سواليف:
2025-12-12@08:27:19 GMT

مؤسسة غزة الإنسانية قصة الموت وحكاية الذل (3)

تاريخ النشر: 4th, July 2025 GMT

#مؤسسة_غزة_الإنسانية قصة الموت وحكاية الذل (3)

تفكيك المؤسسة حاجة إنسانية وضرورة أخلاقية

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

لما كانت المؤسسات الإنسانية الدولية، الموقعة على البروتوكولات الدولية، والملتزمة بقوانين العمل الإنساني، وصاحبة الخبرة الطويلة في مجال العمل الإنساني، والتي عملت في عشرات الدول، وقدمت خدماتها الغذائية لعشرات الملايين من سكان العالم الجوعى والمعوزين، والفقراء والمعدمين، تعرف أن “مؤسسة غزة الإنسانية” مؤسسة دخيلة على العمل الإنساني، وليس لها سجل تاريخي في هذا المجال، وروادها ينحدرون من المؤسسات الأمنية والعسكرية، ولا علاقة لهم بالعمل الإنساني على الإطلاق، إذ يفتقرون إلى الرحمة والشفقة، ولا يتعاملون مع المحتاجين برفقٍ ولين، بل يمارسون ضدهم القسوة والعنف، ولا يحرصون على حياتهم، بل يتعمدون قتلهم والإساءة إليهم، والتضييق عليهم وإذلالهم.

مقالات ذات صلة مؤسسة غزة الإنسانية قصة الموت وحكاية الذل (2) 2025/07/03

لهذا طالبت عشرات المؤسسات الإنسانية الدولية، والتي فاق عددها 171 مؤسسة عالمية، متعددة الجنسيات ومختلفة التخصصات، وتتمتع بسجلاتٍ نظيفة في العمل الإنساني، وعلى رأسها وفي هياكلها الإدارية أمريكيون وأوروبيون وبعضهم من اليهود، بوجوب إغلاق هذه المؤسسة وإيقافها عن العمل بقوة القانون في قطاع غزة، ويرون أنها مؤسسة للموت وليست مؤسسة للحياة، وهي لخنق السكان وليست لحقنهم، وهي تخالف كل الأعراف والمواثيق والبروتوكولات الناظمة لعمل المؤسسات الإنسانية.

وتعتبر هذه المؤسسات الإنسانية أن استمرار مؤسسة غزة الإنسانية في العمل جريمة مكتملة الأركان، وهي خدعة تحت المسمى الإنساني الخالي من المضمون، تمارسه الحكومة الإسرائيلية بالتعاون والتواطؤ مع الإدارة الأمريكية، التي هيأت السبل ووفرت الظروف لتمكين المؤسسة وعملها في قطاع غزة، وتؤكد هذه المؤسسات الرافضة لعمل “مؤسسة غزة الإنسانية” أن الذين يديرونها وينظمون عملها إنما هم ضباط أمنيون سابقون، وخبراء في الأمن متخصصون، وشركات أمنية نفعية تسعى للكسب والربح غير المشروع أياً كانت السبل المستخدمة والوسائل المستعملة، وعناصرها تبالغ في استخدام القوة المفرطة وإطلاق الذخائر الحية على منتظري المساعدات، وإصابتهم إصابةً مباشرة في الأجزاء العلوية من أجسادهم، كما أن الذخائر المستخدمة من النوع المتفجر الذي يفتت العظام ويمزق الأنسجة، وهو ما يفسر ارتفاع حالات بتر الأطراف.

إلا أن الإدارة الأمريكية التي أشرفت على تأسيس ونشأة المؤسسة، تصدت بقوة لكل محاولات إغلاقها وتعطيل عملها، وواجهت المؤسسات التي تنتقدها وتعترض على أسلوب عملها والغاية من مشروعها، وعطلت مشاريع عرضها للتصويت على كلٍ من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، وكانت كلٌ من الجزائر وباكستان قد سعت مع أعضاء آخرين في مجلس الأمن الدولي، لاستصدار قرار دولي يفرض تفكيك المؤسسة، ويخرجها عن القانون، ويبطل عملها، ويطالب باستبدالها.

لم يقتصر التحرك الدولي الرافض لعمل المؤسسة في غزة على الدول العربية والإسلامية، بل إن العديد من الدول الأوروبية وغيرها قد طالبت بوجوب وقف أعمال هذه المؤسسة المزعزعة للأمن، والباعثة على القلق، والمتسببة بالقتل والموت، والمخالفة لأصول العمل الإنساني، والمجافية لقواعد الأمن والسلامة، وتضامنت عشرات المؤسسات الإنسانية بالدعوة إلى وجوب إغلاق هذه المؤسسة، وعدم الاعتراف بها، والعودة للعمل في قطاع غزة تحت سقف الأمم المتحدة ومؤسساتها.

ووصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، المؤسسة بأنها لا تقدم سوى الجوع والرصاص للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وأصر على إنهاء عملها، وتكليف مؤسسة الأونروا بالقيام بمهامها، إذ أنها مجهزة جيداً، ولديها خبرة، وعندها مراكز عمل، وتحظى بثقة السكان، ولا يوجد في سجلاتها أدنى خرق لحقوق السكان المدنية والإنسانية، وعلى المجتمع الدولي أن يتصدى للدفاع عن أخلاقياته ومناقبه الإنسانية، وإلا فإنه يصبح خاوياً بلا معنى، وساقطاً بلا قيمٍ ولا أخلاقٍ.

لما كانت الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية يعرفون المهمة الحقيقية لـــ”مؤسسة غزة الإنسانية”، فقد أصموا آذانهم، وامتنعوا عن الاستجابة كل المساعي الدولية، وأصروا على حصرية توزيع المساعدات لسكان قطاع غزة عبر هذه المؤسسة، وهم يعلمون أنها تحصد كل يوم أرواح عشرات الفلسطينيين وتجرح أضعافهم، لكن حياة الفلسطينيين لا تعنيهم أبداً، ولا تهمهم في شيء، وإنما الذي يعنيهم هو قتلهم جوعاً وذلاً وبالنار، أو دفعهم للهجرة والرحيل، ومغادرة قطاع غزة نحو أي أرضٍ يرونها آمنةً، وبلادٍ يجدون فيها فسحة العيش وأمل الحياة.

يتبع …..

بيروت في 3/7/2025

[email protected]

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مؤسسة غزة الإنسانیة المؤسسات الإنسانیة العمل الإنسانی هذه المؤسسة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مؤسستامحمد بن زايد للأثر الإنساني وجيتس تدعوان لتحرك عاجل لتسريع جهود حماية أرواح الأطفال

أطلق قادة يمثلون الحكومات وقطاعات العمل الخيري والأعمال والمجتمع المدني، خلال فعالية(Goalkeepers) في أبوظبي، دعوة موحدة لتسريع وتيرة التقدم في جهود حماية أرواح الأطفال والحد من وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها، واستئصال الأمراض المعدية. وجاءت هذه الدعوة مدعومةً بإعلان 1.9 مليار دولار من الالتزامات الجديدة لدعم جهود القضاء على شلل الأطفال، وذلك خلال فعالية للتعهدات نُظّمت في وقت سابق اليوم ضمن أسبوع أبوظبي المالي بقيادة مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني.

وقدّمت المؤسسة 140 مليون دولار من إجمالي التعهدات الجديدة، تأكيداً لالتزامها بإنهاء الأمراض التي يمكن الوقاية منها وتعزيز مستقبل أكثر صحة وصلابة للمجتمعات حول العالم.

جمعت فعالية (Goalkeepers)، التي تُعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالشراكة بين مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني ومؤسسة غيتس، أكثر من 500 قادة العالم وصناع التغيير.

 

وشدد القادة على ضرورة تحرك العالم الآن لعكس الاتجاه التصاعدي لوفيات الأطفال، ووقف الوفيات التي يمكن الوقاية منها بين الأمهات، واستكمال مهمة القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها - وفي مقدمتها شلل الأطفال.

 

وتُشير بيانات حديثة صادرة عن تقرير (Goalkeepers) لعام 2025 الصادر عن مؤسسة غيتس، إلى توقعات بارتفاع عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة لأول مرة في هذا القرن. وشدد القادة على أن هذه المرحلة المفصلية تتطلب اتخاذ قرارات جريئة، وتجديد التمويل، والالتزام بتوسيع نطاق الابتكارات القادرة على إنقاذ ملايين الأرواح بحلول عام 2045.

 

شهدت فعالية التعهّدات التي نظمتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني اجتماع دول ومؤسسات خيرية وشركاء تنمية في تجديد التزامهم بالقضاء على شلل الأطفال. ومن إجمالي الـ1.9 مليار دولار المُعلَن عنها، سيُخصص نحو 1.2 مليار دولار لدعم المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، بما يسرّع الجهود الحيوية للوصول إلى 370 مليون طفل سنوياً بلقاحات شلل الأطفال، إلى جانب تعزيز الأنظمة الصحية في الدول المتأثرة لحماية الأطفال من الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها.

 

وستُسهم هذه التمويلات في تسريع الجهود الحيوية للوصول إلى 370 مليون طفل سنوياً بلقاحات شلل الأطفال، وتعزيز الأنظمة الصحية في الدول الأكثر تضرراً لحماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها.

 

وأكد القادة، مع بلوغ نسبة خلو العالم من شلل الأطفال 99%، أن سد الفجوة الأخيرة يمثل واجباً أخلاقياً ودليلاً على قدرة العمل العالمي المنسق على هزيمة أكثر الأمراض استعصاءً.

