يمانيون – متابعات
من بين صمت الأنظمة العربية ولغتها الخجولة ؛ أعلنت اليمن مساندة عملية “طوفان الأقصى” من لحظة انطلاقها يوم السابع من أكتوبر 2023.
وثالث يوم عملية الطوفان، التي كسرت شوكة “إسرائيل”، وتحديداً في 10 أكتوبر 2023، خاطب السيّد عبدالملك الحوثي الفلسطينيين، قائلاً: “لست وحدكم؛ الله معكم وهو خير الناصرين، ونحن معكم وكل أحرار الأمة؛ ولن تثنينا تهديدات أمريكا”.
في الشهر ذاته، والذي يليه، نفذت القوات اليمنية عدة عمليات عسكرية بالصواريخ الباليستية والمسيّرات على ميناء أم الرشراش “إيلات” بفلسطين المحتلة.
وفي 19 نوفمبر 2023، أعلنت اليمن حظر سفن “إسرائيل” في البحر الأحمر، واستهداف السفن التي تحمل علمها، والمملوكة لشركات صهيونية؛ نصرة لغزة.
دور صنعاء المُرعب
وبعد عام من انطلاق “طوفان الأقصى”، علقت مجلة “أوتلوك إنديا” الهندية على مواقف اليمن، بالقول: “برزت قوة صنعاء كلاعب رئيس في المعركة البحرية بفرض حصار بحري خانق على اقتصاد وسفن “إسرائيل”، والمتوجهة إليها في البحر الأحمر، وشنت هجمات جريئة على أهداف للكيان في الأراضي المحتلة”.
وأضافت: “لقد تمكنت قوات صنعاء من إنشاء مسار مرعب على البحر الأحمر، الذي يعد أكثر طرق الملاحة البحرية ازدحاما في العالم”.. مؤكدة تأثير قوتها كجبهة في قوى محور المقاومة.
من وجهة نظر المجلة الهندية، برزت شبكة تحالفات – كجبهة اليمن- كقوى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، لمواجهة النفوذ الغربي في المنطقة؛ في إشارة إلى تحالف دول محور المقاومة (اليمن وإيران وسوريا وحركات المقاومة بفلسطين ولبنان والعراق).
الملفت -برأي “أوتلوك إنديا”- قيام بعض الأنظمة العربية بكبح الأنشطة الاحتجاجية الداعمة لغزة، يقابله اهتمام صنعاء بتنظيم فعاليات يومية ومسيرات مليونية عصر كل يوم جمعة؛ نصرة لغزة، واسناداً لجبهات المقاومة.
معادلات يمنية
لقد فرضت اليمن معادلات صعبة في المنطقة ضد العدو الصهيوني وحلفائه أمريكا وبريطانيا ودول الغرب، وقد شكل إعلان قواتها المسلحة المشاركة العسكرية في المعركة الجوية والبحرية ضد العدوان الصهيوني على غزة، أولى تلك المعادلات التي فاجأت العدو ودول المنطقة والعالم.
تلتها معادلات الحظر البحري في الأحمر على سفن “إسرائيل”، والمرتبطة بها وفرض قواعد اشتباك جديدة في البحر العربي، والمحيط الهندي، امتداداً إلى البحر الأبيض المتوسط، وضرب عُمق الكيان بالمسيرة اليمنية “يافا”، وصواريخ “فلسطين2” الفرط صوتية عبر خمس مراحل عسكرية تصعيدية، والقادم أعظم.
208 سفن وطائرات
وبلغة الأرقام بلغت فاتورة خسائر دول العدوان الصهيو – أمريكي – بريطاني – غربي، المستهدفة من قوات صنعاء، في العام الأول لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، المساندة لعملية “طوفان الأقصى”، 197 سفينة تجارية وحربية ومدمرات وحاملات طائرات.. الخ؛ وإسقاط 11 طائرة أمريكية بدون طيار من نوع “أم كيو 9″، فوق أجواء المحافظات المحررة، بالإضافة إلى إغلاق ميناء أم الرشراش “إيلات ” للكيان جنوب فلسطين المحتلة.
—————————————-
– السياسية: تصادق سريع
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
إشارات المرور تنطق بالغضب.. إسبانيا تصعّد موقفها ضد إسرائيل وتطالب بالحرية لغزة
في مشهد يعكس تحول الرأي العام الإسباني إلى موقف أكثر حدة تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، ظهرت لافتة رمزية مؤثرة في قلب أحد شوارع العاصمة مدريد.. إشارات المرور لم تعد فقط تنظم السير، بل أصبحت تنطق بموقف سياسي صارخ. عند الضوء الأحمر تُرفع العبارة "قف ضد إسرائيل"، وعند الأخضر تُضاء كلمات "الحرية لغزة"، في رسالة مباشرة تربط تفاصيل الحياة اليومية بمعاناة شعب بعيد جغرافيًا، قريب وجدانيًا.
مبادرة شعبية تحمل رسالة قويةهذه اللافتات لم تكن من صنع الحكومة، بل جاءت ضمن مبادرة محلية أطلقتها مجموعات مؤيدة لفلسطين، نجحت في دمج الرسائل الرقمية في إشارات المرور بطريقة بسيطة لكنها فعالة، لتحوّل المرافق العامة إلى مساحة للنقاش السياسي والوعي الإنساني. منذ اللحظة الأولى، أثارت المبادرة تفاعلات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأحدثت نقاشًا داخل المجتمع الإسباني حول العدوان على غزة والدور الأوروبي في الصمت أو التواطؤ.
من الشارع إلى الوجدانما إن ظهرت العبارات في الشارع، حتى بدأت ردود الفعل تتوالى المارة يلتقطون الصور، يناقشون، يسألون، يتأملون. البعض وصف المشهد بأنه "إيقاظ للضمير"، وآخرون قالوا إنه يعكس كيف يمكن للتكنولوجيا البسيطة أن تصبح أداة للمقاومة الرمزية. وبين كل لحظة انتظار عند الإشارة، ينبثق سؤال أخلاقي لا يمكن تجاهله.. "هل نعبر كما لو أن شيئًا لا يحدث؟"
إسبانيا في طليعة المواقف الأوروبيةتأتي هذه الخطوة في سياق سلسلة من المواقف الإسبانية اللافتة ضد الجرائم الإسرائيلية في غزة. فقد تميزت الحكومة الإسبانية، إلى جانب بعض الأصوات الأوروبية المستقلة، برفضها للصمت الدولي ودعمها الصريح لحقوق الفلسطينيين، ونددت مرارًا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، وسط دعم أمريكي غير مشروط.
منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وثقت منظمات حقوقية استشهاد أكثر من 180 ألف فلسطيني، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، إلى جانب آلاف المفقودين، ودمار شامل طال البنية التحتية والمراكز الصحية والتعليمية. كما يعيش مئات الآلاف في ظروف إنسانية مأساوية، يواجهون الجوع والتهجير والموت البطيء، بينما يواصل العالم غض الطرف.
في وقت تبدو فيه السياسة عاجزة عن وقف شلال الدم في غزة، تأخذ الشعوب زمام المبادرة بوسائلها البسيطة ولكن ذات الدلالة العميقة. وما حدث في مدريد ليس مجرد تغيير في إشارات المرور، بل تعبير عن تحوّل ثقافي يعيد تعريف مفهوم التضامن، ويذكرنا بأن القضايا العادلة يمكن أن تجد دائمًا من يناصرها.. حتى في إشارات المرور.