ماذا يحدث لجسمك عند النوم أمام المروحة؟
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
يعمل استخدام المراوح على تحسين تدفق الهواء وتلطيف الأجواء الداخلية، ولكن فائدتها لا تقتصر فقط على توفير نسمة منعشة. فقد أظهرت الدراسات العلمية أن تشغيل المروحة داخل المنزل، سواء في النهار أو أثناء النوم، يقدم العديد من الفوائد غير المتوقعة، مثل تقليل احتمالات حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ. بالإضافة إلى هذه الفوائد، هناك أيضا آثار إيجابية أخرى.
ومع ذلك، لا يخلو الأمر من بعض الآثار السلبية التي قد تنجم عن الاستخدام غير السليم، التي قد تؤثر على الصحة العامة. ومع دخول فصل الخريف واقتراب نهاية الصيف، تظل عادة تشغيل المراوح شائعة. فما المشكلات المرتبطة بذلك، وما الحل الأمثل للتعامل معها؟
فوائد غير متوقعة لتشغيل المروحة بالمنزلتعتبر درجات الحرارة المرتفعة من أكبر التحديات التي تواجه الكائنات الحية بشكل عام والبشر بشكل خاص. ووفقا لدراسة نشرتها مجلة "لانسيت" في عام 2021 عن تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الحياة، أشار الباحثون إلى أن الحرارة العالية تؤثر سلبا على العديد من العمليات الحيوية. فالتعرض لفترات طويلة لدرجات حرارة تفوق 25 درجة مئوية مع رطوبة مرتفعة يمكن أن يسبب الإجهاد الحراري، أما التعرض القصير لدرجات حرارة تتجاوز 35 درجة مئوية مع رطوبة عالية، أو 40 درجة مع رطوبة منخفضة، فقد يكون قاتلا بسبب الأضرار الفسيولوجية والجسدية التي تسببها الحرارة. لذلك، لا يُعتبر استخدام المراوح مجرد رفاهية.
الحرارة المرتفعة تزيد من المعاناة أثناء الليل، حيث يؤدي التعرق المفرط والشعور بالحر إلى صعوبة النوم، وخاصة في حالة وجود عوامل صحية إضافية مثل الهبات الساخنة.
وقد أظهرت الإحصاءات أن 80% من النساء في سن انقطاع الحيض يعانين من التعرق الليلي، مما يجعل النوم أكثر صعوبة. لذلك، يوضح الباحثون عدة أسباب تجعل من المروحة خيارا مثاليا لتحسين النوم، من أبرزها:
تحسين جودة بيئة النوم، مما يساهم في تقليل مشاكل صحية مثل التوتر والضغط. منع التعرق والحفاظ على المعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم. توفير ضوضاء بيضاء ناتجة عن صوت المروحة، مما يساعد على النوم، خاصة للأطفال. تجديد وتدوير الهواء في الغرفة، مما يقلل من الروائح غير المرغوب فيها.لكن السبب الأكثر أهمية، وغرابة بالوقت نفسه هو ذلك الدور الذي يمكن أن تلعبه المروحة في حماية حياة الرضع، ففي دراسة بعنوان: "استخدام المروحة أثناء النوم وخطر متلازمة موت الرضع المفاجئ" أشارت دراسة نشرت في يوليو/تموز 2024 إلى ارتباط استخدام المروحة أثناء النوم بتخفيض نسبة موت الرضع المفاجئ بنسبة 72%، وكان الانخفاض أكبر عند الرضع الذين تم وضعهم في وضعية الانبطاح، أو على الوضع الجانبي مقابل الاستلقاء.
واللافت أن فوائد "المروحة" يمتد أثره من "الرضع" إلى كبار السن والمرضى، تحديدا هؤلاء الذين يعانون ضيق التنفس، حيث أشارت دراسة إلى فارق ملحوظ في تحسن درجات ضيق التنفس مع استخدام المروحة لدى المرضى المصابين بسرطان الرئة، حيث يتم استخدام "مروحة محمولة" لأجل إدارة الأعراض والمساهمة في التقاط الأنفاس بشكل أفضل.
