خبير سويدي: حرب جديدة بين إسرائيل وإيران تقترب وستكون أشد عنفا
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
#سواليف
من المرجح أن تشن #إسرائيل حربًا أخرى على #إيران خلال أشهر، وربما حتى قبل نهاية أغسطس/آب الحالي، وتشير الحسابات الإستراتيجية لكلا البلدين أنها ستكون أشد عنفًا، وفقا لخبير سويدي من أصل إيراني.
ويذكر تريتا بارسي -في مقال له بمجلة فورين بوليسي الأميركية- أن إيران تتوقع هجوما إسرائيليا وتستعد له.
ويشير إلى أن #طهران انتهجت إستراتيجية طويلة الأمد في الحرب الأولى، فرتّبت هجماتها الصاروخية بما يتوافق مع توقعها لصراع طويل الأمد.
مقالات ذات صلةأما الجولة التالية، فيرجح بارسي أن تشهد شن إيران هجومًا حاسمًا منذ البداية، بهدف تبديد أي فكرة بأنها يمكن أن تخضع للهيمنة العسكرية الإسرائيلية.
ويستنتج الكاتب، وهو سويدي من أصل إيراني، من ذلك أن الحرب القادمة ستكون أكثر دمويةً من الأولى.
أهداف إسرائيل
وحدد بارسي، المؤسس المشارك ونائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي للحكم المسؤول، 3 أهداف رئيسية لإسرائيل كانت تود تحقيقها عندما هاجمت إيران، وذلك علاوة على إضعاف البنى التحتية لإيران.
ولفت إلى أنها سعت إلى جر الولايات المتحدة لصراع عسكري مباشر مع إيران، وإسقاط النظام الإيراني، وتحويل هذا البلد إلى ما يشبه سوريا أو لبنان أخرى حيث يمكن لإسرائيل القصف متى ما شاءت، دون رقيب ودون أي تدخل أميركي، لكنها لم يتحقق سوى هدف واحد من الأهداف الثلاثة.
وأشار الكاتب في تحليله إلى أن إستراتيجية إسرائيل “الجزّ العشبي” -وهي ضربات وقائية متكررة للحفاظ على التفوق العسكري- تُحفّز على شنّ هجمات لاحقة أسرع قبل أن يتمكن الخصوم من إعادة بناء قدراتهم.
لكنه أبرز أن إيران تعلّمت من وتيرة الصراع الأول، ومن المُرجّح أن تردّ بحزم أكبر منذ البداية في أي حرب جديدة، مُتخليةً عن نهج “اللعبة الطويلة”.
وهنا لاحظ بارسي أن هذا التحوّل في الإستراتيجية الإيرانية، إلى جانب ما يصفه بتعزيز التماسك الداخلي عقب هجمات يونيو/حزيران، يُمكن أن يجعل أي صراع جديد أكثر تدميراً بشكل ملحوظ.
معضلة ترامب
ويُقدّم التحليل ترامب على أنه عالق في فخّ تصعيدي من صنع إسرائيل فبعد أن قدّم لها دعماً محدوداً في يونيو/حزيران مع رفض المشاركة الكاملة، يواجه الآن خياراً ثنائياً في أي صراع مُستقبلي: إما الالتزام الكامل بالحرب مع إيران أو مقاومة الضغوط الإسرائيلية كليا.
ويرى أن ترامب إذا رضخ للضغوط الإسرائيلية مجددًا وانضم إلى القتال، فقد تواجه الولايات المتحدة حربًا شاملة مع إيران يتوقع أن تكون أصعب لواشنطن من حربها على العراق.
ويشرح بارسي أن سجلّ ترامب يُشير إلى أنه قد يُواجه صعوبة في تحقيق المقاومة المُستدامة اللازمة لرفض الخيار الأخير.
التداعيات الإقليمية
تطرح هذه المقالة تساؤلات مهمة حول ما إذا كانت هذه الديناميكية ستؤدي إلى تغييرات في السياسة النووية الإيرانية، بالنظر إلى ما تصفه بقصور ركائز الردع الإيرانية الحالية. وقد يُحدث هذا تغييرًا جذريًا في حسابات الأمن الإقليمي.
ويشير عنصر التوقيت الذي يُشدد عليه بارسي -وهو أن الحسابات السياسية تُصبح أكثر تعقيدًا مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي الأميركية- إلى احتمال تزايد المخاطر خلال الأشهر المقبلة.
وما يُلفت الانتباه بشكل خاص -وفقا للكاتب- هو كيف يُؤطر هذا التحليل الصراع على أنه مدفوع بحسابات توازن القوى الإقليمية أكثر من المخاوف النووية تحديدًا، مما قد يجعل الحل الدبلوماسي أكثر صعوبة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف إسرائيل إيران طهران إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يعيد صفقة القرن إلى الحياة من شرم الشيخ .. ومصر تمسك بخيوط السلام في غزة.. خبير يعلق
تتجه أنظار العالم نحو مدينة شرم الشيخ، التي تحولت إلى مسرحٍ دبلوماسي ساخن تُنسج فيه خيوط واحدة من أعقد المفاوضات في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الحدث لم يعد محصورًا في الأطراف التقليدية، فالمشهد شهد عودة جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، يرافقه المبعوث الجديد ستيف ويتكوف، في إشارة واضحة إلى أن الإدارة الأمريكية أعادت فتح ملف التسوية بوجه جديد ولكن بفكر قديم.
ويصف المراقبون هذا التطور بأنه محاولة من واشنطن لإعادة تدوير صفقة القرن في ثوبٍ جديد، مستغلةً حالة الانهاك الميداني والسياسي التي تمر بها المنطقة لتفرض معادلة “سلام أمريكي بطابع ترامب”.
كوشنر يعود إلى المسرح... وترامب يُعيد إحياء مشروعه المؤجليؤكد الخبير الاستراتيجي اللواء نبيل السيد أن عودة كوشنر إلى واجهة المشهد ليست خطوة عابرة، بل رسالة مدروسة من إدارة ترامب، مفادها أن واشنطن لا تزال تعتبر نفسها الوسيط المركزي وصاحبة القرار الأول في الشرق الأوسط.
ويضيف أن كوشنر، أحد مهندسي ما عُرف إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، يجسد الرؤية الترامبية التي تسعى إلى فرض السلام عبر القوة والتأثير الاقتصادي والسياسي، وليس عبر التوازنات التقليدية.
ويرى اللواء نبيل أن ترامب يسعى اليوم، من خلال هذه الخطوة، إلى تحقيق اختراق دبلوماسي يُضاف إلى سجله الرئاسي، وربما يمهّد للحصول على جائزة نوبل للسلام كإنجاز رمزي يرسّخ صورته كـ“رجل الصفقات الكبرى”.
يُشدد اللواء نبيل السيد على أن اختيار شرم الشيخ كمقر للمفاوضات يعكس إدراكًا دوليًا بأن مصر ما زالت رمانة الميزان في إدارة الأزمات الإقليمية، وخاصة الملف الفلسطيني.
ويضيف أن القاهرة تتحرك بمنطق الراعي المسؤول لا الوسيط العابر، فهي تنظر إلى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية أمن قومي مصري وعربي في آنٍ واحد.
ويتابع: "مصر ترفض أي تسوية مؤقتة أو جزئية، لأنها تدرك أن الحلول المؤقتة تعني عودة الحرب مجددًا، وأن الاستقرار لا يتحقق إلا بوقف دائم لإطلاق النار، وضمانات دولية، وآلية عربية لإعادة الإعمار."
ويرى اللواء نبيل أن مصر تمسك بخيوط اللعبة بدقة، موازنةً بين ضغوط واشنطن وطموحات الفلسطينيين، مع الحفاظ على موقعها كـ"صاحبة الكلمة الأخيرة" في مسار التسوية.
خطة ترامب المعدّلة... وعود براقة تخفي ألغامًا سياسيةيُحلّل اللواء نبيل السيد تفاصيل ما يُعرف بـ"خطة ترامب المعدّلة"، قائلاً إنها تبدو على السطح إنسانية ومنطقية، إذ تتحدث عن وقف لإطلاق النار ومنع التهجير وضمان وصول المساعدات الإنسانية، لكنها تحمل في جوهرها أبعادًا مقلقة تتعلق بخريطة الانسحاب الإسرائيلي وآلية إدارة غزة بعد الحرب.
ويؤكد أن البنود الخاصة بالانسحاب الإسرائيلي "غامضة وفضفاضة"، مما يمنح تل أبيب مساحة للاحتفاظ بنقاط نفوذ داخل القطاع بحجة “الأمن الميداني”.
ويصف اللواء تلك البنود بأنها انسحاب وهمي، أشبه بإعادة انتشار تُبقي غزة تحت السيطرة غير المباشرة لإسرائيل، وتؤجل الانفجار المقبل بدلًا من منعه.
يقول اللواء نبيل السيد إن الوفد الفلسطيني يتحرك في أجواء من الشك والحذر الشديدين، لا سيما وفد حركة حماس، الذي يستحضر تاريخًا طويلًا من التجارب التي تراجعت فيها إسرائيل عن التزاماتها بعد توقيع الاتفاقيات.
ويرى أن نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية عنيفة من اليمين المتطرف، تجعله أكثر ميلًا للمراوغة والتأجيل في تنفيذ البنود الحساسة، مثل تبادل الأسرى ورفع الحصار التدريجي عن غزة.
ويضيف أن حماس، رغم الضغوط، ترفض التسرع في التوقيع على أي اتفاق هش دون ضمانات دولية حقيقية، وتسعى عبر مشاوراتها مع القاهرة والدوحة وطهران إلى تأمين الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية قبل أي خطوة سياسية.
واشنطن تبحث عن "مشهد نصر".. أكثر من بحثها عن سلامبحسب تحليل اللواء نبيل السيد، فإن واشنطن لا تتحرك بدافع إنساني بقدر ما تتحرك بدافع صورة سياسية يريدها ترامب لنفسه.
فالبيت الأبيض يسعى إلى تسويق مشهد "الرئيس الأمريكي الذي أنهى حرب غزة" قبل الانتخابات المقبلة، في وقتٍ يتزايد فيه الانتقاد الدولي لتراجع الدور الأمريكي في المنطقة أمام تمدد موسكو وبكين.
ويضيف: "تحاول إدارة ترامب أن تُظهر للعالم أنها ما زالت تمسك بخيوط اللعبة، لكنها في الحقيقة تبحث عن انتصار إعلامي، لا عن سلام حقيقي."
مصر.. الثابت الوحيد وسط عواصف الشرق الأوسطيختتم اللواء نبيل السيد تحليله بالتأكيد على أن مصر تبقى الثابت الوحيد في معادلة الشرق الأوسط المتغيرة.
ففي الوقت الذي تتبدل فيه الإدارات الأمريكية وتتناوب العواصم على لعب أدوار الوساطة، تبقى القاهرة وحدها قادرة على الجمع بين المتناقضات، وتحويل الملفات المستعصية إلى اتفاقات قابلة للحياة.
ويقول اللواء نبيل:
"انضمام ويتكوف وكوشنر إلى مفاوضات شرم الشيخ هو اعتراف أمريكي ضمني بأن مفتاح الحل في الشرق الأوسط لا يزال في يد مصر، وأن أي تسوية لا تمر عبرها ستظل ناقصة وغير قابلة للاستمرار."
في مشهدٍ تتقاطع فيه المصالح وتتصادم فيه الإرادات، تبقى شرم الشيخ اليوم أكثر من مجرد مدينة سياحية؛ إنها مركز الأعصاب السياسية للعالم العربي.
فبينما يسعى ترامب إلى تسجيل “انتصار للسلام” يحمل بصمته الشخصية، تواصل مصر دورها الثابت كحارسٍ للتوازن، ودرعٍ للعروبة، وصوتٍ للعقل وسط فوضى النار والدخان.
ووسط كل هذه التحركات، تبقى الحقيقة الأوضح أن القاهرة لا تفاوض فقط من أجل غزة.. بل من أجل استقرار المنطقة بأسرها.