مخيم جباليا.. المُعسكر المقاتل وعنقاء الرماد التي لن تهزم
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
الثورة / وكالات
“لن يسقط مخيم جباليا..”، كثيرة هي العبارات التي سطرها الفلسطينيون الصامدون في مخيم جباليا للاجئين على جدران المنازل التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية على مدار عام من الإبادة، يصرون على البقاء رافضين النزوح تحت نار عملية عسكرية ثالثة تتواصل بلا هوادة منذ أيام.
تنهمر قذائف المدفعية من جهات المخيم كافة، يكُر سكان جباليا بما استطاعوا أن يحملوا من أمتعة أو قل بقايا متاع فقدوا معظمه على مدار عام من حرب الإبادة، بحثاً عن أمان غير منظور في أي من مراكز الإيواء.
ووسط كل هذا الألم الذي يتنفسه سكان المخيم الصامد كما الهواء المشبع ببارود الصواريخ والقذائف على البقاء رافضين الخضوع لأوامر الإخلاء القسري، والتي يرون فيها محاولة لتهجيرهم تحت النار، مؤكدين أن ما فشل به الاحتلال في ذروة معركة طوفان الأقصى لن ينجح به في نهايتها.
ويصر يوسف أبو قمر على البقاء في شمال قطاع غزة رافضاً مغادرة المخيم، ويقيم حاليا في خيمة نصبها بأحد مراكز الإيواء. ويقول إنه لن يغادر جباليا حتى وإن كلفه ذلك حياته، رغم فقدانه منزله والعشرات من أقاربه خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على القطاع.
ويمكث أبو قمر داخل خيمة النزوح برفقة زوجته وأبنائه في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، إلى جانب المئات من أبناء مخيم جباليا الرافضين لمغادرته، رغم المخاطر المحدقة بأرواحهم في ظل الحصار الإسرائيلي للمخيم.
ويضيف أن الاحتلال يحاول بالقوة النارية دفعهم للهجرة والنزوح إلى جنوب قطاع غزة بعد عام من الصمود في الشمال، “رغم الدمار الكبير الذي حل بالمخيم وخسارتنا منازلنا وسبل عيشنا، والمجاعة التي عشنها لأشهر وتتكرر اليوم”.
ويرى أبو قمر في دعوات جيش الاحتلال للنزوح القسري، بأنها محاولة لإيهام سكان المخيم بوجود مناطق آمنة في جنوب القطاع، غير أن الواقع عكس ذلك تماما فقد قصفوا خيام النازحين في مواصي خان يونس، ودير البلح، واجتاحوا رفح التي ادعوا أنها “منطقة إنسانية آمنة” بداية الحرب.
ويستدرك بالقول: “إذا لا بد من الموت فلنمت في المخيم الذي لطالما احتضننا وعشنا فيه وعاش فينا.. إلى أين نذهب وسط هذا الخراب في كل مكان.. ما رفضناه في بداية الحرب لن نقبله الآن”.
وفي السادس من أكتوبر 2024، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية عسكرية برية في جباليا، بذريعة منع المقاومة الفلسطينية من استعادة قوتها في المنطقة، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمالي القطاع منها جباليا هي الأعنف منذ مايو الماضي.
وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها جيش الاحتلال في مخيم جباليا شمالي القطاع منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، حيث استشهد وأصيب المئات في قصف جوي ومدفعي وإطلاق نار داخل المخيم، إضافة لتدميره وحرقه مئات المنازل.
ومع إطلاق العملية العسكرية الجديدة ضد جباليا بدأ جيش الاحتلال بتهجير الفلسطينيين من 3 بلدات شمال قطاع غزة، في خطوة تبدو تطبيقا غير معلن لما سُمي إعلاميا “خطة الجنرالات” التي تهدف لتفريغ شمال القطاع وفرض حصار مطبق عليه تمهيدا للاستيطان فيه.
وكشف عن “خطة الجنرالات” مطلع سبتمبر الماضي، وتقضي بتهجير جميع الفلسطينيين من شمال القطاع ضمن مهلة تستمر أسبوعا قبل فرض حصار على المنطقة ووضع المقاتلين الفلسطينيين فيها بين خيار الموت أو الاستسلام.
ولم تعلن الحكومة الإسرائيلية تبني الخطة، لكن هيئة البث (رسمية) ذكرت في سبتمبر أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) يبحث هذه الخطة.
ويشاطر غازي الكفارنة ابن مخيمه الإصرار على البقاء في منزله رغم تدمير أجزاء منه، ويرى أن مغادرة المخيم لن توفر له الأمان أو المساعدة، مشيرا إلى النزوح لن يحل الأزمة بل سيزيد من معاناتهم.
ويقول إن الخروج من شمال قطاع غزة إلى جنوبه يعني الموت وهو ليس بالضرورة بالصواريخ. فمنذ بداية الحرب شهدنا على أطياف متعددة لأشكال الموت بالأمراض والأوبئة وتلوث المياه، مؤكداً أنه لا يثق في مسارات النزوح “غير الآمنة” التي حددها جيش الاحتلال، عدا عن أن الجنوب غير مهيَّأ لاستقبال أعداد جديدة من النازحين.
ويضيف الكفارنة: “صحيح أننا نعاني من شبه مجاعة نتيجة النقص الكبير في المواد الغذائية وعدم توفر الخضراوات وإن توفرت أسعارها فلكية، لكن الذهاب إلى الجنوب يعني حياة خيام لا نعرف إلى أين ينتهي الحال بها داخلها، عدا عن أن الجنوب غير مهيئ لاستقبال نازحين جدد”.
ويعتقد أن جيش الاحتلال يعتمد على مبدأ الضغط العسكري على أهالي مخيم جباليا بشكل عام لدفعهم للنزوح بالقوة تحت كثافة القوة النارية، مشيراً إلى أن هذه السياسة أثبتت فشلها والدليل هو إصرار الناس على عدم مغادرة منازلهم إلى مناطق أخرى، رغم اقتراب آليات جيش الاحتلال منهم بشكل واضح.
ويتمسك الآلاف من أهالي شمال قطاع غزة بخيار البقاء بمنازلهم وعدم النزوح للمناطق الجنوبية، منذ 14 أكتوبر 2023، حينما أصدر جيش الاحتلال أول أمر إخلاء قسري لهم.
ومن أصل 1.2 مليون نسمة كانوا يقطنون محافظتي غزة والشمال يوجد حاليا نحو 700 ألف نسمة رفضوا النزوح إلى جنوب القطاع، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
ولطالما مثّل مخيم جباليا الكف الذي يواجه المخرز الإسرائيلي منذ سنوات الانتفاضة الأولى فمنه اندلعت شرارتها التي أشعلت الأراضي الفلسطينية كافة، ومنه انتشرت الشعارات والرسومات التي ملأت جدران المخيم وعبرت عن حالته الثورية وكان لها دور في التعبئة السياسية.
وفي انتفاضة الأقصى عام 2000، شهد مخيم جباليا معارك ضارية، منها معركة “أيام الغضب” عام 2004، حاول فيها العدو اقتحام المخيم، لكنّه عاد يجرّ أدراج الهزيمة بعد قتال دام 17 يوماً. وهي المعركة التي ظهر فيها الشيخ نزار يقود المقاتلين ويثبّتهم في الصفوف الأولى، وفيها قال مقولته التاريخية: “لن يدخلوا معسكرنا، يعني لن يدخلوا معسكرنا”.
اليوم وبعد عام على طوفان الأقصى ومحاولات كسر المقاومة في جباليا، يعود المخيم الواقع على مساحة كليو متر مربع ونصف، كالعنقاء من رماد العمليات العسكرية ليقاوم عملية عسكرية إسرائيلية ثالثة، في محاولة لنزعه من ساكنيه. ففي هجومها البري الأول عليه في 27 أكتوبر 2023 شنت قوات الاحتلال آلاف الغارات وفتحت أبواب جحيم “النيران التمهيدية” على المعسكر العنيد، الذي رفض معظم سكانه مغادرته.
وفي 12 مايو 2024 شن جيش الاحتلال هجوماً عنيفاً على جباليا من عدة محاور، وأرسل ثلاث كتائب مدرعة لتنفيذ المهمة التي لطالما فشل فيها، ظاناً أنه بعد كل هذه الأشهر من السحق والتجويع سيركع المعسكر وسيرفع الراية البيضاء، لكن ما حصل هو أن جباليا العنيدة أثبتت مجدداً أنها الجبهة الأكثر قوة وصموداً في هذه المعركة، حتى أن أسراب طائرات الهيلوكوبتر التي أتت لإخلاء الجنود القتلى والجرحى لم تفارق سماء المعسكر طول تلك الأيام.
هذا الصمود الأسطوري للمخيم لم يبن على بحر من رمال، فمنذ نشأته عام 1948 من اللاجئين الذين لجؤوا إليه بعد النكبة، شكّل منطقة تمركز للفدائيين الذين التحقوا بمعسكرات التدريب التابعة لـ”جيش التحرير الفلسطيني” في ستينيات القرن الماضي، إذ سارع المئات من شبان مخيم جباليا للانضمام إليه، وشاركوا في عمليات فدائية داخل خط الهدنة ومعارك حرب حزيران عام 1967، كما يؤكد الباحث في الشأن الفلسطيني سعيد زياد.
ولم تثن هؤلاء الفدائيين الهزيمة العربية والاحتلال فلسطين كاملة وجزء كبير من الأراضي العربية عن المقاومة والانضمام إلى التشكيلات الفدائية التي أرقت العدو وأوقعت فيه الخسائر الجسيمة. وكانت أوج هذه العمليات بين عامي 1968 و1972، إذ قام وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون، بعمليات استهداف كبيرة للفدائيين، وهدم أعداد كبيرة من منازل المخيم، في محاولة منه لوأد المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، وذلك عبر عملية اجتياح واسعة، حاول العدو فيها تجريف المخيم وتهجير أهله عبر عملية واسعة استمرت لأربعة أعوام، انتهت بالفشل الذريع.
واليوم يعيد المخيم العنيد صياغة ذاته المقاومة التي عرف بها طيلة العقود الماضية ليكتب ورثة السلاح كما دوماً “عاش المُخيم.. وعاشت روح جباليا التي لا تُهزم”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: شمال قطاع غزة جیش الاحتلال مخیم جبالیا على البقاء
إقرأ أيضاً:
الأخطر منذ أسابيع.. كمين القسام في جباليا يتصدر منصات التواصل
تصدرت عملية نفّذتها كتائب عز الدين القسّام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 11 آخرين، في عملية وُصفت بـ"النوعية والمعقدة".
وأعلنت كتائب القسّام، في بيان لها، أن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال من مسافة صفر شرق مخيم جباليا، مشيرة إلى وقوع عدد من الجنود بين قتيل وجريح، وسط استمرار الاشتباكات.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 3 جنود برتبة رقيب أول في معارك بشمالي قطاع غزة أمس الاثنين إثر استهداف عربة عسكرية من طراز هامر كانوا يستقلونها في جباليا شمال القطاع، كما أصيب اثنان من رجال الإطفاء بجروح.
وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان مقتضب اليوم الثلاثاء- إن الضحايا ينتمون إلى الكتيبة التاسعة في لواء المشاة غفعاتي.
بعد استهداف سيارة عسكرية لجيش الاحتلال ضمن كمين مركب في جباليا، وإيقاع جنود بين قتلى وجرحى.. ما أهمية هذه العملية في هذا التوقيت بالنسبة للمقاومة؟#مسار_الأحداث #حرب_غزة pic.twitter.com/CzKdegXLpD
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 3, 2025
وفي تفاصيل العملية، تعرضت أولا قوة من لواء غفعاتي من كتيبة روتيم، التابعة للكتيبة التاسعة المدرعة في جباليا شمالي قطاع غزة، إلى تفجير عبوة ناسفة في ناقلة جند مدرعة كان جنود يستقلونها، حيث تمكن الجنود من القفز منها وكانت إصاباتهم طفيفة.
في عملية #كمين_جباليا، لم تكن الخسائر المباشرة للعدو – مقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين بعضهم بحالة حرجة – هي ما يثير الدهشة،
بل العجز العملياتي الصارخ لجيش الاحتلال عن إجلاء المصابين على مدى أكثر من 4 ساعات، رغم تفوقه الجوي والاستخباراتي.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} pic.twitter.com/QPhnHLZOMn
— الواثق بالله (@WATHIQBIALLAH) June 3, 2025
إعلانومع إعلان القسّام عن عملياتها النوعية، بدأ اسم عملية "كمين جباليا" يتصدّر منصات التواصل الاجتماعي، حيث قال مغرّدون إن الكمين مشهد لا يتكرّر بسهولة؛ "مقاتل جائع ومُرهق ومحاصر، لكنه يختار الهجوم بدلًا من الانكسار"، مضيفين أن هذا ليس انتصارًا تكتيكيا فقط، بل صفعة لكل من راهن على سقوط غزة من الداخل.
واعتبر آخرون أن هذه العملية هي الأخطر منذ أسابيع، إذ بدا المشهد وكأنه عملية إجلاء مأخوذة من أحد أفلام الحرب، لكن من دون نهاية سعيدة؛ فقد تعرّضت إحدى المروحيات لهجوم مباشر أثناء محاولتها مغادرة الموقع، بعد أن أُطلقت عليها قذيفة أخرى بشكل مباشر، وكأن الرسالة كانت واضحة "إلى أين؟ المعركة لم تنتهِ بعد!".
ورأى عدد من المغرّدين أن كمين جباليا يعكس القدرة التخطيطية الهائلة لدى المقاومة والتنفيذ الدقيق لكافة مراحل العملية، كما كشف بشكل واضح عن وهن الجيش الإسرائيلي وعدم كفاءة قادته وجنوده، مؤكدين أن المقاومة بكل أطيافها أثبتت أنها "رجال المرحلة"، وأن زوال الكيان سيكون على أيديهم أو أيدي أبنائهم.
كمين جباليا يعكس القُدرة التخطيطية الهائلة لدى المقاومة والتنفيذ المهاري الدقيق لكافة المراحل التي مر بها، كما يكشف بكل وضوح وهن ذلك الجيش وعدم كفاءة قادته ومنتسبيه، أثبتت المقاومة بكل أطيافها أنهم رجال المرحلة، وأن زوال الكيان سيكون على يدهم أو يد أبناءهم، إنهم شرف الأمة.…
— مؤمن أبو زعيتر (@mo_ztr) June 2, 2025
من جهته، ذكر الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد أن عملية جباليا وقعت في أقصى شرق المخيم على ضفاف شارع صلاح الدين بالقرب من موقع الإدارة المدنية، مما يعني أنها وقعت خلف خطوط العدو، وفي مناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال وينسفها بشكل مستمر.
وقعت عملية جباليا في أقصى شرق المخيم، على ضفاف شارع صلاح الدين، بالقرب من موقع الادارة المدنية.
هذا يعني أنها وقعت خلف خطوط العدو، وخلف مناطق كاملة يسيطر عليها جيش الكيان، ويقوم بنسفها وتجريفها.
منطقة الكمين زراعية، مدمّرة، لا مباني فيها إلا القليل القليل، وهذا بحد ذاته انجاز… pic.twitter.com/hCr3pImLP0
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) June 2, 2025
إعلانوأوضح زياد أن منطقة الكمين زراعية ومدمرة، ولا توجد فيها مبانٍ إلا القليل، مما يجعل تنفيذ العملية هناك إنجازًا تكتيكيا مهمًا ضمن سياق القتال الدائر.
أما الكاتب الفلسطيني فايز أبو شمالة، فقد علّق قائلًا "هذا ما يخشاه الجيش الإسرائيلي؛ ثلاثة جنود قتلى، واثنان من الجرحى، في جباليا التي احتلها الجيش عشرين مرة".
