خبراء يوضحون تفاصيل ومزايا الآلية الجديدة لسداد ثمن الصادرات الزراعية الروسية
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
روسيا – لفت خبراء إلى أن النظام الجديد الذي قررت روسيا اعتماده لسداد ثمن صادراتها الزراعية، سيحمي هذه الصادرات من العقوبات وسيزيد الطلب على الروبل وسيعزز التجارة مع الدول الصديقة.
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يتضمن إجراءات خاصة تتعلق بعقود تصدير المنتجات الزراعية الروسية، سيتيح استخدام حسابات خاصة من النوع Z مقومة بالروبل والعملات في المعاملات اعتبارا من 1 نوفمبر المقبل.
وهذه الحسابات تتولى فتحها البنوك الروسية المعتمدة على أساس الطلبات المقدمة من المشترين الأجانب، ويتوجب على الحكومة الروسية في غضون 30 يوما تحديد قائمة المنتجات الزراعية الخاضعة للمرسوم.
وتقضي الآلية الجديدة بأن يقوم المشترون الأجانب بتحويل الأموال إلى حساب بالعملة الأجنبية، ثم يتم بيع هذه العملة إلى بنك معتمد – إما مباشرة أو عبر طرحها لبيع في البورصات. ويحول البنك المبلغ المتأتي من ذلك بالروبل إلى حساب خاص من النوع Z ويرسله إلى الجهة المعنية.
واعتبر غيورغي سفيرين، المتخصص في الأسواق المالية الدولية بشركة “فينمير”، أن “هذا يوفر عددا من المزايا. إذ أنه يسمح أولا بتجنب العقوبات وتقليل الاعتماد على عملات الدول غير الصديقة. وثانيا، سيحصل المشتري الأجنبي الذي يفتح حسابا خاصا، على وصول مباشر إلى المصدرين الروس للمنتجات الزراعية متخطيا التأخيرات البيروقراطية”.
وهذه الآلية تشبه تلك التي تستخدمها موسكو في صفقات الغاز مع الاتحاد الأوروبي، حيث لا يُطلب من المستهلكين الدفع حصريا بالروبل، لكن هذا يتيح فرصا إضافية للشركات، حسب المحلل يفغيني شاتوف.
يذكر أن حساب Z الخاص بالعملة ألجنبية لا يمكن تجميده أو فرض حجز عليه، ما سيحمي مصدري المنتجات الزراعية، ولا سيما الحبوب، والمشترين الأجانب من الدول الصديقة من العقوبات، حسبما أشار سفيرين، مضيفا أن المبلغ بالرويل على عكس العملات الأجنبية، لن “يعلق” في البنوك الأجنبية.
وتبدي دول الخليج والدول الإفريقية اهتماما بالتسويات بالعملات الوطنية مع روسيا، بعد أن أصبحت هذه الآلية معتمدة بالفعل بين روسيا والدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والصين.
ومن المتوقع أن يعزز النظام الجديد التجارة بين روسيا والدول الصديقة.
ووفقا لوزارة التنمية الاقتصادية الروسية، فإنه في عام 2022 انخفضت حصة الاقتصادات “غير الصديقة” في الصادرات الروسية من 58% إلى 35%، بينما ارتفعت حصة الاقتصادات المحايدة و”الصديقة” من 42% إلى 65%. ونتيجة لذلك، زادت الصادرات الغذائية الروسية، رغم العقوبات بنسبة 25%.
وفي مايو الماضي، شكلت التسويات بالروبل للصادرات إلى أوروبا 49.8%، وإلى آسيا 36.3%، ووصلت نسبة هذه التسويات مع الدول الصديقة إلى 66% مقابل 13% في فبراير 2022، حسب البنك المركزي الروسي.
ويرى خبراء أنه سيتم تطبيق آلية تسويات مماثلة في تصدير السلع الاستراتيجية الأخرى، لا سيما المعادن الحديدية وغير الحديدية والمنتجات منها ومنتجات الصناعة الكيميائية والأخشاب.
المصدر: “نفوستي”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الدول الصدیقة
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجي: روسيا قادرة على ضرب أي دولة معادية
قال الخبير الاستراتيجي العراقي، عبد الكريم الوزان، إن تحركات زيلنيسكي باتجاه الدول الأوروبية لن تحقق أي شيء بالنسبة لأوكرانيا، وأن كييف تصبح الخاسر الأكبر من كل المحاولات الحالية التي يقوم بها زيلنيسكي وبعض الدول الأوروبية.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك” أن روسيا تفعل ما تقول، وأن حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق عن إنشاء منطقة آمنة بسبب استهداف المدنيين الروس من قبل القوات الأوكرانية في منطقة مقاطعة كورسك، كان محقا فيه لتأمين المدنيين الروس والأراضي الروسية.
وشدد على أن الرئيس الروسي يفعل ما يقوله، رغم تأنيه بعدم التصعيد الكبير، لكنه يفعل ما يحفظ الأمن القومي الروسي، ويحافظ على حياة شعبه.
وأوضح أن ألمانيا هي من الدول الحليفة الداعمة لأوكرانيا، وإعلانها إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ “توروس” هي حملة لإثبات وجودها في الاتحاد الأوروبي وتحقيق خطوة استباقية دبلوماسية دعائية في الاتحاد، خاصة أنها تدرك جيدا إمكانياتها وقدراتها مقارنة بالقدرات العسكرية الهائلة لروسيا.
ولفت إلى أن روسيا لن تقدم على ضرب برلين لكنها قد تتخذ خطوات تصعيدية اقتصادية أو عمليات ردع، رغم قدرتها على ضرب أي دولة إن أرادت ذلك، لكنها تفضل عدم التصعيد الخطير وتدرس خطواتها وردودها بدقة تحقق الهدف.
ويرى الخبير العراقي، أن الدعم الأوروبي والغربي لأوكرانيا لا يمكنه أن يحقق أي نصر على روسيا، ولا تغيير المعادلة على الأرض في الوقت الراهن، خاصة أن روسيا تملك قدرات عسكرية تمكنها من تحقيق أهدافها والحفاظ على أمنها القومي.
وقالت وسائل إعلام أمريكية بأن التسجيل المسرب لمحادثة بين كبار ضباط الجيش الألماني حول خطط لضرب جسر القرم جعل من غير المرجح أن تتلقى كييف صواريخ “توروس”، على الأقل في الوقت الحالي.
وأشارت التقارير إلى أن السياسيين الألمان المعارضين أوضحوا أنهم قد يطالبون بإجراء تحقيق في هذا الأمر وفيما إذا كان المستشار الألماني أولاف شولتس صريحا بشأن سبب عدم تقديم الصواريخ إلى كييف.
وقالت صحيفة “بوليتكو”: “هذه العملية قد تستغرق أسابيع، إن لم يكن أشهر، ولن تفعل الكثير لمساعدة أوكرانيا”.
في السابق، تحدث المستشار الألماني أولاف شولتس، في أكثر من مناسبة، ضد توريد صواريخ “توروس” إلى أوكرانيا.
ومع ذلك، في الأول من مارس/ آذار، كشفت رئيسة تحرير المجموعة الإعلامية “روسيا سيغودنيا” وشبكة قنوات “آر تي” ووكالة “سبوتنيك” الروسيتين، مارغريتا سيمونيان، عن تفاصيل محتوى التسجيل الصوتي، الذي يكشف عن محادثات لضباط ألمان رفيعي المستوى بشأن الهجمات على جسر القرم.
وتظهر التسجيلات أن المحادثة التي تطرق فيها ممثلو الجيش الألماني إلى الضربات على جسر القرم، كانت قد جرت في 19 فبراير/ شباط الماضي.
وجرت النقاشات بين رئيس قسم العمليات والتمارين في قيادة القوات الجوية الألمانية فرانك غريفي، ومفتش القوات الجوية إنغو غيرهارتز، وموظفي مركز العمليات الجوية فينسكه وفروستدت.
وجاء في التسجيل الصوتي: “أود أن أقول شيئا آخر عن تدمير الجسر، لقد درسنا هذه المسألة بشكل مكثف، ولسوء الحظ، توصلنا إلى نتيجة مفادها بأن الجسر، بسبب حجمه، يشبه المدرج. لذلك، قد لا يتطلب الأمر عشرة أو حتى 20 صاروخًا”، مضيفين بالقول: “يمكن تنفيذ الهجوم باستخدام طائرات “توروس” في حال استخدام مقاتلة “رافال” الفرنسية”.
قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، إن محتوى المحادثة بين الضباط الألمان يؤكد التورط المباشر للغرب في الصراع الدائر حول أوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الغرب يجب أن يتحمل مسؤولية الأعمال التدميرية التي خطط لها ونفذها إلى حد كبير.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب