“كليفلاند كلينك أبوظبي” ينفذ أول زراعة مزدوجة لقلب ورئتين في الإمارات
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
نجح مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، جزء من مجموعة “M42 ” الطبية العالمية، في تنفيذ أول عملية من نوعها على الإطلاق في دولة الإمارات، لزراعة مزدوجة لقلب ورئتين لسيدة إماراتية تبلغ من العمر 56 عاما بعد معاناتها من ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
ويعد ضغط الدم الرئوي حالة صحية تهدد الحياة، وتحدث نتيجة ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي، ما يعيق التدفق الحيوي للدم من القلب إلى الرئتين.
واستطاع مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي” تحقيق هذا الإنجاز مرسخا التزامه بتطوير الرعاية الطبية، بدعم من دائرة الصحة – أبوظبي، ما يعكس جهود ترسيخ مكانة أبوظبي وجهة رائدة للرعاية الصحية عالميا، بفضل الإمكانات التي تتمتع بها في مجال زراعة الأعضاء، من خلال بنيتها التحتية المتطورة والكفاءات الصحية، التي تتميز بالخبرة والمعرفة والمنشآت الصحية المتقدمة عالميا التي تحتضنها.
ومنذ تأسيسه في عام 2017 أجرى المستشفى أكثر من 700 عملية زراعة تشمل 47 لزراعة رئة، و23 لزراعة قلب، فيما يواصل المستشفى تقديم الرعاية لأكثر الحالات تعقيدا واضعا رعاية عالمية المستوى في متناول جميع سكان المنطقة.
وتعاني المريضة من هذه الحالة منذ عام 2004، وتم إحالتها إلى مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي” في مارس 2022.
وقال الدكتور فادي حامد استشاري أمراض الرئة والمدير الطبي لبرنامج زراعة الرئة في “كليفلاند كلينك أبوظبي” : “حرصنا على مراقبة حالة المريضة لتقييم استجابة جسمها للعديد من إستراتيجيات ومنهجيات الرعاية الموجهة للتعامل مع مرضها، إلا أنها لم تظهر أي استجابة بالأدوية الاعتيادية، ومع استمرار التدهور تم تشكيل فريق رعاية متعدد التخصصات خصيصا لها، ليشرع أفراده في العمل على تقييم حالتها ودراستها بشكل أكثر دقة”.
وأضاف أن فريق الرعاية المتعدد التخصصات قرر ضرورة خضوعها لتدخل جراحي معقد، ليس فقط لحاجتها لزراعة رئة، بل أيضا بسبب التضخم الشديد في قلبها الناجم عن الضغط المستمر عليه.
من جهته أوضح الدكتور ميتش باديوالا استشاري جراحة القلب والصدر بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في “كليفلاند كلينك أبوظبي”، أن زراعة الرئة تعتبر في التاريخ الطبي المعاصر، الخيار العملي المتاح لارتفاع ضغط الدم الرئوي، إلا أن حالة المريضة كانت صعبة للغاية، نتيجة تضخم قلبها بشكل كبير مع صغر تجويف صدرها الأمر الذي استدعى إجراء زراعة مزدوجة لقلب ورئتين.
من ناحيتها أكدت الدكتورة نادية المطروشي استشارية جراحة القلب والصدر، أن مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي” يعد أحد المستشفيات القليلة، التي تقدم رعاية متعددة التخصصات للحالات الصحية المعقدة، لافتة إلى أن حالة المريضة شهدت تعاونا مكثفا بين مختلف الأقسام في المستشفى لإدارة حالة الضغط الحاصل في قلب المريضة من خلال الإبقاء على مستويات مرتفعة من الأكسجين، ضمن وحدة العناية المركزة حتى إيجاد أعضاء مطابقة لها.
وذكرت أنه شارك في عملية التخطيط لإجراء الزراعة، فريق متعدد التخصصات يضم متخصصين في طب القلب وقصور القلب وطب الرئة وجراحة الصدر وجراحة القلب والعناية المركزة للقلب والتخدير القلبي لوضع خطة محكمة لإجراء عملية زراعة مزدوجة لقلب ورئتين.