هذا ما يعمل له الجيش الإسرائيلي ألف حساب!
3 جنود إسرائيليين قتلى، واثنين من الجرحى حتى الآن في جباليا التي احتلها الجيش عشرين مرة.
— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) June 2, 2025
كما أشار نشطاء إلى أنه لو كانت جباليا في عهد اليونانيين لأسموها أسطورة من أساطير البقاء. وأضافوا أن هذه البقعة، بحجارتها وأهلها وخيامها وأمعائها الخاوية بعد أكثر من 600 يوم من الإبادة الشاملة، تتفاوض الآن بالنار نيابة عن الجميع، وتضع بصمتها على مقترحات ويتكوف والوسطاء.
لو كانت جباليا في عهد اليونانيين لأسموها أسطورة من أساطير البقاء
هذه البقعة بحجارتها وأهلها وخيامها وأمعائها الخاوية بعد 600 يوما من إبادة شاملة تتفاوض الآن بالنار نيابة عن الجميع وتضع بصمتها على مقترحات ويتكوف والوسطاء..
خلال ساعة واحدة انقضّ شباب المقاومة على 16 جنديًا وأردوهم…
— محمود العيلة (حساب جديد) (@mahmoudaleila) June 2, 2025
وفي وصفهم للعملية، أشاروا إلى أنه خلال ساعة واحدة فقط انقضّ مقاتلو المقاومة على 16 جنديًا، وأردوهم بين قتيل وجريح، ففجّروا المبنى ثم استهدفوا الجيب العسكري، ولاحقوا طائرة الإجلاء، واستمروا في الاشتباك.
وكتب أحد النشطاء "لم أقرأ في التاريخ عن مقاتلين يقاتلون بهذا البأس، رغم أن الطعام لم يدخل أمعاءهم منذ شهور طويلة. ومن داخل جباليا، التي أبيدت مرارًا، ونسفوا مستشفياتها، ونزح أهلها مرات عدة، تنهض مجددًا وتقاتل، هذه جباليا العزيزة الجريحة".
غطاء ناري ضخم مكان الحدث الأمني
مكان الحدث الأمني شمال قطاع غزة جباليا
هناك غطاء مدفعي كبير ومن الزوارق الحربية ..
جيب همر تلقى قذيفة مضاد للدروع ..
قتلى 3 جنود أصيب 4 اخرين 2 منه بجراح خطيرة جداً
الحدث مستمر حسب المعلومات عبر منصات المستوطنين .. https://t.co/gGgvrLJ4q4 pic.twitter.com/kpt8fnK5L0
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) June 2, 2025
إعلانوذكر مدوّنون أن الهجوم تمّ بقذيفة من طراز "ياسين 105" المحلية الصنع، أُطلقت بثقة نحو مبنى يتحصّن فيه جنود إسرائيليون، مما تسبب بحالة من الارتباك الشديد في صفوف الاحتلال. وقد هرعت ثلاث مروحيات لإجلاء القتلى والجرحى، لكن كثافة النيران حالت دون تنفيذ العملية بسلاسة.
???? مقاتلين الكتيبة الشرقية في جباليا ينفذون كمين محكم ومركب خلف خطوط العدو حيث استهدف قوة كبيرة من جنود الاحتلال كانت تخطط لتنفيذ مهمة داخل المخيم.
⬅️ تفاصيل الكمين كالتالي :
1- استهداف مبنى كان يتحصن بداخله عدد من الجنود والضباط أثناء التخطيط للمهمة.
2- استهداف أحد جيبات… pic.twitter.com/mI3JEtgSA1
— Taleb ???? baslieb✌️ (@taleb_b72) June 2, 2025
ورأى المدونون أن الهجوم المضاد زاد من تعقيد الموقف، وأكّد مجددا قدرة المقاومة الفلسطينية على تنفيذ ضربات دقيقة ومؤثرة حتى في ظل محاولات الاحتلال تأمين خطوط الإخلاء والنجدة.