أشهر كلب في العالم.. أعظم حملة دعاية للهرم|تفاصيل الحكاية
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
في الساعات الماضية، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو أثار دهشة العديد من المشاهدين، يظهر فيه كلب يتجول على قمة الهرم الأكبر في الجيزة، في مشهد غير مألوف تمامًا.
تفاصيل تجول كلب على قمة الهرم الأكبر المقطع الذي التقطه سائح يُدعى مارشيل موشل خلال تحليقه بطائرة شراعية، نشره على حسابه في منصة تيك توك يوم الثلاثاء الماضي، وتظهر فيه اللحظة الغريبة التي رصد فيها الكلب وهو يمشي فوق قمة الهرم، نباحه يتردد في الأجواء بينما كان يحاول طرد الطيور التي تحلق من حوله.
NEW: Dog spotted hanging out on the top of the Great Pyramid of Giza in Egypt.
The man who filmed the incident from his powered paraglider says the dog was barking at birds.
The Great Pyramid of Giza is a whopping 450 feet tall meaning the dog had to take a long hike to… pic.twitter.com/flxq9oxgiQ
هذه اللقطة الفريدة سرعان ما أثارت موجة من التساؤلات والفضول بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين حاولوا فهم كيفية تمكن الكلب من الوصول إلى قمة الهرم التي يبلغ ارتفاعها نحو 150 مترًا.
تساءل الكثيرون عن الوقت الذي استغرقه الكلب للوصول إلى هذه القمة العالية، وكيف استطاع مواجهة الرياح الشديدة التي عادة ما تضرب المناطق المفتوحة على هذا الارتفاع.
وتساءل البعض عن سبب اختيار الكلب لهذا المكان البعيد عن الأرض والمثير للدهشة، حيث اعتبروا أنه من المستبعد أن يكون هدفه البحث عن الطعام.
وتفاعل العديد من المستخدمين بشكل طريف مع الفيديو، حيث علق بعضهم مازحًا أن الكلب "ربما أراد الهروب من ضجيج المدينة والبحث عن هدوء نادر في هذا الموقع الفريد".
وأشار آخرون إلى أن الحيوان "ربما كان في زيارة لقبر الفرعون الذي كان صديقه المقرب في حياة سابقة"، في إشارة ساخرة إلى الأساطير القديمة حول الحياة بعد الموت.
ويتعلق بردود الفعل الرسمية، أوضح مصدر مسؤول في المنطقة الأثرية " أن المنطقة المحيطة بالأهرامات مفتوحة بشكل طبيعي، ومن الشائع رؤية بعض الحيوانات مثل الكلاب تتجول في محيطها.
وأكد أن جميع الكلاب الموجودة في المنطقة تخضع لعمليات تعقيم وتطعيم دورية من قِبل جمعية الرفق بالحيوان، حرصًا على صحة وسلامة الزوار.
وأضاف المصدر أن هذه الحادثة تُعد ظاهرة نادرة، ولا تحدث بشكل متكرر بسبب طبيعة المنطقة المفتوحة التي تجعل من وصول الكلاب إلى مثل هذه الارتفاعات أمراً غير معتاد.
وعند سؤاله عن سبب عدم قيام السلطات بإبعاد الكلاب ومنع دخولها إلى المنطقة الأثرية، أوضح المصدر أن مثل هذه الخطوة قد تواجه اعتراضًا من السياح الأجانب الذين يزورون الأهرامات، حيث يُعتبر البعض منهم أن التعامل القاسي مع الحيوانات أمر غير مقبول، وقد يؤدي إلى انتقادات دولية ولذلك تفضل السلطات اتخاذ تدابير وقائية من خلال تعقيم الكلاب وتطعيمها بشكل منتظم لضمان عدم إلحاقها أي أذى بالزوار أو المنطقة الأثرية.
