عربي21:
2025-07-07@07:33:05 GMT

لماذا لن أقاطع الأبواق الإعلامية لنتنياهو؟!

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

شهدت الأيام الثلاثة الأخيرة دعوة عامة وقوية لمقاطعة قنوات تلفزيونية بعينها، تبث من عواصم عربية، وهي ليست أبواقا لإسرائيل، فالإعلام الإسرائيلي ينشر أحيانا بعض الحقائق، وينقل آراء معارضة للحكومة الإسرائيلية، فالأحرى أنها أبواق إعلامية لنتنياهو!

وقد أقدمت إحداها على تقديم تقرير يفتقد للمهنية، وينحاز كلية لإسرائيل في حربها الإجرامية، فقد وصفت الشهيد يحيى السنوار وإخوانه بـ"الإرهابيين"، ولم يكن من كتب التقرير وتلاه هو إعلامي صهيوني، ولكنه واحد ينتمي للعرب، وقد نشرت له صور بالجلباب الخليجي، ولكن هل نُقل إلينا أن يهود بني قينقاع أو بني النضير كانوا يرتدون زيا مختلفا عن زي أهل المدينة؟!

الفتى الغر ليس مالك القناة، وليس هو من يحدد سياساتها، والحاصل أنه يعمل وفق هذه السياسات المعروفة للقاصي والداني، وليس صاحب قرار بإذاعة التقرير، فهذا عمل من أعمال السيادة بالقناة، الأمر الذي يجعلنا إزاء توجيه عام، وانحياز واضح، ومن يزمر لا يغطي ذقنه، أو يتخلى عن عقاله!

لو وقف على الحياد واتهم السنوار وإخوانه بالإرهابيين، ونتنياهو وحكومته بالقتلة المجرمين، لقلنا إنه يقف على الحياد، ولكان علينا أن نوضح له أن الحياد لا يكون بالوقوف على مسافة واحدة من الحق والباطل، ومن المقاومة والمحتل، ومن السنوار ونتنياهو، لكنه هاجم المقاومة وتقرب من إسرائيل بالنوافل، وهو في الأخير مسيّر لا مخيّر، فهذه سياسة قناة، تماهى معها الفتى!
وقد زمر الفتى، ونقلت القناة زميره، الخالي من المهنية والمنحاز بالكلية، فرأى أن من يمثلون التحرر الوطني إرهابيون، في حين أن قاتل الأطفال، ومدمر المستشفيات، ومهجر المدنيين، هو خضرة الشريفة، ولو وقف على الحياد واتهم السنوار وإخوانه بالإرهابيين، ونتنياهو وحكومته بالقتلة المجرمين، لقلنا إنه يقف على الحياد، ولكان علينا أن نوضح له أن الحياد لا يكون بالوقوف على مسافة واحدة من الحق والباطل، ومن المقاومة والمحتل، ومن السنوار ونتنياهو، لكنه هاجم المقاومة وتقرب من إسرائيل بالنوافل، وهو في الأخير مسيّر لا مخيّر، فهذه سياسة قناة، تماهى معها الفتى!

الانحياز الجريمة:

الحملة على قناة وتقريرها كانت قاسية هذه المرة، ولعلها في لحظة معينة وجدت القناة نفسها تلعب على المكشوف، الأمر الذي من شأنه أن يفسد عليها تمرير سياستها المنحازة للعدو، فتم حذف التقرير، وهو أمر يُذكر فيُشكر لمن ساهم في الحملة ولو بشطر كلمة، ومن هناك كان الانتقال إلى مرحلة أخرى حيث الدعوة لمقاطعة القناة ومثيلاتها، وفي مصر كانت الدعوة لحذف هذه القناة وغيرها تماما، جزاء وفاقا على هذا الانحياز الجريمة!

ولا أعرف لماذا لم تشمل الدعوة قناة "القاهرة والناس" التي تبث من العاصمة المصرية، ومن مدينة الإنتاج الإعلامي، وتحت سمع وبصر ورعاية أهل الحكم، مع أنها أحد الأبواق سالفة الذكر، وعبرها يضخ إبراهيم عيسى سمومه، فيدين المقاومة، ويمجد العدو، لكن عذرهم أن الناس في بلدي لا يشاهدون القناة المذكورة، ولا يعرفون قناة بهذا الاسم، وإن شاهدوا كلام المتصهين عبرها، فعبر منصات التواصل، وهو يجهر بالسوء، فلا يعرفون من أي منبر يتحدث!

فمن كان يتصور أن يأتي يوم لا تنطلق فيه الأبواق الإعلامية للكيان من تل أبيب فقط، ولكن من عواصم عربية أيضا، ويتم تمويل هذا الإعلام من اللحم العربي الحي، ليقف ضد المقاومة، وينحاز للعدو، ويتقرب لنتنياهو بالنوافل؟ فنحن أمام أنظمة ترتبط وجودا وعدما بالكيان وقوته!

من كان يتصور أن يأتي يوم لا تنطلق فيه الأبواق الإعلامية للكيان من تل أبيب فقط، ولكن من عواصم عربية أيضا، ويتم تمويل هذا الإعلام من اللحم العربي الحي، ليقف ضد المقاومة، وينحاز للعدو، ويتقرب لنتنياهو بالنوافل؟ فنحن أمام أنظمة ترتبط وجودا وعدما بالكيان وقوته!
وعندما تكون دولة عربية هي لبنان، وشعب عربي في غزة، يتعرضا للإبادة الجماعية، ويأتي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ليتحدث بالتافه من القول عن السندوتش في القاهرة وعواصم غربية من حيث فرق السعر، وتشغله معدته وأمعاؤه الغليظة، فهذا سياق عام، تقرر فيه اللعب على المكشوف!

في السابق كانت جامعة الدول العربية تجتمع، وكان القادة العرب يحتشدون، ويصدرون بيانات الإدانة والتنديد، وهو خطاب كنا ندرك أنه للاستهلاك العربي، لكن في الأخير كان أولو الأمر منا يستشعرون الحرج، فيعملون جهدهم، وفي حدود قدرة المريض، الذي لا يستطيع ضربا في الأرض ولا قتالا!

بيد أن المريض مات، واللعب صار المكشوف، والأمين العام لجامعة الدول العربية لا يخجل وهو يتحدث عن سندوتش الفول وسندوتش الشاورما بينما شعب عربي يتعرض للإبادة الجماعية، ودولة عربية تتعرض للقصف المتواصل، ومن العبث أن نطلب منه أكثر من أن يكون ضمن نشاط البرنامج الصباحي بالإذاعة المصرية "إلى ربات البيوت"!

سر سعادتهم:

لماذا يسعد أولو الأمر منهم لاغتيال السنوار وإخوانه، ويحرصون على وصفه بالإرهابي؟

إن العاطفة هي التي دفعت الشهيد السنوار للقول: خلوا بيننا وبين عدونا، فإن قضى علينا فقد كفيتمونا وإن انتصرنا عليهم فنصرنا نصركم وعزنا عزكم.

فمن قال له -يرحمه الله- إن نصرهم نصر لهم وإن عزهم عز لهؤلاء؟

إن الأنظمة العربية السابقة، كان يربطها بشعوبها شعرة معاوية، وجانب من شرعيتها مستمد مما يعرف بالتوافق العام عليها، لكن الربيع العربي قطع شعرة معاوية هذه، ومن ثم فالذين جاءوا على أنقاضه لهم شرعية مختلفة! إنها شرعية مستمدة ممن يملك القوة الباطشة، والتي استمدت قيمتها من أنها تحمي الحدود، وتصون التراب الوطني، ليكون الحكم هو ثمن هذا، فماذا بقي للجيوش من قدر إذا أبلت المقاومة في لبنان وغزة بلاء حسنا في مواجهة العدو المشترك؟!

وهذا فضلا عن أن هناك شرعية أخرى مستمدة من الرضا الإسرائيلي التام، على النحو الذي روج له مصطفى الفقي، عندما كان يسوّق لنا جمال مبارك لنقبله صاغرين، فمَن غير النجل يمكن أن ترضى عنه إسرائيل، وكيف الوصول لهذا الرضا إلا بانتقال الرضا من الأب إلى الابن؟! فماذا لو هُزمت إسرائيل في هذه المعركة، فمن أين يستوفون شرعيتهم؟

الإعلام الإسرائيلي يحرص على الحد الأدنى من المهنية، ولو الشكلية، ثم إنه يعبر في تنوعه عن المجتمع الإسرائيلي من حكومة ومعارضة، وعمن هم مع نتنياهو ومن هم ضده، لكن الأبواق المنطلقة من العواصم العربية هي بالشكل الذي عبر عنه التقرير المحذوف، تخلٍ بالكامل عن المهنية، والانحياز بالكامل ضد المقاومة، والتصاق الجسد بالجسد مع نتنياهو
ومن هنا فإذا لم تكن إسرائيل قوية لاخترعوها واخترعوا قوتها، ولهذا فإسرائيل ليست بحاجة لقناة صهيونية تخاطب من خلالها العرب، وتنفق عليها من أموال دافعي الضرائب والتمويل الأجنبي. وقد كانت "يديعوت أحرنوت" تصدر نسخة باللغة العربية، وتراجعت عن ذلك منذ سنوات، لأن البديل العربي متوفر، وأكثر وضوحا.

الالتصاق بنتنياهو:

فالإعلام الإسرائيلي يحرص على الحد الأدنى من المهنية، ولو الشكلية، ثم إنه يعبر في تنوعه عن المجتمع الإسرائيلي من حكومة ومعارضة، وعمن هم مع نتنياهو ومن هم ضده، لكن الأبواق المنطلقة من العواصم العربية هي بالشكل الذي عبر عنه التقرير المحذوف، تخلٍ بالكامل عن المهنية، والانحياز بالكامل ضد المقاومة، والتصاق الجسد بالجسد مع نتنياهو، أكثر من التصاق قرينته سارة به في ليلة شتوية ممطرة!

وهذا الوضوح والجهر بالمعصية، كان سببا في الدعوة الحاشدة لمقاطعة الأبواق الإعلامية هذه، وقد رفض البعض هذه الدعوة، وقالوا بالاستمرار في مشاهدة هذه القنوات للوقوف على الشركات المعلنة بها ومن ثم الدعوة إلى مقاطعة منتجاتها، ليسري عليها ما يسري على منتجات الشركات المتورطة مع إسرائيل في علاقة ما!

ولست مع هؤلاء وهؤلاء، فلو توقفت الإعلانات تماما في هذه الأبواق، فلن يكون الشح المالي سببا في إغلاقها، لأن دولا تقف خلفها، أما الدعوة للمقاطعة فلن أسايرها عملا بالقاعدة الأصولية التي تقول: "اعرف عدوك"!

فمعذرة!

x.com/selimazouz1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي المهنية المقاومة الانحياز الإعلامي غزة مقاطعة إسرائيل غزة مقاطعة الإعلام المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ضد المقاومة مع نتنیاهو على الحیاد

إقرأ أيضاً:

لماذا نعود أحيانًا إلى من كسر قلوبنا؟

صراحة نيوز- بخطى متثاقلة ودموع تنهمر بصمت، أنهت يانز (28 عامًا) علاقتها مع جورج، بعد محاولتين فاشلتين للصلح خلال شهرين فقط. هذه المرة، كما تقول، كانت الأخيرة. ورغم شعورها بالارتياح لأنها حسمت القرار، كان قلبها مكسورًا.

قائمة المحتوياتالدماغ بعد الانفصال: احتجاج وإدمانالحنين والوحدة… دافع خفي للعودةهل تُسهّل السوشال ميديا الرجوع؟هل يساعد مدربو العلاقات؟الشفاء… رحلة طويلة لكن ممكنة

تقول يانز: “كنت أفتقده كثيرًا، وتغمرني الذكريات، لذلك عدت إليه مرتين، لكن طباعنا لم تتغير. هذه المرة حذفته من كل حساباتي وأيقنت أن النهاية حتمية”.

لكن تجربة يانز ليست استثناء. دراسات عديدة كشفت أن الحنين إلى الشريك السابق بعد الانفصال ظاهرة شائعة. ففي دراسة أمريكية، أفاد نحو ثلث طلاب الجامعات بأنهم مروا بعلاقات متقطعة، تكررت فيها محاولات الانفصال والعودة. وذكر نصفهم أنهم استمروا بعلاقات حميمية حتى بعد الانفصال.

كما أظهرت دراسة نُشرت عام 2013 أن أكثر من ثلث الأزواج الذين يعيشون معًا، وخُمس المتزوجين، خاضوا تجربة الانفصال ثم العودة مرة أخرى.

الدماغ بعد الانفصال: احتجاج وإدمان

تشرح عالمة الأعصاب هيلين فيشر من معهد كينسي أن الانفصال يفعّل مناطق في الدماغ تشبه تلك المرتبطة بالإدمان. أجرت فيشر دراسة على 15 شخصًا رُفضوا مؤخرًا في علاقات عاطفية، ولاحظت نشاطًا في مناطق مرتبطة بالمكافأة والخسارة والحنين والتعلق العاطفي، خاصة عندما رأوا صور شركائهم السابقين.

تقول: “الحب لا ينتهي بالرفض. بل في بعض الحالات، تزداد المشاعر عمقًا. الطرف المرفوض قد يصبح أكثر تعلقًا بالشخص الذي تركه”.

وتضيف أن هذه المشاعر تُغذى بارتفاع إفراز الدوبامين والنورإبينفرين، وهما مرتبطان بالضغط النفسي والانجذاب العاطفي، مما يُفسّر السلوكيات العاطفية المبالغ بها بعد الانفصال، مثل التوسل أو الملاحقة.

الحنين والوحدة… دافع خفي للعودة

البعض يعودون لشركائهم السابقين بدافع الحنين أو الخوف من الوحدة. وتوضح كريستين مارك، أستاذة الصحة الجنسية بجامعة كنتاكي، أن كثيرين يحنّون للجانب الإيجابي في العلاقة، حتى وإن كانت مؤذية، خوفًا من العزلة.

وتدعم دراسة حديثة هذا الطرح، إذ وجدت أن الشعور بالخوف من العزوبية يزيد من الحنين والرغبة في العودة.

هل تُسهّل السوشال ميديا الرجوع؟

يرى الدكتور غيل سالتز، أستاذ الطب النفسي، أن وسائل التواصل الاجتماعي تعيق نسيان الشريك السابق، إذ تتيح مراقبة أخباره وصوره، مما يُصعّب طي صفحة العلاقة.

وتُلاحظ بيريت بروغارد، أستاذة فلسفة العواطف، أن أبناء “جيل الألفية” و”الجيل زد” أكثر عرضة لسلوكيات انفصال سلبية، مثل “الاختفاء” المفاجئ و”التعقب الرقمي”، مشيرة إلى أنهم يعانون من مستويات أعلى من القلق والاكتئاب، ويسعون باستمرار إلى القبول الاجتماعي.

هل يساعد مدربو العلاقات؟

مع تزايد الحاجة إلى دعم نفسي بعد الانفصال، ظهرت موجة من “مدربي العلاقات”، يقدمون نصائح لإعادة العلاقات أو تجاوزها، بعضها يحقق ملايين المشاهدات.

لكن بروغارد تحذّر من الاعتماد على هذه النصائح العشوائية، إذ أن معظم هؤلاء المدربين يفتقرون إلى تأهيل علمي في مجالات علم النفس أو الأعصاب.

وتنصح بدلاً من ذلك باللجوء إلى مصادر موثوقة وقراءة كتب علمية حول العلاقات العاطفية والانفصال.

الشفاء… رحلة طويلة لكن ممكنة

ينصح خبراء بعدم التواصل مع الشريك السابق لفترة لا تقل عن 30 إلى 60 يومًا، للسماح للدماغ بالتعافي من “إدمان العلاقة”. وتشدد فيشر على أن التعافي يشبه الإقلاع عن الإدمان، ويحتاج إلى قطع كل الروابط.

ورغم الألم، تؤكد فيشر أن هناك ضوءًا في نهاية النفق: “صحيح أن القلب المكسور لا ينسى، لكنه يتعافى… وفي نهاية المطاف، ستحب من جديد”.

مقالات مشابهة

  • وزير الإعلام: نسعى لأن تكون سوريا مقراً للصناعة الإعلامية وإيجاد البنية التحتية اللازمة لذلك، ونشجع وسائل الإعلام العالمية على فتح مكاتب لها في سوريا
  • لماذا نعود أحيانًا إلى من كسر قلوبنا؟
  • لابيد تلقى أمرا سريا قبل لقائه بن زايد.. وغضب في مكتب نتنياهو بسبب الدعوة الإماراتية
  • لماذا لا يُرشح وزير الخارجية الأردني امينًا عامًا لجامعة الدول العربية
  • NYT: عز الدين الحداد يقود جناح حماس العسكري في غزة بعد اغتيال السنوار
  • لماذا يتصرف طفلك في عمر الثالثة كمراهق؟
  • إيكونوميست: لماذا فشلت إسرائيل بغزة وانتصرت على إيران وحزب الله؟
  • الإعلامية السودانية هبة المهندس تقدم “وصفة” جديدة لمكافحة السرطان
  • وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش
  • وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر ناهز 71 عامًا