عربي21:
2025-05-23@03:52:50 GMT

لماذا لن أقاطع الأبواق الإعلامية لنتنياهو؟!

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

شهدت الأيام الثلاثة الأخيرة دعوة عامة وقوية لمقاطعة قنوات تلفزيونية بعينها، تبث من عواصم عربية، وهي ليست أبواقا لإسرائيل، فالإعلام الإسرائيلي ينشر أحيانا بعض الحقائق، وينقل آراء معارضة للحكومة الإسرائيلية، فالأحرى أنها أبواق إعلامية لنتنياهو!

وقد أقدمت إحداها على تقديم تقرير يفتقد للمهنية، وينحاز كلية لإسرائيل في حربها الإجرامية، فقد وصفت الشهيد يحيى السنوار وإخوانه بـ"الإرهابيين"، ولم يكن من كتب التقرير وتلاه هو إعلامي صهيوني، ولكنه واحد ينتمي للعرب، وقد نشرت له صور بالجلباب الخليجي، ولكن هل نُقل إلينا أن يهود بني قينقاع أو بني النضير كانوا يرتدون زيا مختلفا عن زي أهل المدينة؟!

الفتى الغر ليس مالك القناة، وليس هو من يحدد سياساتها، والحاصل أنه يعمل وفق هذه السياسات المعروفة للقاصي والداني، وليس صاحب قرار بإذاعة التقرير، فهذا عمل من أعمال السيادة بالقناة، الأمر الذي يجعلنا إزاء توجيه عام، وانحياز واضح، ومن يزمر لا يغطي ذقنه، أو يتخلى عن عقاله!

لو وقف على الحياد واتهم السنوار وإخوانه بالإرهابيين، ونتنياهو وحكومته بالقتلة المجرمين، لقلنا إنه يقف على الحياد، ولكان علينا أن نوضح له أن الحياد لا يكون بالوقوف على مسافة واحدة من الحق والباطل، ومن المقاومة والمحتل، ومن السنوار ونتنياهو، لكنه هاجم المقاومة وتقرب من إسرائيل بالنوافل، وهو في الأخير مسيّر لا مخيّر، فهذه سياسة قناة، تماهى معها الفتى!
وقد زمر الفتى، ونقلت القناة زميره، الخالي من المهنية والمنحاز بالكلية، فرأى أن من يمثلون التحرر الوطني إرهابيون، في حين أن قاتل الأطفال، ومدمر المستشفيات، ومهجر المدنيين، هو خضرة الشريفة، ولو وقف على الحياد واتهم السنوار وإخوانه بالإرهابيين، ونتنياهو وحكومته بالقتلة المجرمين، لقلنا إنه يقف على الحياد، ولكان علينا أن نوضح له أن الحياد لا يكون بالوقوف على مسافة واحدة من الحق والباطل، ومن المقاومة والمحتل، ومن السنوار ونتنياهو، لكنه هاجم المقاومة وتقرب من إسرائيل بالنوافل، وهو في الأخير مسيّر لا مخيّر، فهذه سياسة قناة، تماهى معها الفتى!

الانحياز الجريمة:

الحملة على قناة وتقريرها كانت قاسية هذه المرة، ولعلها في لحظة معينة وجدت القناة نفسها تلعب على المكشوف، الأمر الذي من شأنه أن يفسد عليها تمرير سياستها المنحازة للعدو، فتم حذف التقرير، وهو أمر يُذكر فيُشكر لمن ساهم في الحملة ولو بشطر كلمة، ومن هناك كان الانتقال إلى مرحلة أخرى حيث الدعوة لمقاطعة القناة ومثيلاتها، وفي مصر كانت الدعوة لحذف هذه القناة وغيرها تماما، جزاء وفاقا على هذا الانحياز الجريمة!

ولا أعرف لماذا لم تشمل الدعوة قناة "القاهرة والناس" التي تبث من العاصمة المصرية، ومن مدينة الإنتاج الإعلامي، وتحت سمع وبصر ورعاية أهل الحكم، مع أنها أحد الأبواق سالفة الذكر، وعبرها يضخ إبراهيم عيسى سمومه، فيدين المقاومة، ويمجد العدو، لكن عذرهم أن الناس في بلدي لا يشاهدون القناة المذكورة، ولا يعرفون قناة بهذا الاسم، وإن شاهدوا كلام المتصهين عبرها، فعبر منصات التواصل، وهو يجهر بالسوء، فلا يعرفون من أي منبر يتحدث!

فمن كان يتصور أن يأتي يوم لا تنطلق فيه الأبواق الإعلامية للكيان من تل أبيب فقط، ولكن من عواصم عربية أيضا، ويتم تمويل هذا الإعلام من اللحم العربي الحي، ليقف ضد المقاومة، وينحاز للعدو، ويتقرب لنتنياهو بالنوافل؟ فنحن أمام أنظمة ترتبط وجودا وعدما بالكيان وقوته!

