ترامب يطالب باحترام العلم وينوي تجريم حرقه.. نخبرك ما يقوله الدستور
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
طالب المرشح الجمهوري، الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بسن قانون يفضي بسجن من "يدنس العلم" الأمريكي بإحراقه، لمدة عام على الأقل، وإنه سيطلب ذلك من الكونغرس إذا وصل إلى البيت الأبيض.
ما المهم في الأمر؟
لطالما كان تدنيس العلم مثار جدل في الولايات المتحدة بين من يرى أنه حق من حقوق التعبير، ومن يرى أنه جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون، ويستدعي ترامب بهذا الطلب حقبة زمنية قديمة ونقاشا محسوما سلفا.
ماذا قالوا؟
◼ قال ترامب: "سوف نعلم أطفالنا أن يحبوا بلدنا وأن نحترم دائمًا علمنا العظيم، ولا أعترف بعدم دستورية سن قانون يجرم حرق العلم".
◼ قالت المحكمة الأمريكية العليا عام 1989 إن حرق العلم الأمريكي هو شكل من أشكال حرية التعبير المحمية دستوريا.
◼ المستشار القانون والمحامي كان روبرت كورن قال إن سن قانون بتجريم حرق العلم من شأنه أن يبدأ تحديات قانونية جديدة وعدم يقين حيث ستقدم المحاكم تفسيرات متضاربة للتعديل وتطبق القانون بشكل غير متساو.
◼ تابع كورن: سيؤدي سن قانون إلى استهداف أفراد أو مجموعات معينة بناء على آرائهم السياسية وطبيعة احتجاجهم.
ما هو التعديل الأول للدستور؟
أدخل على الدستور الأمريكي الذي يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، عدة تعديلات لاحقا، يعد "التعديل الأول" أهمها على الصعيد الوطني، لأنه يتعلق بالحريات العامة في البلاد.
وينص التعديل على أنه: "لا يصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته، أو يحد من حرية التعبير أو الصحافة، أو من حق الناس في الاجتماع سلمياً، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف".
هل يعني أن كل شيء مباح في أمريكا؟
بالطبع لا، فالتعديل الأول ليس مطلقا، إذ أن هنالك بعض القيود على ما جاء فيه، مثلا، لا يجوز ختان الإناث في الولايات المتحدة على اعتبار أنه "ممارسة دينية"، لأنه يتعارض مع قوانين أخرى تجرم "العنف القائم على الجنس".
كما أنه من غير القانوني القيام بتهديدات أو التحريض على العنف المباشر أو اقتراح الإطاحة بالحكومة بالقوة. ويمكن للحكومة أن تطلب تصاريح للتجمع وأن تضع للتجمعات الكبيرة حدودا للزمان والمكان؛ وذلك لإدارة حركة المرور وتجنب الفوضى العامة. وهناك أيضا بعض القيود المتعلقة بالإباحية.
يؤدي أحيانا تفسير التعديل الأول للحقوق إلى منازعات يجب تسويتها في المحاكم القانونية.
تاريخ تجريم تدنيس للعلم
في عام 1897 تم اعتماد قانون تدنيس العلم الأمريكي، وسوء الاستخدام التجاري والسياسي، على مستوى الولايات لكن لم يتم تشريع قانون فيدرالي بهذا الخصوص.
وفي عام 1907 قالت المحكمة العليا إن العلم وإن كان رمزا فيدراليا، إلا أن الولايات لديها سلطة لإصدار قوانين تدنيس العلم بموجب سلطتها لحماية السلامة العامة.
لكن النزاعات في ذلك الوقت كانت في الغالب لها علاقة بالاستخدام التجاري، وليس معارضة الحكومة وذلك حتى عام 1931 حيث كفلت المحكمة العليا الأمريكي الحق باستخدام العلم كعلامة على معارضة الحكومة، بما يتماشى مع التعديل الأول للدستور.
وفي عام 1942 أقر الرئيس الراحل روزفلت قانون العلم الفيدرالي، وأحكاما "إرشادية" لعرضه واحترامه لكن دون أي عقوبات على عدم الامتثال على اعتبار أنها مجرد إرشادات للامتثال الطوعي.
بعد ذلك بعام، قالت المحكمة العليا للفصل في أحد النزاعات بشأن تحية العلم في ولاية فيرجينا الغربية، بأنه لا يمكن إجبار أطفال المدارس العامة على أداء تحية العلم الأمريكية.
وغيرت حرب فيتنام بعض الأمور المتعلقة بالعلم، حيث اعتمد الكونغرس الأمريكي في عام 1968 أول قانون فيدرالي لتدنيس العلم بعد حادثة حرقه في سنترال بارك احتجاجا على الحرب في فيتنام، وعليه التف معارضو الحرب على القانون و"شتموا" العلم على أساس أن القانون يحظر فقط "حرقه والدوس عليه وتشويهه".
وبقيت القضايا تثور في المحاكم في السبعينات والثمانينات بخصوص ازدراء المواطنين للعلم كتعبير عن معارضتهم للحكومة، وبدأت عدد من الولايات بتقليص قوانينها المتعلقة بتدنيس العلم.
وفي عام 1989 عدل الكونغرس قانون تدنيس العلم لعام 1968 لكنه ظل منتقدا وألغت المحكمة العليا عددا من الإدانات بحرق العلم.
وفي 1990 تم رفض تعديل دستوري في الكونغرس ينص على أن "الكونغرس والولايات لديهم سلطة لحظر تدنيس العلم".
الخلاصة
حتى إشعار آخر، يمكن لأي محتج أن يحرق العلم الأمريكي دون أدنى مساءلة قانونية، و
ليس من السهل على ترامب إذا وصل إلى سدة الحكم تجريم "تدنيس العلم" لأن التعديل الأول للدستور يمنع الكونغرس من إصدار قانون يتعارض مع حرية التعبير، وهو ما أقرته المحكمة الأمريكية العليا سابقا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية ترامب العلم الأمريكي الكونغرس الأمريكي امريكا انتخابات الكونغرس الأمريكي ترامب العلم الأمريكي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العلم الأمریکی المحکمة العلیا التعدیل الأول فی عام
إقرأ أيضاً:
ماء العينين: تصريحات وهبي بخصوص تجريم الإثراء غير المشروع تتضمن معطيات "مخالفة للحقيقة"
قالت أمينة ماء العينين، القيادية بحزب العدالة والتنمية، إنها تفاجأت من تصريحات وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، ذات الصلة بمحاولة تجريم الإثراء غير المشروع، مشيرة إلى أنها « تتضمن معطيات مخالفة للحقيقة بمقتضى النص والواقع ».
وأوضحت ماء العينين في منشور على صفحتها بـ « فايسبوك » أن الوزير حاول تبرير « معارضته الشديدة » لهذه المقتضيات بالدفع بكون المواد القانونية المعنية تستهدف المواطنين جميعا وتضعهم موضع شبهة في علاقتهم بحقهم الدستوري في التملك، وحقهم في التمتع بقرينة البراءة، مشددة على أن ذلك « مخالف تماما للحقيقة ».
ووفق المتحدثة، فإن مقتضيات الفصل 8-256 من الفرع 4 مكرر من القانون 16.10، الذي أحاله رئيس الحكومة آنذاك عبد الإله ابن كيران على مكتب مجلس النواب، تنص على معاقبة كل شخص ملزم بالتصريح الإجباري بالممتلكات طبقا للتشريع الجاري به العمل، بغرامة من 100.000 إلى 1.000.000درهم، إذا ثبت بعد توليه للوظيفة أو المهمة أن ذمته المالية أو ذمة أولاده القاصرين الخاضعين للتصريح، عرفت زيادة كبيرة وغير مبررة.
وأضافت القيادية في حزب « المصباح » أن الوزير « يعلم أن الإطار القانوني الساري المفعول حاليا ينظم عملية التصريح بالممتلكات أمام المجلس الأعلى للحسابات في بداية تقلد المهام وبعد انقضائها، غير أنه لا ينص على الجزاء في حالة ثبوت زيادة هذه الممتلكات زيادات غير مبررة »، معتبرة أن ذلك يفرغ مقتضى التصريح الإجباري من قيمته ويكاد يجعله شكليا.
وأكدت ماء العينين على أن النص كما تم عرضه أكد على ثبوت الزيادة الكبيرة وغير المبررة، مضيفة أنه من المعلوم أن الثبوت يتم بناء على تحريات تتولاها الجهات المختصة بناء على مؤشرات، وأن قرينة البراءة تظل مكفولة بتنصيص مشروع القانون على الحق في إثبات المصدر المشروع للزيادة المذكورة، وذلك في ردها على « تصوير الوزير للمدافعين عن القانون كفاعلين عبثيين يتلاعبون بحقوق الناس ويوجهون إليهم التهم بشكل عبثي لمجرد الزيادة في ثرواتهم وممتلكاتهم »، وفق قولها.
وأردفت أن المنطق الذي يدفع به الوزير قائم على مقولة: ”لا توجه لي اتهاما ولا تخاطبني حتى تكتمل عناصر إدانتي لديك”، معتبرة أنه يعد « تقويضا لفلسفة التشريع الجنائي القائمة على توجيه الاتهام ومنح الفرصة للمشتبه فيه وللمتهم للدفاع عن نفسه، حيث يظل متمتعا بقرينة البراءة إلى حين صدور مقرر قضائي حائز لقوة الشيء المقضي به ».
وشددت المتحدثة على أن من حق الجميع معارضة مقتضيات قانونية لا يتفق معها، مستدركة أن « المعارضة يجب أن تتأسس على دفوعات لا تخالف الحقيقة ولا تحور النص المقترح، ولا تحاول شيطنة النوايا الكامنة خلفه وتصويرها في صورة المتلاعب بحقوق الناس والمتجرئ على حرياتهم ».
كلمات دلالية الإثراء غير المشروع العدالة والتنمية عبد الطيف وهبي ماء العينين