من جانبه قال الدكتور عثمان أحمد مدير قسم جراحة الصدر “كليفلاند كلينك أبوظبي” – الذي يتمتع بخبرة سابقة في إجراء زراعات مزدوجة لقلب ورئتين في الولايات المتحدة- : ” كانت المريضة تعاني من مرض القلب والرئة في مراحله الأخيرة، ولو لم نجد الأعضاء المطابقة في الوقت المناسب لكانت قد فقدت فرصة إجراء هذه الجراحة التي ستغير حياتها، حيث كان قرار المضي نحو إجراء الزراعة المزدوجة إنجازا رئيسا لكل من المريضة وفريق الرعاية المعني بحالتها في المستشفى”.
وقال :” إن إجراء الزراعة المزدوجة للقلب والرئتين يعتبر غير شائع، حتى في أضخم مراكز زراعة الأعضاء العالمية لذلك فإن برنامج الزراعة لدينا فريد من نوعه، نظرا لأوقات الانتظار القصيرة التي يتمتع بها ووصوله اليسير لأعضاء مواتية للمرضى من حيث الأنسجة والحجم مع بقائها خارج جسم المتلقي لفترات قصيرة، إذ أن طول فترة بقائها بين استئصالها من جسم المتبرع وزرعها لدى المتلقي قد يقود لتدهور نتائج عملية الزراعة بعد إتمامها”.
وأضاف أنه بتوجيه من دائرة الصحة – أبوظبي وبالتعاون مع البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية ’حياة‘، يمكن الحفاظ على هذا الوقت القصير في زراعات القلب والرئة، إذ أتاح لنا ذلك تحقيق معدلات نجاة مرتفعة على مستوى هذه الجراحات المعقدة، الأمر الذي استقطب العديد من المرضى من أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية الذين يحتاجون للخضوع لمثل هذه الجراحات المعقدة والتي أثبتنا كفاءتنا العالية في تنفيذها.
بدوره أكد الدكتور راشد عبيد السويدي المدير التنفيذي لقطاع القوى العامة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي إن إمارة أبوظبي استطاعت أن تعزز إمكاناتها في مجال زراعة الأعضاء من خلال ما تتمتع به من منظومة صحية متميزة وبنية تحتية متقدمة وكفاءات صحية لديها الخبرات اللازمة لتقديم خدمات زراعة الأعضاء وفق أفضل الممارسات العالمية وبإستخدام أحداث التقنيات والابتكارات حيث تبرهن مثل هذه الإنجازات على مكانة أبوظبي كوجهة رائدة للرعاية الصحية عالميا.
وأضاف أن أبوظبي شهدت منذ تأسيس البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية “حياة” في عام 2017 حتى نهاية العام 2023، ارتفاعا متواصلا في عدد عمليات زراعة الأعضاء التي بلغت أكثر من 800 عملية ساهمت جميعها في إنقاذ وتحسين حياة الكثير من المرضى.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: کلیفلاند کلینک أبوظبی زراعة الأعضاء ضغط الدم
إقرأ أيضاً:
برعاية منصور بن زايد.. شخبوط بن نهيان يشهد حفل تخريج طلبة «مدارس الإمارات الوطنية» بمجمعات أبوظبي
أبوظبي (وام)
برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، شهد معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، احتفال «مدارس الإمارات الوطنية» بتخريج الدفعة 18 من طلبة مدارسها في كلٍ من مجمعات «مدينة أبوظبي» و«مدينة محمد بن زايد» و«مدينة العين» في أبوظبي، البالغ عددهم 664 طالباً وطالبة.
حضر الاحتفال معالي أحمد محمد الحميري، الأمين العام لديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة مدارس الإمارات الوطنية، ومعالي أحمد جمعة الزعابي، مستشار رئيس الدولة، ومعالي محمد عبدالله الجنيبي، رئيس الهيئة الرئاسية للمراسم والسرد الاستراتيجي، والدكتور عبدالله مغربي، وكيل ديوان الرئاسة لقطاع الدراسات والبحوث، والدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني، ومحمد سالم الظاهري، نائب رئيس مجلس إدارة «اتحاد الإمارات للجوجيتسو». وتضمن الحفل عرض فيلم قصير سلّط الضوء على مسيرة «مدارس الإمارات الوطنية» وإنجازاتها كصرح تعليمي رائد محلياً وإقليمياً ودولياً.