من كان يتصور أن يأتي يوم لا تنطلق فيه الأبواق الإعلامية للكيان من تل أبيب فقط، ولكن من عواصم عربية أيضا، ويتم تمويل هذا الإعلام من اللحم العربي الحي، ليقف ضد المقاومة، وينحاز للعدو، ويتقرب لنتنياهو بالنوافل؟ فنحن أمام أنظمة ترتبط وجودا وعدما بالكيان وقوته!
وعندما تكون دولة عربية هي لبنان، وشعب عربي في غزة، يتعرضا للإبادة الجماعية، ويأتي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ليتحدث بالتافه من القول عن السندوتش في القاهرة وعواصم غربية من حيث فرق السعر، وتشغله معدته وأمعاؤه الغليظة، فهذا سياق عام، تقرر فيه اللعب على المكشوف!

في السابق كانت جامعة الدول العربية تجتمع، وكان القادة العرب يحتشدون، ويصدرون بيانات الإدانة والتنديد، وهو خطاب كنا ندرك أنه للاستهلاك العربي، لكن في الأخير كان أولو الأمر منا يستشعرون الحرج، فيعملون جهدهم، وفي حدود قدرة المريض، الذي لا يستطيع ضربا في الأرض ولا قتالا!

بيد أن المريض مات، واللعب صار المكشوف، والأمين العام لجامعة الدول العربية لا يخجل وهو يتحدث عن سندوتش الفول وسندوتش الشاورما بينما شعب عربي يتعرض للإبادة الجماعية، ودولة عربية تتعرض للقصف المتواصل، ومن العبث أن نطلب منه أكثر من أن يكون ضمن نشاط البرنامج الصباحي بالإذاعة المصرية "إلى ربات البيوت"!

سر سعادتهم:

لماذا يسعد أولو الأمر منهم لاغتيال السنوار وإخوانه، ويحرصون على وصفه بالإرهابي؟

إن العاطفة هي التي دفعت الشهيد السنوار للقول: خلوا بيننا وبين عدونا، فإن قضى علينا فقد كفيتمونا وإن انتصرنا عليهم فنصرنا نصركم وعزنا عزكم.

فمن قال له -يرحمه الله- إن نصرهم نصر لهم وإن عزهم عز لهؤلاء؟

إن الأنظمة العربية السابقة، كان يربطها بشعوبها شعرة معاوية، وجانب من شرعيتها مستمد مما يعرف بالتوافق العام عليها، لكن الربيع العربي قطع شعرة معاوية هذه، ومن ثم فالذين جاءوا على أنقاضه لهم شرعية مختلفة! إنها شرعية مستمدة ممن يملك القوة الباطشة، والتي استمدت قيمتها من أنها تحمي الحدود، وتصون التراب الوطني، ليكون الحكم هو ثمن هذا، فماذا بقي للجيوش من قدر إذا أبلت المقاومة في لبنان وغزة بلاء حسنا في مواجهة العدو المشترك؟!

وهذا فضلا عن أن هناك شرعية أخرى مستمدة من الرضا الإسرائيلي التام، على النحو الذي روج له مصطفى الفقي، عندما كان يسوّق لنا جمال مبارك لنقبله صاغرين، فمَن غير النجل يمكن أن ترضى عنه إسرائيل، وكيف الوصول لهذا الرضا إلا بانتقال الرضا من الأب إلى الابن؟! فماذا لو هُزمت إسرائيل في هذه المعركة، فمن أين يستوفون شرعيتهم؟

الإعلام الإسرائيلي يحرص على الحد الأدنى من المهنية، ولو الشكلية، ثم إنه يعبر في تنوعه عن المجتمع الإسرائيلي من حكومة ومعارضة، وعمن هم مع نتنياهو ومن هم ضده، لكن الأبواق المنطلقة من العواصم العربية هي بالشكل الذي عبر عنه التقرير المحذوف، تخلٍ بالكامل عن المهنية، والانحياز بالكامل ضد المقاومة، والتصاق الجسد بالجسد مع نتنياهو
ومن هنا فإذا لم تكن إسرائيل قوية لاخترعوها واخترعوا قوتها، ولهذا فإسرائيل ليست بحاجة لقناة صهيونية تخاطب من خلالها العرب، وتنفق عليها من أموال دافعي الضرائب والتمويل الأجنبي. وقد كانت "يديعوت أحرنوت" تصدر نسخة باللغة العربية، وتراجعت عن ذلك منذ سنوات، لأن البديل العربي متوفر، وأكثر وضوحا.

الالتصاق بنتنياهو:

فالإعلام الإسرائيلي يحرص على الحد الأدنى من المهنية، ولو الشكلية، ثم إنه يعبر في تنوعه عن المجتمع الإسرائيلي من حكومة ومعارضة، وعمن هم مع نتنياهو ومن هم ضده، لكن الأبواق المنطلقة من العواصم العربية هي بالشكل الذي عبر عنه التقرير المحذوف، تخلٍ بالكامل عن المهنية، والانحياز بالكامل ضد المقاومة، والتصاق الجسد بالجسد مع نتنياهو، أكثر من التصاق قرينته سارة به في ليلة شتوية ممطرة!

وهذا الوضوح والجهر بالمعصية، كان سببا في الدعوة الحاشدة لمقاطعة الأبواق الإعلامية هذه، وقد رفض البعض هذه الدعوة، وقالوا بالاستمرار في مشاهدة هذه القنوات للوقوف على الشركات المعلنة بها ومن ثم الدعوة إلى مقاطعة منتجاتها، ليسري عليها ما يسري على منتجات الشركات المتورطة مع إسرائيل في علاقة ما!

ولست مع هؤلاء وهؤلاء، فلو توقفت الإعلانات تماما في هذه الأبواق، فلن يكون الشح المالي سببا في إغلاقها، لأن دولا تقف خلفها، أما الدعوة للمقاطعة فلن أسايرها عملا بالقاعدة الأصولية التي تقول: "اعرف عدوك"!

فمعذرة!

x.com/selimazouz1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي المهنية المقاومة الانحياز الإعلامي غزة مقاطعة إسرائيل غزة مقاطعة الإعلام المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ضد المقاومة مع نتنیاهو على الحیاد

إقرأ أيضاً:

مؤسسة ديانات التركية بين الدعوة والتجارة.. منتجات إلكترونية للبيع

أنقرة (زمان التركية) – أقدمت مؤسسة “ديانات” التركية، التي تمتلك متجرا لبيع الكتب وسجاد الصلاة والسبح، على تنويع نشاطها التجاري بشكل كبير، حيث بدأت بيع منتجات إلكترونية.

وكان من المفاجئ إطلاق المؤسسة حملة إعلانية على موقعها الإلكتروني لبيع ليس لها علاقة بالعبادة، مثل الساعات الذكية وسماعات الرأس والميكروفونات ومكبرات الصوت.

ويتم تسويق المنتجات على الموقع الإلكتروني للمؤسسة بعبارات مثل: “فرص تكنولوجية كبيرة، وأسعار لا تُعوض على المنتجات الأكثر رواجًا. اكتشفها الآن”. وتشمل قائمة المنتجات: الساعة الذكية بـ 1790 ليرة تركية، وميكروفون الياقة بـ 1750 ليرة تركية، ومكبر الصوت البلوتوث بـ 1890 ليرة تركية. كما يُباع مكبر الصوت اللاسلكي بـ 1890 ليرة تركية، بينما يُباع بنك الطاقة (Power Bank) بـ 949 ليرة تركية.

تُباع أيضًا سماعات الرأس اللاسلكية ومكبرات صوت الكاريوكي عبر موقع مؤسسة ديانات، لكنها غير متوفرة حاليًا في المخزون.

وفي عام 2021، باعت المؤسسة سجاد صلاة فاخر بسعر 4500 ليرة تركية، لكنها أوقفت بيعها بعد موجة انتقادات واسعة.

تأسست مؤسسة ديانات في 13 مارس 1975 على يد رئيس الشؤون الدينية آنذاك الدكتور لطفي دوغان، ومساعديه الدكتور طيار ألتيكولاتش ويعقوب أوستون. وقد تم تحديد هدف المؤسسة بأنه “نشر الإسلام وإعداد جيل قادر على تقديم الخدمات الدينية”.

Tags: تركيادياناتمنتجات إلكترونية

مقالات مشابهة

  • إسرائيل مقبلة على أزمة كبيرة بعد قرار مفاجئ لنتنياهو
  • حماس: نرفض إملاءات نتنياهو ولن نتخلى عن سلاحنا
  • أخيرا حانت لحظة الحساب لنتنياهو ومن عاونوه
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تحيي الشعب اليمني وتدعو قادة الأمة العربية والإسلامية للخروج من حالة الصمت المريب
  • مؤسسة ديانات التركية بين الدعوة والتجارة.. منتجات إلكترونية للبيع
  • رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف يلتقي قيادات الدعوة بالدقهلية
  • حماس: قناة العربية تضلل الرأي العام وتشوّه المقاومة
  • حماس”: ما ورد في قناة “العربية” محاولة رخيصة لتشويه صورة المقاومة
  • برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة يناقش تحولات المشهد الإعلامي
  • لماذا “فشلت” القمة العربية في بغداد؟