سعيد عبد العزيز: انتصار ال ٦ من اكتوبر هو بمثابة عودة الروح للجسد للمصريين
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
قدم الدكتور سعيد عبد العزيز، الأمين العام للمفوضية الاوروبية العربية لتقديم المساعدات و الأعمال الإنسانية ببروكسل، ورئيس مجلس التعاون الأوروبي المصري ببلجيكا، التهاني للجيش والشعب المصري العظيم والقائد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، بمناسبة حلول ذكرى انتصار ال ٦ من اكتوبر، يوم العزة والكرامه واسترداد الأرض.
ووجه عبد العزيز، رسالة بمناسبة هذا اليوم، قائلا: "نحتاج الي أكتوبر جديد، فالكثير من شباب الجيل لم يحضروا هذه الحرب ويجب أن يعلموا جيدا تاريخهم العظيم" مضيفا: " أتذكر جيدا هذا اليوم وجو المشاعر الفياضة من الشعب لقائدنا في ذلك الوقت انور السادات و لقواتنا المسلحة الباسلة فكانت تلك الحرب بمثابة عبور نفق مظلم الي نور أضاء العالم كله".
ولفت الأمين العام للمفوضية الاوروبية العربية، الى أن دول العالم وقتها كانت لا تصدق أن هذا الشعب و بما يعانيه من فقر و أمية تقوم بهذا التخطيط و هذا العمل المعجزة بكل المقاييس، منوها لقد كانت حرب أكتوبر ليست عسكرية فقط بل كانت عودة للروح التي كاد يصيبها اليأس و الإحباط.
وتابع: " لن أنسي دموع اليهود و هم يغادرون شرم الشيخ و قبر حلوان و الطاسة و كانت عيونهم علي أرض الفيروز، رغم كل ذلك الا اننا نحن نحتاج الي نصر جديد مختلف نحتاج الي توعية و نحتاج الي النماء و التنمية نحتاج الي إعادة تطوير ذكريات حرب غيرت نظريات و حسابات".
وأشار الى أننا في الوقت الحالي والظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية، نحتاج الي أفلام وثائقية و نحن نمتلك الآليات التي تبرز هذا العمل الجبار و نحتاج الي مثقفي مصر و كتابها و فنانينا للقيام بعمل فني كبير يحصد لنا ما كنا عليه قبل و بعد تلك الحرب التي كانت بمثابة حرب عالمية كنا نحارب أمريكا و حلفاؤها مع إسرائيل.
واختتم رئيس مجلس التعاون الأوروبي المصري ببلجيكا، حديثه قائلا: "لقد كانت حرب أكتوبر معركة وجود و كانت حرب عقيدة و إيمان، عاشت مصر و عاش شعبها و عاش جيشها و عاش قائدها".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي حرب اكتوبر إسرائيل
إقرأ أيضاً:
ماذا حدث للمصريين؟
في الأسابيع القليلة الماضية شهد المجتمع المصري سلسلة من الأحداث التي أثارت جدلًا واسعًا بين مختلف طبقاته؛ أحداث تكشف عن مظاهر جهل، وتراجع في مستويات الوعي، وانتشار للعنف بشكل ملحوظ. ورغم أن كثيرًا من هذه الوقائع لا يرقى إلى مستوى الجرائم الكبرى، إلا أن تزايد حدّة العنف في التعاملات اليومية بات ظاهرة ملموسة لا يمكن تجاهلها. ومع استمرار مؤشرات التطرف الفكري بأشكاله المختلفة، يعود إلى الواجهة سؤال المفكر
الكبير جلال أمين: ماذا حدث للمصريين؟
ورغم أن كل مجتمع يمر بالكثير من التحديات، فإن ما يميز المجتمعات السليمة والامنة هو قدرتها على فهم جذور مشكلاتها والسعي لمعالجتها قبل أن تتفاقم وتشكل خطرا على الأجيال الجديدة مستقبلا ولعل أبرز المشاكل الاجتماعية التي أصبحت ملحوظة مؤخرا هي ظاهرة العنف..
بالرغم من انه لا توجد إحصائيات رسمية حديثة ترصد حجم انتشار العنف المجتمعي بدقّة، إلا أن مئات المقاطع والحوادث التي تغمر مواقع التواصل الاجتماعي يوميًا تقدّم مؤشرًا واضحًا على تفاقم الظاهرة. وقد تبيّن أن أغلب هذه الحوادث تنشأ في مناطق تعاني في الأصل من ضعف الخدمات الأساسية وتراجع مستوى التعليم.
ومع أهمية الجهود الأمنية للحد من الجريمة، يظل القانون وحده غير كافٍ للردع؛ إذ تقع المسؤولية الأكبر على المؤسسات الثقافية والتعليمية في تشكيل الوعي وتغيير السلوك.
ولعل الفن وحده —بمختلف مجالاته من سينما ومسرح وأنشطة إبداعية—يمثل أحد أهم الأدوات في مواجهة العنف، إذ يسهم في إعادة تشكيل الوعي الجمعي وفتح نوافذ جديدة للتفكير والتعبير. كما أن وجود مكتبات، ومراكز ثقافية ومسارح ، ومساحات للفن والقراءة في التجمعات السكنية الفقيرة قد يكون جزءًا أساسيًا من علاج الظاهرة..
ثانيا تُعد ظاهرة التطرف الفكري من أخطر ما يواجه المجتمع حاليًا، إذ تتحوّل القناعات الفكرية إلى ساحات صراع بين أطراف متعارضة، ما يخلق حالة من الاستقطاب والانقسام بدلاً من الحوار والتفاهم. ويُعد الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي عاملًا رئيسيًا في تضخيم حِدّة هذه المواجهات.
ورغم تحسن معدلات محو الأمية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن فجوة الحصول على تعليم حقيقي وجيد ما تزال كبيرة. والجهل لم يعد عدم القدرة على القراءة والكتابة فحسب، بل أصبح غيابًا للوعي والتفكير النقدي، الأمر الذي يجعل شرائح واسعة عرضة للتضليل والاستقطاب.
ومع تحوّل مواقع التواصل الاجتماعي إلى فضاء مفتوح لتبادل كل أنواع الأفكار، يغيب في المقابل الوعي القادر على التمييز بين الحقيقة والمعلومة المضللة، وبين الحوار الصحي والخطابات المتطرفة. وبات الأطفال والشباب أكثر عرضة للتأثر بهذه الفوضى الفكرية.
وهنا تظهر مسؤولية مؤسسات الدولة في وضع معايير واضحة لضمان تداول معلومات موثوقة، وتشجيع المحتوى الذي يعزز الوعي، إلى جانب الحد من الخطابات المتطرفة التي تتنامى في هذا الفضاء الواسع.
ولكي نفهم ما حدث ويحدث للمصريين فلن يتحقق ذلك إلا بفهم عميق للتحديات التي تحيط بالمجتمع، وبمشاركة حقيقية بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني للعمل على معالجة الظواهر السلبية من جذورها. فالمجتمع القادر على مواجهة أزماته بوعي هو المجتمع الذي يصنع مستقبلًا أكثر أمانًا وتماسكًا لأجياله المقبلة.