 

وقالت الدكتورة شما خليفة المزروعي، المدير العام بالإنابة لمؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني:"إن القضاء على شلل الأطفال بات في متناول اليد، والتعهدات السخية المعلنة اليوم تقرّبنا أكثر من تحقيق هذا الهدف. ويؤكد كل من Goalkeepers أبوظبي ولحظة التعهدات اليوم ما يمكن إنجازه عندما تتكاتف الدول والجهات المانحة: مستقبل خالٍ من شلل الأطفال وعالم أكثر صحة وصلابة".

 

ويعكس التمويل الجديد إدراكاً متزايداً بأن الاستثمار في صحة الإنسان، حتى وسط التحديات الاقتصادية العالمية، يُعد من أعظم الاستثمارات عائداً. وسيُخصص جزء كبير من التمويل لدعم جهود حماية حياة الأطفال، بما في ذلك توسيع نطاق الحصول على اللقاحات، وحماية المواليد الجدد، وضمان استدامة برامج التحصين في المناطق الهشة والمتضررة بالنزاعات.

 

وفي هذه المناسبة، قال بيل غيتس، رئيس "مؤسسة غيتس": "لا يزال عدد كبير جداً من الأطفال يفقدون حياتهم بسبب أمراض نمتلك سبل الوقاية منها. الأدوات موجودة بالفعل، من لقاحات وعلاجات واستراتيجيات توصيل مُثبتة الفعالية، وتعمل الدول بجد لإيصالها إلى الفئات الأكثر احتياجاً. وسيسهم الدعم المُعلن عنه اليوم في تعزيز تلك الجهود، وحماية الأطفال الأكثر ضعفاً، ومساعدة العالم على البقاء في المسار الصحيح للقضاء على شلل الأطفال نهائياً".

 

أخبار ذات صلة مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة بالتعاون مع مؤسسة غيتس يطلق منظومة ذكاء اصطناعي لدعم تنمية القطاع الزراعي الدولي خبراء: الإمارات شريك محوري في الوصول  إلى «اللحظة الأقرب للقضاء على المرض»

وقد قدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، "حفظه الله"، منذ عام 2011 مبلغ 525 مليون دولار لدعم جهود استئصال شلل الأطفال، ما ساعد في إيصال اللقاحات لأكثر من 400 مليون طفل سنوياً.

تخيّل العالم الممكن

جاءت فعالية (Goalkeepers) في أبوظبي لهذا العام تحت شعار "تخيّل العالم الممكن"، مسلّطةً الضوء على ما يمكن للعالم تحقيقه من إنجازات عبر الشجاعة وبناء الشراكات وتبنّي الابتكار. وقد تضمنت الفعالية لحظات رئيسية بارزة شملت:

 

• تكريم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، "أم الإمارات"، بجائزة Goalkeepers للإنجاز مدى الحياة تقديراً لدعمها المستمر للنساء والأطفال. وأعقب ذلك كلمة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أشاد فيها بسموها مُعرباً عن تقديره لإرثها الإنساني العريق.

 

• إدارة الممثل والناشط العالمي ديفيد أويلو لأمسية الفعالية بأسلوب جمع بين وضوح الهدف واستشعار المسؤولية.

 

• جلسة حوارية أدارتها بيكي أندرسون، مديرة التحرير في قناة سي إن إن الدولية (CNN)، جمعت على المسرح كلاً من بيل غيتس ومعالي ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي .

 

• دعوة قوية وجهها راميش فيريس، الناجي من شلل الأطفال والمناضل العالمي، لتحقيق القضاء التام على المرض.

 

• عروض قصصية قدمها صناع تغيير عالميون شاركوا تجاربهم الحية حول حماية أرواح الأطفال والعدالة الصحية.

 

• أداء غنائي مميز للفنان أدي كونلي غولد ألهم الجمهور برسالة مفعمة بالصمود والأمل.

 

وأكدت هذه الأصوات مجتمعة أن التقدم ممكن عندما يلتزم العالم بتحقيقه.

مقالات مشابهة

  • مدير المستشفى الفرنسي بالقدس: نقدر لقطر دعمها الإنساني
  • لتوحيد المؤسسات ودعم التعاون.. سفير واشنطن يجري عدة مباحثات في طرابلس
  • مؤسسة النفط تبحث مع الاتحاد الأوروبي تطوير الشراكات
  • مؤسسة ولي العهد تنظم فعالية وطنية للاحتفاء باليوم الدولي للتطوع في عمّان
  • مؤسسة قضايا المرأة المصرية تختتم فعاليات حملة “أربع حيطان”
  • هيئة الدواء: المرور على نحو 22,763 مؤسسة صيدلية وضبط 2,663 مخالفة متنوعة
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد فعاليات الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس مؤسسة منارة للتنمية والتدريب
  • مؤسسة النفط تعزز شراكتها مع شركة «ريبسول ليبيا»
  • محافظ بني سويف يشارك أبناء المؤسسات من الأيتام فرحتهم باليوم الترفيهي
  • مؤسستامحمد بن زايد للأثر الإنساني وجيتس تدعوان لتحرك عاجل لتسريع جهود حماية أرواح الأطفال