الفنانة ياسمين إبراهيم لـ«التغيير»: مشروعي بدأ منذ وصولي أستراليا ولا أعتقد في الفن كوراثة
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
ترى الفنانة السودانية المقيمة بأستراليا ياسمين إبراهيم، أن الفن خاضع في أغلب الأحوال لتوفر بيئة محفزة وأدوات جمالية وفكرية تدفع بقدرات الصنع والابتكار، لكنها لا تعتقد في الفن كوراثة، ومع ذلك فقد تعدى تأثير الأسرة المبدعة في إتجاهها الإبداعي والدها ووالدتها إلى الجد والجدات والبيئة المحفزة.
ياسمين كانت تلاحق مشروعها الإبداعي الخاص بعد تجربتها الثرة مع فرقة ساورا، فبدأت مشروعها الخاص فور وصولها إلى استراليا في العام 2005م رفقة أسرتها الصغيرة.
. وقد تحدثت في حوارها مع (التغيير) عن تأثير الأسرة والبيئة والدراسة العلمية في تجربتها الفنية، فماذا قالت؟:
حوار: عبد الله برير- د. طلال دفع الله
* تأثير الأسرة في إتجاهك الإبداعي، ابتداءً بالأب الشاعر وليس ختاماً بالشقيقات المبدعات في مجال الدراما والتشكيل؟في الحقيقة التأثير من جانب البيئة تعدّى والدي ووالدتي إلى الجد والجدات، لكني هنا أشير إلى جدي، النقابي والزعيم العمالي، الحاج عبد الرحمن المعروف بنضاله وكذلك بشعره البليغ وكتاباته الصحفية المقتدرة. كان جدّي حكاءً وراوياً للقصص بشكل مدهش وكان يُلحن أشعاره ويلقيها بصوتٍ جميل جداً. ثم، نعم، والدي كان شاعراً، قاصاً، رساماً وحرفياً وعازفاً للعود ووالدتي كذلك كانت تنهل الثقافة من أبيها الحاج عبد الرحمن وكانت ولا زالت تملك صوتاً طروباً. تضافرت كل تلك السمات والقدرات الثقافية الفنية لتخلق بيئة كثيفة الجمال الإبداعي ومحفزة للإبداع في ضروبه المختلفة، فجئت وأخواتي وأخواني لنستكشف تلك المساحات الفنية ونصنع فيها ومنها إنتاجاً فنياً متنوعاً.
* هل للدراسة العلمية (الطب البيطري) أي إسقاطات على تجربتك الإبداعية؟لا أظن أن دراستي وعملي كطبيبة بيطرية كان له ارتباط مع مشروعي الإبداعي لكني أعتقد أن أي مهنة فيها مساحات للتفكير، التجريب وصنع الجديد، ولربما هذا لُب ما نكونه في عمليات التجريب والإنتاج الفني.
* مَن من المبدعين ساندوا مسيرتك الإبداعية وبأي صورة من الصور؟لا أستطيع هنا حصر أسماء المبدعين والمبدعات الذين ساندوا مسيرتي الإبداعية، وهم كُثر، لكني ممنونة لوجودهم ووجودهن ليس فقط بمحاذاة مشروعي الإبداعي، وإنما كمكّون أساسي له. فمثلاً الشعراء والموسيقيين الذين تشاركت المشوار الإبداعي معهم، لم يكن حصراً على قصائد وألحان، بل امتد ليشكّل مساحات من التفاكر والتثاقف والتجديد. ثم هنالك أناسٌ منهم، كانت لي معهم علاقات صداقة أكثر عمقاً وأثّروا في حياتي بشكل كبير على المستوى الشخصي والفني وكانوا سنداً ممتداً وأصيلاً. أنا لا أمَلّ من ذكرهم وشكرهم جميعاً على منحى شرف أن نكون جميعاً جزءاً من مشاريع إبداعية متداخلة، تشكل حراكاً للإثراء والتجاوز.
ياسمين إبراهيم * الغناء الأفريقي والسوداني عُرِف تاريخياً بالجماعية، فما إفاداتك عن تجربة ساورا والإتجاه للغناء منفردة؟نعم، الجماعية الفنية سمةٌ متأصلة وجميلة في السودان ومجموعة ساورا الغنائية الموسيقية استلهمت خصائصها من هذا الواقع السوداني المميز ثم أثرته بالجديد المتجدد والمجوّد فنياً وإنسانياً. كنت في كثير من الأحاديث أشير إلى ساورا باعتبارها النقلة النوعية في مسيرتي الفنية، حيث كانت مساحات اللقيا بمؤسسي ساورا المبدعين فكراً وثقافةً ثم مَن تبعهم من المبدعين وكذلك كانت مساحة للتعرف على الشعراء عن قرب وتناول قصائدهم بالتفكر والتذوق والغناء. ساورا هي التي ساعدتني على صقل قدراتي الفنية وتعلّم الكثير عن الموسيقى وتطويع الصوت لكنها أيضاً كانت مدرسة فكرية وثقافية لا تُعنى بالفن من أجل الفن بقدر إيمانها وعملها لأجل تقديم وعي جمالي يحفز المشاعر والفكر. لذلك، جاء مشروعي الإبداعي الفردي بعد هجرتي من السودان ليحمل الكثير المشترك بيني وساورا من حيث الرؤية وطبيعة الأشعار المُتناوَلة والوعي بارتباط كل هذا الحراك بالواقع الثقافي، الإجتماعي والسياسي في البلاد.
* ما حكايتك مع التلحين لنفسك وتقييمك للتجربة؟في البدء، لم أكن أفكر في التلحين كنشاط قائم بذاته في مشروعي وكنت أحسبه مجرد خواطر لحنية تصدف أن تكون جيدة في بعض الأحيان، لكني انتبهت ووجدت أنني أسير في طريق التلحين، بل التأليف الموسيقي بخطى ثابتة. أذكر أني ومنذ طفولتي كنت أحب تجريب تلحينٍ ما على بعض القصائد او كلماتٍ من عندي، لم تكن شعراً بالمعنى، ثم جاءت فرصة صقل تلك القدرة عملياً حين التحقت بدراسة الموسيقى بأستراليا، من خلال دراسة التأليف الموسيقي. أذكر أن أول لحن لي بشكل علمي وعملي مؤسس، كان لأغنية من كلماتي، نفذتها على الپيانو وصاحبتني فيها زميلتي بالجيتار ولاقت استحساناً كبيراً من أستاذة تلك المادة. بعدها وجدتني حين أكتب بعض الأشعار القصيرة، أجرب فيها تلحيناً ثم مضى الأمر ليشمل قصائد شعراء وشاعرات آخرين وهكذا تطورت قدرة التلحين والتأليف الموسيقي بالتجريب والممارسة والتفاكر مع المبدعين الذين أتعاون معهم.
* ماذا عن تجربة ممارسة الإبداع بأستراليا؟مشروعي الإبداعي بدأ منذ وصولي إلى أستراليا مباشرةً، فما ضاع زمنٌ على الإطلاق للتأسيس. كونتُ فرقة موسيقية من موسيقيين أستراليين وبدأت التواصل مع بعض المنابر الموسيقية لتقديم أعمالنا التي نالت إعجاباً وإستحساناً كبيراً، قاد لأن نُعرَف أكثر في الوسط الفني في سيدني وصرنا بعد ذلك نقدم عروضنا الغنائية الموسيقية في مناسبات ومنابر عديدة داخل سيدني وفي ولايات أخرى أيضاً. طبعأ الأغنيات هي مزيج من تعاونات مع مبدعين آخرين كشعراء وموسيقيين وكذلك أغنيات من تأليفي.
* علمنا أن أحد أبنائك من ممارسي فن الغناء والموسيقى؛ مستصحبين الأسرة الكبيرة هل يمكن أن نقول إن الفن يكمن في الجينات ويُوَرَّث؟!أنا لا أعتقد في الفن كوراثة، بل أظنه خاضع في أغلب الأحوال لتوفر بيئة محفزة وأدوات جمالية وفكرية تدفع بقدرات الصنع والابتكار، لكن مؤكد تتفاوت المهارات وقدرة العطاء بين الناس، كلٌ حسب خصائصه الإنسانية، الفكرية والثقافية وما يتوفر في المحيط الاقتصادي والإجتماعي. أحياناً هذه البيئة المحفزة، قد لا تكون أكثر من جَدّة تحذق صنعةً فنية، أمٌ تغني وتمارس الغناء على طول عملها، أبٌ يمارس حرفةً فنية وصحابٌ يصنعون كل شئ من لا شئ.
* سؤال انتظرتِ أو تمنيتِ طرحه لتصل إجابته لمسانديك ومعجبيك!سؤالٌ طرحه بعض الناس، سائلين “لماذا لديك أغنيات صعبة وغير مباشرة؟”. طبعاً كي نعرّف ماهية “الصعوبة”، نحتاج إلى نقاشات طويلة، لكن بشكل عام في طبيعة الإنسان أنه يسكن إلى المألوف في حياته وتهزّه الأشياء الجديدة أو الغير معروفة، وربما تثير قلقه، بل وغضبه في بعض الأحيان. لو نظرنا إلى التاريخ، لما وجدنا شيئاً بقي على حاله وديمومة الحياة بكليّاتها تستوجب التجديد وتجاوز السائد، طبعاً إن كنا نتحدث إبداعاً وابتكاراً. لذا هذا المتجدد- هنا نشير إلى الشعر والموسيقى- ليس منبتّاً على الإطلاق من ماضيه، بل هو مواصلةً لما تمّ بناؤه من قبل وإضافةً إليه، هو تقديم مساحات لهزّ الثوابت من الأفكار والمشاعر وقوالب التذوق بإتجاه التعاطي مع جديدٍ، متجاوزٍ في خطابه الثقافي والجمالي، وهو ما يمنح طعم المتعة، الاستكشاف والتفاعل هو ما يمنح المتلقّي مساحة أن يكون فناناً بنفسه في استخدام معرفته وخبرته وخياله في عملية التذوق والتحاور مع العمل الإبداعي المطروح.
لك جزيل الشكر.
الوسومأستراليا السودان الفنانة ياسمين إبراهيم ساورا سيدنيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أستراليا السودان الفنانة ياسمين إبراهيم سيدني یاسمین إبراهیم
إقرأ أيضاً:
خطة الـ100 يوم.. الحكومة تضع مداخل بغداد على مسار التغيير
الاقتصاد نيوز - بغداد
تواصل الجهات الحكومية إحراز تقدم ملموس في ملف تأهيل وتطوير مداخل العاصمة بغداد التي تُعد من أبرز الأولويات الخدمية في المرحلة الحالية. وتمثل مداخل العاصمة بغداد أهمية حيوية في تعزيز حركة النقل، وتقليل الزخم المروري، وربطها بالمحافظات المجاورة. ويأتي هذا الحراك المتسارع بعد توجيهات مباشرة من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي أكد في أكثر من مناسبة على ضرورة إنجاز هذه المشاريع ضمن سقف زمني محدد لا يتجاوز 100 يوم، مشدداً على إزالة جميع العقبات، واعتماد أعلى معايير الجودة والاستدامة. وفي وقت سابق أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إنهاء تلكؤ مشاريع مداخل العاصمة بغداد، من خلال إصداره توجيهات عدة ومنها، زيادة أوقات العمل، ورفع جميع التعارضات التي تعرقل تلك المشاريع. وبهذا الصدد، كشفت وزارة الاعمار والإسكان، آخر نسب الإنجاز في مداخل العاصمة بغداد التي تقع ضمن مسؤوليتها. وقال المتحدث باسم الوزارة، نبيل الصفار، إن نسبة إنجاز المشاريع الخاصة بمداخل بغداد وصلت إلى أكثر من 94%. وأضاف، أن المدخلين المنجزين هما: مدخل بغداد – بسماية بطول إجمالي يبلغ 28 كيلومتراً، ومدخل بغداد – ديالى بطول يصل إلى حوالي 40 كيلومتراً، مشيراً إلى أن هذه المشاريع أسهمت في تحسين انسيابية المرور والربط الإقليمي لبغداد. وفيما يخص مدخل بغداد – أبو غريب، أوضح أن العمل جارٍ حالياً على تنفيذ مشروع تأهيل وصيانة الطريق السريع الرابط، وهو أحد المداخل الحيوية للعاصمة، حيث يمتد الطريق بطول 30 كيلومتراً للممرين الذهاب والإياب، وبعرض 15.5 متراً لكل ممر. وأضاف الصفار خلال حديثه لـ"الاقتصاد نيوز" أن الأعمال تشمل قشط وقلع الطبقة السطحية المتضررة بسمك 5 سم، ومعالجة التشققات، وإعادة الإكساء بطبقة أسفلتية محسنة باستخدام مادة البوليمر، إلى جانب أعمال التخطيط والتأثيث الطرقي. "كما يتضمن المشروع إنشاء أربعة جسور جديدة للمشاة".. يقول الصفار متابعاً: " المشروع يتضمن كذلك تأهيل شامل للجسور الفوقانية، واستبدال السياج الوقائي القديم بحواجز كونكريتية من نوع (نيوجرسي)، بعد تهذيب الجزرة الوسطية والانحدارات الجانبية لضمان أعلى درجات السلامة المرورية". وأكد المتحدث باسم وزارة الاعمار أن الأعمال تسير بوتيرة متسارعة، حيث تم تنفيذ الإكساء الأسفلتي للممر الصاعد باتجاه بغداد بطول 15 كم، بالتزامن مع استمرار أعمال القشط في الممر المتجه نحو الرمادي، والبدء بأعمال جسور المشاة، وتنظيف وتهذيب الأكتاف والجزرات، فضلاً عن صيانة مفاصل التمدد في الجسور العابرة لتقاطعات "قرية الذهب الأبيض، النفق، وجسر الزيتون"، وتنصيب أعمدة الإنارة وتشغيلها. وتتوزع مداخل بغداد ما بين عدة جهات حكومية بينها وزارة الاعمار والاسكان ومحافظة بغداد، بالاضافة الى امانة بغداد، حيث يقع على عاتق كل جهة تنفيذ وإكمال أحد مداخل العاصمة، وبعد معرفة آخر أعمال وزارة الاعمار ينتقل الدور لامانة بغداد. ويُعد مشروع تأهيل وتطوير مدخل بغداد – الموصل أحد المشاريع الاستراتيجية والمهمة التي تمثل شرياناً حيوياً يربط العاصمة بغداد بالمحافظات الشمالية والغربية. ويتكون المشروع من مقطعين رئيسيين، الأول تشرف عليه أمانة بغداد، والثاني يُدار من قبل محافظة بغداد، ويتضمن جسوراً للسيارات والمشاة، وإنارة، ولوحات دلالة مرورية، ومقومات السلامة الحديثة. وقد شهد المشروع تأخراً سابقاً لأسباب مختلفة، إلا أن الحكومة الحالية، برئاسة محمد شياع السوداني، وضعت المشروع ضمن أولوياتها، انطلاقاً من أهميته في تسهيل حركة المواطنين وتعزيز ربط بغداد ببقية المحافظات، وكذلك في الحد من الحوادث المرورية وتحقيق معايير الاستدامة والجودة. يُذكر أن المشروع يُنفذ حالياً بوتيرة متسارعة، بعد توجيهات مباشرة من رئيس الوزراء بإنجازه خلال 100 يوم، وإزالة جميع المعوقات الفنية والإدارية التي قد تؤخر التنفيذ. بدوره، اكد المتحدث باسم إمانة بغداد عدي الجنديل، وجود جهود كبيرة تبذل لإيجاد حلول أو رؤية لتطوير مداخل العاصمة. وذكر الجنديل، أن هناك اعمال مستمرة لتطوير مداخل "بغداد – بابل، وبغداد – موصل، وبغداد – كركوك"، مبينا ان جميع هذه الأعمال وصلت إلى مراحل متقدمة؛ لأن هناك أكثر من نوبة عمل في هذه المداخل، لإنجازها بأسرع وقت، وهي رؤية متكاملة وأعمال تطوير كامل لشوارع مداخل بغداد. واشار الى، أنها ستشمل أعمال توسعة الطريق، ليكون لكل جانب منه أكثر من أربعة ممرات، مع تنفيذ شارع خدمي، إضافة إلى أن هناك جسورا للمشاة، وجسورا للعجلات في "مدخل بغداد – موصل، ومدخل بغداد – كركوك، وإنشاء جسور للمشاة في مدخل بغداد- بابل". ولفت الى وجود أعمال زراعية ولوحات تزيينية، إضافة إلى علامات الدلالة، وسيشاهدها المواطن بحلة جديدة تليق بالعاصمة، وستنجز بعض من تلك الأعمال قريباً. وفي نهاية العام الماضي، وافقت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، على زيادة الكلف المالية لمشروع تأهيل مداخل بغداد الأربعة من 310.5 مليار دينار الى أكثر من 682 مليار دينار. والزيادة بلغت 83.3% على الكلفة الكلية المعدلة، و248،05% على الكلفة الكلية المقرة والتي بلغت 195.9 مليار دينار. كما أن محافظة بغداد تتولى تكليف وزارة الإعمار والإسكان بالإشراف ومتابعة المشروع على أن يبقى الجانب المادي والتعاقدي بعهدة محافظة بغداد.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام