لجريدة عمان:
2025-12-14@04:25:00 GMT

الاستدامة المالية لشركات المساهمة العامة

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

أظهرت النتائج المالية الأولية لشركات المساهمة العامة المدرجة في بورصة مسقط والتي تم الإعلان عنها خلال الأيام الماضية أداء جيدا لمعظم الشركات غير أننا نود أن نتوقف اليوم عند واحد من أهم البنود التي تتضمنها النتائج المالية وهو الإيرادات والمصروفات والذي يعد أحد أبرز العناصر في الاستدامة المالية للشركات.

وعلى الرغم من أن قراءة بعض الأرقام تكون معقدة نوعا ما، غير أننا نود أن نشير إلى أهمية هذين البندين وهما: الإيرادات والمصروفات سواء لشركات المساهمة العامة والمساهمين فيها، أو للمستثمرين في البورصة الذين قد يواجهون بعض التحديات عندما يُقبِلون على شراء أسهم الشركات التي تسجل بشكل دائم ارتفاعا في مصروفاتها مقابل الإيرادات التي تجنيها. والشركات نفسُها مطالبة أيضا بمراقبة أدائها ونتائجها المالية واتخاذ الخطوات الضرورية لمعادلة بنود الميزانية أولا بأول؛ إذ لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تصل تكاليف التشغيل إلى 6 ملايين ريال عماني في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري كما لاحظناه لدى إحدى شركات المساهمة العامة في حين أن الإيرادات الإجمالية للشركة خلال هذه الفترة لم تتجاوز 4 ملايين ريال عماني.

ارتفاع مصروفات الشركات بشكل مبالغ فيه مقابل الإيرادات التي تحققها يؤثر دون أدنى شكّ على الاستدامة المالية للشركة، فلا تستطيع الشركة في ظل هذا الوضع التخطيط بشكل سليم للمستقبل سواء من ناحية التوسع في الإنتاج أو من حيث الدخول في أسواق جديدة وتنويع المنتجات، إذ إن الخسائر التي تسجلها الشركات من سنة لأخرى تقلّص قدراتها على النمو وتضاعف من حجم التحديات التي تواجهها، ومع ازدياد العجوزات وتراكم الخسائر يصبح من الصعب على الشركة الاستمرار في أداء أعمالها وتدخل بالتالي إلى قائمة الشركات المتعثرة، وهو ما لاحظناه لدى العديد من الشركات التي لم تقم بتقييم أدائها أولا بأول، وبدلا من أن تشارك المساهمين هذه التحديات في اجتماعات الجمعية العامة السنوية تقوم بتبرير أسباب ارتفاع المصروفات وتراجع الإيرادات؛ حينا بالأزمات الاقتصادية العالمية وحينا آخر بتحديات المنافسة المحلية وفي النهاية تسير بالنهج نفسه حتى تتراكم الخسائر ويصبح من الصعب على الشركة الاستمرار وتضطر إلى التصفية ويخسر المستثمرون في البورصة والمساهمون في الشركة كل أموالهم.

إن الاستدامة المالية تتيح للشركات آفاقا عديدة للنمو وتمكنها من التوسع في الأسواق المحلية والعالمية والحصول على تمويل مريح من البنوك بالإضافة إلى إمكانية الحصول على تمويل من خلال بورصة الأوراق المالية عبر طرح أسهم جديدة للاكتتاب العام، وإذا استطاعت الشركات تحقيق الاستدامة المالية فإن مجالات النمو والنجاح أمامها ستكون واعدة وهو ما يتطلع إليه المساهمون في الشركات والمستثمرون فيها، وحتى تتمكن الشركات من تحقيق الاستدامة المالية المطلوبة فإن عليها مراقبة أدائها أولا بأول والوقوف على حجم الأرباح أو الخسائر التي تسجلها ومستوى إيراداتها ومصروفاتها، وبشكل عام تستطيع الشركات من خلال قياس أدائها؛ نجاحا أو فشلا اتخاذ الخطوات التالية إما بمضاعفة مكاسبها أو على الأقل الحد من خسائرها والاستعداد لمرحلة النمو. أما تجاهل ذلك وتبرير تراجع الإيرادات وزيادة المصروفات من سنة لأخرى فإنه يعمّق مشاكل الشركات ويدفعها إلى الخروج مبكرا من الحياة الاقتصادية واللجوء إلى التصفية بعد أن تجد جميع الأبواب أمامها مغلقة؛ البنوك لن تقدم لها مزيدا من التمويل والمساهمون والمؤسسون سيتوقفون عن الدعم والموظفون في هذه الشركات سيجدون أنفسهم ضمن قائمة المسرّحين بعد أن أخفقوا في حماية الشركة ولم يبذلوا ما يكفي لتحقيق الاستدامة المالية للشركة التي يعملون فيها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاستدامة المالیة المساهمة العامة

إقرأ أيضاً:

مباشر. قسوة الطقس تفاقم الخسائر الإنسانية في غزة.. وضغوط أميركية لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار

تستمر الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، على الرغم من مرور 63 يومًا على سريان وقف إطلاق النار، إذ فاقم المنخفض الجوي الذي تشهده المنطقة من حدة الأوضاع الصعبة.

أفادت مصادر في الدفاع المدني بقطاع غزة بوفاة مواطنين اثنين جراء سقوط حائط كبير على خيام للنازحين غرب مدينة غزة، فجر اليوم. وفي حادث منفصل، قال مصدر في الإسعاف والطوارئ إن خمسة أشخاص لقوا حتفهم وأُصيب آخرون نتيجة انهيار منزل في منطقة بئر النعجة ببلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الصحة وفاة رضيعة متأثرة بالبرد والأمطار التي غمرت خيام النازحين في منطقة المواصي بمدينة خان يونس.

و حمّلت حركة حماس إسرائيل مسؤولية الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، متهمة إياها بعدم الالتزام ببنود اتفاق وقف الحرب.

على الصعيد الدولي، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية توسيع فريق العمل الدولي في مركز التنسيق الخاص بغزة، ليضم ممثلين عن نحو 60 دولة ومنظمة شريكة. وفي هذا الإطار، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن واشنطن طرحت اسم المبعوث الأممي السابق نيكولاي ملادينوف ليتولى تمثيل مجلس السلام في غزة.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن الجهود ما زالت مستمرة لاستعادة جثمان آخر أسير إسرائيلي في قطاع غزة، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل بشكل مكثف خلف الكواليس من أجل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي تطور ذي صلة، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تواجه ضغوطًا أميركية متزايدة لتحمل تكلفة إزالة الركام الهائل الذي خلّفته الحرب في قطاع غزة. وأضافت الصحيفة، نقلًا عن مصادر، أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على تحمّل هذه التكاليف، التي قد تصل إلى مئات ملايين الدولارات، على أن تُسند المهمة إلى شركات متخصصة.

التغطية الحيّة:

${updatedAt} ${title} ${body} ${author} شارك 7:38 GMT+1 ترامب: الولايات المتحدة تبذل جهودًا كبيرة بشأن غزة و59 دولة تدعم "سلامًا حقيقيًا" في الشرق الأوسط

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة تبذل جهودًا كبيرة في ما يتعلق بملف غزة، مشيرًا إلى وجود "سلام حقيقي في الشرق الأوسط" يحظى بدعم 59 دولة.

شارك انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • المالية تقلص طلبات الاستثمارات غير المباشرة مقدار 21 مليار جنيه في أسبوع
  • المالية تطلق منصات رقمية جديدة لتسهيل الإجراءات الضريبية وتحسين الإيرادات
  • «تحالف الطاقة النظيفة» في «كهرباء دبي» يحفز مساهمة الشركات في دعم الاستدامة
  • "أم سجدة" تواجه حكما قضائيا مشددا بالسجن والغرامة المالية
  • مؤسسة النفط تستعرض الشراكات التي تقيمها مع الشركات الأوروبية وسبل تطويرها
  • وزارة المالية تدشن مرحلة جديدة لإصلاح محاسبة الجماعات الترابية
  • مباشر. قسوة الطقس تفاقم الخسائر الإنسانية في غزة.. وضغوط أميركية لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار
  • وزير الخارجية: تدشين تحالف من الشركات المصرية للاستثمار في أنجولا
  • تحويل ميناء دمياط إلى محور إقليمي.. الشركات والتوكيلات تقدم مقترحات التطوير
  • ندّاف قدّمت تصريح الذمّة المالية إلى هيئة مكافحة الفساد