لجريدة عمان:
2025-06-03@12:45:23 GMT

السعادة المدجنة

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

صديق منذ زمن الطفولة البريئة يمتلك كل ما يمكن أن يقال عنه بأنه أسباب السعادة الدنيوية من منصب اجتماعي ووظيفة مرموقة وحياة عائلية مستقرة وكثير من زخرف الحياة الدنيا، دعاني فـي يوم إلى لقاء خارج إطار كل الرسميات المتعارف عليها والتي باتت تؤطر حياته من كل جانب، أسرّ لي بأنه لا يجد المتعة والسعادة والشغف فـي حياته رغما عن كل ما يمتلكه وما يحيط به من ترف الحياة شاكيا لي بأن حياته صارت رتيبة وضيقة ولا يجد بها طعم السعادة.

قد يكون هذا المشهد عابرا ويمر على الكثيرين من أمثالي وأمثالكم من أن الناس باتوا لا يجدون للسعادة طعما رغم امتلاكهم لكل مقوماتها المادية على الأقل وتبدو حياتهم من بعيد بأنها مثالية كاملة لا ينقصها شيء، وهذا ما بات يعرف اليوم بمصطلح «السعادة المدجنة» أي السعادة التي تبدو مثالية من الخارج لكنها فـي الواقع سعادة مؤقتة زائلة لا يلبث صاحبها أن يعود إلى حالة اللا سعادة طلبا لشيء آخر يجلب له الفرح والسرور، فالسعادة المدجنة غالبا ما تكون مرتبطة بامتلاك الأشياء المادية وليست بالأشياء الحقيقية التي يأتي معها الاستقرار النفسي حتى وإن كانت تلك الأشياء ليس لها قيمة مادية.الامتلاء والامتلاك هي ظاهرة مرادفة لهذا العصر وهي ما يدجن السعادة ويقلل من قيمتها ووقتها، فالامتلاء بمفهومه العام يعني الشي الممتلئ الفائض عن الحد وقد يكون الامتلاء نتيجة للامتلاك أي امتلاك كل شيء لدرجة تصل إلى حد الشبع والتخمة بحيث لا يشعر صاحبها بأي طعم لذيذ آخر عند حصول الامتلاء، وهذا ما يحدث فـي مفهوم السعادة المؤقتة التي تصاحب امتلاك الشيء المادي ثم العودة إلى اللا سعادة أو إن صحت تسميتها بالتعاسة فور أن يذهب بريق ذلك الامتلاك، فـيمكن أن يكون لدى الفرد كثير من مقومات السعادة المادية من المال والجاه والغنى والمنصب والأشياء المادية الأخرى ولكنه يظل يشعر بالفراغ وعدم السعادة من داخله. فالامتلاء أو الامتلاك لا يعني أن الإنسان ممتلئ من الداخل ويشعر بالسعادة بل قد يكون ذلك مجرد واجهة خداعة يحاول صاحبها أن يخدع بها نفسه والآخرين من حوله.

السعي وراء المثالية الزائدة والظهور بمظهر الكمال فـي كل شيء فـي الحياة هي ما يؤدي إلى فقدان جوهر السعادة فنمط الحياة الحديثة هو ما أفقد الناس السعادة والفرح والسرور، ومحاولة مجاراة الآخرين والتشبه بهم ومقارنة الذات بهم من دون مراعاة للفروقات الفردية والاجتماعية والنفسية والمالية هي ما يجر إلى الوقوع فـي شباك السعي الحثيث وراء محاكاة الآخرين والتشبه بهم بغية الحصول على السعادة التي هي فـي نظر الكثيرين مادية أكثر منها روحية.

قد يكون مفهوم السعادة مطاطا يحتمل الكثير من التعريفات والأوصاف لكنه كما قال عنه البعض بأنه ذلك الشعور بالفرح والرضا الداخلي عن النفس وعن الحياة بعيدا عن المقاييس المادية مدججا ومحصنا بسلام داخلي قوي ينبع من أعماق النفس يمنح الفرد طمأنينة وهدوءا وهذا ما يمكن تمييزه بين السعادة الحقيقية عن تلك المدجنة، التي ترتبط بالمظاهر دون الجوهر.

لا أتمنى أن تفارقنا السعادة رغم كل ما يحدث فـي العالم من نكبات وكوارث ومآسٍ مضاف إليها محاكاة وتقليد للآخرين بغية استجداء بعض من أطراف السعادة الزائفة المغلفة بأوهام النجاح المادي أو المعنوي، أتمنى أن ننعم بالسعادة الحقيقية، فهي تلك التي تتسلل إلى قلوبنا برغم الصعاب، تنمو من أبسط اللحظات، وتتغذى على السلام الداخلي فـي ذواتنا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المغرب يكون شباب البنين في تربية الدجاج

نُظّمت أول دورة تدريبية مهنية لفائدة شباب بنيني في مجال تربية الدواجن، من طرف الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب (FISA) ونظيرتها البنينية (IAB)، بدعم من سفارة المغرب في البنين.

وقد استفاد أحد عشر شاباً من البنين، مرشحين لخلافة ذويهم في هذا القطاع، من برنامج تكويني مكثف ومتعدد المحاور دام 30 يوماً، احتضنه المعهد الملكي للتقنيين المتخصصين في تربية المواشي بالفوارات – القنيطرة، بتمويل كامل من الفيدرالية المغربية FISA.

شمل البرنامج التكويني جوانب نظرية وتطبيقية في تربية الدواجن، إدارة الضيعات، تصنيع الأعلاف وتحويل المنتجات، كما انفتح على أبعاد اجتماعية وثقافية ورياضية، ما ساهم في تعزيز قيم الانضباط وروح الفريق.

وحظيت هذه المبادرة بإشادة واسعة من الشركاء المهنيين والمؤسساتيين، باعتبارها نموذجاً ناجحاً للتعاون جنوب-جنوب، ومساهمة فعالة في تأهيل شباب قادر على قيادة تحول مستدام في قطاع الدواجن في البنين.

وأكدت الفيدراليتان FISA وIAB عزمهما على مواصلة هذا البرنامج وتوسيعه ليشمل فئات جديدة من الشباب، بما يعزز الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية في كلا البلدين.

مقالات مشابهة

  • المغرب يكون شباب البنين في تربية الدجاج
  • 5 أيام من السعادة.. متى تبدأ إجازة عيد الأضحى؟ وكيف تحتفل لتجعلها لا تُنسى؟
  • «فريق السعادة».. 600 أخصائي يرسمون البهجة على وجه ضيوف الرحمن
  • هل الحزب الشيوعي بذلك يكون غير شرعي؟!
  • موافقات تأجير تمويلي عالقة منذ أسبوعين رغم التنسيب.. أين الشراكة الحقيقية بين القطاعين
  • لهذا السبب.. غسل اللحوم قبل الطهي قد يكون ضاراً أكثر مما ينفع
  • الجلاد لقيادات الجبهة الوطنية: الحزب يجب أن يكون مختلفًا
  • مملكتي الصغيرة باردة باهتة.. فكيف السبيل لأزينها بالحب والمودة؟
  • كلب يتولى منصب “مسؤول السعادة” في شركة هندية
  • سر انهيار إمبراطورية نوال الدجوي.. مجدي الجلاد يوضح الأسباب الحقيقية