جوزك هيتجوز عليكى.. فتاة تُنهي حياتها شنقًا بسبب عدم الإنجاب
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
جوزك هيتجوز عليكى لو مخلفتيش.. كلمات باتت كالسكاكيين بقلب فتاة بعدما علمت بفشلها فى الإنجاب. قصة اليوم كانت ضحيتها فتاة بات حلم الأمومة يراودها من صغرها، ولكنها حينما كبرت اصطدمت بالواقع وعلمت أن الحلم بات مستحيلاً.
ففى إحدى القرى الهادئة بمدينة طوخ التابعة لمحافظة القليوبية التى تغمرها الشمس كل صباح وتهمس فيها الرياح أسرار الحياة، كانت تعيش فتاة تحمل فى قلبها كل الأحلام التى تحملها أى فتاة، لكنها كانت تتميز بحلم واحد خاص بها أن تكون أمًا.
كانت تحلم أن تحمل طفلها بين ذراعيها، تسهر على راحته، وتسمع كلماته الأولى.
بالنسبة لتلك الفتاة، كان حلم الأمومة أكثر من مجرد أمنية، كان جزءًا من هويتها.
تزوجت الفتاة من رجل كان يحبها بصدق، واعتقدت أن هذا هو الفصل الأول من قصتها الجميلة. لكنها لم تكن تعلم أن القدر كان يخفى لها تحديات أكبر مما تصورت.
مرت الشهور، ثم السنوات، ولم تحمل، حاولت مع زوجها كل شيء، زيارات الأطباء، الأدوية، الدعاء، وكل شيء كان ينتهى بنفس النتيجة، وهو استحالة الإنجاب.
فى البداية، كان الناس من حولها يتعاملون بلطف، يواسونها ويشجعونها. لكن مع مرور الوقت، اصطدمت بالواقع الأليم عندما تغيرت الهمسات إلى تساؤلات، والأسئلة إلى اتهامات. "مخلفتيش ليه لحد دلوقتى؟" "جوزك هيتجوز عليكى بسبب عدم الخلفة" تلك العبارات كانت كسكاكين تغرز فى قلبها يومًا بعد يوم.
حاولت الفتاة أن تكون قوية، لكنها كانت تشعر بالعجز، كانت ترى الأطفال فى الشوارع، تسمع ضحكاتهم، وتشعر بغصة فى صدرها. كأن العالم كله يذكرها بشيء لا يمكنها الحصول عليه، شيء كانت تظن أنه حق طبيعى لأى امرأة.
أما فى بيتها، فقد بدأ زوجها، الذى كان يحبها يومًا، يشعر بالإحباط. رغم أنه لم يقل ذلك مباشرة، لكنها كانت ترى الخيبة فى عينيه كلما تحدثا عن المستقبل، كلما زاد الضغط، كلما انغلقت الفتاة على نفسها أكثر، شعرت بالوحدة حتى وهى محاطة بالناس.
وفى يوم من الأيام، كان الألم الذى تحمله فى قلبها أكبر من أن تتحمله. دخلت غرفتها، وأغلقت الباب خلفها بهدوء، نظرت حولها، تفكر فى كل تلك الأحلام التى انهارت، وكل الكلمات التى لم تقلها لأحد. شعرت بأنها غارقة فى بحر من الحزن، ولم تعد ترى أى مخرج.
فى تلك اللحظة، لتتخلص من جميع الصراعات النفسية التى كانت تحاصرها بسبب حلم الأمومة الذى بات أمراً مستحيلاً، وبسبب تخوفاتها من اتخاذ زوجها قرارا بالانفصال عنها أو طلاقها. قررت الفتاة أن تنهى رحلتها، علقت حبلًا على سقف غرفتها، وانتحرت.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانفصال منطقة طوخ ا کانت
إقرأ أيضاً:
بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه
*المكتب ( جوار كمبونى ) ، تعرض للنهب و الاتلاف و سرقة الاف المستندات*
*استخبارات المليشيا كانت تراقب المكتب منذ ما قبل الحرب ، وهو امر كان معروف للاجهزة الامنية و للاصدقاء من القوى السياسية،*
*ليس من شك انها محاولة لمحو ذاكرة المواطن ، بعد ان تم تدمير ذاكرة الامة فى دار الوثائق و نهب المتاحف و سرقة النيزك الذى هبط علينا من السماء*
*ما حدث لا يمكن وصفه او تصويره ، ما حدث ليس من فعل البشر ،*
فى زيارتى الاخيرة للسودان ، و كانت حصرآ للخرطوم و الشمالية ، لست ادرى اكان شوقآ يستعجل زيارتى لبيتنا القديم او ما تبقى منه ، او ربما استعجالا و يقينا للوقوف على حجم الكارثة ،بعد ان وصلتنى لقطات مصورة للبيت ،
فى الطريق من ام درمان الى الخرطوم مررنا بشارع الوادى و الشهداء و الموردة ، كان الدمار هائلآ ، معظم البيوت و المحلات التجارية مفتوحة على مصراعيها ، خاوية على عروشها ، فى العودة شاهدنا وسط الخرطوم و شارع الجمهورية و الجامعة و شارع القصر ، لم يتركوا شيئ ،
فى الشارع المؤدى الى البيت عربات محروقة و اخرى تعرضت للتفكيك ، ثلاجات ، قطع اثاث ، الاشجار استطالت و تشعشبت ،
ناصية البيت دارت معارك شرسة لقربه من بيوت حميدتى و يقع فى شارع يؤدى الى المدرعات ، فوارغ الذخيرة من كل حجم و نوع تغطى الارض ، الجدار الخارجى نال حظه من الرصاص ،
البيت تعرض للسرقة و النهب و تدمير شبكة الكهرباء ، و اجهزة التكيف ، تم حفر ارضية المنزل لاستخراج كيبل الكهرباء الواصل من العمود بالشارع ، وحفرت الجدران لاخذ اسلاك التوصيلات الداخلية ، و كان من السهل سحبها دون الحاجة الى تدمير الجدار ، و لم يترك مفتاح او بلك او لمبة ، كان محزنآ تدمير الصور و اللوحات على الجدران ، بما فى ذلك صور الاسرة ، تم تمزيق و( تشتيت ) البومات الصور فى الحوش و على الارضيات ، الشهادات الجامعية و شهادات الابناء و الرقم الوطنى و شهادات الميلاد لا اثر لها ، و ربما تكون اسفل اكوام من الاوراق و المستندات تم العبث بها ، ليس من شك انها محاولة لمحو ذاكرة المواطن ، بعد محاولات تدمير ذاكرة الامة فى دار الوثائق و المتاحف و سرقة النيزك الذى هبط علينا من السماء ..،
ما اثار النفس تحطيم اناتيك و مجسمات نادرة ، مجسم الكعبة المشرفة ، تاج محل ، قرن وحيد القرن ، ( خنجر يمنى اصلى ) ، ساعة ( الجيب ) المفضضة ورثة من الوالد عليه الرحمة ، و ساعة جوفيال و قلم باركر و مقتنيات موروثة ، شهادات تقديرية و وشاحات ، فقدان 12 فلاش تحتوى على ذاكرتى السياسية و الصحفية منذ اربعين عامآ ، تقديراتى ان البيت تعرض للسرقة و النهب فى ثلاثة موجات ، الاولى الاستيلاء على الوثائق و المستندات و الشاشات و ما خف وزنه و غلى ثمنه ، الثانية كانت للعربات ، و الثالثة القضاء تمامآ على الموجودات و تكسير اى حاجة تحتوى على النحاس و اخذه، و ما لم يسرق تم تحطيمه
المكتب ( جوار كمبونى ) ، تعرض للنهب و الاتلاف و سرقة الاف المستندات ، غرفة المكتب الرئيسية تعرض سقفها لقذيفة ومن الواضح ان المكتب تم حرقه بمواد حارقة ( الترابيز و الكراسى – سايحة – ) ، و تم استخدام مركزالطاقة الشمسية المجاور مقرآ للمجموعة رقم 27-28 من المليشيا ،بعد نهبه و سرقته تمامآ و تحويله الى مركز قيادى و مخزن للمسروقات فى الكونتينرات ، استخبارات المليشيا كانت تراقب المكتب منذ ما قبل الحرب ، وهو امر كان معروف للاجهزة الامنية و للاصدقاء من القوى السياسية ، هم يعرفونه جيدا،
مقر الهيئة الشعبية للشمال فى الخرطوم (3) وجدناه مسيج بشريط احمر ، ربما هناك جثث او مخلفات القصف تحت الركام ، اتخذته المليشيا ارتكازآ و مقرآ للسيطرة ، فهو يقع فى منطقة حاكمة من الطريق المؤدى للقسم الشمالى و السجانة او الى الخرطوم (2) و متفرعات نادى الاسرة ،الاخ الصادق من ساكنى جوار المقر وهو من اللذين قاوموا التهجير و ظل مع نفر قليل حتى التحرير ، قال شهدت قصف المقر بواسطة مسيرة و تدمير الارتكاز و قتل (13) من المليشيا تم دفنهم فيما بعد ،
بدأت تباشير العودة الى مربع (9) جبرة و المربعات المجاورة، تم اقامة ( تكية ) ، و يرابط شباب المنطقة فى حراسة ما تبقى من ممتلكات المواطنين ، محاولات جادة لاستعادة ضخ المياه بواسطة الطاقة الشمسية ، الحياة بدأت تدب فى السوق المركزى و سوق الشجرة ، مواصلات من ام درمان و بحرى للخرطوم و حتى الكلاكلات ،
ما حدث لا يمكن وصفه او تصويره ، ما حدث من فعل الشياطين ، لا يمكن لبشر سوى ان يفعل مثله ، اعادة الحياة رهينة بعودة الجميع خاصة الشباب ، و المشاركة فى آزالة اثار العدوان ، ما جرى لا يمكن وصفه بالسرقة او النهب هو يتعدى ذلك ، و ليس تدميرآ ، هو ابعد من ذلك ، و ليس حقدآ او غلآ ، هو اكثر من ذلك ،
محمد وداعة
14 مايو 2025م
إنضم لقناة النيلين على واتساب