يمانيون:
2025-05-22@07:16:50 GMT

المتصهينون.. أدواتُ الاحتلال وخيانةُ المبدأ

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

المتصهينون.. أدواتُ الاحتلال وخيانةُ المبدأ

شاهر أحمد عمير

في عالم يموج بالتحديات والمواقف، يبرز نوع خاص من الأشخاص الذين اختاروا الاصطفاف إلى جانب الظلم والعدوان، متخذين مواقف خجولة أَو صامتة تجاه “إسرائيل” وعدوانها المُستمرّ. هؤلاء المتصهينون يمثلون حالة من الخيانة للمبدأ والقيم الإنسانية، حَيثُ تحولوا إلى أدوات للعدو الإسرائيلي، سواء بوعي منهم أَو بدونه، يعملون على تشويه الحقائق وتوجيه اللوم إلى كُـلّ الأطراف ما عدا الجهة المسؤولة عن مآسي المنطقة.

تاريخيًّا، الصهيونية لم تكن فقط مشروعًا استعماريًّا يهدف إلى سرقة الأراضي الفلسطينية وطرد أهلها منها، بل كانت أَيْـضاً مشروعًا يسعى لتغيير وعي الناس في المنطقة. ومن هنا، ظهرت ظاهرة التصهين كواحدة من أخطر الأدوات، حَيثُ يقوم المتصهين بتبرير الجرائم الإسرائيلية وينساقون خلف دعايات الإعلام المغرضة التي تبرّر العدوان وتصور المعتدين كضحايا.

في مشهد الصراعات السياسية والقومية، يظهر نوع من البشر الذين يتسمون بالتخاذل والتناقض. هؤلاء هم “المتصهينون” الذين يختارون الصمت أَو حتى الانبطاح أمام الظلم الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته يسخرون من الآخرين ويهاجمونهم بلا وازع من ضمير. يشبه هؤلاء المتصهينون الحمار الذي لا يشارك في سباق الخيل، ولكنه يجد متعة في السخرية من الحصان الخاسر.

المفارقة تكمن في أنهم لا يجرؤون على توجيه أي نقد لإسرائيل، العدوّ الحقيقي الذي تسبب في معاناة شعوب المنطقة لعقود. مُجَـرّد كلمة نقد واحدة تجاه “إسرائيل” لا تكلفهم سوى فتح أفواههم، ومع ذلك، يفضّلون توجيهَ اللوم إلى كُـلّ من حولهم: الحكومات، الشعوب، وحتى الحركات التي تقاوم الاحتلال، دون أن يكون لديهم شرف اتِّخاذ موقف واضح ومعلن.

التصهين ليس مُجَـرّد موقف سياسي، بل هو انحراف أخلاقي وقيمي. حينما يختار الإنسان أن يغمض عينيه عن الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين، ويلتزم الصمت أمام القصف والتشريد، فَــإنَّه لا يتخلى فقط عن إنسانيته، بل يتماهى مع العدوّ، ويصبح شريكاً غير مباشر في تلك الجرائم. التصهين يمكن أن يكون في شكل كلمات، أَو مواقف، أَو حتى في غياب أي موقف.

قد يدعي البعض أن الانتقاد أَو المعارضة تحتاج إلى ظروف مناسبة أَو إلى فرص سانحة، ولكن الحقيقة هي أن الشخص الذي يريد أن ينتقد بشجاعة عليه أولاً أن يعدل “وضعية انبطاحه”. أن تقف وتقول الحق يتطلب شرفًا وكرامة، سواءٌ أكنت فرداً بسيطاً أَو شخصية عامة.

الوقوف ضد التصهين لا يعني فقط انتقاد “إسرائيل”، بل هو موقف شامل ضد كُـلّ أشكال التطبيع والتخاذل والانحياز للمحتلّ. التصهين خطر يهدّد المجتمعات؛ لأَنَّه يغرس ثقافة الخنوع ويشرعن للظلم تحت ذرائع مختلفة. علينا جميعاً أن نكون واعين بأن الصمت عن التصهين هو مشاركة في هذا الانحراف، وأن المسؤولية الأخلاقية تقع على عاتق كُـلّ فرد أن يكون له موقف شجاع وصريح.

الصراع الحقيقي ليس فقط على الأرض، بل هو أَيْـضاً صراع على القيم والمبادئ. أن تكون شجاعاً يعني أن تواجه الظلم أينما كان، وأن تقول الحقيقة حتى لو كانت غير مريحة. أما المتصهين، فَــإنَّه سيبقى كما هو: حمارًا لا يشارك في السباق، ولكنه يسخر من الجميع بلا أي إنجاز.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

في السجون والبحار.. كم عدد الذين اختفوا خلال الحرب السورية؟

#سواليف

بعدما أعلنت #السلطات_السورية أمس تشكيل هيئتين للعدالة الانتقالية والمفقودين، سعيا لمعالجة ملفين من الأكثر تعقيدا في هذه المرحلة الانتقالية عقب إطاحة #حكم #الرئيس_السابق #بشار_الأسد، تصاعدت التساؤلات حول #عدد #المفقودين.

فخلال الحرب الدامية التي بدأت منذ العام 2011، فقد آثر آلاف السوريين سواء داخل #السجون أو جراء القصف أو التصفية والخطف، كما لقي الآلاف أيضا حتفهم خلال رحلات اللجوء عبر البحار.

فيما نشطت عشرات الجمعيات الأهلية والحقوقية من أجل توثيق حالات #الاختفاء_القسري أو الخطف.

مقالات ذات صلة خبير مصري يحذر من خطر داهم يهدد مصر والسودان بعد تأخير إثيوبيا فتح بوابات سد النهضة 2025/05/19

كما أطلق الهلال الأحمر السوري بعد سقوط الأسد مبادرة من أجل التبليغ من قبل العائلات السورية عن أي مفقود.

كذلك أطلقت الشؤون المدنية في سوريا تطبيقاً للسجل المدني يتيح الوصول إلى المعلومات التي وثقها النظام السوري السابق بشكل سري، من أجل البحث عن المفقودين وضحايا الاعتقال والتعذيب في السجون منذ 2011، يتيح إرفاق الطلب بصورة للمفقود مع معلومات عنه.

130 ألفا
أما عدد المفقودين السوريين خلال الحرب، فلا يزال غير دقيق بشكل كامل.

إنما أشارت التقديرات التي استشهدت بها الأمم المتحدة عام 2021 إلى أن أكثر من 130 ألف شخص في عداد المفقودين نتيجة الصراع في سوريا.

بينما أوضحت اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، في موقعها على الإنترنت أن نظام حافظ الأسد (والد بشار الأسد) تسبب بفقدان نحو 17000 شخص، ممّا يشمل حالات لا تزال تكتسب أهمية سياسية كبرى للدول المجاورة.

كما أشارت إلى أن ما لا يقل عن 130000 شخص فقدوا خلال الحرب التي تفجرت في ربيع 2011، بمن فيهم ليس فقط السوريون وإنما مواطنون من 60 دولة أو أكثر. وثمة أيضًا سوريون فُقدوا نتيجةً للهجرة عبر قوارب الموت غير الشرعية.

وأوضحت أنه “منذ بدء الصراع في مارس 2011، قُتل مئات آلاف السوريين؛ ونزح أكثر من 6.5 مليون شخص داخل البلاد، وفرّ 5.6 مليون آخرون سعيًا إلى برّ الأمان في لبنان وتركيا والأردن والعراق وأوروبا”.

كذلك لفتت إلى أن “مَن بقي على قيد الحياة من أسر المفقودين فلا يعرف، في عدد من الظروف، ما إذا كان الشخص قد فُقد داخل سوريا أم خارجها، ولعلّ بعض الأقارب، في بعض الحالات، فُقدوا في مواقع مختلفة”.

يشار إلى أن الأعوام الماضية من حكم الأسد كانت حفلت بالاعتقالات التعسفية والعنف والتعذيب في السجون، ضمن ممارسات هدفت إلى القضاء على أي شكل من أشكال المعارضة، بحسب منظمات حقوقية.

لذا أتى تشكيل هيئة المفقودين حرصا على كشف مصير آلاف السوريين الذين فقد أثرهم وإنصاف ذويهم، بحسب المرسوم الموقع بتاريخ السبت 17 أيار/مايو 2025. وكلفت الهيئة “بالبحث والكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرا، وتوثيق الحالات، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية، وتقديم الدعم القانوني والإنساني لعائلاتهم”.

في حين سيرأس تلك الهيئة محمد رضى خلجي الذي عيّن في مارس الماضي عضوا في اللجنة المكلفة بصياغة مسودة إعلان دستوري.

وسبق للعديد من المنظمات الحقوقية وهيئات المجتمع المدني والأطراف الدوليين، التشديد على أهمية العدالة الانتقالية وكشف مصير المفقودين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات خلال حكم الأسد الذي امتد زهاء ربع قرن، في التأسيس للمرحلة الجديدة في البلاد.

مقالات مشابهة

  • لماذا الصمت العربي في حين تغيرت مواقف الغرب تجاه إسرائيل؟
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تحيي الشعب اليمني وتدعو قادة الأمة العربية والإسلامية للخروج من حالة الصمت المريب
  • صحيفة عبرية تحذر الاحتلال من تسونامي سياسي يلوح بالأفق بسبب الجرائم في غزة
  • لماذا يحتفي مؤسس ويكليكس بأطفال غزة الذين قتلتهم طائرات الاحتلال؟
  • أطباء بلا حدود: المساعدات القليلة التي سمحت “إسرائيل” بدخولها غزة مجرد ستار لتجنب اتهامها بالتجويع
  • غزة تستباح بين إجرام الصمت وسفور العمالة
  • الاستبداد الشبكي وزمن الصمت العربي
  • في السجون والبحار.. كم عدد الذين اختفوا خلال الحرب السورية؟
  • تحت غطاء الصمت… الهاتف يفضح الخيانات
  • إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