لماذا تسعى روسيا إلى توسيع تجمّع بريكس؟
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
ما هو تجمّع بريكس؟
مجموعة "بريكس" تكتل اقتصادي عالمي بدأت فكرة تأسيسه في سبتمبر/أيلول 2006 حينما عُقد أول اجتماع وزاري لوزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ويضم هذا التكتل 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وأصبحت مجموعة بريكس أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، نظرا لأرقام النمو التي باتت تحققها دول هذا التكتل مع توالي السنوات، مما جعلها محط اهتمام عديد من الدول الأخرى التي ما فتئت ترغب في الانضمام إلى التكتل.
18/10/2024المزيد من نفس البرنامجلماذا عطلت المجر قرض الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا؟تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات play arrowلماذا
إقرأ أيضاً:
أمريكا وروسيا وفرضية الحليف الموثوق
من الآراء الشائعة عند مراقبي السياسة الدولية أن أمريكا حليف غير موثوق، فهي في أغلب الأحوال قصيرة النفس في تحالفاتها وغير مخلصة لحلفائها إلا لزمن، وإلا بمقدار، ولهذا فإنها سرعان ما تتخلى عن الحليف وتخذله حالما يَدْهمه الخطر أو حالما يبدو أن مدة صلاحيته قد انتهت. أما روسيا، سواء في العهد السوفييتي أم في العهد البوتيني الحالي، فإنها أطول نفسا في تحالفاتها وأشد إخلاصا لحلفائها، أو ربما كان الأصح القول إنها أقل غدرا بهم. ولهذا الرأي جملة من الأدلة الداعمة. فقد غدرت أمريكا بعدد من أنظمة الاستبداد التي كانت من زبائنها في أمريكا اللاتينية، وحتى في آسيا والبلاد العربية.
وقد تجلى أحدث الأمثلة عندما لاذت القوات الأمريكية بالفرار وتركت حلفاءها في أفغانستان يواجهون مصيرهم بدون حام ولا نصير وتنكرت لجميع من عرّضوا حياتهم للخطر جراء ارتباطهم بها، بمن فيهم حتى المترجمون الذين أبت أن تمنحهم مجرد حق اللجوء السياسي جزاء خدماتهم (ومعلوم أن بريطانيا سلكت المسلك ذاته في كل من العراق وأفغانستان).
ولا وجه للاعتراض بإخلاص أمريكا في تحالفها مع إسرائيل: فتلك حالة استثنائية منشؤها أن إسرائيل ليست مجرد حليف، بل إنها جزء لا يتجزأ من السياسة الداخلية الأمريكية لعوامل دينية وثقافية واستراتيجية تجعل من إسرائيل ولاية أمريكية حقا لا مجازا. إنها الولاية الحادية والخمسون في الترتيب الزمني، ولكنها الولاية الأولى في الترتيب الأنطولوجي!
أما روسيا فإن من عاداتها الثبات في مساندة حلفائها بكل الوسائل، بدليل تدخلها العسكري في المجر عام 1956 وتشيكوسلوفاكيا عام 1968. ومعروف أن الغزو الروسي لأفغانستان عام 1979 (الذي شجبته كل الدول الإسلامية ولكن أنظمة الحكم في سوريا وليبيا والجزائر واليمن الجنوبي تفردت آنذاك بتبريره وتأييده!) إنما كان لنصرة حزب شيوعي صغير لا شأن له ولا شعبية في البلاد، ولكن روسيا نصرته لمجرد أنه نجح في القيام بانقلاب عسكري. ذلك أن عقيدة بريجنيف، المعروفة بعقيدة اشتراكية الأمر الواقع، كانت تقضي بعدم التهاون في دعم أي دولة يصل الشيوعيون فيها إلى الحكم، أي العمل على تأبيد الأمر الواقع بعدم التفريط في أي دولة تنضم إلى المعسكر الشرقي.
يرجح المراقبون أن ارتفاع سعر النفط في أعقاب الحرب الإيرانية الإسرائيلية سيساعد روسيا على تقليص عجز ميزانية هذا العام
إلا أن أحداث الأسابيع والشهور الماضية تبعث على الشك في صحة هذا الرأي. إذ لم تحصل طهران من حليفها الروسي، أثناء الهجمات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة على الأراضي الإيرانية، إلا على بعض الاتصالات الهاتفية وبيانات التنديد. هذا رغم أن إيران زودت روسيا بعدد ضخم من المسيرات التي كانت في مسيس الحاجة إليها أثناء العام الأول من غزوها لأوكرانيا، ثم ساعدتها في بناء مصنع لإنتاج المسيرات محليا.
بل إن الدولتين وقعتا بالأحرف الأولى، أوائل هذا العام، اتفاقية شراكة استراتيجية لتوثيق التعاون في مجالات عدة، أولها الدفاع. وهذا النأي بالنفس عن إيران ومشكلاتها هو دليل في رأي الوول ستريت جورنال على هيمنة منطق الصفقات والمقايضات على مواقف بوتين حتى عندما يتعلق الأمر بالشراكات الاستراتيجية، علما أن روسيا غارقة في المستنقع الأوكراني وتعاني من أثر العقوبات الاقتصادية الغربية. ولهذا بدل مساعدة إيران، سعى بوتين إلى محاولة احتلال موقع الوسيط المحتمل في النزاع، فضلا عن أن حرصه على حفظ علاقاته الجيدة مع السعودية والإمارات يجعله مُعْرضا عن تعزيز قدرات إيران العسكرية ومعارضا، بالطبع، لامتلاكها السلاح النووي.
والحق أن اتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة بين إيران وروسيا أوائل هذ العام لا ترقى إلى مستوى معاهدة التحالف العسكري، ولا تتضمن بندا للدفاع المشترك. والسبب، في رأي مؤسسة كارنغي للسلام الدولي، هو أن روسيا لم تعد تحتاج المساعدة الإيرانية في حربها على أوكرانيا. إلا أن أقوى الأدلة على أن الرأي القائل بعدم خذلان روسيا لحلفائها لم يعد صحيحا في جميع الأحوال قد تجلى في حدثين: أحدهما هو انشغال روسيا عن سفاح دمشق أثناء سقوطه المدوي؛ والثاني هو وقوفها جانبا بينما كانت أرمينيا، الحليف الذي تربطها به أوثق العلائق والالتزامات، تتكبد أفدح الخسائر في الحرب التي انتهت بانهزامها أمام أذربيجان.
ويرجح المراقبون أن ارتفاع سعر النفط في أعقاب الحرب الإيرانية الإسرائيلية سيساعد روسيا على تقليص عجز ميزانية هذا العام. ولكن نفوذها الدولي انحسر بسبب سقوط حلفائها أو انكسارهم تباعا، كما أن الضرر الذي أصاب سمعتها سيدوم طويلا.
القدس العربي