غارات اسرائيلية دمرتسوق الاثنين في النبطية… التراث الثقافي ضحية أخرى للحرب
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
لبنانيون غلبتهم دموعهم حزنًا على سوق النبطية الذي تحول الى ركام وخراب اثر غارات اسرائيلية عنيفة ومدمرة، فمشهد السوق الواقع في وسط المدينة التي تعتبر احدى أكبر مدن الجنوب اللبناني ومركز نشاط اقتصادي مفترض ان يكون مزدهرا، بات اليوم حزينا مؤلما، متخطيا كل درجات اليأس.
تداولت وسائل الاعلام منذ فترة أخبارًا عن سوق الاثنين الشعبي في النبطية وأشارت الى أنه رغم العدوان الإسرائيلي على القرى والبلدات الحدودية في الجنوب بقي "سوق الاثنين" محافظا على رمزيته ومجسدا مظهرا من الصمود متناسقا مع الشجاعة التي تحلى بها أبناء المنطقة في ظل الازمات الصعبة التي استحدثت في زمن الحروب القاسية، فهذا السوق كان في زمن السلم يؤمن متطلباتهم اليومية.
اندلعت النيران بسوق النبطية التجاري بعد ان تعرض لغارة جوية اسرائيلية عنيفة استهدفت وسط المدينة التي كانت تضم حتى تلك اللحظة ١٥٠ عائلة نازحة من أصل ٧٠ ألف شخص يقطنها. وقد طالت الغارات ايضا "شارع الديماسي" المتفرع عن "شارع حسن كامل الصباح"، المتصل بـ"شارع محمود فقيه" في الجهة المقابلة، مع العلم أن الشارعين يعدان الشريان الحيوي للمدينة اقتصادياً وخدماتياً.
عمر السوق التاريخي سوق الاثنين في النبطية هو عبارة عن سوق شعبي يعج بالبسطات عارضة سلعا من كل ما تحتاج البيوت والعائلات كالملابس والمواد الغذائية والخضار والفواكه والحبوب، وقد اعتاد اهل المنطقة على انتظار هذا اليوم منذ افتتاح السوق لتأمين كافة احتياجاتهم بسبب رخص البضائع وجودتها. ولا يمكن تحديد عمر تاريخيّ لسوق النبطية، ربّما يردّها البعض إلى العهد المملوكيّ (بين 1250 و1517) ويربطها بنشأة العديد من الأسواق في ذلك العهد، ومنها سوق "الخان" المملوكية في حاصبيا وأسواق فلسطين.
حوالي 200 مؤسسة ومحل دُمّرت كاملاً، إضافة الى عشرات المحال الأخرى التي تضررت جزئياً جراء الغارات العنيفة ليل السبت، فإسرائيل تعمّدت قصف السوق لما يمثله من تراث عميق. وهناك منازل دمّرتها الغارات في الأيام الأخيرة كمنزل آل شاهين في حي الميدان ومنزل كامل ضاهر في حي الراهبات.
استطاعت اليوم همجية اسرائيل تدمير الحجر لكنها لن تستطيع أن تمحو ذكريات هذا السوق العريق. فسكان النبطية سيقومون باعادة اعمار بلدتهم، وأجمل مما كانت عليه بعد انتهاء الحرب، كما يؤكدون مرارا وتكرارا. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: سوق الاثنین
إقرأ أيضاً:
13 شهيدا جراء غارات الاحتلال على عدة مناطق بقطاع غزة منذ فجر اليوم
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن هناك 13 شهيدا جراء غارات الاحتلال على عدة مناطق بقطاع غزة منذ فجر اليوم.
قال محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال يشكل رقمًا محوريًا في المعادلة السياسية الإسرائيلية، نظرًا لما وصفه بـ"ازدواجية سجله السياسي"، إذ يُنسب إليه تحقيق عدد من الإنجازات الكبرى لإسرائيل، إلى جانب تحمّله مسؤولية بعض من أكبر إخفاقاتها.
وأضاف أبو شامة، في مداخلة مع الإعلامية فيروز مكي، ببرنامج "مطروح للنقاش"، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نتنياهو استطاع استغلال فشل تمرير مشروع قانون حل الكنيست في منتصف الشهر الماضي لصالحه، عبر التحرك سياسيًا وإعلاميًا لترويج ما اعتبره "انتصارًا" على إيران، من خلال الهجوم الذي استهدف أراضيها والإشارة إلى تراجع في برنامجها النووي – وهو الملف الذي يشكل أولوية إسرائيلية منذ عقدين.
وأوضح أن هذه التطورات وفّرت لنتنياهو حالة من "النشوة السياسية" المؤقتة، خاصة في ظل الدعم الأمريكي المطلق في عهد الرئيس دونالد ترامب، إلا أن هذه المكاسب لا تلغي التحديات التي يواجهها في الداخل، وأبرزها التحقيقات المستمرة بشأن هجوم 7 أكتوبر، الذي يرى كثيرون أنه كشف عن قصور كبير في أداء الحكومة وأجهزتها الأمنية.
وأشار أبو شامة إلى أن الحرب ضد إيران أسهمت في تحسّن طفيف في شعبية نتنياهو، بحسب استطلاعات الرأي، لكن هذا التحسن سرعان ما بدأ في التراجع مع استمرار الحرب في غزة، وتفاقم الخسائر العسكرية والاقتصادية، إلى جانب تعثّر صفقة تبادل المحتجزين.
واعتبر أن استمرار الحرب في غزة بات عبئًا سياسيًا على نتنياهو، مع تنامي الخلافات داخل الائتلاف الحكومي، وتآكل قدرة الحكومة على تعبئة الرأي العام خلف أهدافها، ما يضع مستقبل نتنياهو السياسي في مهب التفاوضات الجارية في الساعات الأخيرة، والتي قد تحدد مصير هذه الحرب، وبالتالي مصير بقائه في الحكم.