيرية، أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام هو تجسيد للولاء والارتباط بإمام الثائرين والمنهج الذي تحرك به.
وتحت عنوان بصيرة وجهاد، احتشد اليمنيون في مظاهرات ضخمة في العاصمة صنعاء وفي المحافظات الحرة، ورددت الحشود، هتافات الحرية وشعار الإمام زيد «هيهات منا الذلة»، والتأكيد على مضي الشعب اليمني على نهج وموقف وتضحية إمام الثوار وثورته ضد الطغاة والمستكبرين والظالمين.
واحتضنت العاصمة صنعاء، عصر أمس، مسيرة جماهيرية كبرى في شارع المطار إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام تحت شعار «بصيرة وجهاد»، ورفعت الحشود الجماهيرية، الشعارات واللافتات المؤكدة على مواصلة الصمود والثبات والتضحية والمُضي على نهج الإمام زيد -عليه السلام- وثورته في مواجهة قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وجرائمها بحق الشعب اليمني ونهب ثرواته.
كما احتضنت محافظة صعدة مظاهرة ضخمة صباح أمس، واحتضنت كل من العاصمة صنعاء، ومحافظة الحديدة، ومحافظة صعدة، ومحافظة مارب، ومحافظة إب، ومحافظة البيضاء، ومحافظة ريمة، ومحافظة عمران، ومحافظة حجة، ومحافظة المحويت، ومحافظة الجوف، ومحافظة ذمار، ومحافظة تعز، مظاهرات جماهيرية حاشدة في عدد من الساحات التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا صباح ومساء أمس بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام.
وأكدت الحشود الاقتداء بالإمام زيد بن علي عليهما السلام، والسير على المبادئ والقِيم التي ضحى من أجلها لنصرة الحق والدين وتصحيح واقع الأمة، والدفاع عن المستضعفين ومقارعة الظالمين والطغاة.
واعتبرت في المسيرة، إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد محطة إيمانية تعبوية للأمة، لتعزيز وحدة الصف، والوقوف في وجه طواغيت العصر والمستكبرين، مهما كانت التضحيات.
وأشارت إلى أن حليف القرآن الإمام زيد عليه السلام، حمل راية الحق -في زمن السكوت- ضد الظلم والباطل، وجسّد بثورته معاني الجهاد والتضحية، والتحرك في سبيل الله.
وشددت على أن الشعب اليمني ماضٍ في ثورته ضد قوى الطغيان والاستكبار وأعداء الأمة والدين ومقدساته، اقتداءً بالإمام زيد وثورته ضد الطغاة والظالمين.. وأكدت على إن إحياء هذه الذكرى تجسيدا للارتباط بالإمام زيد والمنهج الذي تحرك من أجله.
بيان المظاهرات
وأكد بيان المظاهرات التي شهدتها اليمن بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام أن خروج أبناء الشعب اليمني اليوم هو للتعبير عن مدى الارتباط برموز القرآن الكريم وأعلام الهدى كالإمام زيد عليه السلام الذي كانت ثورته امتدادا لثورة جدة الإمام الحسين وللدين المحمدي الأصيل، لأنها قدمت النموذج والقدوة والأسوة وأعطت للحق حيوته في واقع الأمة.
وأشار إلى أن الإمام زيد بن علي قدم نموذجا وقدوة وأسوة حسنة، وأعطى للحق حيويته متحركا في نصرة كتاب الله تعالى وإنقاذ الأمة من حالة الذل والهوان والاستسلام والخضوع للمجرمين والظالمين.
ولفت إلى أن الإمام زيد عليه السلام كان يرى أن من أهم ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي والبصيرة مقابل حالة التضليل التي تستهدف الأمة في كل شيء.. مشيرا إلى أنه تحرك في الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما لهذه الفريضة من ثمرة وقيمة في استقامة الحياة.
وأوضح البيان أن المسيرة القرآنية بمنهجها وقيادتها تمثل الامتداد للنهج المحمدي الأصيل، وكذا الامتداد لخط الإمام زيد عليه السلام في استنهاض الأمة وتربيتها، في مواجهة الطغاة والمستكبرين.
وذكر أن الشعب اليمني، ومن واقع انتمائه الإيماني، معني بالتحرك والتصدي للأعداء الذين يستهدفون الأمة بمثل ما كان المجتمع المسلم مستهدف به في عصر الإمام زيد بن علي.
وقال «وفي هذا العصر وفي هذا الزمن الذي تطورت فيه الوسائل والإمكانات لدى أعدائنا نحن معنيون بأن يكون لنا الموقف الواعي والاستعداد العالي للتضحية، وإدراك ضرورة التحرك على المستوى الإيماني والأخلاقي، وعلى مستوى إنقاذ الأمة».
ودعا البيان الأمة الإسلامية في كل البلدان إلى اتخاذ موقف حازم وجاد يرقى إلى مستوى المسؤولية تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءة للقرآن الكريم من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية.
وأكد على الموقف الثابت والمبدئي للشعب اليمني تجاه القضية والشعب الفلسطيني حتى تحقيق الهدف المنشود في تطهير فلسطين، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن العدو الصهيوني.
كما أكد الوقوف إلى جانب شعوب الأمة في مظلوميتها في البحرين، وسوريا، ولبنان، والعراق، وإيران وسائر الأقطار الإسلامية.
ودعا بيان المسيرة تحالف العدوان إلى وقف عدوانه على اليمن، وإنهاء الحصار والاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار والأضرار والكف عن المؤامرات الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد.
واعتبر الحصار ومنع تسليم المرتبات من عائدات النفط والغاز، عدوانا مكتمل الأركان والشعب اليمني وقيادته وجيشه لن يقفوا مكتوفي الأيدي وقد أعذر من أنذر.
وأضاف «نقول للأمريكيين وللقوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي: لا تلعبوا بالنار، وإياكم والاقتراب من مياهنا الإقليمية، أو الاستمرار في احتلالكم لجزرنا؛ لأننا سنجعلكم تدفعون الثمن غاليًا، بإذن الله المهيمن العزيز الجبار المتكبر».
ودعا البيان أبناء الشعب اليمني إلى الجهوزية الدائمة، واليقظة والانتباه، والاستعداد لمواصلة التصدي للأعداء وردعهم وتطهير البلاد من شرهم وطغيانهم ومؤامراتهم.. حاثا الجميع على استلهام دروس الثبات والوفاء والوعي والبصيرة من مدرسة الإسلام وأعلامه الأبرار كالإمام زيد ورفاقه.

نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أيها الإخوة وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
وعظَّم الله أجرنا وأجركم في ذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «عليهم السلام»
إنّ صلتنا كأمة مسلمة بتاريخنا ورموزنا هي صلة حتمية؛ ولذلك تأثيرٌ في واقع الأمة، وخروجنا اليوم هو لنعبر عن مدى ارتباطنا برموز القرآن وأعلام الهدى كالإمام زيدٍ عليه السلام الذي كانت ثورته امتدادًا لثورة جده الإمام الحسين وللدين المحمدي الأصيل؛ لأنها قدمت النموذج والقدوة والأسوة، وأعطت للحق حيويته في واقع الأمة.
لقد تحرك الإمام زيد وكان من أهم عناوين نهضته: التمحور حول كتاب الله؛ لأن الإمام زيد كانت له صلة قوية بالقرآن حتى سُمي بحليف القرآن، وهذا ما يجب أن تأخذه الأمة بعين الاعتبار وهو أن تعزز من ارتباطها بكتاب الله على مستوى الاهتداء والوعي والبصيرة والاتباع والعمل، وعلى مستوى أن يكون لها موقف تجاه من يسيئون إلى القرآن وإلى الرسول كموقف الإمام زيد الذي قال لليهودي الذي كان يسب رسول الله في محضر الطاغية هشام: (أما والله لئن مكنني الله منك لأختطفن روحك).
كما أنّ من عناوين نهضته المهمة هو إنقاذ الأمة من حالة الذل والهوان والاستسلام والخضوع للمجرمين الظالمين المستكبرين المفسدين، وهو القائل: (ما كره قومٌ قط حرّ السيوف إلا ذلوا).
كما أنّ من العناوين البارزة والواضحة في نهضته عليه السلام هو اهتمامه الكبير بأمر المسلمين، وأَلَمُه على واقعهم، وسعيه للتغيير تجاه ذلك، وهو الذي قال كلمته المشهورة: (والله لوددت أن يدي ملصقةٌ بالثريا ثم أقع إلى الأرض أو حيث أقع فأتقطع قطعةً قطعة وأن يُصلح الله بذلك أمر أمة محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
والإمام زيد هو الذي قال كلمته الشهيرة: (عباد الله: البصيرة البصيرة) لأنه كان يرى أنّ من أهم ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي والبصيرة مقابل حالة التضليل الرهيبة التي تستهدف الأمة في كل شيء.
كما أنه تحرك في الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما لهذه الفريضة من ثمرة وقيمة في استقامة الحياة، وكان يقول: (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت)، ويقول: (لا يسعني أن أسكت وقد خولف كتاب الله وتحوكم إلى الجبت والطاغوت).
والإمام زيد اعتبر نهضته وجهاده أمرًا ضروريًا لكمال الدين، ما لم فسيبقى الدين ناقصًا نقصًا جوهريًا يؤثر على ما بقي منه، وهذا ما أكده حينما خفقت فوق رأسه رايات الجهاد فقال: (الحمد لله الذي أكمل لي ديني، لقد كنت استحيي من جدي رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أن أَرِدَ عليه يوم القيامة ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنهَ عن منكر).
وكان استقبال الإمام زيد للشهادة بقوله: (الشهادة الشهادة، الحمد لله الذي رزقنيها)؛ لأنه كان مطمئنًا من المبادئ التي تحرك بها وضحى من أجلها، ثم بعد استشهاده عليه السلام ودفنه، تم إخراجه من قبره، ثم عُري وصُلب لسنوات، ثم أُحرق وذُر رماده في نهر الفرات؛ لكيلا يبقى له أثر؛ لكن الله بارك جهوده وتضحياته، وجعل لها الأثر المستمر في واقع الأمة إلى يومنا هذا الذي خرجنا فيه لنؤكد على ما يلي:
1- المسيرة القرآنية بمنهجها وقيادتها تمثل الامتداد للنهج المحمدي الأصيل، والامتداد لخط الإمام زيد عليه السلام في استنهاض الأمة وتربيتها، وفي مواجهة الطغاة والمستكبرين، ونحن كشعبٍ يمني، ومن واقع انتمائنا الإيماني، وما نالنا من شرف كبير عندما قال عنا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) معنيون بأن نتحرك وأن نتصدى لأعدائنا الذين يستهدفوننا بمثل ما كان المجتمع المسلم مستهدفٌ به في عصر الإمام زيد، وفي هذا العصر وفي هذا الزمن الذي تطورت فيه الوسائل والإمكانات لدى أعدائنا نحن معنيون بأن يكون لنا الموقف الواعي والاستعداد العالي للتضحية، وإدراك ضرورة التحرك على المستوى الإيماني والأخلاقي، وعلى مستوى إنقاذ الأمة.
2- ندعو أبناء أمتنا الإسلامية في كل البلدان الإسلامية إلى اتخاذ موقفٍ حازمٍ وجاد يرقى إلى مستوى المسؤولية؛ تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءةٍ للقرآن الكريم، وإحراقٍ للمصحف الشريف، وتمزيقٍ له، وتدنيسٍ له، وأقل شيءٌ في ذلك هو: قطع العلاقات الدبلوماسية، والمقاطعة الاقتصادية؛ وإذا لم يرقَ موقف الأمة إلى هذا المستوى البسيط المتاح السهل الممكن؛ فذلك تفريطٌ عظيم، وتقصيرٌ كبير، وتنكرٌ للقرآن الكريم، وتنصلٌ عن المسؤولية، تجاه أهم مقدس من مقدسات المسلمين، ولذلك العواقب الخطيرة عليهم.
3- نؤكد على موقفنا المبدئي تجاه القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني العزيز، وسعينا لتعزيز التعاون والتنسيق مع إخوتنا المجاهدين في فلسطين، وإخوتنا في محور الجهاد والمقاومة؛ وصولًا إلى تحقيق الهدف المنشود في تطهير فلسطين، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن العدو الإسرائيلي، كما نؤكد وقوفنا إلى جانب شعوب أمتنا في مظلوميتهم في البحرين، وسوريا، ولبنان، والعراق، وإيران وسائر الأقطار الإسلامية.
4- ندعو تحالف العدوان إلى وقف عدوانه على بلدنا، وإنهاء الحصار والاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار والأضرار، والكف عن المؤامرات الدنيئة الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد، ومع استمرار الحصار ومنع تسليم المرتبات من عائدات النفط والغاز؛ فإننا نعتبر ذلك عدوانًا مكتمل الأركان، وشعبنا وقيادتنا وجيشنا لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وقد أعذر من أنذر.
5- نقول للأمريكيين وللقوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي: لا تلعبوا بالنار، وإياكم والاقتراب من مياهنا الإقليمية، أو الاستمرار في احتلالكم لجزرنا؛ لأننا سنجعلكم تدفعون الثمن غاليًا، بإذن الله المهيمن العزيز الجبار المتكبر.
6- ندعو شعبنا العزيز إلى الجهوزية الدائمة، واليقظة والانتباه، والاستعداد لمواصلة التصدي للأعداء؛ لردعهم عن مواصلة عدوانهم، ولإنقاذ البلد من شرهم وطغيانهم ومؤامراتهم، وأن نستلهم من مدرسة الإسلام، وأعلامه الأبرار، كالإمام زيد ورفاقه: دروس الثبات والوفاء، والوعي والبصيرة.
وفي الختام: نسأل اللَّه أن يكتب أجركم أيها الأعزاء على حضوركم ومواساتكم
وَالسَّــــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتـــُه
صادر عن مسيرات ذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام زيد بن علي عليهما السلام 1445هـ

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الإمام زید علیه السلام الشعب الفلسطینی للقرآن الکریم العاصمة صنعاء الشعب الیمنی کتاب الله على مستوى وفی هذا إلى أن

إقرأ أيضاً:

النكبة ليست ذكرى بل واقع فلسطيني

بسم الله الرحمن الرحيم

#النكبة ليست ذكرى بل #واقع_فلسطيني

دوسلدورف/ أحمد سليمان العُمري

بدأت إسرائيل منذ يوم السبت الماضي 24 مايو/أيّار بزج أكثر من خمسة وعشرين فرقة عسكرية، تشمل مشاة ومدفعية ومدرّعات ووحدات مظلية، في قطاع غزّة، في ما يُعرف بعملية «عربات جدعون». الهدف واضح وصريح: احتلال القطاع بالكامل والسيطرة عليه بالقوة، وتحقيق تطهير عرقي ممنهج تحت غطاء ما يسمى «الدفاع عن النفس».

مقالات ذات صلة الإبادة الثقافية للفلسطينيين.. الهجوم الإسرائيلي على التراث والذاكرة والهوية 2025/05/28

مؤشّرات تحوّل في المزاج الغربي

رغم التنديدات الدولية وتغيُّر المواقف الغربية تجاه القضية الفلسطينية، ما يُعتبر تحوّلاً لافتاً، أعلنت إسبانيا مبادرات دبلوماسية تهدف إلى الضغط على إسرائيل لوقف العدوان على غزّة، بما في ذلك الدعوة إلى فرض عقوبات وتعليق اتفاقيات التعاون، وذلك في إطار تحرّك أوروبي أوسع. إلى جانب ذلك، أظهرت استطلاعات حديثة في ألمانيا تراجع التأييد الشعبي للعمليات العسكرية الإسرائيلية، بينما تصاعدت الدعوات في المملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى لوقف مبيعات السلاح لإسرائيل. بدأت أيضاً مؤسسات صحفية وحقوقية مستقلة تصف العدوان على غزة بأنه «وحشي» و «غير متكافئ»، وتطالب بوقف الدعم العسكري وفتح تحقيقات مستقلة في الانتهاكات، إلّا أن ذلك لم يفضِ إلى أي خطة عملية لإنهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع أو تخفيف معاناة الفلسطينيين، خاصة في ظل السقوط الهائل بين النساء والأطفال؛ ضحايا هذا العدوان الفضيع.

هذا المزاج المتغيّر، على المستويين الشعبي والسياسي، قد يشكّل بوابة أمل لكسر دائرة الصمت العالمية إزاء فظاعة الجيش الإسرائيلي في غزة.

أما المواقف العربية فقد شهدت تغيُّرات متذبذبة اتسمت غالباً بالتهرّب والتقلّب، بل إن بعض الأنظمة هرولت نحو إبرام اتفاقيات مع إسرائيل بدلاً من تبني مواقف واضحة وحاسمة تشبه تلك التي ظهرت في بعض الدول الأوروبية.

هذا التصعيد العسكري الكبير لم يلقَ حتى الآن رد فعل ميداني أو دولي فعّال، مما يثير تساؤلات حول جدوى التحركات السياسية وقدرة المجتمع الدولي، أو رغبته، على إنهاء هذه الوحشية غير المعهودة، وما تمخّض عنها من مآسٍ إنسانية رهيبة.

حرب عالمية ثالثة بشعار محلي

ما يجري اليوم في غزّة ليس مجرّد حرب على رقعة جغرافية صغيرة، بل هو فصل من حرب عالمية كبرى وإن بدت ملامحها محلية في الظاهر. العالم كلّه اصطف في خندق واحد بصمته وتواطئه، بينما تقف غزّة وحيدة تواجه آلة القتل بإرادة صلبة لا تنكسر، بلا جيش ولا حلف، بل بإرادة شعب يعجز كل القادة عن كسرها.

المستهدف الحقيقي ليس الإنسان الغزي وحده، بل ما هو أعمق من الجغرافيا؛ المستهدف هو الوعي الجمعي العالمي والحقيقة بعينها؛ يقظة الضمير الإنساني، وإمكانية أن ينهض الإنسان الحر في أي مكان فيرفض هذه الإبادة التي يُراد لها أن تُروّج على أنها “دفاع مشروع”.

لقد بات قتل مئة طفل يومياً في غزّة مشهداً اعتيادياً لا يهزّ منابر العالم ولا يربك حسابات القادة، وكأننا نعيش زمناً جديداً تُكسر فيه مرايا الإنسانية ويُعاد تشكيل الوجدان العالمي على مقاس الطغاة.

ليست غزّة وحدها المستهدفة، بل الحقيقة ذاتها.

دعم دولي مُعلن وغير معلن وتحالف واسع

ما يجعل الحرب في غزّة جزءاً من حرب عالمية غير معلنة هو الدعم الكبير الذي تتلقاه إسرائيل من تحالف دولي واسع:

تُعد الولايات المتحدة العمود الفقري للدعم العسكري لإسرائيل، حيث قدمت مساعدات ضخمة تشمل أسلحة تقليدية وفتاكة ومتطورة منذ بداية الحرب. بالإضافة إلى ذلك، قامت الدول الغربية بتشغيل أكثر من 6,000 رحلة جوية ولوجستية لدعم العمليات العسكرية. إلى جانب هذا وذاك، قدمت دول أخرى مثل الهند وأستراليا وكندا واليابان دعماً عسكرياً متنوعاً، بينما ساهمت بعض الدول العربية بدعم لوجستي.

فضلاً عن الغطاء السياسي من خلال استخدام الفيتو الأمريكي المتكرّر في مجلس الأمن (4 مرّات حتى يونيو 2025) لمنع إصدار قرارات تُدين العدوان الإسرائيلي.

تعكس هذه الأرقام والحقائق والحشود الدولية حجم التنسيق والدعم العسكري العالمي الذي يجعل من غزّة ساحة حرب عالمية، ما يبعدها عن كونها صراعاً محلياً عابراً.

آلة إعلامية وقضائية لقمع الحقيقة

بالتوازي مع الحرب العسكرية، تم إطلاق حملة عالمية لقمع أي صوت يعارض العدوان أو يطالب بالعدالة:

فرضت غرامات مالية ضخمة تصل إلى عشرات الآلاف من اليوروهات على مؤسسات إعلامية تدعم القضية الفلسطينية أو تنشر مواد توثّق الجرائم الإسرائيلية.

عشرات الاعتقالات للصحافيين والنشطاء في أوروبا وأمريكا بتهم «التحريض» أو «تمجيد الإرهاب»، فقط بسبب دعمهم لغزّة.

فصل أكاديميين وموظفين في دول غربية، لا بل طالت نجوم السينما والإعلام العالمي بعد مشاركتهم في فعاليات تضامنية أو نشرهم مقالات تنتقد إسرائيل.

هذه الحملات لا تهدف فقط إلى كتم الصوت، بل إلى تقويض كل أشكال التضامن والوعي، وضرب إمكانية التحرّك الشعبي المؤثّر ضد الظلم.

كسر الصمت واجب إنساني

غزّة ليست فقط أرض معركة، بل اختبار قاسٍ للضمير العالمي، فحين يُقتل مئات الأطفال يومياً في صمت مريب، فإن القضية لم تعد فقط في القتلة، بل في كل من يساهم بصمته في هذه المأساة.

إن حماية الحقيقة، وتحقيق العدالة، وكسر دائرة الصمت، هم الطريق الوحيد لإيقاف حكومة نتنياهو المُتطرّفة عن استمرارية الإبادة التي لا تستهدف غزّة فحسب، بل الإنسانية جمعاء والضمير العالمي بُرمّته، فقد باتت المعركة الآن معركة وعي ووجود.

Ahmad.omari11@yahoo.de

مقالات مشابهة

  • أبناء صعدة يحتشدون في 36 ساحة نصرة لفلسطين
  • حماس: المقترح الأميركي الذي وافق عليه الاحتلال لا يستجيب لمطالبنا
  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا
  • تقرير أمريكي: طرابلس ساحة فوضى.. والوضع الراهن في ليبيا “وهم خطر”
  • النكبة ليست ذكرى بل واقع فلسطيني
  • السيد القائد عبدالملك: جيل الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى الرُشد الذي مصدره الله سبحانه وتعالى
  • أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446
  • في ذكرى ميلاده.. جورج سيدهم أيقونة الكوميديا الذي أضحك الملايين وصارع المرض في صمت
  • 5 ملايين زائر يُحيون ذكرى استشهاد الإمام الجواد (ع) في الكاظمية
  • في ذكرى ميلاده.. جورج سيدهم "المبتسم رغم الوجع" الذي غيّر ملامح الكوميديا المصرية