نيويورك تايمز: الأزمة الإنسانية تتفاقم في شمال غزة في ظل مواصلة إسرائيل القصف
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استعرضت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم السبت حجم المعاناة التي يشهدها قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، مشيرة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية هناك، حيث تضرب إسرائيل بشكل روتيني مناطق وصفتها بأنها مناطق إنسانية آمنة، والمباني التي تؤوي المدنيين النازحين، بما في ذلك المدارس التي تستخدم كملاجئ.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لمراسلها إن الغارات الجوية الإسرائيلية طوال الليل وحتى اليوم ضربت منطقة جباليا في شمال غزة، ما أدى إلى مقتل 20 شخصا على الأقل، وحوصر الآلاف ودفعت أحد آخر المستشفيات العاملة في المنطقة إلى إصدار نداءات يائسة للمساعدة، وذلك حتى مع استمرار الجيش الإسرائيلي في حملته في لبنان، حيث حذر سكان 23 بلدة أخرى من إخلائها اليوم.
ووفقا للأمم المتحدة، لا يزال حوالي 400 ألف شخص في شمال غزة، وقد حوصر العديد منهم في أحيائهم المدمرة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، والتي يقول الجيش الإسرائيلي إنها تستهدف حماس والجماعات المتحالفة الأخرى.
ونقلت عن منظمة أطباء بلا حدود - في بيان لها بوقت متأخر من يوم أمس /الجمعة/، القول " إن خمسة من موظفيها محاصرون في جباليا، وأن أحدهم نقل أن "حوالي 20 شخصًا" قتلوا في غارة جوية على مستشفى اليمن السعيد، بينما قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 49 شخصًا على الأقل قتلوا في جميع أنحاء قطاع غزة منذ يوم أمس، وأن 219 جريحًا وصلوا إلى المستشفيات.
ومع ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بالإخلاء للمنطقة في الأيام الأخيرة، لكن عمال الإغاثة قالوا " إن القتال جعل من الصعب اتباع هذه التعليمات كما ذكرت سارة فويلستيك، منسقة مشروع أطباء بلا حدود، في بيان: "لا يُسمح لأحد بالدخول أو الخروج، كل من يحاول يُطلق عليه الرصاص".
وأشارت الصحيفة إلى أن جباليا كانت ذات يوم بلدة كبيرة بها مخيم للاجئين مجاور، يتألف من مساكن حضرية كثيفة ولكن تم تدميرها إلى حد كبير بسبب القتال البري والقصف الإسرائيلي المتكرر للمنطقة منذ بدء الحرب العام الماضي بعد الهجوم الذي قادته حركة حماس في 7 أكتوبر.
وفي الأسبوع الماضي، أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء للمنطقة، وتم إصدار أمر جديد صباح اليوم، عندما قال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش باللغة العربية، إن الجيش "يعمل بقوة كبيرة" ضد حركة حماس والجماعات المتحالفة الأخرى، "وسيستمر في القيام بذلك لفترة طويلة من الزمن"، مضيفا أن المنطقة المحددة، بما في ذلك الملاجئ الموجودة هناك، تعتبر منطقة قتال خطيرة.
ومن جانبه، وصف جوناثان كريكس، المتحدث باسم اليونيسيف في الأراضي الفلسطينية، أمر الإخلاء الإسرائيلي في شمال قطاع غزة بأنه "مقلق للغاية"، لأنه حذر صراحة من أن الملاجئ لن تكون آمنة وشمل مواقع مثل مستشفى كمال عدوان.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يوم /السبت/ إن وحدة العناية المركزة في المستشفى تواجه "وضعًا كارثيًا"، مضيفا:" أن الساعات القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لحياة العديد من الأطفال في وحدة العناية المركزة، وذلك لأن الوقود ينفد والاحتلال يمنع وصوله إلى المستشفيات في الشمال ".
كما قال كريكس إنه زار المستشفى قبل ثلاثة أسابيع، بما في ذلك وحدة العناية المركزة للأطفال، وهي واحدة من الوحدات القليلة المتبقية في قطاع غزة، موضحا:" أتذكر أنني رأيت طفلًا رضيعًا يبلغ من العمر حوالي ثمانية أو تسعة أشهر، وقد أصيب جسده بشظايا، أتساءل عما يحدث لهذا الطفل الآن، إن أوامر الإخلاء هذه تضع الأطفال الضعفاء بالفعل، الذين يكافحون من أجل حياتهم، في خطر أكبر".
وتابعت الصحيفة أن إسرائيل تقصف بشكل مستمر مناطق في غزة وصفتها بأنها مناطق إنسانية آمنة، والمباني التي تؤوي المدنيين النازحين، بما في ذلك المدارس التي تستخدم كملاجئ، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن مثل هذه الضربات تستهدف حركة حماس وغيرها من المسلحين الذين يعملون من تلك المناطق، باستخدام المدنيين كدروع بشرية - وهو ما نفته الحركة.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود - في بياناتها - إسرائيل إلى حماية المدنيين والمستشفيات في قطاع غزة و"السماح للإمدادات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها بالدخول إلى الشمال كمسألة ملحة للغاية".
