انطلاق مؤتمر مكة لتعزيز الوسطية بمشاركة 150 عالماً ومفتياً
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
انطلقت في مدينة مكة المكرمة، أمس الأحد، فعاليات مؤتمر إسلامي دولي يشارك فيه 150 عالماً ومفتياً ورؤساء مراكز وجمعيات إسلامية من 85 دولة، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فيما أكد الأمین العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسین طه السعي إلى ترسیخ ثقافة السلام، وتشجیع قیم التفاھم والاحترام المتبادل، من خلال تعزیز الحوار والتوعیة والانفتاح على جمیع الثقافات والحضارات الأخرى.
وقال وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، في كلمته الافتتاحية: «إن المؤتمر يجسد المعنى العظيم للتشاور، وينطلق من هذه البلاد المباركة السعودية التي تبنت هذا المبدأ العظيم منذ نشأتها على يد الإمام المجدد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن».
وتابع أن المملكة «تحمل رسالة الإسلام الصافية، وتنشر مبادئ العدل والرحمة والوسطية والاعتدال في منهج أصيل أصبح مثالاً يحتذى وأثراً يقتفى في الدعوة إلى الله، وفق منهج الكتاب الكريم والسنة النبوية وفهم سلف لهذه الأمة».
وشدد على أهمية المؤتمر في التشاور والتعاون الذي يخدم منهج الإسلام الوسطي المعتدل، بسبب تصاعد حدة خطابات العنف والتطرف وركوب جماعات من أهل الأهواء مناهج فاسدة أساءت لسماحة الإسلام وعدله.
فيما قال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية السعودي عواد العنزي، في كلمة له خلال الافتتاح، إن المؤتمر يهدف إلى تحقيق رؤية مشتركة تُسهم في ترسيخ مبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
من جانبها، نقلت منظمة التعاون الإسلامي عن أمينها العام حسین طه قوله، في كلمته خلال المؤتمر، إن «استضافة المملكة للمؤتمر تؤكد مكانتها كفاعل حقیقي في دعم التوجهات الإیجابیة لأمتنا، والعمل على نهضتها».
وأشاد بالأجهزة المختلفة التي تعمل تحت مظلة المنظمة، ومنها إدارة الحوار والتواصل ومنظمة العالم الإسلامي للتربیة والعلوم والثقافة (إیسیسكو)، مبیناً أن العلاقة بین مكونات الأمة الإسلامیة لا بد لها أن «ترتكز على كونها أمة واحدة تدین بدین وشریعة تجمع بین أطیاف المجتمع الإسلامي».
وذكرت الأمانة العامة للمنظمة، في بیان، أن المؤتمر یأتي في ظل تحدیات جمة تواجهها الأمة الإسلامیة من محاولات لتشويه صورة الإسلام، ما یتطلب الوقوف في وجه هذه التیارات المعادیة، واسترجاع مفهوم الوحدة الإسلامیة.
يذكر أن جلسات اليوم الأول، وهي 4 جلسات ناقشت جهود إدارات الشؤون الدينية والمشيخات في خدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز الوحدة الإسلامية، والواقع والمأمول بالنسبة للتواصل والتكامل بين هذه الإدارات والمشيخات.
فيما بحثت الجلسة الثالثة جهود إدارات الشؤون الدينية والمشيخات في تعزيز قيم التسامح والتعايش بين الشعوب، وناقشت الرابعة «الاعتصام بالكتاب والسنة النبوية تأصيلاً وجهوداً».
ويشهد المؤتمر في يومه الثاني والأخير 3 جلسات تناقش «الوسطية والاعتدال في الكتاب والسنة النبوية تأصيلاً وجهوداً»، وجهود إدارات الشؤون الدينية والمشيخات في مكافحة التطرف والإرهاب، وأخيراً دورها في حماية المجتمع من الإلحاد والانحلال.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
مؤتمر دولي يبرز الدور التاريخي والحضاري لولاية صور
صور- العُمانية
بدأت، الأحد، بولاية صور أعمال مؤتمر ولاية صور الدولي بعنوان "البعد التاريخي والحضاري" ويهدف إلى إبراز الدور التاريخي والحضاري لولاية صور، وتعميق البحث في مساراتها البحرية والثقافية، وتعزيز حضورها العلمي ضمن خارطة الدراسات التاريخية في المنطقة ويستمر حتى 10 ديسمبر الجاري.
وأكد سعادة الشيخ الدكتور هلال بن علي الحبسي والي صور -راعي المناسبة ورئيس اللجنة المنظمة- أن هذا المؤتمَر جاء ليطرح رؤية علميّة متقدِّمةً تَستَنِدُ إلى مَنهجيّاتٍ بَحثيّةٍ رَصينةٍ؛ حيثُ يَجمَعُ بينَ الطرحِ التّاريخِيّ والتَّحليلِ الحَضارِيّ، ويعتَمِدُ على أدواتِ البَحْثِ الأكاديمِيِّ لتَوثيقِ مُساهماتِ ولايةِ صور في مَجالاتِ المِلاحةِ، وصِناعَةِ السُّفُنِ، والعَلاقاتِ الدَّوْلِيَّةِ، والتفاعُلِ التِّجارِيِّ والثَّقافيِّ، ودورِها في تَشكيلِ أحدِ أَبْرزِ مراكزِ التَّواصُلِ الحَضاريِّ في المُحيطِ الهِندِيّ.
وأضاف سعادته: تُشيرُ الوَثائقُ التَّاريخيّةُ والرِّواياتُ الشَّفهيّةُ إلى أنَّ الموانِئَ العُمانيّةَ – ومِيناء صُور على وجهِ الخُصوصِ – كانت مَحطّاتٍ رئيسة على طريقِ اللُّبانِ والبَخورِ، وأنَّ أبناءَ صُورَ كانوا من رُوّادِ البِحارِ الذين حملوا العِلمَ والمعرفةَ والثَّقافةَ إلى الشُّعوبِ الأُخْرَى، منوهًا أنَّ دِراسةَ هذا الإرثِ تُعَدُّ ضرورةً مُلِحّةً، ليس لِفَهْمِ الماضي فقط، بل لِفَهْمِ كيف أسهمتْ هذه المدينة في صِياغة ِالشَّخصيّةِ العُمانيّةِ عبرَ العُصورِ.
من جانبه، ألقى الأستاذ الدكتور إبراهيم البيضاني رئيس الاتحاد الدولي للمؤرخين، كلمة أشار فيها إلى أن المؤتمر جعل التاريخ منصة للحوار للحديث عن صور من باب الانصاف التاريخي، حيث إن موقع ولاية صور شكّل محطة بحرية رئيسة وهي جزء من شبكة بحرية عالمية، مضيفًا أن العلاقات التكوينية الشاملة أسهمت في تشكيل الهوية وصياغة الدور الحضاري لسلطنة عُمان في مشهد التاريخ الإنساني.
وجاء المؤتمر بدعم من الشركة العُمانية الهندية للسماد وجامعة الشرقية، وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية والأكاديمية، حظي بمشاركة عدد من الباحثين والخبراء على المستوى الدولي يثرون المؤتمر بمجموعة من الأوراق البحثية والجلسات الحوارية والمداخلات المتخصصة، التي تضفي عليه طابعًا علميًّا رصينًا وتعزز من موثوقيته كمحفل معرفي دولي.
وتضمنت جلسة اليوم الأول عددًا من أوراق العمل حول التنمية السياحية في ولاية صور وأثرها في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، والعلاقات العُمانية البحرينية ومسارها التاريخي، وتاريخ صناعة السفن في ولاية صور، والسفن الماجانية في الكتابات المسمارية، والاكتشافات الأثرية ونتائج الدراسات الأثرية في ولاية، وعوامل ازدهار النشاط التجاري بين ممالك الخليج العربي وبلاد الرافدين، ورجال العلم في ولاية صور ودورهم الثقافي.
وتخلل المؤتمر تقديم حلقة عمل تدريبية في كتابة الشعر الفصيح للأطفال والتي تستمر حتى 9 ديسمبر الجاري، بتنظيم من محافظة جنوب الشرقية وبالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب ضمن برنامج "خطوة"، كما احتوى المؤتمر ركن الأسر المنتجة والحرفيين في مركز فتح الخير، بمشاركة 15 أسرة منتجة وخمسة حرفيين، حيث يستمر الركن على مدى أيام المؤتمر الأربعة.