صدر كتاب «التراث الشعبي في القاهرة التاريخية» للدكتور فكري حسن، والدكتور مصطفى جاد عن دار الثقافة الجديدة، في إطار الاحتفال بيوم التراث الثقافي اللامادي.

وتمثل الأعمال المنشورة في الكتاب، محاولة لطرح منظور جديد لدراسة التراث، يهتم في الحل الأول بدور التراث في المجتمع وتفهم كيف تساهم الموروثات عن طريق التنشئة الاجتماعية من الطفولة إلى السنوات المتقدمة في العمر في تشكيل وجداننا وأفكارنا ونظرتنا إلى العالم ومعاملاتنا مع الآخرين.

كما يعني المشروع بما يجري من متغيرات تعيد تشكيل نظرتنا للتراث وما نقوم بتوريثه إلى الجيل الجديد من النشء.

وقال المؤلفان لـ«الوطن»: «نقدم في هذا الكتاب التراث لا بوصفه واحدا من إحدى التخصصات الأكاديمية التي تشمل التراث الديني والتاريخ والفولكلور (التراث اللامادي) والآثار، لكن بوصفه جامعا وشاملا لمجالات هذه التخصصات وغيرها».

الاهتمام بالتراث هو مجرد تمجيد «الماضوية»

وأكملا: «لا نري أنّ الهدف من الاهتمام بالتراث مجرد تمجيد الماضي والماضوية، فالهدف من المنظور الذي نلتزم به هو دور التراث في الحاضر وفي إمدادنا بما قد يساهم في اختيار طريق المستقبل، في إطار المتغيرات التي نمر بها، دون أن يكون الماضي سجنا للمجتمع ودون إهمال لدور الموروثات في عمليات التغيير المجتمعي».

وقدّم الدكتور مصطفى جاد من جانبي دراستين، الأولى حول الحرف الشعبية بالجمالية، والثانية حول المهن الشعبية، والتفريق بين الحرفة والمهنة، إلى جانب مشاركة المؤلفان في إعداد دليل الجمع الميداني.

واشتمل الكتاب على دراسة للدكتور صلاح الراوي حول التاريخ الشفهي لمنطقة الجمالية، ودراسة للدكتور محمد شبانة حول فنون الموسيقى والعرض بمنطقة الجمالية، ثم ينتهي الكتاب بدراسة ميدانية لأحلام أبو زيد حول أحلام أهل الجمالية ورؤيتهم لتفسيرها.

والكتاب هو نتاج عدد من ورش العمل والفعاليات التي أسهم فيها الكثير من الباحثين والمؤسسات المصرية والدولية، مثل جامعة كينت بإنجلترا، وجامعة أوكسفورد، والجامعة الأهلية الفرنسية في مصر، ووزارة الآثار، وأكاديمية الفنون «المعهد العالي للفنون الشعبية، ومركز دراسات الفنون الشعبية»، وجامعة حلوان، ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمكتبة الإسكندرية، فضلاً عن بعض الفنانين التشكيليين.

وأسهم في جمع المادة الميدانية معظم الباحثين بمركز دراسات الفنون الشعبية، كما قدمت الدكتورة ولاء محمد الأستاذ بقسم مناهج الفولكلور وتقنيات الحفظ الكثير من المادة الميدانية المصورة للكتاب.

كما يشمل الكتاب عدة ملاحق للاستزادة من تجربة الندوات وورش العمل التي تمت بالتوازي مع العمل الميداني، والتي ساهم فيها نخبة من الأدباء والفنانين والباحثين في سابقة مهمة في مجال دراسات التراث، فضلا عن الأطروحات الفكرية التي تشكل الأساس النظري لهذا العمل في الكتاب الصادر بعنوان «تراث مصر الحي.. رؤية مغايرة»، وهو الجزء الأول من هذا الكتاب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التراث الشعبي مصطفى جاد يوم التراث الثقافي التراث الثقافي

إقرأ أيضاً:

لودفيغ تيك والموروث الشعبي.. من الحكايات إلى الأدب

في قلب التحولات الأدبية التي شهدتها ألمانيا في مطلع القرن التاسع عشر، يبرز اسم لودفيغ تيك كأحد أبرز الوجوه التي مزجت بين الخيال الأدبي والتراث الشعبي، ليؤسس بذلك أسلوبًا فريدًا ضمن تيار الرومانسية الألمانية.

ولد تيك في برلين عام 1773، وبدأ حياته الأدبية في سن مبكرة، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت حين بدأ يشتغل على الحكايات الشعبية ويعيد تقديمها بأسلوب أدبي يحمل لمسات من الخيال، الحلم، والرمزية الفلسفية.

الأدب الشعبي بوابة إلى الروح

لم تكن نظرة تيك إلى القصص الشعبية نظرة سطحية أو ترفيهية، بل رأى فيها جوهرًا ثقافيًا يعبّر عن روح الأمة الألمانية. 

في زمن كانت فيه أوروبا تميل إلى العقلانية والتنوير، اختار تيك أن يغوص في اللاوعي الجمعي، حيث السحر، والغرابة، والرموز التي تعبر عن القلق الوجودي والبحث عن المعنى.

إحدى أشهر قصصه في هذا السياق هي “البرج الأزرق” (Der blaue Salon)، التي تمزج بين العالم الواقعي والخيالي، وتطرح تساؤلات عن الهوية، والمصير، والحقيقة من خلال قصة ذات طابع شعبي غامض.

التعاون مع الأخوين غريم

رغم أن الأخوين غريم يُعدان المرجع الأساسي للقصص الشعبية الألمانية، فإن تيك سبقهم في إحياء القصص الشعبية بأسلوب أدبي. ومع أن العلاقة بينه وبين الأخوين لم تكن دائمًا وثيقة، إلا أن مشاريعه المتقاربة معهم تعكس تيارًا فكريًا وثقافيًا مشتركًا سعى للحفاظ على التراث الألماني من الاندثار.

كتب تيك عدة نصوص متأثرة بالحكايات المتناقلة شفهيًا، لكنه لم يكتف بالسرد، بل أضفى عليها عمقًا نفسيًا وفلسفيًا، ما جعله مختلفًا عن جمع وتوثيق القصص فقط، بل حولها إلى أعمال أدبية قائمة بذاتها.

 من الحكاية إلى العمل الفني

ميزة تيك الكبرى تكمن في قدرته على تحويل القصص البسيطة إلى لوحات أدبية مفعمة بالخيال والرمز.

سواء من خلال قصص قصيرة أو مسرحيات، كان يربط بين السرد الشعبي والأسلوب الفني، ما جعله من الأسماء المؤسسة لما يُعرف لاحقًا بـ”الرومانسية السوداء”

طباعة شارك لودفيغ تيك التراث الشعبي الحكايات الشعبية الرمزية الفلسفية الأدب الشعبي

مقالات مشابهة

  • أحمد دياب: دمج الأندية الشعبية والخاصة ضرورة ملحة لإنقاذها
  • لقاء نقابي سوري- تركي على هامش مؤتمر العمل في جنيف يؤكد ‏ضرورة تعزيز الحماية الاجتماعية للعمال
  • مخطط متنزه إسرائيلي يطرد سكان سبسطية من قريتهم التاريخية
  • بدعى ربنا ينور قبرك.. شهيرة فى رسالة مؤثرة بذكرى ميلاد محمود ياسين
  • حدائق تلال الفسطاط.. مشروع لإحياء القاهرة التاريخية ومصر القديمة
  • الكرخ يفوز على الشرطة ويضرب موعداً مع الحشد الشعبي بدوري كرة اليد
  • الجامعة المصرية اليابانية توقع بروتوكولًا لتدريب «طلاب الفنون» مع كبرى شركات التصميم
  • محمد سبأ.. رحلة تشكيلية تنبض بالموروث
  • لودفيغ تيك والموروث الشعبي.. من الحكايات إلى الأدب
  • بعد انتهاء معرض الكتاب بالرباط.. جدل ثقافي وزخم فكري