وأضافت: "أن عمليات الإخلاء القسري للمنازل وقصف الأحياء من قبل القوات الإسرائيلية تحول شمال غزة إلى أنقاض غير صالحة للسكن"، مشيرة إلى أن المتحدث العسكري الإسرائيلي، نشر اليوم تحذيرات بإخلاء نحو عشرين بلدة في جنوب لبنان، قائلًا إن إسرائيل ستضربها كجزء من حربها ضد حزب الله، كما اتهم حزب الله باستخدام سيارات الإسعاف لنقل الأسلحة والمقاتلين، وقال إن إسرائيل ستضرب سيارات الإسعاف إذا اعتقدت أنها تستخدم لهذا الغرض، حسبما أفادت الصحيفة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل غزة القصف الاسرائيلي الجیش الإسرائیلی بما فی ذلک قطاع غزة شمال غزة فی شمال
إقرأ أيضاً:
بسبب مماطلة الاحتلال.. أزمة الإيواء والسكن تتفاقم في قطاع غزة
غزة- على رصيف مدرسة، غربي مدينة غزة، كان علي الضبّة يُجهّز الأرض لبناء خيمة عليها تأوي 11 شخصا هم أفراد أسرته، بعد أن طلب منه صاحب "المخزَن" الذي كان يُقيم فيه إخلاءه.
وفقد الضبّة منزله في الأيام الأولى للحرب، قبل أكثر من عامين، نظرا لموقعه القريب من السياج الحدودي شرقي مدينة غزة. ومنذ ذلك الوقت نزح عشرات المرات من مكان لآخر، جنوب ووسط وشمال القطاع، واضطر في إحدى المرات للإقامة في مقبرة.
وتحمِل ذاكرته مشاهد قاسية من رحلات النزوح والتنقل، فداخل مركز إيواء جنوب مدينة غزة أعدم أحد قناصة الاحتلال الإسرائيلي طفلته ذات الـ12 عاما برصاصة أطلقها عليها، ولا يزال حتى الآن يجهل مكان جثمانها.
فوق الأرصفة
ويعتبر المواطن الضبّة نفسه سيئ الحظ، كونه لم يتمكن من الإقامة داخل مراكز الإيواء التي تُشرف عليها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الأممية "أونروا"، أو المؤسسات الخيرية الأخرى، التي امتلأت عن بكرة أبيها، ولم يعد بها متسع لعائلات جديدة.
ولذلك لجأ، كغيره ممن ضاقت بهم مراكز الإيواء، للبحث عن رصيف فارغ محاذٍ لمؤسسة عامة لإقامة خيمته عليه. وهو لا يمتلك خيمة جاهزة لنصبها، ولذلك يعتزم تركيب ألواح خشبية وتغطيتها بغطاء بلاستيكي، سيضطر لشرائه من السوق بالرغم من أنه لا يملك ثمنه، كما يقول للجزيرة نت.
وببعض الحجارة وأكوام الرمل، يحاول إبعاد مياه الصرف الصحي المتدفقة بمحاذاة الرصيف، ويضيف: "أسرتي كبيرة، فلدي 9 أبناء، وأذهب لمراكز الإيواء وللمدارس، ولغيرها، لكن لا أجد متسعا داخلها، لذلك جئت هنا لنصب الخيمة، لأن السكان يرفضون أن نقيم خيامنا على أرصفة منازلهم".
وللإقامة خارج مراكز الإيواء سلبيات كثيرة، حسب الضبّة، أهمها عدم الحصول على المساعدات التي تقدمها المؤسسات الخيرية، ويقول: "نحن منسيون، ولا أحد يبحث عنا هنا، علما أنني بلا مصدر دخل منذ فقدت متجري الخاص ببيع الأدوات المستعملة بسبب الحرب".
وبجوار أولئك النازحين المقيمين على الأرصفة وفي الشوارع، يجد آخرون مثلهم أنفسهم أفضل حظا، بعد أن عثروا على مبانٍ "رسمية" كالمدارس والوزارات والنقابات للسكن فيها بعد أن نجت من الدمار، لكنهم يعانون من الاكتظاظ الشديد وغياب الخدمات.
إعلانففي مقر نقابتي "الإداريين" و"الموظفين في القطاع العام"، غربي غزة، تقيم نحو 15 عائلة، تعد ما يقارب مائة شخص.
ويقول محمد عابد، أحد سكان المبنى: "جئنا هنا لعدم توفر بديل، نحن عائلات كثيرة من غزة، وجباليا وبيت حانون، وغيرها، كل أسرة أخذت غرفة، والصالات تم تقسيمها بالشوادر إلى غرف صغيرة". ويضيف إن وضع تلك العائلات المعيشي سيئ للغاية بسبب الازدحام الشديد، وعدم توفر الخدمات.
ونظرا لعدم اعتماده كمركز إيواء رسمي، فإن سكان المبنى النازحين، لا يحصلون على مساعدات من المؤسسات الخيرية -حسب عابد- ويضطرون لإحضار المياه من مناطق بعيدة.
ويأمل مئات الآلاف من النازحين البدء سريعا في إعادة إعمار قطاع غزة، لتعويضهم عن منازلهم التي فقدوها جراء سياسة التدمير الممنهجة التي اتبعها الاحتلال.
خيام مهترئة بلا عزل ولا صرف صحي.. العاصفة "بايرون" تضرب قطاع غزة وسط تحذيرات من كارثة إنسانية جديدة#الجزيرة_رقمي pic.twitter.com/swaf8iVJZN
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 11, 2025
أرقام موجعةويقدّر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة عدد مَن هدمت إسرائيل منازلهم بنحو مليون ونصف المليون إنسان (قرابة 288 ألف أسرة).
وذكر الثوابتة، في حديث خاص بالجزيرة نت، أن عدد الذين يعيشون داخل مخيمات إيواء رسمية، أو عشوائية، يُقدر بنحو مليون و371 ألف شخص، ويوضح أن قرابة 620 ألف شخص (120 ألف أسرة) يعيشون في منازل آيلة للسقوط، وهو ما يُعرّضهم لأخطار الموت والإصابة، خاصة في فصل الشتاء بفعل الأمطار والرياح.
ويقدّر أعداد اللذين يعيشون داخل مبانٍ حكومية ورسمية بنحو 48 ألف شخص (9 آلاف أسرة).
وحول أعداد الخيام التي دخلت قطاع غزة، منذ بداية الحرب قبل 26 شهرا، يوضح الثوابتة أنها بلغت نحو 135 ألف خيمة، لكنّه يستدرك قائلا إن 125 ألف خيمة منها (93% من إجمالي الخيام) قد اهترأت وخرجت عن الخدمة.
ويقدّر أن نحو 22 ألف خيمة تلفت بسبب الأمطار والرياح المصاحبة للمنخفضات الجوية خلال الفترة القصيرة الماضية.
وذكر الثوابتة أن الخيام التي دخلت خلال الشهرين الأخيرين، عقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، وصلت لقرابة 20 ألف خيمة، مؤكدا أنها "غير كافية مطلقا، فقطاع غزة يحتاج لإدخال 300 ألف خيمة بشكل عاجل، وما دخل يُشكّل 7% فقط من الاحتياج الفعلي العاجل".
ويتابع: "الخيام عندما تهترئ وتخرج عن الخدمة، يحاول النازحون إصلاحها، لكنّها تبقى غير مناسبة مطلقا للشتاء، وبالتالي المطلوب الآن هو 280 ألف خيمة".
تعنُّت الاحتلالويؤكد المسؤول الحكومي الثوابتة أن الاحتلال يرفض إدخال البيوت المتنقلة الجاهزة، رغم أن ذلك مخالف للبروتوكول الإنساني الملحق باتفاق وقف إطلاق النار.
ويضيف أن هذه المساكن الجاهزة تحل جزءا كبيرا من مشكلة السكن والإيواء لعشرات الآلاف من العائلات التي تعاني من التشرد والنزوح، وهو ما يُصر الاحتلال على رفضه. كما أن المنازل المتنقلة ستوفر للنازحين بيئة "كريمة" للسكن، بديلا عن الخيام التي لا تصلح للسكن الآدمي.
إعلانويلفت إلى أن الاحتلال يرفض بشكل قاطع إدخال أي مواد بناء، يمكن أن يستخدمها المواطنون لترميم منازلهم المتضررة.
وفي حال إدخال مواد البناء، خاصة الأسمنت، يقول الثوابتة: ستتمكن عشرات الآلاف من العائلات من ترميم أجزاء من منازلها المتضررة جرّاء الحرب، وبالتالي السكن فيها، مبينا أن آلافا يسكنون الآن بمنازلهم المتضررة من القصف الإسرائيلي، وهو ما يُعرّضهم للأخطار.
كما أن إدخال مواد البناء سيساعد البلديات على ترميم أجزاء كبيرة من المرافق والبُنى التحتية، وبالتالي تحسين الخدمات المُقدمة للمواطنين.
ويُعدّد الثوابتة احتياجات القطاع العاجلة في مجال الإيواء كالتالي:
300 ألف خيمة بشكل عام، و280 ألف خيمة بشكل عاجل. 560 ألف شادر وغطاء بلاستيكي. مليون و120 ألف فرشة. مليونان و240 ألف بطانية 5 ملايين و600 ألف متر مربع من النايلون.