تحذر الأمهات دائما من النوم المباشر أمام "المروحة" ولكن يبدو أن تلك التحذيرات جديرة بالانتباه، حيث يتضمن تشغيل المروحة إلى جانب الآثار الإيجابية العديدة، مجموعة من المخاطر والآثار البدنية الضارة التي تلحق بالجسد على مدار ساعات عملها أبرزها:
إثارة الحساسية لدى من يعانون من عث الغبار أو فراء الحيوانات الأليفة أو العفن، حيث تقوم المروحة بتوزيعها جميعا في نطاق الاستنشاق، مما يثير لدى البعض نوبات من العطس ومشكلات في الجيوب الأنفية والعينين. التسبب بالجفاف، حيث تؤدي حركة الهواء حول الغرفة إلى جفاف الجلد والعينين والفم، مما يسبب الشعور بالتهاب الحلق أو احتقان الأنف وألم العينين. الشعور بالإزعاج وصعوبة النوم، ففي حين يعتبر بعض الأشخاص ضوضاء المروحة مريحة، يجدها البعض الآخر مصدرا للإزعاج وعدم الراحة، خاصة إذا كان الصوت أعلى من المقبول. الشعور بالصداع. الشخير نتيجة تراكم السوائل من أثر احتقان الأنف. آلام العضلات من أثر الهواء المركزة، الذي قد يسبب أرقا لشدة الألم. زيادة احتمالات الإصابة بالبرد.تبدو الدراسات العلمية المتعلقة بآثار "المروحة" على الصحة محيرة للغاية، فبينما تشير بعض الدراسات إلى الآثار الصحية الإيجابية للغاية التي يمكن أن يسببها استخدام المروحة، تشير دراسات أخرى إلى الآثار السلبية للاستخدام التي قد تصل إلى حد الوفاة، ربما كان ذلك هو السبب وراء تلك الدراسة الصينية التي نشرت في عام 2022، إذ أشارت إلى "كيفية" استخدام المروحة بأفضل طريقة، مع التأكيد على الدور الذي تلعبه المراوح كوسيلة فعالة في تحسين الأجواء الحارة خلال فصل الصيف، ولكن مع حيلة إضافية وهي تغيير سرعة نفث الهواء على مدى الليل لتناسب مراحل النوم التي تم تقسيمها إلى 5 مراحل، تتغير خلالها درجة حرارة الجسم، ومن ثم يتم تغيير سرعات المروحة بناء عليها.
وتقول الدراسة إنه في بداية الليل يكون هناك ارتفاع واضح في درجة حرارة الجسم، يعقبه انخفاض، ثم استقرار ثم ارتفاع مرة أخرى، وأخيرا ارتفاع آخر خلال مرحلة التقلب طوال الليل، وعليه تم تغيير إمدادات الهواء لتقلد الساعة البيولوجية للنوم، بدلا من نفث الهواء بصورة ثابتة على مدى الليل، الأمر الذي ساهم في تحسين كفاءة النوم، وزيادة نسبة النوم العميق بنسبة 3.59%.
وتشير الأبحاث إلى أنه في بعض الأحيان تكون أفضل طريقة للاستفادة من المروحة هو عدم تشغيل المروحة على الإطلاق في درجات الحرارة المرتفعة جدا، حيث قد تؤدي إلى نتائج عكسية، وتحذر منظمة الصحة العالمية من تشغيل المروحة في بعض درجات الحرارة المرتفعة جدا، لما قد تسببه من مشاكل صحية إضافية خاصة بالنسبة لكبار السن، وفيما يمكن تشغيل المروحة خلال أوقات الصيف بالأجواء التي تصل حرارتها إلى 38 و25 للأصحاء، فإنه لا يوصى بتشغيلها في غرف كبار السن وهؤلاء الذين يتناولون أدوية مضادات الكولين حين تزيد درجة الحرارة عن 35 درجة مئوية.
ويوصي الخبراء بمجموعة من التدابير والاحتياطات للاستفادة من إيجابيات المروحة من دون الوقوع تحت طائلة أضرارها أهمها:
البقاء على مسافة كافية من المروحة تتراوح بين متر وربع إلى مترين.
التأكد من إبقاء المروحة نظيفة، والعناية بإزالة الغبار عنها بانتظام، حتى لا تتراكم عليها مثيرات الحساسية، ولا تتسبب في نشر المواد المثيرة للحساسية في الأجواء.
استخدام أنواع المراوح ذات الجودة العالية، تلك التي لا تصدر ضوضاء عالية أو مزعجة.
عدم تسليط المروحة مباشرة على الجسم والاستعانة بالإمكانات التي توفرها لأجل توزيع وتنويع الهواء مثل الدوران والتشغيل المتذبذب خاصة خلال ساعات الليل.
الاستعانة بمؤقت المروحة من أجل إطفائها تلقائيا عقب النوم بوقت كاف، خاصة في الليالي التي تنخفض فيها درجات الحرارة خلال ساعات الليل المتأخرة.
اختيار أنواع المراوح التي يسهل فكها وتركيبها لأجل تنظيفها بانتظام.
اختيار أنواع يمكن التحكم فيها عن بعد وضبطها للعمل والإغلاق التلقائي.
تنظيف البيت بانتظام خاصة غرف الطعام والجلوس لما تحتويه من ملوثات بيولوجية وغير عضوية تشكل مخاطر صحية كبرى وتشكل أحد أهم أسباب تلوث الهواء الداخلي في المناطق الحضرية والأرياف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات درجات الحرارة المرتفعة استخدام المروحة تشغیل المروحة المروحة فی
إقرأ أيضاً:
بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر
يمانيون || تقرير:
أكدت البحرية الصينية تعلمها من دروس البحر الأحمر التي جرعتها القوات المسلحة اليمنية للعدو الأمريكي وبحريته.
ونشرت مجلة البحرية اليوم الرسمية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني مقالا بعنوان “دروس وأفكار من صراع السيطرة على البحر الأحمر” سلطت الضوء فيه على كيفية استخدام القوات المسلحة اليمنية للطائرات المُسيّرة والصواريخ المضادة للسفن لمُنافسة السيطرة البحرية.
ووفقًا للمؤلفين، فإن “السفن السطحية ذات تأثير هجومي ودفاعي ضعيف، وبالتالي تبدو ضعيفة”.
وبحسب المجلة فإن نقاط الضعف في السفن السطحية تكمن في الاتي: يمكن تتبع السفن السطحية بسهولة في المحيط آنيًا.ويُميزها مقطعها الراداري الكبير.
كما انه يصعب الدفاع عن السفن السطحية ضد الأسلحة الجديدة التي تكون رخيصة جدًا مقارنةً بتكلفة سفينة حربية.
كما إن القدرات الدفاعية للسفن التي تعمل بشكل مستقل محدودة. اذ إن الحفاظ على حالة التأهب العالية لفترة طويلة من الزمن قد يؤدي إلى الشعور بالرضا عن الذات.
وتقدم المجلة توصيات للبحرية الصينية كالتالي:
إن دمج الأنظمة الذكية المستقلة يمكن أن يساعد في التخفيف من تحديات العامل البشري المرتبطة بالحفاظ على حالة مستمرة من التأهب العالي الكثافة.
ينبغي أن يُراعي بناء السفن الحربية المستقبلية التهديدات التي تُشكلها أنظمة الأسلحة المتنوعة والرخيصة والمرنة.
ينبغي على البحرية الصينية تحديث سفنها بأنظمة تشويش الطائرات بدون طيار، بحيث يُمكن استخدام “قنابل تشويش” للتشويش على أجهزة الاستشعار البصرية والأشعة تحت الحمراء للطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى استخدام أشعة الليزر لتدمير مكوناتها.
دمج السفن السطحية والمعدات غير المأهولة معًا لتحسين القدرات الدفاعية، الأمر الذي يفتح “فصلًا جديدًا في استخدامها في العمليات البحرية”. تُعتبر قدرة السفن السطحية على الحركة إحدى نقاط القوة الرئيسية.
“يجب على السفن السطحية استخدام مناورات واسعة النطاق لتجنب الوقوع في موقع المدافع.”
وتخلص المجلة إلى أن استخدام المناورات بعيدة المدى إلى جانب الإنذار المبكر الدقيق أمر قابل للتطبيق بشكل خاص في تنفيذ عمليات الحصار (التي من المفترض أنها موجهة إلى تايوان).
دورس اليمن في البحر اليمن تصل الصين