"أهرامات الجيزة"يُذكر أن "أهرامات الجيزة" تعد واحدة من أبرز المعالم الأثرية في العالم، وتضم ثلاثة أهرامات رئيسية هي هرم خوفو، وهرم خفرع، وهرم منقرع، بالإضافة إلى تمثال أبو الهول. بُنيت هذه الأهرامات خلال عصر الأسرة الرابعة من المملكة القديمة في مصر، بين عامي 2600 و2500 قبل الميلاد، وتُعتبر الأهرامات رمزًا لتطور العمارة الجنائزية في مصر القديمة، حيث كانت تُستخدم كمقابر ملكية. بدأ تطور هذا الطراز المعماري من المصطبات إلى الأهرامات المدرجة التي شيدها المهندس إمحوتب للملك زوسر في سقارة، وصولاً إلى الشكل الهرمي المثالي الذي تم تحقيقه في هرم خوفو.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كلب على قمة الهرم الأكبر قمة الهرم الأكبر منقطة أهرامات الجيزة قمة الهرم
إقرأ أيضاً:
باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي!
اليوم سأحدثكم عن قصة حصول باكستان على السلاح النووي وإحداثها لمعجزة سياسية-علمية في العالم الإسلامي، فدولة التي لم تكن تملك شيئا بل حتى لا تستطيع صناعة مسامير وبراغي كيف لها أن تصنع سلاحا نوويا معقدا جدا في فترة قصيرة جدا، حتى الغرب لم يستطع مجاراتها؟ لا بد أن يكون وراء ذلك سر عظيم جدا ألا وهي الإرادة والعزيمة التي صنعت المستحيل.
بدأ كل شيء عام 1971 عندما تعرضت باكستان لهزيمة قاسية ومذلة أمام الهند، العدو الأول والأزلي، انتهت بانفصال بنغلادش عن باكستان، وبعد ثلاث سنوات فجّرت الهند أول قنبلة نووية له بمساعدة الكيان وخرجت للعالم تتبجح وصرّح الهنود: "نحن الآن صرنا قوة نووية".
في تلك اللحظة المفصلية في التاريخ كانت باكستان تراقب الوضع وشعرت بأن عدوها قد اكتسب ما سيمكنه من التفوق عليها، وهذا ما استفز كبرياء الشعب والحكومة هناك، حينها وقف رئيس وزراء باكستان ذو الفقار علي بوتو وقال عبارته الشهيرة: "لو اضطررنا لأكل العشب أو التراب، سنصنع قنبلة نووية". لم يأخذه الغرب ولا حتى الهند على محمل الجد، وظن الكل أنه مجرد هرطقة سياسية فقط وشعبوية معتادة للإلهاب حماس الجماهير هناك.. لكن تأكد لا حقا أن الرجل كان يعني ما يقوله بالحرف الواحد!
وبدأ التخطيط الفعلي لامتلاك برنامج نووي سري دون أن يثيروا ريبة أعين الغرب والعدو الأزلي الحاقدة.. وانطلق جمع المعلومات من طرف أجهزة المخابرات الباكستانية باحثة عن كل من يستطيع أن يقدم لهم يد العون من دول وحكومات ومنظمات سرية وجماعات تهريب وقبل ذلك البحث عن علماء نووي موثوقين ومستعدين للتضحية من أجل ذلك، وكان الاختيار على أحد الرجال الذين صنعوا المعجزة بأتم معنى الكلمة، ألا وهو الدكتور عبد القدير خان، وهو عالم الباكستاني شاب كان يعمل حينها في منشأة تخصيب أوروبية (URENCO – هولندا). اتصلت به المخابرات الباكستانية وقالت له بالحرف الواحد: "سيد عبد القدير أنت مستدعى في مهمة وطنية نبيلة هل ستلبي الدعاء أم نذهب لخيارات أخرى؟".
وكان الجواب: "لا مجال للتردد أمام نداء الوطن!" لم يتردد هذا الرجل الوطني المخلص للحظة في تلبية نداء الواجب، وترك كل الامتيازات الممنوحة له والرفاهية وجودة الحياة وحقول الورود والياسمين في هولندا؛ البلد الساحر من حيث الطبيعة الخلابة وجودة الحياة، وعاد متخفيا ليعمل في ظروف قاسية في مناطق وعرة غير موصولة حتى بطرق معبدة وبعيدة كل البعد عن المدن في باكستان. كل هذه التضحية من أجل هدف واحد ونبيل ألا وهو أن تمتلك بلده سلاحا نوويا يمكنها من استعاده التوازن أمام عدو أزلي يتربص على الحدود في كشمير..
استغل هذا الرجل الذكي منصبه هناك لجمع كل ما يمكنه من معلومات حول تقنية الطرد المركزي، ونجح في نسخ تصاميمها وخزنها في ذاكرته في عام 1975. وكما سبق وذكرت، عاد إلى باكستان سرّا حاملا مخططات علمية وتقنية ثمينة، ومعه حتى قائمة موردين دوليين وأسرار لا تُقدّر بثمن.
أسّس "مختبرات خان" في منطقة كاهوتا، وبدأ العمل بصمت رفقة علماء آخرين قام هو بنفسه بإقناعهم في العمل معه وكفاءات وطنية كوّنها هو بنفسه. وفي الخفاء تم إنشاء منشآت التخصيب الذي هو أصعب شيء في أي برنامج نووي، واستُخدمت شبكة تهريب دولية لاقتناء القطع والتكنولوجيا من أوروبا وماليزيا والصين، وكل ذلك تم بسرّية مذهلة وبمساعدة جزئية من الصين التي زوّدت باكستان ببعض التصاميم والمكونات النووية والتي فيما بعد تحولت إلى الحليف الأول للباكستان. والآن 80 في المئة من واردات السلاح إلى باكستان هي من التنين الصيني، مستغلة وبذكاء خلاف الصين الحدودي مع الهند مما قرب تلقائيا بينهما وفق المعادلة الشهيرة "عدو عدوي صديقي"، أضف إلى ذلك أن الظروف الإقليمية آنذاك خدمت المشروع النووي بطريقة غير مباشرة، ففي الوقت الذي كانت فيه أمريكا مشغولة بدعم باكستان في حربها ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، غضّت الطرف عن تقدمها النووي، أو لنقل أن واشنطن لم تكن تتصور أن باكستان بلغت أشواطا متقدمة جدا في الحصول على سلاح نووي كامل.
في عام 1998 فجّرت الهند سلسلة تجارب نووية وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، وفي يوم 28 أيار/ أمايو ردّت باكستان بتفجير خمس قنابل نووية دفعة واحدة في جبال بلوشستان. وهنا كان العالم مذهولا، والغرب في حالة صدمة واضحة، ولعل الصدمة الأكبر كانت في نيودلهي حين علم الهنود أن تفوقهم النوعي على عدوهم الأزلي قد زال وحدث التوازن بين القوى!
دخلت باكستان رسميا نادي القوى النووية إلى جانب القوى العظمى في العالم، وأصبحت أول دولة إسلامية تمتلك السلاح النووي. حاول شرطي العالم تدارك الأمر، ففرضت أمريكا عقوبات اقتصادية علها تثنيها عن ذلك، لكن يبدو أن الرجال فعلوها أخيرا والردع النووي قد تحقّق، فالبرنامج اكتمل ورسالة رئيس الوزراء قد وصلت فعلا، كل كلمة قالها كان يعنيها، لا شيء سيثني باكستان عن امتلاك سلاح نووي.
أما بالعودة للحديث عن البطل القومي عبد القدير خان الذي قام عليه المشروع، فقد وُضع لاحقا تحت الإقامة الجبرية بعد اتهامه بتهريب تكنولوجيا نووية إلى دول أخرى ككوريا الشمالية وإيران وليبيا، ومع ذلك بقي في أعين شعبه "أبو القنبلة الإسلامية".
قصة المشروع النووي في دولة باكستان تظهر مدى حجم التأثير حين تجتمع الإرادة والعزيمة السياسية مع إرادة الشعب، ومدى أهمية العقول العلمية وحب الوطن الخالص الذي يمكن أن يغير موازين القوى بشكل كامل وإحداث المعجزات!