- بمشاركة عازفات الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية و "النور والأمل" وعازفة البيانو "نور عيادي".

أقامت دار الأوبرا السُّلطانية مسقط مساء الخميس احتفالًا بمناسبة يوم المرأة العُمانية الذي يصادف 17 أكتوبر من كل عام، وتضمّن الحفل عددًا من الفقرات الموسيقيّة قدمتها أوركسترا النور والأمل بمشاركة عازفات الأوركسترا السيمفونية السُّلطانية العُمانية، وعازفة البيانو "نور عيادي".

وضم برنامج الحفل الذي أعدّته الدار بهذه المناسبة في موسمها الجديد 2024م - 2025م فقرات موسيقيّة متنوّعة، استمع فيها الجمهور إلى أنغام عذبة ومعزوفات رائعة قدمتها الأوركسترا السيمفونية السُّلطانية العُمانية، التي تلعب دورًا أساسيًا في الوسط الثقافي بالمنطقة، واضعة بصمتها المميزة في مختلف البرامج الفنية في المحافل الإقليمية والعالمية منذ تأسيسها عام 1985م، وهي مضرب مثل في إبراز موهبة المرأة العُمانية القوية ودورها في الموسيقى.

وتضمّن البرنامج معزوفات لفرقة الأوركسترا النسائية "النور والأمل" للمكفوفات، التي تُعَدّ أول فرقة موسيقية من الكفيفات في مصر، وبمشاركة متميزة من عازفة البيانو المغربية الفنانة نور عيادي التي عزفت مقطوعات من أعمال موتسارت.

أوركسترا النور والأمل

في عام 1961، أسست استقلال راضي، رئيسة جمعية النور والأمل لرعاية الكفيفات، بالتعاون مع الدكتورة سمحة الخولي معهد موسيقى النور والأمل على أسس فنية وأكاديمية بكل مراحله التعليمية. فالمعهد على المستوى الأكاديمي مثل أي معهد موسيقي في العالم مع الفارق أن النوتة الموسيقية تكون مكتوبة بطريقة برايل. فتحصل التلميذات منذ الطفولة على تعليم مزدوج يجمع بين التعليم النظامي في مدرسة النور والأمل صباحًا ودراسة الموسيقى في المعهد عصرًا.

وهي أوركسترا فريدة من نوعها في العالم، حيث إنها مكوّنة بالكامل من مكفوفات البصر اللاتي يعزفن الموسيقى الكلاسيكية الغربية بالإضافة إلى الموسيقى الشرقية المتطورة، دون الحاجة إلى قراءة النوتة الموسيقية المكتوبة بطريقة برايل للمكفوفين أثناء العزف ودون الاعتماد على عصا المايسترو الشهيرة. ويتضمن هذا الأوركسترا أنواع الآلات الموسيقية الأربعة: الوترية، والنفخ الخشبي، والنفخ النحاسي.

ومع مرور الوقت، نجح أكثر من مايسترو من الذين أشرفوا على تعليم وتدريب عازفات الأوركسترا في تطوير أساليب فنية خاصة ساعدت العازفات ومكنتهن من العزف معًا كأوركسترا في تناغم وانسجام.

ومنذ عام 2019م، أصبح لدى معهد الموسيقى 3 أوركسترات للعازفات الكفيفات من أعمار مختلفة. ويبلغ العدد الكلي للعازفات وطالبات معهد الموسيقى في الوقت الحالي 130 فتاة. يعتمد معهد الموسيقى في تمويل أنشطته بشكل رئيسي على التبرعات من الأفراد والمؤسسات، والهدف الرئيسي لمعهد الموسيقى هو توفير تعليم يتميز بالمعايير الأكاديمية والجودة العالية للفتيات الكفيفات بهدف تطوير ذاتهن وتوفير مصدر دخل لهن ودمجهن في المجتمع.

وضمّت أوركسترا النور والأمل التي قدمت معزوفات وألحانًا متنوعة ليلة السابع عشر من أكتوبر قائد الأوركسترا تامر فهمي، وعلى الكمان هبة أحمد، وعلى التشيلو إسراء أيمن، وعلى الكلارينيت آية أحمد، وكوثر ناصر، وماريا أشرف، ومنة الله محمد، ومنة الله نصر، ونعمة الله شلبي، وعلى الأوبوا بسنت جمال، وشهد محمد، وعلى الكلارينيت آية محمد، ومي محسن، وفاطمة سيد، وعلى الباصون ماريز مكرم، وعلى الترومبيت دينا ثابت، وعلى الكونتراباص جيهان مصطفى، ونرمين محمد، وعلى الفيولا فاطمة مسعد، ومريم محمد، وعلى الفلوت يارا أحمد، وبسمة أحمد، وعلى الترومبون صفاء أبو المعارف، وشيرين أحمد، وعلى الكورنور هنا صلاح، وفاطمة السيد، وفي الإيقاع إيمان فرج، ومنى صبحي، وروان سيد.

نور عيادي

نور عيادي التي استضافتها الدار ليلة الاحتفال بيوم المرأة العُمانية، عازفة بيانو مغربية ولدت بمدينة الدار البيضاء في المغرب عام 1999م، وبدأت عزف البيانو منذ نعومة أظافرها وهي ابنة ستة أعوام. عندما بلغت نور سن السابعة عشرة، انضمت إلى صف عازفة البيانو الكلاسيكية كلير ديزير في الكونسرفتوار في باريس وسرعان ما وضعت نور بصمتها في فرنسا، ففي سن العشرين حصلت على جائزة كورتو المرموقة في عام 2019م، وفي العام ذاته حققت المركز الأول بمسابقة العازفين البارعين (Virtuoso de Cour).

