البرلمان الفرنسي يرفض حجب الثقة عن حكومة ميشال بارنييه
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
رفض نواب الجمعية الوطنية الفرنسية الثلاثاء مذكرة تقدم بها التحالف اليساري الفرنسي من أجل حجب الثقة عن الحكومة. ولم يصوت لصالح الحجب سوى 197 صوتا، بينما يتطلب الأمر موافقة 289 على حجب الثقة، وهو ما لم يكن. وبذلك تتجاوز الحكومة الفرنسية أو اختبار لها يطالب بحجب الثقة عنها.
وكان تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري قد تقدم بمذكرة حجب الثقة بعد أن وقع عليها 192 نائبًا، يتهمون الحكومة الجديدة بتجاهل نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وقد أعلن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الذي يمتلك 125 نائبًا، عن امتناعه عن التصويت على مذكرة حجب الثقة في الوقت الراهن. ونظرًا لحاجة المذكرة إلى 289 صوتًا للمرور، فقد كان من المستحيل نجاحها دون دعم التجمع الوطني.
وبينما صرحت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان بأنها قررت "منح فرصة" للحكومة. في المقابل، اعتبر أوليفييه فور من الحزب الاشتراكي أن "التجمع الوطني قرر إظهار دعمه دون المشاركة في الحكومة".
جاء هذا التصويت في وقت تواجه فيه حكومة بارنييه الهشة تحديًا كبيرًا للحصول على موافقة البرلمان على ميزانية العام المقبل، رغم عدم امتلاكها أغلبية برلمانية.
وتنقسم الجمعية الوطنية الفرنسية حاليًا إلى ثلاثة كتل رئيسية، هي: الجبهة الشعبية الجديدة، وحلفاء ماكرون الوسطيين، وحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، دون أن تتمتع أي منها بأغلبية مطلقة.
وقد تصاعد الاستياء عندما استغرق ماكرون 51 يومًا لتعيين بارنييه ، المنتمي لحزب الجمهوريين المحافظ ، رئيسًا للوزراء، واضعًا على رأس الحكومة سياسيًا ينتمي لحزب حصل على أقل من 5% من الأصوات في الانتخابات.
يشار إلى أنّ حكومة بارنييه تتكون في معظمها من أعضاء حزبه ووسطيين من تحالف ماكرون، الذين يشكلون معًا ما يزيد قليلاً عن 200 نائب
المصادر الإضافية • أب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سابقة في تاريخ الجمهورية الخامسة الفرنسية: مشروع قرار لعزل الرئيس إيمانويل ماكرون كبير مفاوضي البريكست ميشال بارنييه: اتفاق البريكست ليس مثاليا ويجب علينا تنفيذه بحذر ميشال بارنييه: "كل ما تم توقيعه ينبغي الالتزام بتنفيذ بنوده" ميشال بارنييه فرنسا تصويتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان ثقافة إسرائيل طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان ثقافة إسرائيل طوفان الأقصى غزة ميشال بارنييه فرنسا تصويت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى ثقافة إسرائيل غزة لبنان الاقتصاد الصيني قتل دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي فرنسا الذكاء الاصطناعي السياسة الأوروبية الجمعیة الوطنیة التجمع الوطنی میشال بارنییه یعرض الآن Next حجب الثقة
إقرأ أيضاً:
اعتراف فرنسا بفلسطين.. دعم من ماكرون للقضية أم استعراض رخيص؟
فقد عقدت الأمم المتحدة جلسة بطلب سعودي فرنسي لدعم العمل على تحقيق حل الدولتين بعدما قالت باريس إنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، وإنها ستمضي قدما في المساعدة على بناء هذه الدولة، وهو ما اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلاما "لا وزن له ولن يشكل فرقا".
ولم تشارك واشنطن في جلسة الأمم المتحدة لأنها تعتبر أن ما يجري مكافأة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي وصفتها متحدثة الخارجية الأميركية تامي بروس بـ"الوحوش"، واتهمتها بالمسؤولية عما يحدث في قطاع غزة لأنها ترفض إلقاء السلاح.
لكن فرنسا التي قال وزير خارجيتها جان نويل بارو، إنها خلقت زخما لا يمكن وقفه، تعرف أنها لن تدفع ثمنا إزاء هذا الحراك المناهض للرغبة الأميركية الإسرائيلية على ما يبدو.
الطعام أهم من الاعتراف بفلسطينوكان أجدر بماكرون التحرك لإنقاذ من يتساقطون جوعا في غزة لأنهم يحتاجون الطعام والدواء أكثر من احتياجهم لاعترافه بدولتهم غير القابلة للتحقق وفق الحلول الكلاسيكية، كما يقول الكاتب في نيوزويك والمحلل السياسي القريب من البيت الأبيض، بيتر روف.
وخلال مشاركته في حلقة 2025/7/31 من برنامج "من واشنطن"، انتقد روف الرئيس الفرنسي وقادة العالم قائلا إن عليهم "إنقاذ الأطفال من الموت بهذا الشكل المقزز فورا، إذا كانت هناك مجاعة فعلية، ولم يكن الأمر مجرد دعاية تستهدف إيصال المساعدات والسلاح لحركة حماس".
ولم يكن هذا موقف روف وحده، فقد وافقه الناشط السياسي الفلسطيني الأميركي خالد الترعاني، الذي وصف حديث فرنسا عن الاعتراف بدولة فلسطين بأنه "استعراض رخيص يقوم به ماكرون على أشلاء الفلسطينيين الذين قتلوا بيد إسرائيلية وتواطؤ وأذرع أميركية".
وحتى المساعدات التي قالت باريس إنها ستسقطها للفلسطينيين جوا، لا تعدو كونها محاولة لمنح إسرائيل فرصة لتنفس الصعداء وتخفيف الاحتقان في الشارع العربي، ناهيك عن أنها لا تعادل حمولة شاحنة واحدة من الشاحنات المكدسة على الحدود والتي ترفض إسرائيل تمريرها ولا تجد من يجبرها على ذلك.
إعلانكما أن النقاش الدائر حاليا حول ماهية الدولة الفلسطينية التي تريد فرنسا وبريطانيا الاعتراف بها والشروط التي تضعانها لهذا الاعتراف "يتنافى مع كونها حقا أصيلا للفلسطينيين".
وقبل هذا وذلك، فإن الاعتراف الذي تتحدث عنه فرنسا وغيرها "يكترث لدولة وهمية بلا سيادة، لا يستطيع المسلم فيها الصلاة بالمسجد الأقصى ولا يستطيع المسيحي الصلاة داخل كنيسة القيامة، فضلا عن قتلها حق العودة".
ومع ذلك، لا يمكن التقليل من أهمية الاعتراف الفرنسي بفلسطين، والذي "يمثل خطوة على مسار يفترض أن ينهي هذه الكوارث المترتبة على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي"، برأي المديرة السابقة للسياسات في منظمة "جي ستريت"، ديبورا شوشان، والتي شددت على ضرورة عدم ربط إنهاء مأساة غزة بهذا المسار السياسي.
فالناس في غزة يحتاجون إلى الطعام والدواء بشكل عاجل، وبالتالي فإن على ماكرون ربط هذه الخطوة بإيجاد بصيص أمل في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون والإسرائيليون والأسرى الموجودون بالقطاع، حسب شوشان.
وعلى ما فيه من مواجهة للولايات المتحدة وإسرائيل، فإن قرار باريس الاعتراف بفلسطين لا يخلو من سعي لتحقيق مكاسب سياسية، وإحياء لنظرية الطريق الثالث الذي مثله شارل ديغول من أجل الحفاظ على العلاقة مع الشرق والغرب وإيجاد سياسة خارجية مستقلة، كما يقول الصحفي المتخصص في الشؤون الأميركية والفرنسية فيلافيوس مهينس.
لكن مهينس يقر بـ"وجود استثناء في هذا النهج منذ الحرب الباردة تماشيا مع العالم الذي تقوده الولايات المتحدة"، ويرى أن ماكرون "سحب بهذا الإعلان البساط من تحت قدم اليسار الفرنسي المعروف بدعمه التاريخي للقضية الفلسطينية".
موقف غير مؤثر
في المقابل، يرى روف أن تصريح ترامب الذي وصف فيه الموقف الفرنسي بأنه "بلا وزن" يعكس نظرة قادة العالم لما يمكن أن تقوم به فرنسا في قضية دولية مهمة كقضية فلسطين.
بل إن الكاتب الأميركي يعتقد أن الحديث عن حل الدولتين "ليس إلا محاولة للعودة بالأمر للوراء لأن هذا الحل غير منطقي وقد ينتهي بتكوين 3 أو 4 دول بالنظر إلى من يريدون الانفصال بجزء في غزة أو جزء من الضفة الغربية"، ويرى أن حل هذه القضية "يتطلب رؤى مبتكرة ليس من بينها تهجير الناس من قطاع غزة لإعادة إعماره".
ورد مهينس على حديث روف، بقوله إن التاريخ "هو من سيحكم على هذه الخطوة"، وإنه لا ينبغي تجاهل أن فرنسا "ستكون أول عضو بمجلس الأمن يعترف بفلسطين، وهي لعبة كبيرة تطرح جدلية بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل".
ولم ينف الصحفي الفرنسي حديث اليسار في بلاده عن أن خطوة ماكرون ستكون بلا تكلفة تقريبا، وأن سعيه للاعتراف بفلسطين لم يوقف تعاونه العسكري مع إسرائيل. ولفت أيضا إلى ربط باريس هذا الاعتراف باعتراف كل الدول العربية بإسرائيل كجزء من المنطقة.
وخلص إلى أن إدخال المساعدات لغزة يجب ألا يكون مرهونا بالاعتراف بفلسطين التي لم يعد ممكنا الوصول إليها عبر اتفاقية أوسلو، مضيفا أن "الحديث العقلاني يقول إن الولايات المتحدة هي أكبر قوة في العالم وإنها تدعم إسرائيل سياسيا وعسكريا، ومن ثم فإن الموقف الأميركي أهم من كل المواقف والمبادرات الأخرى في نهاية المطاف".
إعلان 31/7/2025-|آخر تحديث: 19:37 (توقيت مكة)