وزيرة البيئة تتوجه إلى اذربيجان للمشاركة في الشق التمهيدي لمؤتمر المناخ COP29
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
توجهت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة إلى جمهورية اذربيجان للمشاركة في الشق التمهيدي لمؤتمر المناخ COP29، المنعقد خلال الفترة من ٩ إلى ١١ أكتوبر بباكو، حيث تتولى القيادة المشتركة مع الجانب الاسترالي لتسيير مشاورات الهدف الجمعي الكمي الجديد لتمويل المناخ للوصول لتوافق حول هذا الهدف خلال مؤتمر المناخ COP29 بأذربيجان.
وتشارك فؤاد في الحوار الوزاري رفيع المستوى حول الهدف الجمعي الجديد الكمي لتمويل المناخ، بمشاركة السيد مختار باببيف رئيس المؤتمر ووزير الاقتصاد والموارد الطبيعية بجمهورية أذربيجان، والسيد كريس بوين وزير المناخ والطاقة بأستراليا، والسيد سيمون ستيل السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ.
واكدت د.ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على أهمية الشق التمهيدي للمؤتمر في تمهيد الطريق للخروج بهدف جمعي كمّي جديد لتمويل المناخ متوافق عليه، يلبي طموح الدول بشكل عام، واحتياجات وأولويات الدول النامية والمهددة بآثار تغير المناخ، مع توفير القدرة على الوصول للتمويلات التي سيتم رصدها.
وأوضحت وزيرة البيئة أن فعاليات الشق التمهيدي تتضمن عرض نتائج القيادة المشتركة لبرنامج العمل الخاص بهدف التمويل، وذلك بعد مناقشة الاحتياجات وأولويات الدول النامية؛ وضرورة العمل على الوصول لهدف عالمي كميّ جديد للتمويل يتم إقراره في مؤتمر المناخ COP29، ورؤى الدول حول الهدف، بإلإضافة إلى الجلسة العامة حول الطريق إلى مؤتمر المناخ COP29، والمناقشات برئاسة الثنائيات الوزارية حول موضوعات التكيف والخسائر والأضرار والتخفيف وتمويل المناخ، وايضاً مناقشة المضي قدما في نتائج اول تقييم للمناخ GST.
كما ستعقد وزيرة البيئة عدد من اللقاءات الثنائية على هامش الشق التمهيدى لبحث سبل دفع اجندة المناخ، بإلإضافة إلى المشاركة في عدد من الأحداث الجانبية ومنها جلسات تعزيز الدعم العالمي لشفافية المناخ العالمي، وخارطة الطريق لترويكا لتعزيز التعاون الدولي يستضيفها رئاسة مؤتمرات المناخ COP28, COP29, COP30، والاجتماع الوزاري حول المناخ والتنمية ٢٠٢٤، وجلسة التنمية البشرية لمستقبل اكثر مرونة للمناخ، وكذلك إطلاق تقرير مسار نتائج مؤتمر دبي للمناخ COP28 للطاقة، والمشاورات العامة حول رابطة المناخ والسلام في مؤتمر المناخ COP29، بإلإضافة الى الاجتماع الوزاريّ غير الرسمي بحضور رؤساء مؤتمري المناخ الحالي COP28 والقادم COP29.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتورة ياسمين فؤاد البيئة أذربيجان مؤتمر المناخ باكو المناخ تمويل المناخ مؤتمر المناخ COP29 وزیرة البیئة
إقرأ أيضاً:
تصحر ولاتة: منازل مهدمة ومخطوطات تحت رحمة المناخ
يتعرض إرث المخطوطات الهش في ولاتة للدمار مع زحف رمال الصحراء على البلدة الموريتانية العريقة. وتشكل ولاتة جزءًا من أربع مدن محصنة، أو قصور، مُنحت مكانة التراث العالمي لليونسكو لأهميتها التاريخية كمراكز تجارية ودينية. واليوم، تحتفظ هذه المدن بآثار ماضٍ غني من العصور الوسطى.
زار الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة مدينة ولاتة (أسماها "ولاتن") في عام 753 هـ / 1352 م، حيث أقام فيها قرابة خمسين يومًا وتحدث عن دورها التجاري في إمبراطورية مالي، وقد شهدت المدينة ازدهارًا كبيرًا في القرنين الـ13 والـ14 الميلاديين، حيث أصبحت مركزًا ثقافيًا عربيًا إسلاميًا مرموقًا، جذب إليه أعدادًا كبيرة من العلماء والمفكرين من مناطق مختلفة مثل تومبكتو، فاس، مراكش، وتلمسان.
في جميع أنحاء ولاتة، تتخلل الواجهات الطينية أبواب مصنوعة من خشب السنط، مزينة بتصاميم تقليدية رسمتها نساء محليات. وتحمي المكتبات العائلية مخطوطات تعود لقرون، وهي سجلات لا تقدر بثمن للتراث الثقافي والأدبي المتوارث عبر الأجيال.
ومع ذلك، فإن قرب ولاتة من الحدود المالية يجعلها عرضة بشدة لبيئة الصحراء القاسية. وقد خلفت الحرارة الحارقة والأمطار الموسمية أكوامًا من الحجارة وثقوبًا واسعة في أسوار المدينة التاريخية، وهي آثار أمطار غزيرة بشكل خاص هطلت مؤخرًا.
إعلانوقالت خدي، وهي تقف بجانب منزل طفولتها المنهار، والذي ورثته الآن عن أجدادها: "لقد انهارت العديد من المنازل بسبب الأمطار".
وقد أدى تناقص عدد السكان إلى تسريع تدهور ولاتة. وأوضح سيديا، وهو عضو في مؤسسة وطنية مكرسة للحفاظ على المدن القديمة في البلاد: "أصبحت المنازل أطلالاً لأن أصحابها تركوها".
على مدى أجيال، تناقص عدد سكان ولاتة باطراد مع رحيل السكان بحثًا عن عمل، تاركين المباني التاريخية مهملة. وقد صُممت الهياكل التقليدية، المغطاة بالطوب اللبن المحمر المعروف باسم "بانكو"، لتحمل مناخ الصحراء، ولكنها تتطلب صيانة بعد كل موسم أمطار.
وبات جزء كبير من المدينة القديمة مهجورًا الآن، إلّا نحو ثلث مبانيها. وقال سيديا: "مشكلتنا الكبرى هي التصحر. ولاتة مغطاة بالرمال في كل مكان".
وفقًا لوزارة البيئة الموريتانية، يتأثر ما يقرب من 80٪ من البلاد بالتصحر – وهي مرحلة متقدمة من تدهور الأراضي ناجمة عن "تغير المناخ (و) ممارسات التشغيل غير الملائمة".
بحلول الثمانينيات، كان مسجد ولاتة نفسه مغمورًا بالرمال. ويتذكر بشير باريك، وهو محاضر في الجغرافيا بجامعة نواكشوط: "كان الناس يصلون فوق المسجد" بدلاً من داخله.
على الرغم من الرمال والرياح التي لا هوادة فيها، لا تزال ولاتة تحتفظ بآثار من أيامها كمحطة رئيسية على طرق القوافل العابرة للصحراء ومركز مشهور للتعليم الإسلامي.
وبصفته إمام المدينة، يتحدر محمد بن باتي من سلالة مرموقة من علماء القرآن وهو المؤتمن على ما يقرب من ألف عام من العلم. وتضم المكتبة العائلية التي يشرف عليها 223 مخطوطة، أقدمها يعود إلى القرن الرابع عشر.
في غرفة ضيقة ومكتظة، فتح نصف خزانة لعرض محتوياتها الثمينة، وثائق هشة تعود إلى قرون، بقاؤها على قيد الحياة ليس أقل من معجزة.
إعلانوقال بن باتي مشيرًا إلى صفحات عليها بقع ماء، ومخزنة الآن في أغلفة بلاستيكية: "هذه الكتب، في وقت ما، كانت سيئة الصيانة للغاية ومعرضة للتلف". وأوضح: "في الماضي، كانت الكتب تُخزن في الصناديق، ولكن عندما تمطر، تتسرب المياه إليها ويمكن أن تفسد الكتب"، متذكرًا عندما انهار جزء من السقف قبل ثماني سنوات خلال موسم الأمطار.
قدمت إسبانيا تمويلاً في التسعينيات لإنشاء مكتبة في ولاتة، ودعمت ترميم أكثر من 2000 كتاب وحفظها رقميًا. ومع ذلك، يعتمد الحفاظ المستمر على هذه الوثائق الآن على تفاني حفنة من المتحمسين مثل بن باتي، الذي لا يعيش في ولاتة على مدار العام.
وقال: "تحتاج المكتبة إلى خبير مؤهل لضمان إدارتها واستدامتها لأنها تحتوي على ثروة من الوثائق القيمة للباحثين في مختلف المجالات: اللغات، وعلوم القرآن، والتاريخ، وعلم الفلك".
تعيق عزلة ولاتة تطوير السياحة، فلا يوجد فندق، وأقرب بلدة تبعد ساعتين سفرًا عبر تضاريس وعرة. كما أن موقع المدينة في منطقة تحذر العديد من الدول من السفر إليها، مشيرة إلى تهديد عنف المتمردين، يزيد من تعقيد الآفاق.
شملت جهود مكافحة زحف الصحراء زراعة الأشجار حول ولاتة قبل ثلاثة عقود، لكن سيديا يعترف بأن هذه الإجراءات لم تكن كافية.
تم إطلاق عدد من المبادرات لإنقاذ ولاتة والمدن القديمة الثلاث الأخرى المدرجة معًا على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1996. ويُقام كل عام مهرجان في إحدى المدن الأربع لجمع الأموال للترميم والاستثمار، وتشجيع المزيد من الناس على البقاء.
مع غروب الشمس خلف جبال الظهر وبرودة هواء الصحراء، تمتلئ شوارع ولاتة بأصوات الأطفال وهم يلعبون، وتعود المدينة القديمة لفترة وجيزة إلى الحياة.
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline