إعداد: محمد إبراهيم

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أننا نقطف اليوم ثمار فلسفة حكم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الخاصة، مشدداً سموه أن حياته، طيب الله ثراه، كانت عملاً دائماً، وأن راحته كانت لحظات فكر وتدبير، وجلساته كانت جلسات حكم وبناء، وأنه ابتعد عن معارك السياسة الصفرية، وركز وقته وجهده وفكره في الاقتصاد والتنمية.


وقال سموه عبر منصة «إكس» بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه: «كانت حياته عملاً دائماً.. وكانت راحته لحظات فكر وتدبير.. وكانت جلساته جلسات حكم وبناء.. ابتعد عن معارك السياسة الصفرية.. وركز وقته وجهده وفكره في الاقتصاد والتنمية.. له فلسفة حكم خاصة به.. نقطف ثمارها اليوم.. ويقطف ثمارها الملايين..»


أضاف: «في ذكرى وفاته.. ما زلنا نستلهم دروسه.. وما زلنا نتفكر في حياته وأعماله ومنهج حكمه... رحم الله الشيخ راشد.. وأسكنه فسيح جناته».
وقال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، عبر منصة «إكس»: إصدار لمجلة آخر ساعة المصرية نشر في مايو 1972 حمل العنوان التالي «دبي.. على موعد مع المستقبل المشرق».
رحم الله باني دبي ووالد شعبها، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم... رحم الله مؤسس أمجادنا وشريك الشيخ زايد في قيام اتحادنا.
وقال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، عبر منصة «إكس»: الرجل الذي أسس دبي المعاصرة، ووهب حياته لبناء اتحاد الإمارات، وصنع منظومة حكم استثنائية، ووضع رؤيةً اقتصاديةً فذّة قامت عليها دبي، وما زال حياً بذكراه بيننا في أفضل دول العالم وأجمل مدن الأرض، حاضراً في إنجازاتها وجمال تفاصيلها ومستقبلها، رحم الله الشيخ راشد بن سعيد وأسكنه فسيح جناته.
تحيي الإمارات اليوم، الذكرى الرابعة والثلاثين لوفاة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، باني دبي العصرية، التي تصادف السابع من أكتوبر من كل عام، لنستحضر سيرته العطرة ومسيرته العامرة، وتاريخه الزاخر بالإنجازات والبناء والتشييد منذ قيام الاتحاد.
أدى المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، دوراً عظيماً في قصة اتحاد الإمارات، وكان يمتلك إرادة وعزيمة وفكراً ورؤية وطموحاً، وبفضل رؤيته الثاقبة حققت دبي إنجازات كبيرة في مسيرة التنمية والبناء والتشييد.
كما تشكل مسيرته العامرة، محطات مهمة في تاريخ بناء الإمارات، تتضمن مسارات نوعية للتطوير والتشييد، وهنا تكمن أهمية دور قيادات الرعيل الأول بالدولة، الذين كانوا يصِلون الليلَ بالنهار لرفعة هذا الوطن المعطاء.
كما يُعد الشيخ راشد، رائد البناء الأول لإمارة دبي وصانع نهضتها الحديثة، وكانت له بصمات مضيئة في مختلف المجالات، ومثّلت هذه البصمات ركيزة أساسية وخريطة طريق نحو مسيرة التميز والريادة العالمية للإمارة.
وفي ذكرى رحيل الشيخ راشد، تقف «الخليج» مع أبرز المحطات التنموية في مسيرته، طيب الله ثراه، الذي غاب عن دنيانا في السابع من شهر أكتوبر 1990، وبقيت أياديه البيضاء ورؤيته الثاقبة وسيرته العطرة نبراساً لأبناء الوطن.

34 عاماً على رحيل راشد بن سعيد.. باني دبي العصرية


النهضة والبناء
كان الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، شخصية قيادية من الطراز الأول، استطاع أن يقود مسيرة البناء في دبي، وكان له دور بارز في قيام الاتحاد ومسيرة نهضة الإمارات، فطموحاته لا تعرف المستحيل، وإنسانيته يتناقلها الجميع، وظلت سيرته حاضرة في القلوب والعقول.
يُعد الشيخ راشد، أول حاكم لإمارة دبي بعد قيام الاتحاد، إذ ركز على بناء الإنسان، والاستثمار في قدراته، وخدمة شعبه ووطنه، وتحقيق الخير والرخاء له، واستغل الإمكانات والفرص المتاحة له في ذلك الوقت، من أجل التخطيط لحاضر ومستقبل الإمارة التي باتت مدينة عالمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأصبحت محط أنظار واهتمام رواد الأعمال والمتميزين في مختلف القطاعات، فقد كان الشيخ راشد عاشقاً لدبي مخلصاً للاتحاد، وترك وراءه إرثاً كبيراً من الإنجازات والمكتسبات.


لم يعرف المستحيل
تميز الشيخ راشد، بقلة الكلام وكثرة التفكير، وكان يتمتع بنظرة ثاقبة في التخطيط الدقيق للمستقبل، حتى بلغت طموحاته عنان السماء، ولم يكن يوماً يعرف المستحيل، وقضى حياته بحثاً عن التميز والازدهار لدبي والإمارات، فقد أعاد هندسة بناء دبي، وسرد قصة نجاح الإمارة الممتدة لأكثر من 180 عاماً، ليثبت للعالم أن الفكر هو أعظم الموارد، وأن القيادة هي سر النجاح، وأن الإخلاص يبني الإنجازات.
تتلمذ في مدرسة الشيخ راشد، طيب الله ثراه، الكثير من القيادات التي أدركت معاني التطوير وأهمية البناء والتشييد، وكيفية الاستثمار في العنصر البشري، وماهية العمل الجاد وأبعاده وأهدافه، وصولاً إلى طريق التقدم والرقي، لاسيما وأنه نهض بدبي بإرادته الصلبة، وشارك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في تأسيس دولة الاتحاد.
بصمات لا تنسى
كان للشيخ راشد بصمات كثيرة لا تنسى على الصُعد الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية، فقد كان من أوائل مؤسسي اتحاد الإمارات مع القائد المؤسس الشيخ زايد، ويشهد له بالنهوض بإمارة دبي وتطويرها على مختلف المستويات، وبالأخص التنموية والتعليمية.
كما كان الشيخ راشد، رجلاً ذا عقل راجح وبصيرة نافذة، سخّر وقته وجهده وكل ما لديه لنهضة دبي، حتى صارت لؤلؤة الخليج، وأصبحت درّة نفيسة تروي حكايات نهضتها وتطوّرها في بلاد العالم أجمع، فقد أدركت في سنوات قصيرة من عمر الزمان من التطور والنهضة في مجالات الحياة كلها ما لا يستطيع غيرها إدراكه في قرون.
صنع القرار
البساطة كانت من أهم صفاته، طيب الله ثراه، إذ كان يستمع للجميع ويرحب بمشاركة المواطنين في صنع القرار والتنفيذ، وصدقت رؤيته بجعل دبي «دانة الدنيا»، عندما بلغ الثامنة عشرة من العمر، دأب على حضور اجتماعات والده ومجالسه، لينهل من خبرته الطويلة، ويتعلم من سيرته العطرة بين حكام الساحل الخليجي، فقد اشتهر والده بعروبته الأصيلة، وحرصه على القضايا العربية وكرهه للاستعمار، وحلمه بالوحدة والأمن والاستقرار.
قيام الاتحاد
كان لمشاركة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، في مجلس الإمارات المتصالحة دور في التمهيد للاتحاد، فقد كان على قناعة حقيقية بأن مستقبل إمارات الساحل المتصالحة سيكون أفضل إذا توحدت وأمسكت هي بزمام الأمور، وعمل مع الشيخ زايد، طيب الله ثراهما، على إصدار وثيقة الوحدة والاتحاد بين دبي وأبوظبي في فبراير عام 1968، وفي العاشر من يوليو وجّه دعوة من أجل المضي قدماً على طريق الاتحاد، واستمر في الدفع نحو الاتحاد حتى أعلن عنه رسمياً في 2 ديسمبر 1971.
وتولى الشيخ راشد منصب نائب رئيس الدولة، إضافة لرئاسة مجلس الوزراء، فعمل بكل جد على مراقبة الوزارات، لتكون في خدمة الشعب، ولما بدأت التحركات للمّ شمل الإخوة تحت مظلة واحدة، كان من أوائل الذين وضعوا أيديهم في يد الشيخ زايد، بكل عزيمةٍ وجهدٍ وتفانٍ، لاستكمال الحلم. 
إنجازات متنوعة 
أظهرت صفات الشيخ راشد، أن لديه سمات القيادة وحسن تدبير الأمور، والقدرة على تولي زمامها، وكان عوناً لأبيه في شتى المجالات، خصوصاً في الشؤون الاقتصادية، حيث أسهم في تحسين المعيشة، الأمر الذي أكسبه شعبية وحباً من المواطنين، وكان قد تولّى منصب ولي العهد في دبي منذ 1928.
وتعددت إنجازاته قبل توليه الإمارة، وبرز كشخصية قيادية في العائلة قادرة على تسيير أمور المواطنين وتحقيق النهضة الاقتصادية المأمولة، لتسهيل مصاعب الحياة التي كانت تحيط بدبي آنذاك، خصوصاً في أواخر الثلاثينات عندما فرضت الإدارة البريطانية قيداً على استيراد وتصدير المواد الغذائية من المنطقة، ما زاد الحياة الصعبة صعوبة فاستطاع بحنكته الالتفاف على هذا القرار الجائر بكل دبلوماسية وذكاء، وأثبت للجميع أنه الشخص الذي سيحقق حلم دبي.
نهضة دبي
أسهم الشيخ راشد بجهد كبير في افتتاح البنك البريطاني للشرق الأوسط في عام 1954، ووضع شرطاً على المستثمرين لتوظيف أبناء إمارته في المشروع الضخم، وفي عام 1950 افتتح أول مشروع طبي ضخم بتأسيس مستشفى «آل مكتوم» الذي يُعد الأول بالإمارات، وكان يتسع ل38 سريراً، وتوسع في عام 1968م ليتسع ل109 أسرّة. 
وفي عام 1960 ونتيجة لازدياد نسبة المواطنين والوافدين برزت الحاجة لبناء المساكن والشقق السكنية، فقام بإنشاء دائرة الأراضي والأملاك، وفي العام نفسه أمر بإنشاء شركة التليفون والبرق واللاسلكي.
وفي عام 1961 أصدر مرسوماً يقضي بإنشاء بلدية دبي، وفي عام 1962 افتتح الشيخ راشد أول جسر يربط ديرة ببر دبي (جسر آل مكتوم)، كما قام في 1963 بتأسيس شركة نفط، وتأسيس أول بنك وطني (بنك دبي الوطني المحدود)، برأسمال مليون جنيه استرليني.
توالي الإنجازات 
توالت الإنجازات على يد الشيخ راشد في نهاية الستينات وبداية السبعينات مع بدايات الاتحاد الذي كان أعظم إنجاز سعى إليه مع أخيه الشيخ زايد، ويشهد لهما التاريخ الحديث بذلك، فسعى إلى إنشاء ميناء راشد والحمرية والميناء الصناعي في جبل علي وجداف دبي.
وفي الرابع من أكتوبر عام 1958، تولى الشيخ راشد، طيب الله ثراه، رسمياً مقاليد الحكم في دبي، وبدأت منذ ذلك الحين مسيرة الإنجازات المتسارعة والمتواترة، ففي عام 1959 تم حفر خور دبي ليكون شرياناً للمدينة، وفي العام نفسه تم افتتاح شركة كهرباء دبي العامة، وتم إبرام مشروع أعمال مسح جيولوجي بحثاً عن المياه العذبة مع حكومة قطر.
أحداث من عهد راشد
في عام 1959، تم إنشاء شركة الكهرباء العامة بدبي وحصلت الإمارة على أول إمداد كهربائي في عام 1961، وفي عام 1960، عمل على توفير الخدمات الأساسية لسكان دبي حيث أعلن عن رغبته في بناء مطار دبي في القصيص، والذي أثّر إيجابياً في جعل دبي مركزاً إقليمياً لحركة الطيران.
في عام 1963م، تم إصدار مرسوم بتأسيس أول بنك وطني أطلق عليه اسم «بنك دبي الوطني المحدود» برأس مال مليون جنية استرليني وبهذا وضع حداً لاحتكار المصارف الأجنبية على التعاملات المالية والمصرفية.
في عام 1966، تم استغلال النفط استغلالاً تجارياً وقام على أثره دائرة خاصة بشؤون النفط ودائرة للطيران والقضاء، كما عمل على توسيع خور دبي.
في عام 1972 م، افتتح ميناء راشد البحري، لدعم اقتصاد الإمارات خاصة دبي، وكان الشيخ راشد من أوائل الداعمين للتجارة والخطوط العالمية حتى أصبحت دبي في عهده مركزاً تجارياً يجمع بين الشرق والغرب. 
وفي عام 1979، شيد برج الشيخ راشد والمعروف حالياً باسم مركز دبي التجاري العالمي والذي يُعد من أوائل ناطحات السحاب التي شيدت في دبي.
تحقيق الحلم
أدرك الشيخ راشد، أهمية المعرفة لتحقيق الحلم، وعمل بكل جهد مخلص لتحسين التعليم في إمارته، فالإنجازات لا قيمة لها إن لم تجد من يحافظ عليها، بل ويطورها، وقد أولى المدرسة الأحمدية اهتماماً خاصاً، وأشرف عليها منذ عام 1954، وقدّم الدعم المالي لأبناء دبي المبتعثين في الخارج، وخصص جزءاً من قصره كمدرسة عرفت باسم (السعدية) عام 1958، ثم افتتحت بعدها العديد من المدارس.
حب المعرفة
شبّ الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، على حب المعرفة والشغف بالعلم، فقد تلقى تعليمه خلال المراحل الدراسية الأولى في علوم الفقه واللغة العربية التي كانت توفرها الكتاتيب آنذاك، ثم التحق بعد ذلك بالتعليم النظامي في مدرسة الأحمدية في منطقة ديرة، فتفقه في العلوم الدينية إلى جانب علوم اللغة العربية والتاريخ والحساب والجغرافيا، وكان أصغر تلاميذ هذه المدرسة التي كانت المدرسة الوحيدة في دبي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ راشد بن سعيد دبي الإمارات فيديوهات الشیخ راشد بن سعید آل مکتوم کان الشیخ راشد طیب الله ثراه قیام الاتحاد مجلس الوزراء الشیخ زاید نائب رئیس من أوائل رحم الله وفی عام فی عام فی دبی

إقرأ أيضاً:

عامر شريف: برؤية محمد بن راشد نمضي بثبات نحو بناء نموذج صحي متكامل في دبي (فيديو)

دبي: «الخليج»



أكد الدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي لـ«دبي الصحية»، ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أن ما شهده القطاع الصحي في إمارة دبي من تطور ملموس في العديد من مؤشرات الأداء، جاء بفضل الرؤية السديدة ودعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، مشيراً إلى أن «دبي الصحية» تمضي بثبات نحو بناء نموذج صحي متكامل يواكب تطلعات دبي المستقبلية، ويرتقي بصحة الإنسان، بما يسهم في تحقيق أهداف أجندة دبي الاجتماعية 33، التي تهدف إلى بناء نظام صحي أكثر كفاءة واستدامة.
جاء ذلك خلال لقاء إعلامي موسُّع نظّمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي بمقره ضمن سلسلة لقاءات «جلسة مع مسؤول»، بحضور منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وجمع من القيادات الإعلامية المحلية ورؤساء تحرير الصحف الإماراتية، حيث استعرض الدكتور عامر شريف مراحل التحول والنمو التي شهدها القطاع الصحي في دبي، ضمن أول نظام صحي أكاديمي متكامل، بالإضافة إلى أبرز الإنجازات والتوجهات المستقبلية التي تجعل المريض محور اهتمامها، لضمان توفير أفضل خدمات الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين.


وفي مستهل اللقاء، أعرب الدكتور عامر شريف عن خالص شكره وتقديره للإعلاميين الحضور، مثمناً الدور الحيوي للإعلام في نشر الوعي المجتمعي، ودعم رسالة «دبي الصحية» الهادفة إلى تعزيز جودة الحياة والارتقاء بصحة الإنسان.
واستعرض الدكتور عامر شريف مسيرة تطوّر منظومة الرعاية الصحية في دبي، بدءاً من مراحلها الأولى في أربعينات القرن الماضي، حين كانت الخدمات تركز على الرعاية الأولية، مروراً بمرحلة التوسّع النوعي، مع إنشاء أول مستشفى حكومي، وصولاً إلى المرحلة التي سبقت صدور القانون رقم (13)، لسنة 2021، الخاص بتأسيس «دبي الصحية» والذي شكّل محطة فارقة في إعادة هيكلة القطاع الصحي وترسيخ حوكمته.
كما أوضح الرؤية الاستراتيجية لـ«دبي الصحية» والبرامج المُصممة لتحقيق الأولويات الصحية للإمارة، من خلال توفير رعاية صحية عالية الجودة قائمة على الأدلة العلمية، وتعزيز التعليم الطبي، ودعم البحث العلمي، عبر شراكات محلية ودولية، بما يسهم في تطوير النظام الصحي ورفع جودة الخدمات.
وتطرّق إلى الهوية المؤسسية الجديدة لـ«دبي الصحية»، والتي تجسّد رؤية طموحة تتكامل فيها ركائز الرعاية والتعلم والاكتشاف والعطاء، وفق أعلى المعايير العالمية، بما يُرسّخ مكانة دبي كوجهة رائدة في قطاع الرعاية الصحية.

نموذج موحد للرعاية


وأشار إلى أن «دبي الصحية» اعتمدت نموذجاً موحداً لمعايير الرعاية الطبية في جميع مرافقها، بما يضمن حصول المرضى على مستوى متكافئ من الخدمات، بغض النظر عن موقع تقديمها. وأوضح أن هذا النموذج يُسهم في تعزيز سلامة المرضى، وتقليص زمن الحصول على الخدمة، فضلاً عن رفع كفاءة إدارة الرعاية السريرية، وذلك في إطار تطبيق منظومة متكاملة تستند إلى أفضل الممارسات العالمية المعتمدة.

مشاريع نوعية


وأكد الدكتور عامر شريف أن «دبي الصحية» نجحت في ترسيخ مكانتها كمحرّك رئيسي لتطور الرعاية الصحية في الإمارة، من خلال إطلاق مشاريع نوعية تتميز برؤية استشرافية ومعايير عالمية. حيث عملت على تطوير خمسة مراكز بحثية متقدمة، دخل ثلاثة منها حيز التشغيل، وتشمل: «مركز هندسة البروتينات»، و«مركز الابتكار والتكنولوجيا»، و«مركز علوم الميكروبات»، إلى جانب «مركز علم الجينوم التطبيقي والانتقالي»، و«مركز صحة الفضاء والطيران»، وذلك في إطار دعم جهود البحث العلمي وترسيخ نموذج للرعاية الصحية المستندة إلى الأدلة.
كما تشمل مشاريعها الاستراتيجية إنشاء «مستشفى حمدان بن راشد للسرطان»، الذي فاز تصميمه، بمشاركة المرضى، بالجائزة الذهبية عن فئة «المشاريع المستقبلية للرعاية الصحية» من World Architecture News، حيث أسهمت تجربة «أمينة»، إحدى ناجيات السرطان، بدور مؤثر في تصميم المستشفى، ما سيساعد في خلق بيئة علاجية أكثر إنسانية ودعماً للمرضى. بالإضافة إلى ذلك تعمل «دبي الصحية» على إنشاء مقر جديد لمركز السكري.

شراكة مجتمعية


وأكد الدكتور عامر شريف حرص «دبي الصحية» على ترسيخ مفهوم الشراكة المجتمعية من خلال مبادرات نوعية تُعزز صوت المرضى وأفراد المجتمع في تطوير الخدمات الصحية لتحسين جودتها وضمان مواءمتها مع الاحتياجات الواقعية. وتُعد مبادرة «مجالس دبي الصحية: صوت المجتمع» محطة رئيسية في هذا الإطار، إلى جانب برنامج «بريس جيني»، المُعتمد لقياس تجربة المرضى بشكل منهجي.

توظيف الذكاء الاصطناعي


وتناول اللقاء جهود «دبي الصحية» في مجال توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة تماشياً مع استراتيجية دبي للذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة 2025-2028. وتهدف هذه الجهود إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم العاملين في مجال الرعاية الصحية، مما يتيح لهم التركيز بشكل أكبر على تقديم الرعاية، والبحث العلمي. 
وتشمل هذه الجهود تطوير رؤى طبية متقدمة، وتقديم التعلم الموجه حسب احتياجات الفرد، وتعزيز البحث الطبي، ودعم جهود العطاء وجمع التبرعات. كما تم إطلاق 37 مبادرة ذات أولوية لتحقيق أهداف استراتيجية محددة ضمن خمسة مجالات رئيسية، تشمل: تحسين تجربة المرضى، وتسهيل الوصول إلى الرعاية، وتعزيز دقة التشخيص، وتقديم علاج مخصص لكل مريض، إلى جانب مجالات أخرى تدعم كفاءة وجودة الرعاية الصحية.

التعليم الطبي


وخلال اللقاء استعرض الدكتور عامر أبرز الإنجازات الأكاديمية التي أسهمت في ترسيخ جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية مكانتها كمركز رائد للتعليم الطبي والبحث العلمي، لافتاً إلى حصولها على ثلاث منح بحثية ممولة ضمن مبادرة دعم وتمويل البحث والتطوير والابتكار من «مؤسسة دبي للمستقبل». 
وأضاف: «نفخر أيضاً بوجود 10% من أعضاء الهيئة الأكاديمية في قائمة ستانفورد لأفضل 2% من العلماء الأكثر تأثيراً على مستوى العالم لعام 2024، وهو إنجاز يعكس جودة البيئة البحثية في الجامعة». كما أشار إلى أن عدد المنشورات العلمية الصادرة عن الجامعة بلغ 1,811 منشوراً، نُشر 84% منها في مجلات علمية مصنّفة ضمن الفئة الأولى والثانية (Q1/Q2)، ما يعكس جودة الأبحاث والتميز الأكاديمي للمؤسسة.
وأكد الدكتور عامر خلال لقائه القيادات الإعلامية أهمية منح الجوانب الأكاديمية والعلمية اهتماماً خاصاً في وسائل الإعلام، من خلال تخصيص مساحات مناسبة لتغطيتها، والتركيز على إبرازها بلغة دقيقة ومهنية.

شراكات استراتيجية


في إطار خططها للارتقاء بكفاءة المنظومة الصحية والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية، أكد الدكتور عامر شريف حرص «دبي الصحية» على بناء وتعزيز شراكاتها مع كبرى المؤسسات الأكاديمية والطبية العالمية. ففي عام 2024، أطلقت «دبي الصحية» بالتعاون مع جامعة أكسفورد «أكاديمية دبي الصحية للقيادة»، لتأهيل نخبة من القيادات في قطاع الرعاية الصحية. كما تمتد شراكتها مع مستشفى الأطفال الوطني في أمريكا لأكثر من ثمانية أعوام من خلال «مستشفى الجليلة للأطفال»، وتركز على مجالات التكنولوجيا والتدريب التخصصي في طب الأطفال، بما يسهم في رفع جودة الخدمات المقدمة. 
وأشار إلى أن «دبي الصحية» وقعت أيضاً مذكرة تعاون مع مستشفى «رويال مارسدن» في المملكة المتحدة، أحد أبرز المراكز العالمية في علاج وبحوث السرطان، لتعزيز التعاون في تطوير نماذج الرعاية الصحية. كما وقّعت مذكرة تفاهم مع كلية الطب «يوماس تشان» التابعة لجامعة ماساتشوستس الأمريكية، بهدف تنفيذ مشاريع بحثية مشتركة، وتبادل الخبرات والطلبة، والمساهمة في تطوير وتعزيز الصحة العامة وفق أعلى المعايير العالمية.
وضمن جهود تبادل الخبرات في برنامج قيادة الأنظمة الصحية، وقعت «دبي الصحية» مذكرة تفاهم مع مجموعة الإمارات والتي تهدف إلى تعزيز تجربة المريض وترسيخ ثقافة التميز في مجالات الرعاية الصحية والضيافة، من خلال تبادل الخبرات بين الطرفين.

عطاء مستمر


وأوضح الدكتور عامر شريف أن مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لدبي الصحية، سجلت أداءً استثنائياً خلال عام 2024، حيث جمعت 177.65 مليون درهم، ما يعكس تنامي الثقة المجتمعية في رسالتها الإنسانية.
وأضاف: «في جانب دعم التعليم، قدمت «مؤسسة الجليلة» 13 منحة دراسية للمرة الأولى خلال العام 2024، كما وسّعت نطاق شراكاتها الاستراتيجية بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع مؤسسات وجمعيات خيرية محلية، من بينها جمعية بيت الخير، وجمعية دار البر، ومؤسسة تراحم الخيرية، ومؤسسة عيسى صالح القرق، وجمعية دبي الخيرية، والهلال الأحمر الإماراتي، بما يدعم مشاريعها الحيوية ويعزز استدامة أثرها المجتمعي».

مركز العمليات الصحية


وتطرق الدكتور عامر شريف إلى جهود «دبي الصحية» في تحسين تجربة المرضى من خلال تأسيس «مركز العمليات الصحية»، الذي يشكّل حجر الأساس في إدارة شؤون المرضى وتتبع مسار رحلتهم العلاجية منذ اللحظة الأولى لدخولهم المنظومة الصحية وحتى اكتمال العلاج. ويجسّد المركز رؤية «المريض أولاً» من خلال توظيف خبرات متعددة لضمان تقديم رعاية شاملة تتمحور حول احتياجات المرضى، ويسهم كذلك في رصد مؤشرات الأداء وتحليل معدلات الإقبال على الخدمات المجتمعية والرقمية، حيث سجلت المؤشرات نمواً ملحوظاً بين 2022 و2024.
ولفت إلى دور المركز المحوري في «برنامج إعادة تصميم رحلة المريض» الذي تتبناه «دبي الصحية» لإنشاء مسارات علاجية متكاملة، حيث تم تحديد 45 رحلة علاجية رئيسية ضمن المنظومة الصحية، تمثل نحو 68% من إجمالي حجم المرضى، وتشمل رحلات الطوارئ، والرعاية التخصصية، والفحوصات الوقائية. كما يعزز البرنامج جاهزية المنظومة الصحية للمستقبل من خلال توظيف البيانات وتحليلها لدعم القرارات وتحسين الخدمات، وقد جاء هذا البرنامج استجابة لتطلعات أفراد المجتمع وملاحظاتهم حول تجاربهم الصحية.

نمو متزايد


سجلت «دبي الصحية» نمواً ملحوظاً في عدد من مؤشرات الأداء خلال عام 2024، حيث ارتفع عدد طلبات توصيل الأدوية إلى المنازل إلى نحو 109 آلاف طلب في عام 2024، مقارنة بـ 37 ألفاً و724 طلباً في عام 2022، مسجلاً نمواً بنسبة 189%.
وشهدت خدمة نقل المرضى، والتي تُعنى بتوفير وسيلة نقل مخصصة لنقل المرضى من منازلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية لمواعيدهم الطبية وتلقي العلاج، ثم إعادتهم بعد انتهاء الخدمة العلاجية، إقبالاً واسعاً من قبل المتعاملين، حيث بلغ عدد المستفيدين منها 5,365 مريضاً في عام 2024، مقارنة بـ 862 مريضاً في عام 2023.
وفيما يتعلق بخدمة الزيارات المنزلية، نفذت الفرق الطبية 90 ألفاً و816 زيارة خلال ثلاث سنوات، مسجلة بذلك معدل نمو بنسبة 68%، حيث ارتفعت من 23 ألفاً و277 زيارة في عام 2022، لتصل إلى 39 ألفاً و114 زيارة في عام 2024.
على صعيد الخدمات الرقمية، نجحت «دبي الصحية» في تقديم خدمة التطبيب عن بُعد لـ 256,350 مريضاً خلال ثلاث سنوات، مسجلةً نمواً بنسبة 17.7%، حيث بلغ عدد الاستشارات المقدمة في عام 2024 نحو 92,930 استشارة، مقارنة بـ 78,969 استشارة في عام 2022.
كما تعامل مركز الاتصال في «دبي الصحية» مع نحو 5 ملايين مكالمة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تم الرد عليها بكفاءة واحترافية عالية. وبلغت نسبة رضا المتعاملين 93.1% وهو ما يمثل 8% زيادة مقارنة بعام 2022.

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد: كتاب الله.. أعظم رسائل السماء للبشر (فيديو)
  • محمد بن راشد: جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم الأقرب إلى القلب
  • سعيد الزهراني يمازح زوجته صالحة: أخذتي من صحتي وجيبي .. فيديو
  • وزير الدفاع: سعيد بتخرج ابني ونتشارك الفرحة بجيلٌ واعد من أجيال الوطن
  • نسخة عربية من كتاب «الشيخ التنفيذي»
  • بعد رحيل جوزيف ناي مؤسس «القوة الناعمة».. هل لازالت هذه النظرية قوية بعد 20 عاما من ظهورها؟
  • رحيل "أم إبراهيم"... الدراما السورية تودّع فدوى محسن عن 84 عامًا
  • هل الحج يكفر الكبائر ؟الشيخ الخثلان يجيب .. فيديو
  • عامر شريف: برؤية محمد بن راشد نمضي بثبات نحو بناء نموذج صحي متكامل في دبي (فيديو)
  • مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية يسجل رقماً عالمياً جديداً في «غينيس»