في عام 2016م، فازت نور عيادي بالجائزة الكبرى بمسابقة الأميرة للا مريم الدولية للبيانو في المغرب. وفي عام 2020، أصدرت نور ألبومها الموسيقي الأول الذي يتضمن مؤلفات روبرت وكلارا شومان، إلى جانب سترافينسكي، وتم بثه عبر قناتي فرانس ميوزيك، ومحطة راديو النساء في لندن.

وإلى جانب مسيرتها الصاعدة كعازفة منفردة، درست نور الماجستير في العلاقات العامة بجامعة ساينس بو في باريس، حيث انضمت إلى عدة مشاريع ثقافية بالجمعية الوطنية الفرنسية وهيئة الأمم المتحدة في جنيف، واليونيسيف. وحازت مؤخرًا على جائزة مؤسسة جوتييه كابوسون إلى جانب مسيرتها الفنية.

التحقت نور عيادي بعدة مشاريع مجتمعية بالشراكة مع أوركسترا باريس الفيلهارمونية وغيرها منذ شهر سبتمبر 2021م، وأصبحت فنانة مقيمة في تشابل الملكة إليزابيث للموسيقى، حيث تتلقى الإرشاد بصحبة لوي لورتي وأفيديس كويوميجان وتحت إشرافهما. كما تعمل نور مع الأستاذ وعازف البيانو المشهور نيلسون جورنر في جنيف، وذلك ضمن برنامج الماجستير للعازفين المنفردين في جامعة جنيف للموسيقى.

وتشارك دار الأوبرا السُّلطانية مسقط كل عام في احتفالات البلاد بالمرأة العُمانية بحفل موسيقي يتغنى بإنجازاتها في مختلف مجالات الفنون والموسيقى والأدب، تكريمًا لها، واعتزازًا بإسهاماتها الفعّالة في تنمية المجتمع، وتعريفًا بدورها الحيوي في الحفاظ على التراث العُماني في الفنون الشعبيّة والموسيقى والغناء.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: معهد الموسیقى النور والأمل الع مانیة فی عام

إقرأ أيضاً:

تصاميم فريدة تجسد الاهتمام بعمارة المسجد النبوي

البلاد ــ المدينة المنورة
يُجسد المسجد النبوي الشريف وما يحتويه من تصاميم معمارية فريدة حرص الدولة على الاهتمام بعمارته وتطويره, حيث يتميز بتفاصيل معمارية تجسد الهوية الإسلامية بجميع أركانه وجوانبه.
وتبرز من هذه المعالم أبواب المسجد التي تمثل هوية خاصة لمسجد الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، التي يبلغ عددها اليوم مئة باب موزعة بشكل متناسق حول المسجد من جهاته الأربع وتوسعاته وسطحه، يعمل بها 280 موظفًا على مدار الساعات الـ 24 خلال شهر رمضان.
وفي توسعة الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- جُعلت سبعة مداخل واسعة، ثلاثة منها في الجهة الشمالية واثنان في كل من الشرقية والغربية، وفي كل مدخل سبعة أبواب، اثنان منها متباعدان، وبينهما خمسة أبواب، يبلغ عرض الباب الواحد (3) أمتار، وارتفاعه (6) أمتار، وسماكته أكثر من (13) سنتمترًا، ويبلغ وزن الباب والواحد طنًّا ورُبعًا، ويمكن فتح وإغلاق الباب بيد واحدة لما تمثله المكرة الخاصة بالباب من مرونة في عملية الفتح والإغلاق، حيث صُنعت هذه الأبواب بأكثر من (1600) متر مكعب من خشب (الساج)، استهلك الباب الواحد منها أكثر من (1500) قطعة مذهبة منقوشة، جُمعت في قالب دائري تحتوي على اسم (محمد رسول الله).
ومزجت هذه الأبواب بين النحاس المذهّب في فرنسا وأفضل أنواع الأخشاب (الساج)، التي جُمعت في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم نُقلت إلى مدينة برشلونة في إسبانيا، ووُضِعَت في أفران خاصة لتجفيفها في مدة لا تتجاوز خمسة أشهر، ثم قصها بمناشير مزودة بخاصية الليزر، وبعدها تُصب القطع النحاسية، ثم صقلها وتلميعها قبل أن تأخذ الشكل النهائي بطلائها بالذهب، وتثبيتها على الأبواب، وثُبتت الأبواب باستخدام طريقة التعشيق القديمة بدون استخدام المسامير.
وتقف اليوم هذه الأبواب بما تحتويه من تفاصيل معمارية شاهدةً على حجم الرعاية والعناية المستمرة من المملكة بالمسجد النبوي الشريف، والعمل على عمارته باستمرار لتقديم الأعمال الجليلة لخدمة قاصديه لتأدية عبادتهم بكل يُسر واطمئنان.

مقالات مشابهة

  • «التغذية السليمة» تضمن تنوع الموسيقى المولدة بالـ AI
  • مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «24»
  • تصاميم فريدة تجسد الاهتمام بعمارة المسجد النبوي
  • تأثرت بمتغيرات الحياة.. الموسيقى العراقية من الأصالة إلى هز الأكتاف
  • شيخة النويس لـ «مركز الاتحاد للأخبار»: الفوز ثمرة دعم وثقة القيادة الرشيدة بالمرأة الإماراتية
  • البرنامج اليمني للألغام: "مسام" تجربة فريدة في العمل الإنساني
  • فتحي: الحدث عن الظروف القهرية هو مقدمة من الرابطة للتلاعب باللوائح
  • مقدمة وليد الفراج بعد نهائي أغلى الكؤوس
  • أمسية شعرية وإنشادية للثورة والوطن في قصر الثقافة بحمص
  • مؤلف موسيقي: رفض الذكاء الاصطناعي يعطل الإبداع