كتب- أحمد السعداوي:

تقدمَ الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتهنئة بانتصار أكتوبر، قائلاً: لازم نتوقف هنا كلنا على مرور 51 سنة من العمل الجاد والنجاح الباهر الذي حققته القوات المسلحة خلال هذه الحرب (حرب السادس من أكتوبر 1973).

وأضاف الرئيس السيسي، خلال حضوره تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية، اليوم الثلاثاء: هاكون موضوعي دائمًا في كلامي معكم، هذه الفترة كانت فترة صراع، والجيش المصري كان في محنة كبيرة، وفارق الإمكانات كان كبيرًا أوي في معركة 73، لكن إرادة القتال لتحرير الأرض كانت في ذهن وقلب مش بس الجيش المصري، لكن كمان المصريين.

وتابع رئيس الجمهورية: حدثت حرب أكتوبر، ورغم الفارق في الإمكانات؛ فإن النصر تحقق بالإرادة والقيادة التي كانت تقود مصر في هذه الفترة؛ كانت لها رؤية واستطاعت تتجاوز عصرها والحالة الموجودة، وقاتلت من أجل السلام، وهذه مهمة القوات المسلحة، وده أمر من أشرف مهام أية قوة عسكرية لأية دولة.

واستكمل السيسي: بعد 51 سنة وأنت شايف التطورات التي تتم في منطقتنا، كانت الرؤية شديدة العبقرية، وسابقة للعصر، وتحقق لمصر السلام، وأصبح خيارًا استراتيجيا للدولة المصرية، وهنا عايز أأكد إن احنا ماعندناش أجندة خفية تجاه أحد، دائمًا زي ما اتقال، الحرب هي استثناء، الحالة العامة هي السلام والتنمية، وخلال 51 سنة كان فيه اختبار حقيقي للسلام كاستراتيجية.

وقال السيسي: يمكن كتير من اللي بيسمعني ما عاشّ الفترة دي، أتصور اللي بنشوفه دلوقتي من صراع واقتتال وكراهية كان جزءاً من اللي حصل، ازاي القائد في مصر وحتى إسرائيل يتجاوز هذه الحالة ويعمل سلام؟، مضيفًا: مصر لها موقف ثابت، موقف عادل تجاه القضية الفلسطينية، الشعب الفلسطيني من حقه يعيش في دولة مستقلة، جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.

واستكمل السيسي: أنا ممكن أستطيع أن أتحدث باسمي وباسم كل المنطقة العربية وأشقاءنا؛ هذا الأمر لو تحقق سيفتح الآفاق، القضية الفلسطينية موجودة في وجدان الناس، فمهم أوي دلوقتي نقول إن ده موقفنا الثابت عشان دي قضية عادلة، والمجتمع الدولي عارف ده وبيعترف، لكن مهم ده يتحول إلى عمل.

وأضاف الرئيس السيسي: في المرحلة الحالية نسعى لتحقيق 3 أهداف منذ عام، هي: وقف إطلاق النار وعودة المختطفين وإدخال المساعدات، قطاع غزة فيه 2 مليون شخص، يعانون، سقط منهم أكثر من 40 ألفًا، وحجم الدمار اللي تم في البنية التحتية، سواء مستشفيات أو مدارس أو سكني.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: طوفان الأقصى حكاية شعب حسن نصر الله سعر الدولار الطقس أسعار الذهب الهجوم الإيراني الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدوري الإنجليزي محور فيلادلفيا التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي الرئيس عبد الفتاح السيسي فلسطين انتصار أكتوبر

إقرأ أيضاً:

الحروب وخرائط التوازنات في الشرق الأوسط

 

لم يستقر الشرقُ الأوسط ويَخْلُ من الصراعات والحروب كثيرًا، بل ظلّ يعجُّ لعقود ممتدة بالصراعات النشطة أو المستَكِنَّة التي قد تنفجر في أي وقت، غير أن وتيرة الصراعات وحِدَّتَها -ربما في السنتين الأخيرتين- ارتفعت كثيرًا، بعد موجة من الاضطرابات والصراعات المتداخلة في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ظلت آثارها تخيم على شكل المنطقة إلى اليوم، وزادت فوق كل هذه المعضلات الحروبُ على غزة، وانتقال الصراع الإسرائيلي-الإيراني إلى معادلات جديدة تنذر بتوالي الحروب على المنطقة، إذا لم تبرز “قوى معتدلة” قادرة على إدارة التوازنات في المنطقة، عبر نهج دبلوماسي يستهدف خفض التوترات، وطرح قضايا المنطقة على طاولة المفاوضات، وحل الأزمات، أو -على الأقل- إدارتها باتجاه السلام.

وليس غريبًا، في ظل هذه البيئة الإقليمية وتشعُّب معادلات الصراع بين قوى إقليمية ودولية، القولُ إن المنطقة في طور إعادة التموضع، ورسم خرائط توازنات جديدة، خاصة مع تبدُّل التحالفات، ورغبةِ بعض الأطراف الدولية في إعادة هندسة المنطقة، وما ينتج عن ذلك من أثر على المجتمعات في هذا الإقليم. وهذا الأثر قد لا نفهم أبعاده كاملة في المدى القريب، في عصر تسعى فيه قوى إقليمية لتوسيع نفوذها سياسيًّا وعسكريًّا؛ باستغلال ضعف الدول أحيانًا، أو باستقطابها في مسارات وتحالفات غير معتادة سابقًا؛ رغبة في التنمية، أو الحفاظ على الأمن القومي، أو التقارب مع تحالفات يُعتقد أنها توفر فرصًا للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.

إن الشرق الأوسط في طريق قد يفضي في منتهاه إمّا إلى معادلات توازن جديدة تُصلح المعادلات القديمة وتركز على التنمية، وإمّا إلى مسار غير متناهٍ من الصراعات والحروب، وفرض هيمنة من قوى إقليمية ودولية. ولكي نتجه إلى السلام والتنمية؛ ينبغي لأطراف “معتدلة”، تمتلك بُعد النظر، أن تكون قادرة على إدارة التغيير والتحرك نحو أفق السلام الحقيقي العادل، وطي صفحات السلام الهش.

ووسط التوترات في الشرق الأوسط، والتحوُّلات على وقع الحروب، على الدول النظرَ إلى مجتمعاتها بعمق أكثر، ومعالجة الأزمات المتوقّعة بشكل استباقي، إثر ما يحدث في الإقليم، وخاصة من النواحي الأمنية، واحتمال عودة موجات العنف، وتخليق الوضع القائم على حركات مسلحة أو عودة أنشطة المجموعات القديمة استغلالًا للوضع القائم، على ألا تشمل المعالجة الجانب الأمني فقط، وإنما حزمة متنوعة من المعالجات الدينية والإعلامية والثقافية والتعليمية؛ لتتماسك المجتمعات، وتعيش في سلام يقبل الاختلاف وينبذ التطرف، في بيئة تحفز على التحرك في مسارات التنمية.

وإذا وسّعنا النظرة، فإن حروب المنطقة تتجاوز المواجهات في ميادين القتال، وتذهب نحو أبعاد أعمق من الحروب المعتادة على المستوى الاستراتيجي؛ كتهديد حركة الملاحة، وتدمير الحروب لأجزاء من دول عدة، في ظل تجاوز الصراعات للحدود، والتأثير على اقتصادات الدول، وبيئة دولية متنافسة ومتصارعة ينعكس صداها على الإقليم. وبينما يخفت نجم دولة في المنطقة، هناك دول أخرى تحاول توسيع نفوذها. ولأن لعبة التوازنات ليست دائمًا صفرية؛ فإن ثمةَ قوىً في الإقليم تغير من سياساتها حتى تُقبَل بشكل أكبر في المنطقة، وربما تلعب التطورات الإقليمية لصالحها بشكل مباشر أو غير مباشر. ولهذا، على “القوى المعتدلة” اقتناصَ الفرصة وقيادة لعبة التوازن في الإقليم بمرونة تستوجبها الأوضاع القائمة.

وتأسيسًا على ما سبق، فإن القوى “المعتدلة” يمكن أن تمثلها دول خليجية، كدولة الإمارات والسعودية وقطر، إضافة إلى مصر، لتجتمع هنا القدرات الاقتصادية والعلاقات الاستراتيجية مع القوى الكبرى، والقدرة الأمنية والعسكرية، والانفتاح على دول المنطقة برمتها، للبحث عن توازنات إقليمية ومعادلات أمنية تقوم على الشراكة بين دول المنطقة، ومعالجة الأزمات في إطار نظام إقليمي داعم لمسارات السلام، على أسس حل الأزمات والصراعات، وقد يكون الوقت الحالي هو الأنسب للتحرك.


مقالات مشابهة

  • الحروب وخرائط التوازنات في الشرق الأوسط
  • وصول رئيس الجمهورية العربية السورية والوفد المرافق له إلى دولة الإمارات العربية المتحدة
  • بعد إغلاق دام ثلاثة أيام.. فتح معبر حدودي بين السودان وجنوب السودان
  • الرئيس السيسي يستقبل رئيس الصومال بالعلمين اليوم
  • «أبناء المنطقة الغربية» يطالبون بتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في وفاة المريمي
  • حلقة عمل إقليمية حول أداة محاكاة المؤشرات لصنّاع السياسات في المنطقة العربية
  • أشاد بالجهود والإنجازات المتحققة.. أمير الشرقية يستقبل مدير مكافحة المخدرات في المنطقة
  • أرملة إبراهيم شيكا تعلن التصالح مع عائلته: «حسبي الله في الناس اللي كانت مولعة الدنيا»
  • السوداني يشدد على دعم السلام في المنطقة مع سفير صربيا
  • رئيس المحكمة العربية للتحكيم: نشكر الرئيس السيسي لتخصيص مقر دائم لنا بالقاهرة