سرايا - لم تسلَم المستشفيات والمراكز الصحية اللبنانية، من استهدافات جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ باتت سيارات الإسعاف والطواقم والمنشآت الطبية هدفاً له في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.

وتعرضت 10 مستشفيات لنيران جيش الاحتلال، خرج منها 4 عن الخدمة في الجنوب، فيما تعمل المستشفيات الباقية في ظروف صعبة وتحت الخطر لتأمين الخدمات الطبية الأساسية وإسعاف الجرحى والحالات الطارئة.


Ad


وقال نقيب أصحاب المستشفيات، هارون هارون، إن هناك نحو 25 مستشفى تعمل ضمن منطقة العمليات العسكرية بين صور والنبطية والبقاع الغربي والضاحية الجنوبية، وخرج أربعة منها عن العمل تماماً بعد استهدافها مباشرة من الطيران الإسرائيلي. أما المستشفيات الباقية، فتعمل ضمن صعوبات أمنية ولوجستية لتتمكن من إسعاف الجرحى، إضافة إلى المرضى الذين يحتاجون إلى عناية فائقة أو عمليات طارئة.

وأكد هارون في تصريحات صحفية، وجود عوائق تعترض عملهم؛ مثل صعوبة الحصول على الأدوية والمستلزمات الطبية، إذ لم تعد الشركات قادرة على تسليمهم هذه المواد في المناطق العسكرية، ما يضطرهم، على سبيل المثال، إلى القدوم من صور إلى صيدا لتسلمها.

وأكد أن المستشفيات تؤدي دورها، فيما تعمل المستشفيات في المناطق شبه الآمنة بشكل شبه طبيعي، حيث تلبي كل الحالات المرضية وتؤجل ما يمكن تأجيله، مع إعطاء الأولوية للجرحى والحالات الطارئة.

أما عن الصعوبات، فقال هارون إن هناك ضغوطات كبيرة على هذا القطاع، وبخاصة من الناحية المادية؛ نتيجة تأخر الدولة في تسديد المستحقات للمستشفيات بسبب الحرب، بالإضافة إلى الضغط الذي يتعرض له الطاقم الطبي من أطباء وممرضين. وحذر من أن الاستمرار في هذا الوضع لفترة طويلة سيكون صعباً.


انتكاسة

من جانبه، أكد نقيب أطباء بيروت، يوسف بخاش، أن القطاع الصحي كان يخرج من وضع اقتصادي منهك بعد انهيار المصارف، وانفجار المرفأ، وجائحة كورونا، إضافة إلى انهيار المؤسسات الضامنة؛ مثل الضمان الاجتماعي وتعاونية موظفي الدولة أو الطبابة العسكرية. ومع بداية عام 2024، بدأ هذا القطاع يتعافى تدريجياً.

وأضاف أنه مع توسيع الاحتلال عملياته، استقبلت المستشفيات في 17 أيلول/ سبتمبر نحو 2400 جريح، و1800 جريح في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.

وأوضح بخاش في تصريحات صحفية، أنه في هذين اليومين أثبت القطاع الصحي أنه على قدر المسؤولية، إذ فتحت المستشفيات أبوابها والتحق الأطباء بالمستشفيات.

وبين أن عدد الإصابات يجاوز 11 ألفاً، وجلهم تلقوا العلاجات الأولية وغادروا المستشفى للحفاظ على قدرة المستشفيات الاستيعابية في ظل استمرار العدوان على كل الأراضي اللبنانية.


عجز مالي

وأشار بخاش إلى أن مستشفيات خرجت عن الخدمة الفعلية في مناطق النزاع، كما تضررت 12 مستشفى لوجستياً، واستُهدفت سيارات الإسعاف وعدد كبير من مراكز الرعاية الصحية والمستوصفات، ما يشكل عبئاً على القطاع الاستشفائي، خصوصا في المناطق شبه الآمنة التي استقبلت مليوناً و300 ألف نازح يحتاجون إلى رعاية صحية.

ولفت إلى أن وزارة الصحة والحكومة قامتا بواجبهما، حيث رصدتا الأموال لمواجهة أول موجة من الإصابات وحولت الأموال للمستشفيات والأطباء. ولكن اليوم، هناك أربعة أضعاف من الإصابات، فهل يستطيع القطاع الاستشفائي الاستمرار، لا سيما وأنه استخدم من مخزونه الخاص لمعالجة هذه الأعداد من الجرحى؟.

وقدمت الدول الصديقة يد العون، حيث أرسلت مساعدات عينية ومستلزمات طبية تم توزيعها على المستشفيات، ما سمح بتكوين مخزون، لكنه لا يكفي، إذ إن المستشفيات بحاجة إلى أموال لتغطية تكاليف العلاجات، وبعض المستشفيات الصغيرة والمتوسطة تعاني من عجز مالي بسبب العمليات المكلفة، ويقتصر عملها على إسعاف جرحى الحرب.

في المقابل، أشار نقيب الصيادلة، جو سلوم، إلى وجود تطمينات من المستوردين ومن وزارة الصحة بأن الدواء مؤمن لأربعة أشهر على الأقل، وأن عمليات استيراد الدواء مستمرة، وأن 80% من الأدوية متوفرة.

وقال إن الأدوية للأمراض المزمنة متوفرة، لكن هناك مشكلة في تأمين الأدوية للأمراض المستعصية؛ مثل السرطان والتصلب اللويحي، حيث يعاني بعض المرضى من صعوبة في الحصول على أدويتهم، فالمساعدات تصل إلى مراكز الإيواء أو الرعاية الدائمة، وهناك عدد من الحالات نزحت إلى مناطق أخرى وتعاني من صعوبات في الحصول على الأدوية.

وختم سلوم في تصريحات صحفية، بالإشارة إلى سياسة ترشيد استخدام الأدوية لمنع تخزينها وبيعها لاحقاً في السوق السوداء.

وأكد الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة من جهته، أن عناصر الصليب الأحمر هم الوحيدون حالياً الذين يعملون على الخط الأزرق الفاصل بين لبنان والكيان الإسرائيلي، حيث يقومون بنقل الجرحى والشهداء بالتنسيق مع اليونيفيل واللجنة الدولية للصليب الأحمر والجيش اللبناني والسلطات المحلية، حيث يتم إبلاغهم عن تحركاتهم لتأمين مسار آمن لعملهم.

وأشار كتانة إلى أن فرق الصليب الأحمر تعمل في قضاء صور وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا والضاحية والبقاع، إضافة إلى كل المناطق اللبنانية، كما يوزّع الصليب الأحمر الدم على المستشفيات وفق المعايير الدولية، وهو يضم مندوبين في لجنة الطوارئ التابعة للحكومة وفي الوزارات المعنية، إضافة إلى المحافظات واتحاد البلديات.

وأوضح أن إسعاف الجرحى ونقل الشهداء يتم عبر العيادات النقالة، مع دعم المستوصفات وتوزيع المواد التموينية ومواد النظافة، ولم شمل العائلات والدعم النفسي.

وأكد أنه تم وضع خطة استنفار احترازية، مع تقييم للموارد البشرية والجوانب العملانية واللوجستية والتمويل لضمان الاستمرار والحفاظ على مخزون المعدات الطبية والدم.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: إضافة إلى

إقرأ أيضاً:

«صحة أسيوط» تكثف المرور على المنشآت ومتابعة الرعاية الطبية خلال عيد الأضحى

أجرى قيادات مديرية الصحة بأسيوط، وعلى رأسهم الدكتور محمد جمال وكيل مديرية الصحة للشؤون العلاجية بأسيوط، زيارة تفقدية إلى مستشفيات اسيوط العام الشاملة والنساء والتوليد والأطفال بالمحافظة بهدف متابعة تنفيذ خطة التأمين الطبي خلال إجازة عيد الأضحى المبارك وضمان سير العمل بشكل منتظم.

وبحسب البيان الصادر من إدارة الشؤون الإعلامية بصحة أسيوط، يأتي ذلك تنفيذًا لتعليمات الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، وتوجيهات اللواء دكتور هشام ابو النصر محافظ أسيوط برفع درجة الاستعداد القصوى في جميع المنشآت الصحية بالمحافظة وبإشراف ومتابعة من الدكتور محمد زين الدين حافظ وكيل وزارة الصحة والسكان باسيوط وتكثيف المرور على هذه المنشآت وتأمين الرعاية الطبية خلال احتفالات عيد الأضحى المبارك بالمحافظة..

شملت الزيارة تفقد "مستشفى أسيوط العام "، "مستشفى النساء والتوليد والأطفال"، "وخلال الزيارة التفقدية، تمت مراجعة الأقسام المختلفة في المستشفيات، ومتابعة الخدمات الطبية المقدمة، وخاصة في أقسام الطوارئ والحالات الحرجة، بالإضافة إلى المرور على الأقسام الداخلية والرعايات المركزة، ومراجعة نسب الإشغال استعدادًا لأي طوارئ.

شملت الزيارة أيضًا التأكد من توفر جميع الطعوم والأمصال، ومصادر الطاقة والمياه والكهرباء والوقود اللازمة للتشغيل، بهدف التأكد من كفاءة تشغيل جميع الأجهزة الطبية وغير الطبية في المنشآت، وضمان توفير كميات كافية من الأدوية والمستلزمات اللازمة لتشغيل أقسام الطوارئ والاستقبال خلال فترة العيد، وفحص مدى تطبيق سياسات الجودة والحوكمة، ومكافحة العدوي بالإضافة إلى اتباع البروتوكولات العلاجية.

تم أيضًا مراجعة أرصدة بنك الدم والتأكد من توفير كميات مناسبة من أكياس الدم ومشتقاتها بمختلف الفصائل، والمرور على الأقسام الداخلية للتحقق من استمرارية العمل وضمان دقة جمع البيانات الطبية والتسجيل، وتنظيم جداول الأطباء والتمريض في جميع الأقسام، وخاصة أقسام الاستقبال والطوارئ، وذلك تماشيًا مع حرص مديرية الصحة والسكان باسيوط على توفير جميع الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين والتأكيد علي تقديم الخدمة الطبية المرجوة لجميع المرضي و قياس مدي رضاء المرضي عن الخدمة المقدمة لهم و عما اذا كان هناك تقصير من اي من العاملين من عدمه.

رافقه خلال الجولة الدكتورة أمنية مدحت مدير المكتب الفني للشؤون العلاجية ودكتور مصطفى عبد المالك مدير إدارة سلامة المرضى ودكتور مدحت محمود عضو إدارة متابعة المديريات وضياء حمدان مدير اداري الادارة العامة للشئون العلاجية ومروة زين باحث شئون إدارية بالطب العلاجي، ومحمود محجوب مشرف اشعة بالمديرية، ومحمد امبابي مشرف تمريض بالمديرية.

مقالات مشابهة

  • تقرير: عشرات الوفيات بسبب الأجهزة الطبية المعطلة في المستشفيات الحكومية البريطانية
  • الصليب الأحمر يحذر من الانهيار التام للرعاية الصحية في غزة
  • مدير المستشفيات في غزة يحذر من خروج المزيد من المنشآت الصحية عن الخدمة
  • مدير الإمدادات الطبية بالجزيرة ينفي وجود نقص في الأدوية
  • المشرف العام على مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة بالإسكندرية تتابع حالة شاب حرجة
  • اللواء الغزالي يتفقد أحوال جرحى القوات المسلحة في المستشفيات الخاصة
  • رئيس عمليات العسكرية الـ3 يعايد الجرحى بمدينة الاقصى الطبية
  • زيارة مفاجئة لـ مدير الحوكمة بصحة أسيوط على عدد من المستشفيات بالمحافظة
  • «صحة أسيوط» تكثف المرور على المنشآت ومتابعة الرعاية الطبية خلال عيد الأضحى
  • تفقد أحوال الجرحى بمدينة الاقصى الطبية ومركز رعاية جرحى قوات المهام النوعية