رحيل الكاتبة النمساوية الأمريكية لور سيغال عن عمر ناهز 96 عاما بعد مرض قصير الأمد
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
توفيت الكاتبة والمترجمة النمساوية الأمريكية المعروفة لور سيغال يوم الاثنين عن عمر يناهز 96 عامًا. كانت تعيش لفترة طويلة في منطقة أبر ويست سايد في مانهاتن. وقد رحلت في شقتها بعد معاناة قصيرة مع المرض، كما أفاد ناشرها ميلفيل هاوس.
وُلِدت "لور غروزمان" عام 1928 في بيئة مرفهة في حي مزدهر في فيينا. ومع تصاعد معاداة اليهود عقب ضم النمسا من قِبَل النازيين، قررت عائلتها إرسالها إلى لندن كوسيلة للهروب من تلك الأجواء القاسية.
تتناول اللحظات الحاسمة في حياتها فيلم وثائقي بعنوان "في أحضان الغرباء"، الذي أخرجه مارك جوناثان هاريس وحاز على جائزة الأوسكار. يركز الفيلم على تأملاتها وذكرياتها المروعة، مع والدتها، في تلك الفترة الصعبة.
ومع ذلك، كان لتأثير كتاباتها دورٌ بارز قبل أن تصبح سيغال شخصية معروفة. فقد كتبت العديد من الرسائل إلى السلطات البريطانية، مما أسهم في منح والديها الفرصة للانضمام إليها في لندن، حيث عملا كخادمين منزليين.
لم تقتصر كلمات سيغال على مساعدة عائلتها في الهروب من النازيين، بل ساهمت أيضًا في تشكيل استكشافاتها المؤثرة لتجارب اللاجئين والمهاجرين اليهود في أعمال مثل "منازل الناس الآخرين" و"أول أمريكي لها". في عام 2019، جمعت كتاباتها الخيالية والواقعية في مختارات بعنوان "اليوميات التي لم أحتفظ بها"، حيث تأملت أهمية محاولة استعادة الماضي وعيوب تلك المحاولات.
وصلت براعتها الأدبية إلى مستويات رفيعة، إذ كانت سيغال في عام 2008 من بين المرشحين النهائيين لجائزة بوليتزر عن روايتها "مطبخ شكسبير"، كما اختارتها الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب في عام 2023.
بعد انتقالها إلى الولايات المتحدة عام 1951، أنتجت لور سيغال مجموعة متنوعة من الأعمال التي شملت الروايات، والقصص القصيرة، والمقالات، وكتب الأطفال. تزوجت من المحرر الأدبي ديفيد سيغال عام 1961، وأنجبت طفلين، لكن زوجها توفي بنوبة قلبية في عام 1970.
وقد مكنتها موهبتها الأدبية من ترجمة الكتاب المقدس وحكايات الأخوين غريم الخيالية، التي تزينت برسوم توضيحية لصديقها موريس سينداك. استلهمت سيغال من حياتها الخاصة، ونسجت بين الذاكرة والخيال في سردها الأدبي.
Related"حدودنا ستمتد إلى مكة والمدينة وحتى جبل سيناء".. كاتب إسرائيلي يتحدث عن "أرض التوراة" المزعومةالدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادهامن هي الكاتبة الأمازيعية طاوس عمروش التي يحتفى بها موقع غوغل اليوم؟تقدم رواية "منازل الناس الآخرين"، التي صدرت عام 1964، تصويرًا حيًا لطفولة سيغال في النمسا، وتجاربها في الرعاية البديلة في لندن خلال الحرب العالمية الثانية، ووصولها إلى نيويورك. نُشرت الرواية في الأصل على شكل حلقات في مجلة "نيويوركر"، مما ساهم في لفت الأنظار إلى أسلوبها الأدبي الفريد.
في كتاب "أول أمريكي لها"، تستكشف سيغال تجاربها المبكرة في الولايات المتحدة، حيث تقدم رؤى ثاقبة حول تكيفها مع الحياة في بلد جديد. من جهة أخرى، تستمد روايتها القصيرة المصورة "لوسينيلا" إلهامها من الفترة التي قضتها في منتجع يادو الفني شمال نيويورك خلال سبعينيات القرن العشرين.
تسلط سيغال الضوء على القوة التحويلية للمدينة، موضحة كيف يمكن أن يحول المشهد الذي كان غريبًا في البداية "الأجنبي إلى مواطن" تدريجيًا. تعبر عن هذه الفكرة باستخدام نثرها الذي يجمع بين الأناقة والعمق، مما يتيح للقارئ فهم التجارب المعقدة للاجئين والمهاجرين.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل سيقضي الذكاء الاصطناعي الأمريكي على الثقافة واللغات الأوروبية؟ تضامنا مع غزة.. المكتبة الوطنية التونسية تستضيف معرضا وثائقيا يسلط الضوء على تاريخ وثقافة فلسطين من الكنيسة إلى النجومية: وفاة أسطورة موسيقى الغوسبل الأمريكية سيسي هيوستن والدة ويتني هيوستن نازية ثقافة معاداة السامية الحرب العالمية الثانية النمسا الهجرةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى غزة إسرائيل لبنان الاقتصاد الصيني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى غزة إسرائيل لبنان الاقتصاد الصيني نازية ثقافة معاداة السامية الحرب العالمية الثانية النمسا الهجرة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى غزة إسرائيل لبنان الاقتصاد الصيني قتل دونالد ترامب الصين ثقافة الاتحاد الأوروبي فرنسا السياسة الأوروبية یعرض الآن Next فی عام
إقرأ أيضاً:
"نعيش نكبة أكبر من أي نكبة".. غالية أبو مطير تروي مأساة لاجئة فلسطينية على مدى 77 عاما
في الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية، يواجه سكان قطاع غزة أصعب محطات حياتهم منذ عام 1948. غالية أبو مطير، إحدى سكان القطاع الذي يعاني حربا طاحنة منذ 19 شهرا، تهجرت طفلة من قريتها قرب تل أبيب، واليوم تخشى أن تتعرض لتهجير جديد يعيدها إلى تجربة العيش في خيام اللجوء التي عايشتها من قبل. اعلان
حين كانت في الرابعة من عمرها، اضطرت غالية أبو مطير للعيش في خيمة بخان يونس بعد أن هربت عائلتها من منزلها قرب تل أبيب، هربا من تقدم القوات الإسرائيلية في ما يعرف اليوم بدولة إسرائيل.
واليوم، وبعد 77 عاما، تجد نفسها تعيش مجددا في خيمة، يتعرض مكان وجودها للقصف الإسرائيلي وسط الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وفي الذكرى السابعة والسبعين للنكبة التي شهدها الفلسطينيون عام 1948، والتي شهدت تهجير نحو 700 ألف فلسطيني أو فرارهم من منازلهم أثناء الحرب التي انتهت بإعلان قيام إسرائيل، تروي قصة حياة غالية مأساة الشتات الفلسطيني المستمرة حتى اليوم.
فخلال 19 شهرا من الحرب، دمر الجيش الإسرائيلي معظم قطاع غزة، وقتل أكثر من 51,000 شخص بحسب وزارة الصحة في غزة، بالإضافة إلى نزوح نحو 2.3 مليون نسمة، وتفاقم أزمة المجاعة ونقص الإمدادات الطبية.
تقول غالية، التي تبلغ من العمر 81 عاما، أمام خيمتها التي تشاركها مع أبنائها وبناتها و45 حفيدا: "نحن نواجه اليوم نكبة أكبر من تلك التي شهدناها سابقا. حياتنا أصبحت مليئة بالخوف المستمر، ليلا ونهارا، مع الصواريخ والطائرات الحربية التي تحلق فوقنا. نحن لا نعيش، وحتى الموت سيكون أرحم من هذا الوضع".
Relatedشاهد لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى في جباليا شمال غزةخطة المساعدات الأمريكية لغزة: ماذا نعرف عنها؟ ومن يتولى تنفيذها؟تصاعد الجدل داخل إسرائيل حول غزة: بين إعادة الاحتلال وإنهاء العمليات العسكريةارتفاع حصيلة قتلى الحرب على غزة إلى 52 ألفا و928 فلسطينياويخشى الفلسطينيون أن يكون الهدف النهائي لإسرائيل هو تهجير سكان القطاع المنكوب بالكامل.
وفي المقابل، تؤكد الدولة العبرية أن حملتها العسكرية تهدف إلى تدمير حركة حماس، ردا على هجوم الحركة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص في جنوب إسرائيل، واختطاف حوالي 250 آخرين.
وقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه بعد هزيمة حماس، ستواصل إسرائيل السيطرة على غزة وستشجع الفلسطينيين على "المغادرة طوعًا".
وقد وُلد قطاع غزة من رحم النكبة، حيث تم دفع نحو 200,000 من لاجئي عام 1948 إلى هذه المنطقة الساحلية الصغيرة.
وتم ترسيم حدود غزة بموجب اتفاق هدنة بين إسرائيل ومصر، التي كانت قد شاركت في الحرب إلى جانب دول عربية أخرى بعد إعلان قيام إسرائيل.
ويقدر أن أكثر من 70% من سكان غزة اليوم هم من نسل الفلسطينيين الذين هجر آباؤهم وأجدادهم من مدنهم وقراهم الأصلية خلال نكبة عام 1948، وليسوا من السكان الأصليين للقطاع.
ولا تتذكر أبو مطير الكثير عن قريتها الأصلية وادي حنين، وهي قرية صغيرة تكثر فيها بساتين الحمضيات، وتقع جنوب شرق تل أبيب اليوم.
"لا حرب مثل الحرب التي نعيشها الآن"وكانت غالية أبو مطير في الرابعة من عمرها فقط عندما اضطرت عائلتها للفرار بها وبإخوتها الثلاثة، مع تقدم القوات الإسرائيلية التي كانت تخوض معارك لتهجير السكان الفلسطينيين من قراهم.
وتتذكر أبو مطير السير على طول الساحل المتوسطيّ وسط أصوات الرصاص، وتقول إن والدها وضع الأطفال خلفه، محاولًا حمايتهم. ساروا لمسافة 75 كيلومترًا (45 ميلًا) إلى خان يونس، حيث استقروا في مدينة من الخيام أُقيمت لإيواء آلاف اللاجئين هناك.
وقدمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) الغذاء والإمدادات، فيما خضعت غزة للحكم المصري.
وعندما اجتاحت القوات الإسرائيلية غزة في طريقها لغزو سيناء المصرية عام 1956، فرّت عائلة أبو مطير مجددًا إلى الشيخ زويد وسط غزة، قبل أن تعود إلى رفح.
وفي السنوات التي أعقبت حرب عام 1967، عندما احتلت إسرائيل غزة والضفة الغربية، غادرت والدتها وإخوتها إلى الأردن.
أما أبو مطير، التي كانت قد تزوجت وأنجبت أطفالًا حينها، فبقيت في غزة. وتقول: "لقد عشت جميع الحروب الأخيرة، لكن لا حرب مثل الحرب التي نعيشها الآن".
قبل عام، فرت عائلتها من رفح عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية المدينة، وهم يعيشون الآن في مدينة خيام مترامية الأطراف في المواصي، على الساحل خارج خان يونس. وقد قتل أحد أبنائها في غارة جوية إسرائيلية، تاركًا ثلاث بنات، وطفلًا، وزوجة حامل أنجبت لاحقًا. كما قُتل ثلاثة من أحفاد أبو مطير في الحرب.
وخلال الحرب، قادت الأونروا جهود إغاثة إنسانية ضخمة بالتعاون مع منظمات دولية لإبقاء الفلسطينيين على قيد الحياة.
لكن منذ عشرة أسابيع، منعت إسرائيل دخول جميع المواد الغذائية والوقود والأدوية والإمدادات الأخرى إلى غزة، قائلة إنها تهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن.
وقد تصاعدت معدلات الجوع وسوء التغذية في القطاع، بحسب منظمات الإغاثة، مع نفاد مخزون الطعام.
وتقول أبو مطير: "هنا في المواصي، لا يوجد طعام أو ماء. الطائرات تقصفنا. أطفالنا يُرمون (قتلى) أمام أعيننا".
وتتذكر المرات القليلة التي تمكّنت فيها من مغادرة غزة خلال عقود الاحتلال الإسرائيلي.
في إحدى المرات، شاركت في زيارة جماعية إلى القدس، وعندما مرّت بهم الحافلة داخل إسرائيل، بدأ السائق ينادي بأسماء البلدات الفلسطينية التي اختفت: إسدود، بالقرب من مدينة أشدود الحالية؛ المجدل، التي أصبحت أشكلون.
مرّوا بالقرب من المكان الذي كانت فيه وادي حنين، وتقول إنها تعرف فلسطينيين عملوا في بلدة نس تسيونا الإسرائيلية، المقامة على أنقاض قريتها الأصليّة. وقد بلغها سابقا ألا شيء تبقّى من البلدة سوى بيت أو بيتين، ومسجد تم تحويله إلى كنيس يهودي.
"كنت أحلم بالعودة إلى وادي حنين، أما الآن فكل ما أريده هو العودة إلى رفح".
لكن معظم رفح قد سُويت بالأرض، بما في ذلك منزل عائلتها، كما تقول، "إلى أين نعود؟ إلى الحجارة؟ أم إلى الركام؟".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة