مهاتير، تحدث في افتتاح المؤتمر السابع لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة، في مدينة إسطنبول التركية، بعنوان “فلسطين رافعة الاستنهاض الحضاري”، والذي يستمر 3 أيام حتى الثلاثاء ويتضمن ندوات وجلسات تتناول القضية الفلسطينية.

وقال مهاتير، وهو رئيس المنتدى، في كلمة مسجلة: “المنتدى منذ إنشائه لم يحد عن هدفه الأساسي، وهو جمع المفكرين والأكاديميين المهتمين بشؤون الأمة ورفاهها”.

وأضاف: “أشكركم على اختيار الموضوع وعلى التنظيم المنوع، حيث يضم (المؤتمر) متحدثين متميزين من كل أنحاء العالم، مسلمين وغيرهم”.

وأكد مهاتير، أن “اختيار التوقيت مع الذكرى الأولى لطوفان الأقصى مهم للغاية، حيث قرر فيه الفلسطينيون إرسال رسالة للعالم مفادها أنهم مصممون على تحرير أرضهم مع رفض السياسيات والحصار والاستيطان”.

وفي 7 أكتوبر 2023، هاجت المقاومة الفلسطينية، تتقدمها حماس، قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت صهاينة إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيبني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”.

وتابع مهاتير: “شّكل 7 أكتوبر وعيا تجلي في تظاهرات طلاب الجامعات الأمريكية والأوروبية ومواقف بعض الدول، منها الموقف التاريخي لجنوب إفريقيا (…) في محكمة العدل الدولية، ومن النتائج انهيار الرواية الإسرائيلية” بشأن ما تمارسه من احتلال وجرائم.

وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول 2023، رفعت جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية دعوى تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.

وأصدرت محكمة العدل أكثر من مرة تدابير فورية لمنع الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة، لكن إسرائيل تجاهلتها، ولا تزال المحكمة تنظر في الدعوى.

وقال مهاتير، إن “التطورات جددت وعي الأمة”. ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مشكلات الأمة

مهاتير، تطرق إلى مشكلات الأمة قائلا: “يجب أن لا تنسى الأمة الزكاة التي تساعد الفقراء، فإذا لم نتمكن من مساعدتهم، فسيغادرون بلادهم، وهذه إدانة مخزية لفشل الدول الإسلامية”.

وأردف: “سبب الهجرة فشلنا في توفير البيئة التي يحثنا الإسلام على توفيرها للمسلمين، وبينما نتابع دراسة علوم الدين، يجب الاهتمام بمعرفة العلوم الدنيوية، وخاصة الرياضيات والعلوم إلى الحد الذي يمكن أن يؤدي لإسهامات في العلوم”.

واستدرك مهاتير: “لكن اليوم تخلفنا في هذه المجالات التي يأمرنا بها القرآن، وأصبحنا غير قادرين على القيام بذلك لافتقارنا للمعرفة، كان المسلمون في الماضي روادا في هذه العلوم، لكن اليوم تخلفنا وتركنا المعرفة لغير المسلمين”.

وزاد: “يأمرنا القرآن بحماية الآمة، لكننا غير قادرين على ذلك لافتقارنا المعرفة، ونعتمد على غيرنا في السلاح للدفاع عن أنفسنا”.

واستطرد مهاتير: “لهذا يعاني المسلمون من القتل الجماعي، تربينا على الأخوة، لكن نتجاهل ذلك وبدل أن نكون عونا وسندا نقسم الأمة لفرق متعددة، وهذا يضعفا”.

وحذر من أنه “بينما ننشغل باتهام غيرنا، فإن أعداء أمتنا لا يرونا سوى مسلمين كلهم إرهابيين وبلا تمييز، وإذا لم نتوحد سنتعرض للتدمير”.

وأكد مهاتير، أنه “لا يكتمل أي نقاش دون الحديث عن الفلسطينيين. ما حدث لهم ومن عجز المسلمين عن الدفاع عنهم، والرد على الإبادة الجماعية، يسلط الضوء على ضعف وانقسام المسلمين”.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حرب “إبادة جماعية” على غزة، أسفرت عن أكثر من 139 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وأضاف مهاتير: “اليوم عند مناقشة القضية الفلسطينية نضم لها لبنان وإيران. لبنان يتعرض لاعتداء، وإيران نفد صبرها من غطرسة إسرائيل وإفلاتها من العقاب”.

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسّع العدو الإسرائيلي نطاق الإبادة الجماعية في غزة لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأ توغلا بريا في جنوبه، مستهينا بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

وأسفر التصعيد الإسرائيلي الحالي على لبنان حتى السبت عن استشهاد 1204 أشخاص وإصابة 3411، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و200 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.

وشدد مهاتير، على أنه “حان الوقت ليتجاوز جميع المسلمين خلافاتهم، حان الوقت لإدانة قادة (…) الدول التي تدعم العدوان على فلسطين ولبنان وإيران، وأقل ما يمكننا فعله حين نشعر بالعجز أن نلعن إسرائيل وأمريكا والمتورطين في جرائمهم”.

وختم قائلا: “بما أن المنتدى أصبح منظمة تجمع العلماء والمفكرين فتم اقتراح تغييره إلى منتدى العالم الإسلامي للفكر والحضارة، والاسم الجديد يجمع المفكرين من كل أنحاء العالم الإسلامي”.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

تحذير من كارثة لا يمكن تداركها في غزة وألبانيزي تدعو إلى معاقبة إسرائيل

قال برنامج الأغذية العالمي إن نافذة الفرص لدرء المجاعة في قطاع غزة تُغلق بسرعة وان الحاجة للغذاء ماسة، وحذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من "كارثة إنسانية لا يمكن تداركها" تهدد الأطفال حديثي الولادة في غزة، فيما دعت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي إلى فرض حظر على الأسلحة وقطع العلاقات التجارية والمالية مع إسرائيل.

وشدد برنامج الأغذية في بيان على ضرورة توفير زيادة ضخمة في توزيع المساعدات لتحقيق استقرار الوضع وتهدئة المخاوف واستعادة الثقة بوصول الغذاء. وأضاف انه يبذل كل ما في وسعه لإيصال المساعدات لكن الخوف من المجاعة لا يزال مرتفعا.

من جهتها طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بإجراء تحقيقات في مقتل وإصابة الفلسطينيين الذين يحاولون الحصول على الغذاء عبر آلية توزيع الغذاء الحالية في غزة، وأكدت أن إيصال المساعدات يجب أن يكون آمنا وكريما ومتاحا للجميع.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، تنفذ إسرائيل والولايات المتحدة منذ 27 مايو/ أيار الماضي خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية". وتستهدف قوات الاحتلال منتظري المساعدات بالنيران مما يتركهم بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.

وحذرت وزارة الداخلية في غزة من التعامل مع مؤسسة غزة الإنسانية "ووكلائها المحليين والخارجيين تحت أي ظرف"، وقالت إن المؤسسة "لم تنشأ للإغاثة وتحولت لمصائد موت ومراكز إذلال وانتهاك ممنهج للكرامة".

بدوره، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من خطر وشيك يهدد حياة مئات الأطفال حديثي الولادة في غزة مع اقتراب نفاد إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل الحاضنات والمرافق الطبية الأساسية.

ودعا الصندوق السلطات الإسرائيلية إلى السماح الفوري والعاجل بإدخال الوقود إلى القطاع المحاصر، محذرا من أن التأخير في الاستجابة لهذا النداء قد يؤدي إلى كارثة إنسانية لا يمكن تداركها.

إعلان

واتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل باستخدام تجويع المدنيين سلاح حرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وقالت إنها حولت طلب المساعدة إلى فخ مميت للفلسطينيين الجائعين.

ودعت المنظمة دول العامل إلى الضغط لرفع الحصار ووقف الإبادة الجماعية فورا، وأضافت "يجب وقف الدعم العسكري لإسرائيل وفرض عقوبات على مسؤوليها والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية".

من جانب آخر، قالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين إن إسرائيل مسؤولة عن واحدة من أكثر عمليات الإبادة وحشية في التاريخ الحديث.

ووصفت آلية تقديم المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية بأنها عبارة عن فخ موت مصمم لقتل أو تهجير السكان.

وقالت ألبانيزي إن شركات أسلحة عالمية وفرت لإسرائيل 35 ألف طن من المتفجرات ألقتها على قطاع غزة وهي تعادل 6 أضعاف القوة التدميرية للقنبلة النووية التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية.

وقدمت ألبانيزي اليوم الخميس في جنيف تقريرا أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وطالبت بفرض حظر على الأسلحة وقطع العلاقات التجارية والمالية مع إسرائيل.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل -بدعم أميركي مطلق- إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • لبنان سيطالب برّاك بضمانات أميركية بعد تجربة وقف إطلاق النار واسرائيل تصعّد ميدانيا
  • تحذير من كارثة لا يمكن تداركها في غزة وألبانيزي تدعو إلى معاقبة إسرائيل
  • علماء المسلمين: الوقف الفوري لحرب الإبادة ضد الفلسطينيين واجب ديني وإنساني
  • علماء وخطباء الضالع يؤكدون وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزة
  • لقاء لعلماء وخطباء الضالع يؤكد وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزة
  • توقيف مطلوب في منطقة الحدت... هذا ما فعله لشابة مقابل مبلغ ماليّ
  • لماذا يمكن أن يُستأنف القتال بين إسرائيل وإيران في أي لحظة؟
  • الجنسية البرتغالية ستصبح واحدة من أصعب الجنسيات التي يمكن الحصول عليها في أوروبا
  • علماء وخطباء إب يؤكدون وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزة وتأييد إيران
  • مساءً... إليكم ما فعله الجيش الإسرائيلي عند أطراف عيتا الشعب وفي أجواء الجنوب