المتهمون أمام «العدالة».. القصة الكاملة لفبركة «سحر مؤمن زكريا» والمحكمة تسدل الستار على القضية اليوم
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
خلال الـ 24 يومًا الماضية تصدر اسم لاعب الأهلي السابق ومنتخب مصر مؤمن زكريا جميع وسائل التواصل الإجتماعي، وذلك بعد خبر العثور علي سحر مدفون في المقابر يخص اللاعب، الأمر الذي أثار الحديث عن أن «السحر» كان السبب في تدهور الحالة الصحية له على مدار السنوات الماضية، وإيقافه عن لعب كرة القدم.
وتسرد «الأسبوع»، خلال التقرير التالي التسلسل الزمني للواقعة منذ بدايتها وحتي جلسة اليوم لصدور الحكم على المتهمين.
في 28 سبتمبر، تصدّر اللاعب مؤمن زكريا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعد أن عثر «تُربي» يعمل في إحدى مقابر القاهرة على أوراق غامضة تحمل طلاسم وكلمة «مرض»، بالإضافة إلى صور للاعب وزوجته. وتم الاكتشاف المثير في أثناء حفر التُربي لزراعة أشجار، مما أثار تساؤلات واسعة حول هذا «السحر الموجه» ضد اللاعب المعتزل.
29 سبتمبر 2024: وزارة الداخلية تكشف الحقيقةفي هذا اليوم، انتشر مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أظهر لحظة اكتشاف هذه الطلاسم. الفيديو نُسب إلى أحد العاملين في المدافن بمنطقة الخليفة بالقاهرة. لكن بعد فحص الفيديو والتحقيق، أعلنت وزارة الداخلية أن الواقعة مفبركة بالكامل، وأن الفيديو كان مجرد محاولة لخلق حالة من الإثارة والشهرة لتحقيق مكاسب مادية.
بتحريات الأجهزة الأمنية في القاهرة، تم تحديد المتورطين في نشر الفيديو، وهم خمسة أشخاص، بينهم عامل مدافن ونجله وسيدة. واعترف المتهمون بأنهم قاموا بتدبير الواقعة من الألف إلى الياء: اختلاق السحر باستخدام صور للاعب مؤمن زكريا وعروسة قماشية مغروسة بالدبابيس، بهدف ربط الواقعة بمقبرة عائلة اللاعب مجدي عبد الغني، لكونه أيضًا شخصية رياضية معروفة.
7 أكتوبر 2024: النائب العام يحيل المتهمين للمحاكمةبعد استكمال التحقيقات واستماع النيابة العامة لأقوال مؤمن زكريا، تم إحالة المتهمين إلى المحاكمة الجنائية. وأكدت النيابة أن المتهمين استغلوا مرض اللاعب لإثارة الرعب في نفسه والترويج لأخبار كاذبة من خلال وسائل الإعلام، بهدف جذب أكبر قدر من المشاهدات لتحقيق ربح مادي.
8 أكتوبر 2024: بدء المحاكمة الجنائيةفي محكمة جنح الخليفة، بدأت أولى جلسات محاكمة المتهمين في القضية رقم 6904 لسنة 2024 جنح الخليفة. القضية التي أصبحت معروفة إعلاميًا بـ«فبركة السحر للاعب مؤمن زكريا» شهدت اهتمامًا واسعًا من الجماهير والإعلام، خاصة بعد تأكيد النيابة أن المتهمين كانوا يسعون لاستغلال اللاعب المعتزل لأغراض ربحية بحتة.
22 أكتوبر 2024: المحكمة تُصدر حكمهااليوم، تستدل المحكمة الستار على واحدة من أغرب القضايا التي شهدتها الساحة خلال الفترة الماضية بعد انتشار واقعة السحر للاعب السابق مؤمن زكريا.
اقرأ أيضاًاليوم.. استكمال محاكمة المتهمين بفبركة سحر مؤمن زكريا
الحالة المرورية.. تكدس حركة السيارات على أغلب الشوارع الرئيسية والميادين بالقاهرة والجيزة
اليوم.. استكمال محاكمة اللاعب أحمد فتوح في قضية دهس شرطي بطريق الساحل
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مؤمن زكريا سحر مؤمن زكريا اللاعب مؤمن زكريا فبركة سحر مؤمن زكريا قضية مؤمن زكريا قضية سحر مؤمن زكريا قضية اللاعب مؤمن زكريا مؤمن زکریا
إقرأ أيضاً:
مؤمن الجندي يكتب: حسين أبو كف
في لحظات بعينها، لا تكون المعركة بينك وبين خصمٍ أمامك، بل بينك وبين نفسك بين ما تعرف أنه صواب، وما تخشاه أن يكون خطأ، بين ما تريده فعلًا، وما تخشى عواقبه.