نقلات نوعية
وأعرب معالي أحمد بن محمد الحميري، الأمين العام لديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة مدارس الإمارات الوطنية، عن بالغ شكره وامتنانه لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على اهتمامه المتواصل بتطوير المنظومة التعليمية في الدولة، كما ثمّن معاليه الرعاية الكريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مؤكداً أن هذا الدعم كان له الأثر الكبير في ترسيخ مكانة «مدارس الإمارات الوطنية» كنموذج وطني رائد، يُسهم في إعداد جيل واعٍ، يعتزّ بهويته الوطنية وقيمه الأصيلة، ومؤهّل بجدارة لمواكبة متطلّبات عصر المعرفة والتطور.
وأشار معاليه إلى أن المدارس تشهد نقلات نوعية بتأسيس «مراكز التدريب التقني والمهني» وإطلاق «برنامج المنح الدراسية للمتفوقين والموهوبين»، وتعزيز الذكاء الاصطناعي في المنظومة التعليمية، وإقامة المخيمات الصيفية لدعم الطلبة المتميّزين سلوكياً وأكاديمياً، إضافةً إلى توفير بيئة تعليمية متميّزة، مدعومة بكوادر أكاديمية وإدارية عالمية، وبنية تحتية متطورة، وشراكة فاعلة مع أولياء الأمور والمؤسسات المجتمعية.
الدفعة الأكبر
من جانبه، عبّر لاتشلان ماكينون، المدير العام لمدارس الإمارات الوطنية، عن ترحيبه بالحضور في حفل تخريج دفعة سنة 2025، التي تُعدّ الأكبر في تاريخ المدارس، حيث تضمّ 930 خريجاً وخريجة من مجمعات أبوظبي والشارقة ورأس الخيمة، وأكّد أن «مدارس الإمارات الوطنية»، التي تأسست برؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، واصلت تطورها وازدهارها تحت قيادة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، حتى أصبحت منارة للتميّز والابتكار في التعليم، مضيفاً أن المدارس خرّجت حتى اليوم أكثر من 5000 طالب وطالبة، يُسهمون بفاعلية في خدمة الوطن وتنميته، ويُجسّدون القيم الراسخة التي تأسست عليها المدرسة.
ودعا ماكينون الخريجين إلى الاقتداء بتوجيهات القيادة الرشيدة، مستشهداً بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأن «الثروة الحقيقية للوطن تكمن في الشباب الذي يتسلّح بالعلم والمعرفة».
كلمة الخريجين
ألقت الطالبة فاطمة جاسم الزعابي كلمة نيابةً عن الخريجين، عبّرت فيها عن شكرها للقيادة الرشيدة على رعايتها مسيرة النهضة، مؤكدةً أن التخرّج يُمثّل بدايةً لمرحلة جديدة من التحصيل العلمي والمساهمة في خدمة الوطن.
وفي ختام الحفل، قام معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان بتكريم الخريجين، كما قدّم معالي أحمد بن محمد الحميري هدية تذكارية لمعاليه تقديراً له لتشريفه حفل التكريم.
يُذكر أنه تم افتتاح «مجمع مدينة محمد بن زايد» بإمارة أبوظبي سنة 2002، وهو أول مجمعات أبوظبي، تلاه «مجمع مدينة العين» سنة 2006، و«مجمع مدينة أبوظبي» سنة 2008، وتُعدّ برامجه الأكاديمية مرخصة بالكامل كمدرسة بكالوريا دولية (IB)، وقد بلغ عدد خريجيها لهذه السنة 664 طالباً وطالبة، وتفخر المجمعات بمشاركاتها المتعدّدة في خدمة المجتمع، إذ حازت على عدد من الجوائز على مستوى الدولة، كما نال طلبتها ومعلموها عدداً من الجوائز في مختلف المجالات.