"عمان": اختتم الملتقى الثقافي الذي نظمه النادي الثقافي بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان بولاية شليم وجزر الحلانيات بمحافظة ظفار، واستمر لأربعة أيام، أعماله في حفل أقيم برعاية سعادة عبدالحكيم بن محمد الراشدي والي شليم وجزر الحلانيات، وجاء في حفل الختام استعراض عدد من التوصيات المتعلقة باستدامة الثقافة وتوجهاتها الأدبية والفنية في محافظات وولايات سلطنة عُمان.

من بين هذه التوصيات، استمرارية الأعمال الثقافية الأدبية في السنوات المقبلة التي يقوم بها النادي الثقافي خارج إطاره الجغرافي، لتكون ضمن شراكة ذات استراتيجية علمية مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، والعمل على تعزيز دور النادي من خلال الدعم الثقافي والفكري من المؤسسات الثقافية ذات الصلة ليقوم بدوره الحقيقي في خدمة المثقف والثقافة العمانية بكافة أشكالها وتوجهاتها، وانطلاقًا من الوعي العميق بأهمية الثقافة ودورها المحوري في التنمية. ومن خلال هذه الملتقيات، يسعى النادي الثقافي إلى تعزيز دوره التنويري والريادي في نشر الثقافة والمعرفة بجميع أنحاء سلطنة عمان، من خلال إيجاد تفاعل بنّاء يهدف إلى تحقيق تنمية ثقافية مستدامة ويركز على دعم الابتكار والإبداع، وتهيئة بيئة تشجع التفاعل الفكري والمؤسسي.

كما يرى النادي الثقافي، ومن خلال هذا الملتقى، أن الأهمية الكبرى للملتقيات الثقافية تتجلى في قدرتها على إحداث أثر اجتماعي واقتصادي يمتد إلى ما هو أبعد من المجال الثقافي البحت. فهي أدوات قادرة على تحفيز التنمية المستدامة من خلال إيجاد فرص اقتصادية، وتفعيل السياحة الثقافية، وتشجيع ريادة الأعمال الثقافية. ونظرًا للدور المجتمعي الكبير وجهوده الملموسة في الاهتمام بالثقافة، يرى النادي الثقافي أنه ينبغي العمل على وسائل توثيق التراث الثقافي غير المادي والعمل على نقله للأجيال بصور مميزة.

وتضمن الملتقى في ختام أعماله عرضًا مسرحيًا بعنوان "صانع الإبداع" من إخراج المخرج أسعد السيابي، وتمثلت فكرته في إبراز ملامح الهوية الوطنية وما تتميز به ولاية شليم وجزر الحلانيات من مفردات ثقافية.

وشهد الملتقى عددًا من الندوات، من بينها ندوة بعنوان "حكايات من الذاكرة موروثات شعبية"، بمشاركة الشيخ أحمد بن عبيد المهري، وحمد بن النعيمي البطحري، وإدارة الباحث والكاتب بدر بن سالم العبري. اقتربت الندوة من فكرة أن ولاية شليم وجزر الحلانيات لها ارتباط تاريخي بالبحر والصيد، وما يترتب على ذلك من فراق وفقد، كما ارتبطت باللبان وأساطيره، وبالصحراء وقسوتها، وبالتنقل لطلب الماء والاستقرار، وبالحيوان والطبيعة، وهذا جميعه مورد مهم في الذاكرة الشعبية. وذهبت الندوة إلى مناقشة أهم المصادر الشفوية الباقية لحفظ الذاكرة الشعبية والفولكلورية في الولاية مع كبار السن، ومن خلال اللغة والأغاني والحكايات والآثار المادية، وارتباطها بالبحر والصحراء والحيوانات واللبان والطبيعة.

كما تطرقت الندوة إلى حضور الذاكرة الشعبية والفولكلورية في ظل الانفتاح العولمي المعاصر، ومزاحمة الإعلام الجديد، والجهود المبذولة لتوثيقها، وتفعيلها في الروايات والأدب والشعر المعاصر، وفي السينما والمسرح. كما ناقشت الندوة حضور أهم المعتقدات في الولاية واستعراض نماذج لحكايات وأساطير في الشعر والفنون الشعبية وفي العادات والتقاليد، وتناولت الندوة طرق استثمار الذاكرة الشعبية أو الفولكلورية في الولاية في السياحة والسينما والأدب العماني بشكل عام.

وضمن أعمال الملتقى، أقيمت ندوة بعنوان "الفرص الاستثمارية بولاية شليم وجزر الحلانيات"، بمشاركة الشيخ عبد العزيز بن سالم المهري، والشيخ غانم بن ظاهر البطحري، وناقشت الندوة من خلال محاورها الميزات الثلاث التي تتميز بها الولاية وهي الجزر والصحراء والساحل، مما أوجد فيها تنوعًا في الجوانب الاستثمارية ولما لها من دور كبير في تحقيق رؤية عُمان 2040. كما تم التطرق إلى التحولات الاستثمارية في المنطقة بعد ظهور النفط، بالإضافة إلى السياحة وآلية توظيفها إيجابًا في تنمية الاستثمار على مستوى الولاية، وناقشت الندوة تميز الولاية بالتراث الشفوي والمادي، وتوظيف ذلك إيجابًا في رفد الاستثمار. كما ذهبت الندوة للتعرف على سبل إيجاد استثمارات ثقافية عالمية أو ما يسمى بالسياحة الثقافية، ونقلها إلى العالمية.

الجدير بالذكر أن الملتقى الثقافي شهد خلال أيامه الماضية عروضًا متنوعة للأطفال، وتفاعلًا نوعيًا مع معارضه الثقافية والفنية والحرفية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شلیم وجزر الحلانیات الذاکرة الشعبیة النادی الثقافی من خلال

إقرأ أيضاً:

لخدمة الشباب والنشء.. رئيس الوزراء يؤكد دعم الدولة للمشروعات الثقافية وتنمية الوعي بالمحافظات

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، دعم الدولة الكامل لمختلف المشروعات الثقافية المتنوعة التي تستهدف خدمة الشباب والنشء، مشددًا على أن الاستثمار في الثقافة والمعرفة يمثل ركيزة أساسية لبناء الإنسان المصري، وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية وتحقيقًا لأهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.

جاء ذلك خلال جولة رئيس مجلس الوزراء لتفقد مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بالقرى المستهدفة في محافظة القليوبية، حيث توجه إلى مكتبة مصر العامة بمدينة شبين القناطر، للاطلاع على مستوى الخدمات الثقافية والتعليمية المقدمة للمواطنين، خاصة الأطفال والشباب.

وخلال وصوله إلى مقر المكتبة، أوضح رئيس الوزراء أن مكتبات مصر العامة تلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي الثقافي وتنمية مهارات النشء والشباب، مؤكدًا أن هذه المشروعات تأتي في إطار خطة الدولة لبناء جيل واعٍ ومثقف قادر على الإبداع والمشاركة الفعالة في عملية التنمية الشاملة.

من جانبه، أكد المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، أن مكتبة مصر العامة بشبين القناطر تمثل إضافة نوعية ومهمة للمنظومة الثقافية بالمحافظة، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات تسهم بشكل مباشر في رفع الوعي والمعرفة لدى الأجيال الجديدة، مع الحرص على تكثيف الأنشطة والفعاليات الثقافية والتعليمية بجميع فروع المكتبات؛ لضمان وصول الخدمات إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين.

وأضاف محافظ القليوبية أن مكتبة شبين القناطر تُعد الفرع الثاني للمكتبات العامة بالمحافظة بعد مكتبة بنها، لافتًا إلى أنه جارٍ العمل على إنشاء فرع ثالث بمدينة شبرا الخيمة، بما يعكس اهتمام المحافظة بنشر الثقافة والمعرفة، مؤكدًا أن القراءة تمثل حجر الأساس في بناء وعي الشباب والنشء وصقل مهاراتهم الفكرية.

وفي السياق ذاته، أوضح السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، أن منظومة مكتبات مصر العامة تضم حاليًا 34 مكتبة عامة موزعة على 18 محافظة، بالإضافة إلى 24 مكتبة متنقلة، مشيرًا إلى أن مكتبة شبين القناطر تُعد الفرع الـ31 على مستوى الجمهورية، والثاني في محافظة القليوبية بعد مكتبة بنها، مع الاستعداد لافتتاح فرع ثالث بشبرا الخيمة خلال الربع الأول من العام المقبل.

بدورها، أوضحت أماني ناجي، مدير مكتبة مصر العامة بشبين القناطر، أن المكتبة الجديدة تتكون من ثلاثة طوابق على مساحة 210 أمتار مربعة، وتضم قاعات اطلاع مخصصة للأطفال والكبار، ومركزًا متطورًا للحاسب الآلي، وقاعة للأنشطة، ومسرحًا للعروض الثقافية والفنية، إلى جانب قاعات للأطفال للتعليم والأنشطة الإبداعية مثل القراءة والرسم وتنمية المهارات، فضلًا عن قاعات تدريب حديثة مجهزة للكبار وذوي الهمم، ومكتبة إلكترونية متطورة.

وخلال تفقده قاعة اطلاع الأطفال بالطابق الأرضي، أجرى الدكتور مصطفى مدبولي حوارًا وديًا مع الأطفال، حثهم خلاله على الاهتمام بالقراءة والاطلاع في مختلف المجالات، مؤكدًا أهمية التعرف على تاريخ مصر وحضارتها العريقة، ومشيرًا إلى أن القراءة تمثل الأساس لبناء مستقبل مشرق للأفراد والوطن.

كما شملت الجولة تفقد رئيس الوزراء للطابق الأول، حيث اطلع على معمل الحاسب الآلي، وقاعة الأنشطة، وقاعة اطلاع الكبار، وأجرى حوارًا مع عدد من الطلاب المترددين على المكتبة، الذين أكدوا استفادتهم من الأنشطة الثقافية والتعليمية المتنوعة، إلى جانب الاطلاع على أحدث الموسوعات العلمية، واختُتمت الجولة بالاستماع إلى ابتهالات دينية قدمتها إحدى الطالبات في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.

مقالات مشابهة

  • لخدمة الشباب والنشء.. رئيس الوزراء يؤكد دعم الدولة للمشروعات الثقافية وتنمية الوعي بالمحافظات
  • مندر الظبيان تشهد انطلاقة “بوابة الشتاء” الثقافية والتراثية بمحافظة ظفار
  • المستشار الثقافي الروسي يناقش العلاقات الثقافية والتعليمية بين مصر وروسيا على الهواء
  • الجوائز الثقافية الوطنية: منظومة تكرّم المبدعين وتوثّق الحراك الثقافي
  • فؤاد هنو يلتقي سفير اليونان: العلاقات الثقافية بين البلدين نموذج مُلهم للتواصل الحضاري
  • ندوة تبحث استدامة الموارد المائية في محافظة مسندم
  • كلية التربية النوعية جامعة الإسكندرية تنظّم الملتقى الثقافي للجاليات والطلاب الوافدين
  • النائب محمد كتاو يؤكد ضرورة موازنة داعمة للنمو والقطاع العام
  • «الثقافة والسياحة - أبوظبي» تُطلق مشروع «المسارات الثقافية في العين»
  • «الثقافة والسياحة» بأبوظبي تُطلق مشروع «المسارات الثقافية في العين»