مؤمن الجندي: "sense" التوقيت مؤمن الجندي يكتب: ظل البقاءهي لحظات قصيرة لا تُقاس بالثواني، بل تُقاس بما تتركه من أثر.. لحظات يصمت فيها العقل، ويعلو فيها صوت القلب، أو العكس.
في كرة القدم، كما في الحياة، لا يُخلّد المترددون، ولا تُكتب الأساطير على أبواب الانتظار.. من يملك الفرصة ولا يلتقطها، كمن أغمض عينيه أمام الشمس ثم تساءل: لماذا لم يرَ النور؟
وهكذا، وقف (حسين أبو كف) عفوًا حسين الشحات لاعب الأهلي! عند مفترق اللحظة واختار الصمت في وقت كان يحتاج إلى صيحة هدف.
لقد تذكرت ما فعله الفنان نور الشريف في فيلم "شحاتة أبو كف"، حين دخل إلى الملعب متعثّر الخطى، وكأن العشب غريب عليه، وكأن الكرة كائن هلامي لا يُمسَك ولا يُفهَم، وكأن عينيه لا ترى إلا ظلالًا تتراقص… لا فارق عنده بين المرمى والمدرجات، ولا بين الكرة والهواء.
كأن قدميه تسيران على أرضٍ لا يحبّها، وعيناه تبحثان عن شباكٍ ليست في الملعب، وروحه تلعب مباراةً في عالمٍ آخر لا يشبه كرة القدم.
هكذا شعرتُ وأنا أشاهد حسين أبو كف في آخر مباراة له، وكأن الموهبة هجرت جسده، أو كأن قلبه لم يعد ينبض باسمها.
مؤمن الجندي يكتب: حسين أبو كف
ولعل ما فعله الشحات في آخر ثانية من المباراة الافتتاحية لكأس العالم للأندية بأمريكا 2025، كان غريبًا عليه وعلينا… هجمة مرتدة، كأنها مكتوبة في سيناريو درامي، الكرة بين أقدام لاعبي الأهلي تنساب كالماء، تصل إلى حسين أمام منطقة الجزاء، وبلمسة واحدة كان بإمكانه أن يدوّن اسمه في التاريخ… لكنه قرر ألا يفعل شيئًا.
توقف، كأن قدميه أثقلتهما الذكريات، أو كأن الزمن توقف عند لحظة تردد.. نظر حوله، ثم قرر أن يترك الكرة للخصم! لحظة خرس فيها المعلّق، وصمت فيها المدرج، وابتلعت فيها الكرة كل ما تبقّى من حلم الهدف.
كرة القدم ليست مجرد مهارة، بل لحظة قرار، واختبار شجاعة، واختزال لكل سنوات التدريب في ثانية.. نعم، تعتمد على الموهبة، والتوفيق، وعدم الطمع… لكن حسين، في تلك اللحظة، ضرب بكل هذا عرض الحائط، وكأنه انفصل عن نفسه، أو خانته نفسه.
ربما كان يبحث عن تمريرة أجمل… أو خاف أن يُتهم بالأنانية.. أو لم يرَ المرمى أصلًا. وربما لم يعد يرى نفسه لاعبًا قادرًا على الحسم. اللاعب الذي كان يومًا ما أحد صُنّاع المجد، بات مترددًا، قلقًا، وكأن بينه وبين الكرة خصام لا يُحل.
هذه اللحظة كشفت ما هو أعمق من خطأ في الملعب.. كشفت ارتباكًا داخليًا، أزمة ثقة، أو لحظة صراع بين صوت العقل وصوت الغريزة.. لاعب كبير لا يخطئ في التمرير، لكنه قد يخطئ في فهم نفسه.
في كرة القدم، لا يُغفر التردد أمام المرمى، ولا تُمنح الفرص مرتين.. والجماهير – بطبعها العاطفي – لا تَفهم أن أقدام اللاعبين لا تتحرك دائمًا بأوامر المدرب، بل أحيانًا بأوامر القلب.
ربما سيبقى هذا الموقف في سجل الشحات مع جماهير الأهلي وربما، لو قرأ ما كُتب عنه في اليوم التالي، سيتمنى أن يعود بالزمن ليصوّب الكرة لا القرار.. لكن الحقيقة الأهم، أن كرة القدم، كما الحياة، لا تكتب المجد إلا لمن امتلك الجرأة على الحسم.
في النهاية، ليست كل الهزائم في الملاعب، بعضها يسكن في الداخل.. التردد، الخوف، انتزاع الثقة، كلّها خصوم لا تُرى، لكنها قادرة على إسقاط أعظم الموهوبين، وفي الحياة، كما في كرة القدم، القرار الحاسم في لحظة واحدة، قد يغيّر كل شيء.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا