على مدار العام، استمر صمود المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي رغم التفوق العسكري والتكنولوجي الكبير للأخير، وأثبتت فصائل المقاومة قدرتها على التصدي للتحديات والظروف الصعبة والإمكانيات التي فرضتها الحرب على قطاع غزة منذ اندلاعها في السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.

واعتمدت المقاومة على استراتيجيات مبتكرة لتعويض الفارق التكنولوجي والعسكري الهائل مع الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى تكتيكات تتناسب مع قدراتها المحلية مما سمح لها بإلحاق خسائر بجيش الاحتلال الإسرائيلي واستنزاف موارده.

 

وفي المقابل، واجهت المقاومة هجمات متكررة تستهدف قياداتها ومواقعها، ومع ذلك استطاعت الاستمرار في إثبات حضورها وصمودها بفضل تكتيكاتها والدعم الشعبي ما أدى إلى تغير في توازنات القوة الإقليمية.

وحاورت "عربي21" الخبير العسكري والاٍستراتيجي الدكتور نضال أبو زيد لتسأله كيف صمدت المقاومة خلال عام من الحرب والعدوان عليها، استجمع فيها الاحتلال الإسرائيلي جل إمكانياته العسكرية والمخابراتية هو وحلفائه.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)



إنجاز "هشم" العدو 
وفى البداية أكد الخبير العسكري والاٍستراتيجي الدكتور نضال أبو زيد، أنه منذ بداية العمليات العسكرية في السابع من تشرين الأول / أكتوبر نجحت المقاومة في تحقيق الإنجاز الكبير نتيجة التصميم والإرادة التي قامت من بها تجاه العدو الصهيوني، التي تولدت لدى المقاومة نتيجة الانتهاكات والخطاب المتطرف لحكومة نتنياهو.

وبالتالي دفعت تلك الانتهاكات المقاومة لتنفيذ عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر التي شاهدنا بكل أركانها من تكامل، واستطاعت من خلال المقاومة أن تخترق منظومات الإنذار المبكر للاحتلال، والمنظومات الإلكترونية والفنية التي قام بها الاحتلال وبالتالي كان هناك اختيار موفق من قبل المقاومة في التوقيت زمانا ومكانا. 

وأشار أبو زيد إلى أن المقاومة نجحت أن تخترق غلاف قطاع غزة في ذلك اليوم واستطاعت الوصول إلي قلب النقاط الموجودة في غلاف قطاع غزة وقيادة الفرقة غزة وتحقيق هدف استراتيجي لها وهو كسر الإرادة الإسرائيلية، وكسر وتهشيم "التابو" الموجود منذ 76 عاما وهو أنه الجيش الذي لا يقهر، ولذلك بدأ الاحتلال يخطط ويفكر بكيفية الانتقام.

وبدأت الاحتلال الإسرائيلي بالعملية العسكرية الانتقامية، بمنطق المنتصر، حيث دخل بكتلة نارية كبيرة ظننا منه أن العملية العسكرية قد تنتهي خلال أيام. ووقع حينها الاحتلال في خطأ تكتيكي استراتيجي، عندما قال أنه سينهي العملية العسكرية خلال مدة قصيرة ثم ما لبثنا أن لاحظنا أن الاحتلال بدأ في إطالة العملية العسكرية.

وتابع الخبير العسكري والاٍستراتيجي، أن المقاومة نجحت في جر الاحتلال إلى أطول فترة زمنية ممكنة اعتمدت فيها على الزمان والمكان ومعتمدة بها على جر الاحتلال إلى حالات الطقس السيئة حينها وكان ذلك مع نهاية شهر تشرين الأول / أكتوبر.


مأزق العمليات البرية 
بعد ذلك تجاوزت المقاومة النقطة الصعبة وهي القصف الجوي ثم أدخلت الاحتلال في مأزق العمليات البرية منذ الـ 27 من تشرين الأول / أكتوبر ثم دخل الاحتلال بهذه العمليات من مناطق بيت لاهيا وبيت حانون واستطاع الوصول إلى مناطق اعتقد المتابع والمراقب حينها أن المقاومة قد ذابت وغابت عن الساحة وعن الميدان، إلا أن المقاومة يبدو كانت تتبع تكتيكات وخطط لها سابقا من منطلق عسكري. 

وأوضح أبو زيد أن المقاومة حينها كانت تذهب بعيدا باتجاه تكتيكات عسكرية احترافية لما يعرف بالحروب غير المتكافئة، وقامت بوضع تخطيط مركزي وتنفيذها مركزي، ذهب الاحتلال ودخل، ثم ما لبث أن بدأ يصطدم بالمقاومة، ويبدو أن المقاومة حينها ذهبت بابتكار تكتيكات حروب العصابات. 

وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي أن المقاومة، قامت بمبادلة الأرض أو مبادلة الجغرافية مقابل الخسائر، بأن أعطت الاحتلال جغرافية ومساحة أدخلته داخل الأحياء السكنية، ثم أوقعت فيه الخسائر، حينها بدأ الاحتلال يفكر بتمديد العملية العسكرية لعدة أسابيع بدلا من أيام كما كان يعلن. 

واتبع الاحتلال الإسرائيلي سياسية إعلامية كونه منتصر بعدها وتقدم وخطط، حينها ظن المراقب والمتابع أن المقاومة قد أفلت أو أفل نجمها وذهبت بعيدا، أو أن المقاومة قد ذهبت إلا أنها حينها كانت تبدل وتغير في تكتيكاتها حيث نجحت بجر الاحتلال إلى داخل الأزقة والأحياء والطرق الضيقة حتى استطاعت من خلال ذلك زج الاحتلال بمأزق الخسائر. 

وتابع أبو زيد أن حينها تعرضت فرقة المدرعات 162 لخسائر كبيرة، وتورطت في مأزق غزة المدينة بعد ذلك ذهب الاحتلال باتجاه مجمع الشفاء وظن البعض من جديد أن المقاومة قد ذابت واختفت. 

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي أن المقاومة كانت تتبع تكتيك عرف في حروب العصابات وهو الكومون التكتيكي فكانت تكمن المقاومة لفترات من الزمن تعطي لاحتلال مجال ليقوم بتصريحات إعلامية بأنه قام بالقضاء على المقاومة من جديد، وشن عمليات تحمل رسائل سياسية بتكذيب، زيف الرواية الإسرائيلية. 


الماكنة الإعلامية للمقاومة 
قال أبو زيد إن المقاومة بدأت تبتكر الماكنة الإعلامية "بدأنا نشاهد المقاطعة المصورة وبدأنا نشاهد استراتيجية النقطة صفر، واستهداف الدبابات وبدأنا نسمع بالقاذف الياسين 105 واستهداف آليات ودبابات الاحتلال حتى بدأت الخسائر تتعاظم في جيش الاحتلال".

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ حينها يفكر بتغيير تكتيكاته، وذهب بعيدا وحاول التوجه إلى مناطق الشرق والتحدث عن المرحلة الثانية. 

تكتيكات محترفة 
وتابع أن المقاومة دفعت حينها باتجاه قواتها أو باتجاه عناصرها بان بدأنا نشاهد ان تكتيكات المقاومة بدأت تكون أكثر احترافا، وبدأت توقع خسارة بقوات الاحتلال مستخدمة بذلك الأنفاق، في الوقت الذي ذهب فيه الاحتلال بدفع من الجانب الأمريكي إلى محاولات الهدنة ووقف إطلاق النار. 

وأضاف أبو زيد أن الاحتلال انتقل إلى عمليات عسكرية بثلاث فرق متنوعة، رأس الحربة فيها كانت فرقة المظلية 98، وخسر في خان يونس انسحب منها أكثر من مرة ثم بعد ذلك لوح بورقة رفح حتى يستطيع الضغط على المقاومة وابتزازها بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي إلى أن هذا التكتيك لم تنجح، ثم بعد ذلك ذهب إلى رفح بزج فرقة كاملة وهي فرقة المدرعات 162 رأس الحربة فيها كان اللواء المدرع 401، ثم زج بعد ذلك بإسناد أيضا للفرقة المدرع وهو إسناد فرقة المظلية 98، وعزز ذلك بلواء الكوماندوز، ولم تنجح أي عملية عسكرية في رفح بل على العكس تورط في رفح رغم أنه حاول التغني بنصر صوري. 

وأكمل أبو زيد أن الاحتلال حين وصل إلى معبر رفح بعد ذلك ذهب بعيدا بمحاولة التلويح والضغط العسكري باستخدام كتلة نارية جوية، وبعد ذلك انتقل إلى عمليات استخبارية، حاول الوصول إلى الهيكل التنظيمي والبنية التنظيمية للمقاومة إلا أنه لم ينجح أيضا في كل هذه التكتيكات.

وقال "ومؤخرا ذهب الاحتلال الإسرائيلي باتجاه فتح جبهة الشمالية ونقل الثقة للعسكري إلى الجبهة الشمالية مع حزب الله في محاولة منه دعائية إعلامية ليقول انني سحبت القوات من قطاع غزة حتى اذهب فيها الى مواجهة عسكرية مع حزب الله إلا أنه في المنطقة العسكري لا يستطيع الذهاب لفتح جبهة جديدة وجبهة غزة لم تستقر لذلك. 

وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي أنه يعتقد أن كل ما حدث هو محاولة للخروج من مأزق قطاع غزة الذي أوقعته فيه المقاومة.


تكتيكات المقاومة 
وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي أن المقاومة تبعت تكتيكات عديدة أهمها تكتيكات الاستخبارات المضادة التي نجحت من خلالها بتجريد الاحتلال من محاولات الاستخبارات الهجومية والوصول إلى القيادات أو للوصول إلى ما يعرف بالأهداف عالية القيمة أو حتى الوصول أهداف الصيد الثمين، وهو أسلوب تكتيكي جديد يتبعه الاحتلال منذ استلام مدير الاستخبارات العسكرية الجديد الجنرال شلومي بيندر.

واختتم الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد لقائه قائلا "فبعد عام من العمليات العسكرية على قطاع غزة هل نجح الاحتلال بتحرير الأسرى؟، لم ينجح بتحرير الأسرى إلا بالتفاوض، ولم ينجح بتجريد حماس من قوتها ولم ينجح بخلق واقع عملي جديد في قطاع غزة، بل على العكس نجحت المقاومة بتجريد، الاحتلال من قوته وتهشيم صورة النمطية لجيش الاحتلال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية المقاومة الفلسطينية الاحتلال فلسطين الاحتلال المقاومة عام على الطوفان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی العملیة العسکریة من تشرین الأول أن الاحتلال قطاع غزة بعد ذلک لم ینجح إلا أن

إقرأ أيضاً:

مركز عمليات الوعي قسم الحرب النفسية باستخبارات إسرائيل العسكرية

مركز عمليات "تشكيل الوعي"، ويُسمى اختصارا "ملات"، هو قسم التأثير على الخصوم في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) بالجيش الإسرائيلي، تناط به قيادة عمليات الحرب النفسية ضد الخصوم، خاصة أثناء الحروب.

وأثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي انطلقت بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثّف المركز استخدام تكتيكات مختلفة لشن حرب نفسية ضد المقاومة الفلسطينية وسكان القطاع، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي كان يمارسها جيش الاحتلال.

النشأة والتأسيس

قبل عام 2005 كانت مهمة بث الدعاية في الجيش الإسرائيلي منوطة بقسم المتحدث باسم الجيش وجهاز الاستخبارات، وبعدها تأسس مركز عمليات "تشكيل الوعي" ضمن هيئة العمليات في الجيش الإسرائيلي، بتوجيه من وزير الجيش الإسرائيلي آنذاك موشيه يعالون.

وصرّح يعالون لصحيفة هآرتس في 25 يناير/كانون الثاني 2005 أنه مع الحروب المتكررة مع الفلسطينيين، نشأ إحباط كبير في الجيش الإسرائيلي نتيجة صعوبة التأثير على مواقف الفلسطينيين، أو حتى إيجاد طرق للتواصل معهم، وهو ما دفع قيادته إلى إنشاء "مركز عمليات تشكيل الوعي".

ومنح يعالون المركز مكانة قسم في الجيش، ووضع على رأس قيادته ضابطا مخضرما من المخابرات برتبة مقدم، ومنحه صلاحية تجنيد عدد كبير من الضباط والجنود في المركز، خاصة من الناطقين باللغة العربية، وكان ذلك جزءا من مساعيه لـ"تشكيل الوعي وبناء الإمكانات التنظيمية التي تدعم رؤية الجيش".

وكان المركز في البداية جهة للتخطيط والتنفيذ، هدفه تركيز وتطوير مجال الوعي، وتنسيق جهود التأثير الإدراكي داخل الجيش الإسرائيلي ضمن حملة وعي متكاملة.

وبعدها بعام نقل المركز إلى شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وأصبح جهة تنفيذية فقط، وترتكز مهمته في التأثير على الخصوم، وأصبحت نشاطاته تتسم بالسرية.

منشور رمته الطائرات الإسرائيلية على غزة يحرّض ضد المقاومة الفلسطينية (الجزيرة) الأهداف والوسائل

يناط بالمركز العمل على تغيير المواقف والمشاعر والسلوك لدى الجمهور المستهدف، ببث الدعاية والحرب النفسية وتمارين الخداع.

إعلان

ووضع الجيش الإسرائيلي خطة متكاملة للتأثير في الخصوم وتغيير وعيهم، وهدف من وراء إنشاء المركز إلى:

وضع تصورات لشن حملات على الوعي لدى أعداء إسرائيل. تطوير الأدوات التكنولوجية وتدريب الأفراد الملائمين وبناء الأطر التنظيمية التي تدعم الرواية الإسرائيلية. توجيه رسالة مباشرة إلى المجتمعات المستهدفة في الدول المعادية.

ولتحقيق أهداف مركز عمليات "تشكيل الوعي"، استخدم وسائل عدة، أبرزها:

توزيع المنشورات. السيطرة على بث الإذاعات والتلفزيونات التابعة للخصوم والتشويش عليها. إنشاء مواقع إنترنت وهمية للتشويش على الخصوم واغتيالهم معنويا. إدارة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتشوية الخصوم. أبرز الحملات

قاد المركز حملة معنوية ضد الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، ألقت فيها الطائرات الإسرائيلية على لبنان رسومات لأشجار الأرز -الرمز الرسمي للبلاد- وشعار العلم الوطني للبنان أيضا، ويظهر خلف الشجرة نصر الله مختبئا، بهدف زرع فكرة لدى اللبنانيين بأن "مشاكلهم سببها حزب الله، وأنه يستخدم لبنان لمصالحه الشخصية ويختبئ خلفها".

كما ألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية منشورات، كشفت فيها عن أسماء أعضاء الحزب وحجم خسائره، ومدى سيطرتها على قنوات الاتصال التابعة لحزب الله.

وبث المركز منشورات كان الغرض منها تشجيع اللبنانيين على التعاون مع إسرائيل، عبر موقع إلكتروني أنشأه لهذه الغاية، كما وفر رقما هاتفيا يمكن عبره الاتصال بممثلي الجيش الإسرائيلي باللغة العربية.

كما بث منشورات جاء فيها "ندعو المواطنين إلى رفع أصواتهم ضد تصرفات حزب الله التي تتسبب في استمرار الضربات الإسرائيلية".

وكان للمركز دور مركزي في الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، ففي حرب "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل على القطاع عام 2008 استهدف قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبر إلقاء منشورات على الغزيين من الطائرات الحربية، والسيطرة على محطات إذاعية وتلفزيونية تابعة للحركة، وإنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وبث مقاطع فيديو عليها.

وأنتج المركز نشرات إخبارية، وأعاد بثها أكثر من مرة عبر الإذاعات التي استولى عليها، كما سيطر على بث قنوات فضائية، وأجرى مكالمات هاتفية مع سكان غزة لحثهم على الإبلاغ عن عناصر حماس.

وفي حرب عمود السحاب التي شنتها إسرائيل على القطاع عام 2012، وبعدها حرب "الجرف الصامد التي اندلعت صيف 2014، ركّز المركز على تشويه حركة حماس وقادتها، وعلى رأسهم رئيس مكتبها السياسي وأعضاء المكتب وأعضاء المجلس العسكري لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة، بهدف إضعاف معنويات عناصرها والتأثير على وعي السكان تجاهها.

وحسب دراسة لمعهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب نشرت يوم 15 ‏فبراير/شباط 2021، بعنوان "حملات المعلومات الإسرائيلية في غزة: العصر الرقمي ميدانا للحرب"، فإن من بين الأدوات التي استخدمها المركز، "المكالمات الروبوتية"، أي المكالمات الهاتفية التي يتلقاها المدنيون في غزة، وتحمل رسالة آلية يريد جيش الاحتلال نقلها إليهم، مثل "هذا ليس حلما، هذا كابوس حماس".

إعلان

كما استخدم -حسب الدراسة نفسها- أحد الأساليب المتمثلة في نشر أسماء عناصر حماس الذين استشهدوا أثناء الحرب، وعرض صورهم مع علامة "إكس" حمراء عليها وساعة رملية في الخلفية، مما يشير إلى أن "الوقت ينفد أمام حماس".

فشل في تحقيق الأهداف

وقال معهد "دراسات الأمن القومي" إن مركز "عمليات تشكيل الوعي" أعدّ -من أجل تحقيق أهدافه- حملة بمساعدة مستشارين مدنيين، تضمنت مقاطع فيديو ومنشورات، كما طوّر قدرات لإنتاج محتوى سريع أثناء الحرب، لكنه فشل في تحقيق ذلك.

وحاول الجيش الإسرائيلي تعزيز الانطباع بأن حماس تعرضت لضربات قاسية، واختار لذلك عدم تركيز أنشطته النفسية على قيادة حماس، بسبب الاعتقاد أن "الهجمات الشخصية لن يكون لها تأثير مرغوب فيه على السكان، بل ربما تتسبب بحشد التأييد الشعبي لقادة حماس".

ووجد المركز "صعوبة في اكتساب زخم حقيقي لأي رواية تضر بالدعم الشعبي لحماس، إضافة إلى صعوبة قياس مدى الإنجاز في هذا المجال، بحيث يصعب إظهار النجاح الفعلي في تحقيق هذا الهدف"، حسب الدراسة.

معركة طوفان الأقصى

بعد معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنات الإسرائيلية على غلاف غزة فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عمل المركز على تشويه المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، بهدف:

تهجير السكان من مناطقهم. إضعاف معنويات المدنيين. نشر الرعب. تأليب السكان على المقاومة الفلسطينية، في محاولة لإحداث شرخ بينها وبينهم، وتحميلها مسؤولية ما يجري من قتل ودمار على صعيد الأرواح والممتلكات. التركيز على سياسة العقاب الجماعي.

ومن بين المزاعم التي تعمّد نشرها بين الغزيين، بالتعاون مع مؤسسات إسرائيلية أخرى، أن "قادة حماس فروا وتخلوا عن المدنيين، وحماس تستخدم المدنيين دروعا بشرية، وتسرق المساعدات الإنسانية المخصصة لهم"، وحمل أحد هذه المنشورات اسم "صحيفة الواقع"، وتضمن تحريضا مباشرا على حماس.

كما تضمن أحد المنشورات مثلا شعبيا يقول "حماس مثل البومة ما بتلف إلا على الخراب"، ومنشور آخر احتوى على عبارة مأخوذة من سورة العنكبوت في القرآن الكريم وهي "فأخذهم الطوفان وهم ظالمون" (آية 14)، في محاكاة للتسمية التي أطلقتها المقاومة على معركة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كما اختُتم العديد من المنشورات بعبارة "قد أعذر من أنذر". وفي منشورات أخرى طبعت أسماء وصور تزعم إسرائيل أنها لأعضاء من جهاز الاستخبارات العسكري التابع لحركة حماس، ووضعت في منشورات أخرى أرقام هواتف وعناوين لبريد إلكتروني تحث الغزيين على الاتصال عبرها للإدلاء بمعلومات عن الأنفاق وأماكن الأسرى الإسرائيليين.

وشملت بعض المنشورات رسوما وصورا لمنازل مدمرة بغزة، وكُتبت على بعضها عبارات تسخر من المقاومة الفلسطينية، مثل "هل بات النصر على الأبواب أم ليس بعد؟"، وعلى أخرى "حلل يا دويري"، في إشارة ساخرة إلى الوضع الميداني جراء حرب الإبادة.

وظهرت عبارة "انتصار جديد للمقاومة" مرفقة برسومات تصور أطفالا وشيوخا ونساء يبكون فوق أنقاض منازل دمرتها إسرائيل في العدوان على غزة.

وإلى جانب ذلك، اخترق المركز موجات الإذاعات الفلسطينية وبث رسائل تحريضية ضد المقاومة، وأنشأ صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه المقاومة.

وفي كل مرة تلقي الطائرات الإسرائيلية المنشورات على غزة، كانت تحرص على إسقاطها بالقرب من مقرات الصحافيين في غزة، حتى "تتمكن الصحافة المحلية من نشرها".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا للصحفي ينيف كوفوفيتش، كشف فيه أن الجيش الإسرائيلي كان المسؤول، بشكل مخالف للقانون، عن إدارة قناة في "تليغرام" باسم "72 حورية-بدون رقابة".

‏وأوضح تقرير "هآرتس" أن وحدة الجيش الإسرائيلي المسؤولة عن عمليات الحرب النفسية، هي التي تدير القناة، وتستهدف فيها الإسرائيليين مع "المحتوى الحصري من قطاع غزة"، وتعرض جثث مقاتلي حركة حماس بوعد "تحطيم خيال الإرهابيين".

إعلان

وتشجع القناة متابعيها البالغ عددهم أكثر من 5 آلاف متابع على مشاركة محتواها "الحصري من قطاع غزة" وفيه أكثر من 700 منشور وصورة وفيديو لفلسطينيين يقتلون ويدمرون في القطاع، حتى "يرى الجميع كيف أننا نحطمهم".

واضطر الجيش الإسرائيلي للاعتراف بأن "قسم التأثير" في قسم العمليات يشغل أيضا قناة "72 عذراء بلا رقابة".

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: محاولة اختراق موقع محصن للواء كفير هدفه أسر قادة إسرائيليين
  • خبير عسكري: الاحتلال في وضع دفاعي هش ولا يمكنه توسيع عملياته بغزة
  • غزة: المقاومة تباغت قوات الاحتلال بكمين قاتل
  • خبير عسكري: عملية خان يونس تكشف قدرات متطورة للمقاومة
  • تعلن دائرة القضاء العسكري نيابة المنطقة العسكرية الثالثة أن على المتهمين المذكورة اسماؤهم الحضور الى المحكمة
  • ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
  • عاجل | المتحدث العسكري باسم أنصار الله: قررنا تصعيد عملياتنا العسكرية والبدء في المرحلة الرابعة من الحصار على العدو
  • خبير عسكري: المقاومة بغزة فرضت معادلة قتال لم يعتدْ عليها جيش الاحتلال
  • فقد قدرته على المناورة.. حركة الجهاد: الاحتلال هو المنسحب من مفاوضات غزة
  • مركز عمليات الوعي قسم الحرب النفسية باستخبارات إسرائيل العسكرية