حدث ليلا: حداد في إسرائيل وحيفا تشتعل.. وخطط السنوار.. ومصير صفي الدين هاشم
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تمر اليوم الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر في العام الماضي، والتي تسببت في اشتعال الأحداث التي شغلت الرأي العالمي خلال الساعات الماضية، بداية من إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلية الحداد، وحزب الله الذي أمطر مدينتي حيفا وطبريا المحتلة بصواريخ سببت خسائر كثيرة، وتقارير إعلامية عبرية تكشف عن خطط قائد الفصائل الفلسطينية يحيى السنوار، والمصير المجهول للقيادي في حزب الله صفي الدين هاشم، واستعدادات إيران للضربة الإسرائيلية .
وكشفت وسائل إعلامية عبرية، عن أن إسرائيل بدأت من مساء أمس الأحد حداد في جميع أنحاء البلاد حيث تم تنكيس الأعلام في الجنوب، وتنظيم مسيرات لتذكير بالمحتجزين في قطاع غزة منذ عان تقريبا، وفق ما نشرت صحيفة واينت العبرية.
يأتي هذا في الوقت الذي أصدرت فيه أهالي المحتجزين بيان، أكدوا خلاله أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تخلي عن المحتجزين في القطاع وترهم للموت حتى إذا انتهت الحرب في الشمال.
وأعلنوا دخولهم في إضراب عن الطعام، والاعتصام أمام الكنيست، مؤكدين أن نتنياهو يحاول الحفاظ على مجده السياسي فقط.
حزب الله يمطر مدينتي حيفا وطبرياوقصف حزب الله في ساعة مبكرة من فجر اليوم الاثنين مدينتي حيفا وطبريا بعدد من الصواريخ التي وصلت إلى المدينة دون إطلاق صافرات الإنذار وتسببت في الكثير من الأضرار، وفق ما نقلت قناة القاهرة الإخبارية.
عندما تصبح عدد الاسعافات اكثر من سيارات الاجرة في مدينة حيفا المحتلة فاعلم ان حزب الله الغالب ضربهم بسيف نصرالله ، ولا تصدق ما يعلنه العدو من اكاذيب pic.twitter.com/dABPZ8b3eI
— نصر الدين عامر Nasruddin Amer (@Nasr_Amer1) October 6, 2024وأظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة لحظة سقوط صاروخ حزب الله على المدينة وتفجير مطعم وتضرر عدد من المنازل، فضلا عن إعلان نجمة داوود إصابة ما لا يقل عن 15 شخص من بينهم حالات خطيرة.
تقارير تكشف عن خطط السنواروكشفت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، عن تفاصيل الخطط التي تشغل بال القائد العام للفصائل الفلسطينية يحيى السنوار والذي أظهر تشدد وانقطع عن التواصل مع العالم الخارجي.
وأضافت أن السنوار يريد إيقاع إسرائيل في فخ غزة، حيث ينتظر المجتمع الدولي للضغط على نتنياهو للانسحاب من القطاع، كما أنه يأمل أن تتوسع رقعة الحرب بين إيران ودولة الاحتلال وتوريطها في حرب شاملة.
إيران تستعد للهجوم الإسرائيليوقالت وسائل إعلام إيرانية، أن طهرن تستعد للهجوم الإسرائيلي المرتقب، لا سيما بعد إعلان يوآف جالانت وزير دفاع جيش الاحتلال أن استهداف المنشآت النووية قد يكون متاح خلال الهجوم.
يأتي هذا في الوقت الذي قالت فيه وسائل إعلام عبرية، إن إسرائيل تدرس توجيه ضربة لإيران تكون قاسية لكنها في نفس الوقت تمنع تصاعد التوتر والأزمة خلال الفترة المقبلة.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه مواقع واينت إن أمريكا قدمت العديد من التسهيلات ووعدت بوجود دعم سياسي وعسكري في حالة أغفلت إسرائيل ضرب المنشآت النووية في إيران، لكن دولة الاحتلال لم ترد بالايجاب أو النفي.
مصير مجهول لصفي الدين هاشموخلال الساعات الماضية، كان مصير صفي الدين هاشم والذي كان المرشح الأول لخلافة الأمين العام لحزب الله السابق حسن نصر الله محل اهتمام الكثير من المواطنين والذي لا يزال غامضًا حتى الآن.
ففي الوقت الذي يؤكد فيه جيش الاحتلال اغتياله، يقول حزب الله أن الاتصال منقطع بصفي الدين هاشم منذ الجمعة الماضية بسبب الغارات علي الضاحية الجنوبية في بيروت، وسط تجاهل التحدث عن مصيره.
عملية بئر السبعوفي تطور خطير للعمليات العسكرية في دولة الاحتلال الإسرائيلية، أعلنت حركة حماس مسئوليتها عن تنفيذ عملية بئر السبع والتي نفذها شاب فلسطيني من عب الداخل.
لحظة دخول منفذ عملية بئر السبع لأحد مطاعم ماكدونالدز وحيث يظهر الفيديو بأن هناك العشرات من الجنود الإسرائيليين بداخل المطعم، وبدأ بالاشتباك معهم وكما يظهر الفيديو بهروب الكثير منهم حيث قتل منفذ العملية جندية وإصاب 13 جندي ومستوطن آخرين قبل ان يتم القضاء عليه. pic.twitter.com/0WyQuvG11N
وتداول رواد موقع أكس "تويتر سابقا"مقطع فيديو يظهر فيها هجوم منفذ عملية بئر السبع على مجموعة من جنود الاحتلال والذين يحاولون الهرب من أمامه رغم أنهم مدججون بالسلاح، قبل أن يتدخل عناصر الجيش ويقتلن منفذ العملية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حدث ليلا طوفان الاقصى يحي السنوار حزب الله عامل على طوفان الاقصى حيفا صفي الدين هاشم عملية بئر السبع عملیة بئر السبع فی الوقت الذی الدین هاشم حزب الله
إقرأ أيضاً:
جلال كشك.. الذي مات في مناظرة على الهواء مباشرة وهو ينافح عن رسول الله
يقدّم الكاتب والباحث المصري جمال سلطان في هذا المقال، الذي تنشره "عربي21" بالتزامن مع نشره على صفحته في فيسبوك، قراءةً حميمة ومكثّفة في سيرة واحد من أكثر المثقفين العرب إثارة للجدل وحضورا في معارك الوعي خلال النصف الثاني من القرن العشرين: محمد جلال كشك.
فمن خلال استعادة شخصية كشك وتجربته الفكرية وتقلباته وتحولاته وصراعاته، لا يكتب سلطان مجرد شهادة شخصية، بل يعيد تفكيك مشهد ثقافي وسياسي كامل، كانت فيه مصر ـ والعالم العربي ـ تتشكل تحت وطأة الإيديولوجيات الكبرى، والمشاريع السلطوية، وصدامات الهوية، ومحاولات التأريخ والهيمنة على الذاكرة.
تتكشّف في هذه السطور صورة كاتب عركته التجارب، واشتعل بالأسئلة، وامتلك جرأة لا تلين في مواجهة ما اعتبره زيفا أو تزويرا للوعي، حتى آخر لحظة في حياته.
طاقة صحفية وفكرية مذهلة
كنت في شبابي مغرما بالكاتب الراحل الكبير محمد جلال كشك، وما زلت، كان الرجل طاقة صحفية وفكرية مذهلة، ولديه صبر ودأب على القراءة والكتابة بشكل تحار فيه العقول، ويكفي أنه كان يقرأ كتب الراحل الكبير أيضا محمد حسنين هيكل ويجري مقارنات صبورة بين ما يكتبه هيكل في النسخة الانجليزية التي تصدر للتسويق الخارجي وما يكتبه في النسخة العربية ، ليكشف عن تناقضات في الروايتين، وهو جهد صعب للغاية، كما كان كتابه المهم "ودخلت الخيل الأزهر" أهم موسوعة حديثة في تسجيل جرائم الغزو الفرنسي لمصر، والعملاء الذين خدموه في الداخل، والكتاب أثار ضجة في حينه، كما كان كتاباه: كلمتي للمغفلين، وثورة يوليو الأمريكية، من أخطر الكتب التي صدرت عن تجربة ثورة يوليو وعبد الناصر، وهو ما قلب عليه القوميين والناصريين بشدة، وهو كان يبادلهم كراهية بكراهية وله كتابات أخرى في هذه المعارك .
لذلك كانت سعادتي كبيرة عندما قدمتني له الكاتبة الكبيرة صافي ناز كاظم، خاصة عندما قرأ كتابا لي صدر في أول التسعينات الماضية "أزمة الحوار الديني"، وأبدى إعجابه الشديد به، وكان مندهشا أن كاتبا شابا يكتب بتلك اللغة والمعلومات، ودعاني لزيارته في شقته بالزمالك وأكرمني كرما حاتميا مما جعلني أحكي تلك "العزومة" الفاخرة لصافي ناز على سبيل التباهي بأنها أتتني من كاتب كبير في قيمة وقامة جلال كشك، فلما بلغه كلامي وغزلي في العزومة غضب، واعتبر أن "العزومة" وما فيها من أسرار البيوت وأنني بذلك لم أحترم بروتوكل الزيارات، فلم يكررها ثانية، وبصراحة كان محقا في ذلك وقد تعلمت من هذا الموقف فيما بعد، لكني وقتها خسرت الكثير من الحمام المحشي والمشوي وخلافه، رغم أنه ـ رحمه الله ـ لم يكن يأكل إلا قليلا بسبب إصابته بالسكر والكوليسترول وأمراض أخرى اجتمعت عليه .
شهدت أفكار محمد جلال كشك تحولات، مثل تحولات عبد الوهاب المسيري وعادل حسين وطارق البشري وجيل كبير من المثقفين المصريين، بدأ حياته الفكرية والسياسية ماركسيا وكان من مؤسسي الحزب الشيوعي، ثم تركه وتركهم وقدم نقدا عنيفا للماركسية ومنظماتها في الستينيات ونشر سلسلة مقالات أزعجت الاتحاد السوفيتي، حتى ردت عليه صحيفة البرافدا واعتبرت أن وجود جلال كشك في الصحافة المصرية هو إساءة للاتحاد السوفييتي، وكانت علاقات عبد الناصر وقتها قد توثقت بموسكو، فأوقفه عبد الناصر عن الكتابة وعن العمل كلية ثلاث سنوات كاملة، ولم يعد إلا بعد النكسة، فعاد إلى مؤسسة أخبار اليوم، ثم ترك مصر كلها وهاجر، وقضى حقبة من حياته في بيروت في حالة لجوء اختياري بعد مضايقات عصر السادات، حتى كانت الثمانينيات حاسمة في توجهه إلى الفكرة الإسلامية، والانحياز للإسلام كحضارة وهوية للأمة وشرط لنهضتها.
لم يمكث جلال كشك بعدها سوى ثلاثة أشهر فقط، وكان من كرم الله عليه أن مات بأزمة قلبية وهو في مناظرة على الهواء ضد نصر حامد أبو زيد يدافع فيها عن رسول الله في وجه خطابات علمانية وغربية متطرفة، فقبضت روحه وهو على هذه الحال.كان جلال كشك يجمع بين الجدية والصرامة في الكتابة وبين خفة الظل والصراحة في المواجهة، وعندما ابتلي في سنواته الأخيرة بسرطان البروستاتا، كان يتردد على لندن للعلاج والفحص، وفي آخر زيارة طبية، أجرى التحاليل، فقال له الطبيب أن أمامه ما بين ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر فقط في الدنيا ثم يموت، ويومها كتب مقالا مؤثرا للغاية في مجلة أكتوبر، وكان لها شأن في تلك الأوقات، كان عنوانه "أنعي لكم نفسي"، وحكى فيه ما جرى وأنه ينتظر الموت خلال ستة أشهر على الأكثر، هي كل ما بقي له من الدنيا، ويودع قراءه، ورغم الحزن والمفاجأة، إلا أنه لم يتخل عن خفة ظله في هذا المقال، فحكى فيه أنه بعد أن تسلم من المستشفى اللندني التحليل الذي يؤكد قرب وفاته، فوجئ باتصال يأتيه من شركة أمريكية متخصصة في "دفن الموتى"، وقالوا له: مستر جلال نحن لدينا تجهيزات راقية للجنازات، ومقابر مميزة وبأسعار مناسبة ويمكن أن نحجز لك مقبرة تسرك!!، وراح في المقال يلعن سلسفيل جدودهم، ولم يمكث جلال كشك بعدها سوى ثلاثة أشهر فقط، وكان من كرم الله عليه أن مات بأزمة قلبية وهو في مناظرة على الهواء ضد نصر حامد أبو زيد يدافع فيها عن رسول الله في وجه خطابات علمانية وغربية متطرفة، فقبضت روحه وهو على هذه الحال.
كان جلال كشك شرسا في معاركه الفكرية، موسوعي الثقافة، قوي الحجة، حاضر الذهن، صاحب جلد وصبر غير عادي على البحث والكتابة، لذلك كان مزعجا جدا لأكثر من تيار فكري ، وبشكل خاص كان مكروها من الأقباط المتطرفين، ومن استصحبوا الوعي الطائفي من المثقفين في كتاباتهم عن تاريخ مصر، ولذلك كان يكرهه بشدة الناقد المعروف لويس عوض وكذلك غالي شكري ، خاصة وأنه في كتابه "ودخلت الخيل الأزهر" كشف عن دور "المعلم يعقوب" والفيلق القبطي الذي شكله للقتال بجوار الجيش الفرنسي الذي احتل مصر، وكان لويس عوض يثني في كتاباته على "المعلم يعقوب" عميل الاحتلال الفرنسي ويعتبره بطلا .
أيضا، يكرهه الناصريون بشدة، لأنه صاحب أهم الكتب التي كشفت عن الدعم الكبير الذي قدمته المخابرات الأمريكية "CIA"، لانقلاب ضباط حركة يوليو 1952 بقيادة جمال عبد الناصر، وكان كتاباه "كلمتي للمغفلين"، و"ثورة يوليو الأمريكية" أشبه بزلزال ضرب الوعي الخرافي الذي سوقته آلة الدعاية الناصرية على مدار عقود، وذلك بسبب ما حواه الكتاب من وثائق وأدلة دامغة على الاتصالات واللقاءات السرية التي كانت تجري بين عبد الناصر وبعض ضباطه وبين السفارة الأمريكية، والترتيبات الأمريكية لدعم وحماية انقلاب الضباط ومنع جيش الاحتلال الانجليزي من التدخل، حيث كان جيشهم يرابط في منطقة القناة، على بعد ساعة واحدة من القاهرة.
أيضا، كان يحظى بكراهية شديدة من محبي الأستاذ محمد حسنين هيكل، ومجاذيبه، لأنه القلم الوحيد الذي جرؤ على إهانة هيكل وإحراجه، بل وإعلان احتقاره وتحديه، في مقالات كثيرة، وفي كتب أيضا، وكشف تناقضاته، كما كشف تمريره لمعلومات غير صحيحة على الإطلاق، وتعتبر تضليلا للرأي العام، وكان له صبر عجيب في تتبع هيكل وإحراجه، ولذلك كان الناصريون وأنصار هيكل أكثر من شنعوا على جلال كشك، وأطلقوا حوله الشائعات والشبهات، ورموه بالاتهامات المرسلة والسخيفة والكاذبة التي يسهل إطلاقها على أي أحد، بدون أي دليل، محض كراهية وبهتان وتصفية مرارات عالقة في النفوس.
تتفق أو تختلف مع جلال كشك ، الذي توفاه الله في العام 1993 ، إلا أنك لا يمكن أن تتجاهل أن الثقافة العربية والصحافة العربية خسرت بموته قلما جبارا، وطاقة لا تكل ولا تمل من إثارة المعارك الفكرية والصحفية التي أحدثت استنارة حقيقية في جيل بكامله من المثقفين المصريين والعرب أراد البعض لهم أن يرسفوا في أغلال الزيف والبهتان، يرحمه الله .